أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جورج حداد - -الفأر الميت- للمعارضة السورية















المزيد.....



-الفأر الميت- للمعارضة السورية


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1357 - 2005 / 10 / 24 - 08:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من الطبيعي جدا ان تكون سوريا اليوم، نظاما ومعارضة، في بؤرة الضوء ليس فقط في الظرف الراهن، بسبب "الاهتمام" الاميركي والدولي، ولا سيما بعد تقرير القاضي الالماني ميليس الذي، بالسطور وبين السطور، اثبت تورط قيادة النظام السوري ـ السياسية والامنية معا ـ في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق الشهيد رفيق الحريري، التي كانت حلقة او خطوة في مؤامرة لم تكتمل فصولا كان هدفها الاغتيال النهائي للبنان كبلد، وتحويله الى مقبرة جماعية للبنانيين، بأيدي "اللبنانيين" و"الاشقاء جدا" من السوريين؛
إذ من الطبيعي ان تكون سوريا في بؤرة الضوء، بسبب موقعها الجغرافي الستراتيجي، كما وبسبب مكانتها التاريخية، عربيا بالاخص، ودوليا بالاعم.
ولقد دأب النظام الدكتاتوري ـ المكيافيلي السوري، ولا سيما "مدرسة" دكتور جيكل ومستر هايد، التي ارسى قواعدها ومارسها عشرات السنين "الاب الروحي" او "العراب" الراحل حافظ الاسد، على استغلال المكان والمكانة المميزين لسوريا ليس في سبيل تحقيق شعارات "الوحدة والحرية والاشتراكية" و"الامة العربية الواحدة.. ذات الرسالة الخالدة" التي امتطاها المغامرون والمقامرون البعثيون للقفز الى السلطة، التي فسقوا فيها وعربدوا، ما شاءت لهم اميركا الفسق والعربدة، طوال عشرات السنين، على ظهر "الشعب الواحد في دولتين: سوريا ولبنان"، ضد القضية الوطنية للبلدين، وضد القضية الفلسطينية خصوصا، وضد القضية القومية العربية عموما.
لا جدال في فساد وبوليسية وتسلطية ودكتاتورية النظام السوري. وهذا ما كان ولا يزال يعترف به اركانه انفسهم، مباشرة او مواربة، وحتى بوجود حافظ الاسد، وذلك من خلال دعوات الاصلاح ومكافحة الفساد، التي كان اركان النظام يذرون رمادها في العيون، من حين الى آخر، لا لشيء سوى لاخذ "جرعة اوكسجين" اخيرة تنقذ النظام من الاختناق، من اجل الاستمرار في جرائمه وفضائحه ومخازيه، التي بز فيها المماليك وسلاطين بني عثمان المأفونين، الذين لا زال لقطاؤهم يسرحون ويمرحون على ضفاف البوسفور، ويتهيأون للعبور الى "الاتحاد الاوروبي" فوق جماجم ملايين ضحاياهم من اليونانيين والارمن والاشوريين، ويتطلعون لـ"فتح اسلامي" جديد لبلاد العرب، التي "هد حيلها" واثخن فيها "الصداميون" و"الاسديون" واشباههم من "مماليك" هذا الزمن.
وبالطبع لا يمكن لأي كان، حتى السيدة المصون وصال فرحة وجميع بيادق وصبيان الشيوعية البكداشية، تبرئة النظام السوري من الفساد والاستبداد.
ولكن هل ان الفساد والاستبداد هما "العيب" الرئيسي، او "العيب" التاريخي، لحكم "البعث"؟!
وبكلمات اخرى: هل ان "المسألة الداخلية"، على كل اهميتها المصيرية، هي المسألة الرئيسية بالنسبة لسوريا، وبالتالي في "المحاكمة التاريخية" للنظام السوري؟!
ان كل الابواق والاجهزة ومراكز الابحاث والاستخبارات الاميركية تدفع في هذا الاتجاه. اي في اتجاه "الأقلمة" واضفاء الطابع "المحلي" على الازمة المصيرية لسوريا والنظام السوري. وعن هذا الطريق، فإن تلك الابواق والاجهزة تسعى جاهدة لـ"اللقاء" و"احتواء" القوى "الدمقراطية" و"الليبيرالية" و"الاصلاحية" في سوريا، حتى اشدها عداء لفظيا لاميركا. وليس بدون عبرة انه قد أنشئ في اميركا حزب عميل باسم "حزب الاصلاح" يترأسه "غادري!" ما، هو اسم على مسمى، مع الاعتذار المسبق من جميع الشرفاء من عائلتي "غادر" و"غادري".
كلا! ان مسألة الفساد والاستبداد، بالنسبة لسوريا والنظام السوري، ليست هي المسألة الرئيسية ـ المسألة السبب، بل هي مسألة متفرعة، محصلة، نتيجة، للمسألة الرئيسية في سوريا، التي هي المسألة الوطنية (بالمعنى القطري السايكس ـ بيكوي ذاته) والمسألة القومية (العربية، التي نخس بها وخانها، بأفظع ما تكون النخاسة والخيانة، النظام البعثي السوري، كما شقيقه السابق العراقي).
أي، وبالرغم من جميع تبجحات النظام السوري وتخرصات ابواقه المأجورة و"الصديقة" وما تنجده به الابواق الاميركية والصهيونية التي تقدم له "الخدمات" اذ تتهمه بدعم "الارهاب"، فإن المسألة الرئيسية بالنسبة للنظام البعثي السوري، هي انه كان ولا يزال نظام الممارسة و"الادارة" الفعلية والتسويق الداخلي والخارجي للخيانة الوطنية والقومية، وذلك باسم الوطنية والقومية، اللتين حولهما هذا النظام الى جعجعة رخيصة وورق مراحيض.
وطبعا ان نظاما يقوم ـ لم يتحول.. بل قام اصلا ـ على الخيانة الوطنية والقومية، لا بد له ـ كشرط وجودي ـ ان يلجأ الى الحكم الاستبدادي والدكتاتورية والبطش والولوغ في الدماء، واستباحة الكرامات وفضح الاعراض، من اجل ان يستطيع الوجود "من اصله" (كما يقول اخوتنا المصريون)، ومن اجل ان يستمر في وجوده المخزي. اذ كيف يمكن لهذا النظام ان يمرر خيانته الوطنية والقومية، ويفرضها على الشعب السوري البطل، الا بالقمع والدكتاتورية وتحويل سوريا العربية الى سجن كبير والى "سوريا العار" اي "سوريا الاسد"؟!
وتثبت التجربة التاريخية في كل مكان ان الفساد هو التوأم الملازم للاستبداد والدكتاتورية. والنظام السوري لم يكن في اي وارد للشذوذ عن هذه القاعدة. بل على العكس: فإن الفساد جرى زرعه في سوريا (ولاحقا في لبنان) بشكل مخطط ومدروس، من اجل قتل بقايا الضمير الوطني والقومي لدى اي عنصر من عناصر السلطة والادارة الدولوية. والعنصر الذي يغرق في الفساد (اي شكل من اشكال الفساد) لم يعد من الممكن له ان يحاسب ارباب النظام على اي شيء، كما لم يعد بامكانه ان "ينقلب" عليهم، لان "زمامه" و"ملفه" في ايديهم، وهم قادرون على ان "ينتحروه" في اي وقت، معنويا وسياسيا وجسديا.
ان مواجهة ومعالجة الفساد والدكتاتورية في النظام السوري هي امر ملح وضروري. ولكن الملح اكثر والضروري اكثر هو معالجة موضوع الخيانة الوطنية والقومية بالنسبة لهذا النظام.
واذا اجرينا مقارنة بين النظام السوري وبين "النظام العرفاتي" فلسطينيا، يمكن القول ان "العرفاتية" انحرفت تدريجيا عن الخط الوطني، بسبب الاخطاء ـ ذاتيا. كما بسبب تردي الاوضاع العربية والدولية واختلال موازين القوى، لصالح قوى الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية، ـ موضوعيا.
اما النظام السوري فهو قد وجد اصلا كنظام خيانة وطنية وقومية. وكل وجوده وممارسته السياسية والامنية والفسادية كانا، عن سابق تصور وتصميم وتخطيط، يقومان على "مبدأ" الخيانة الوطنية والقومية.
وليسأل كل منا نفسه: كيف جاء حافظ الاسد وعصابته الدموية الفاسدة الى السلطة؟
في 5 حزيران 1967، كان حافظ الاسد وزيرا للدفاع في سوريا، وكان منوطا به الدفاع ـ على الاقل ـ عن الجولان، الذي كان مسلحا ومحصنا بالاسلحة وعلى الطريقة السوفياتية، التي دوخت الاميركيين في فيتنام. وكان "نائبه" (نائب الرئيس لاحقا) عبدالحليم الخدام محافظا لمدينة القنيطرة. فماذا فعل هؤلاء الاشاوس؟ اعلنوا عن سقوط القنيطرة قبل ثلاثة ايام من دخول الجيش الاسرائيلي اليها، وسلموا الجولان الى الاسرائيليين بدون قتال. واصدر حافظ الاسد للسبعين الف جندي سوري المحتشدين بكافة انواع الاسلحة في الجولان امرا بالانسحاب الكيفي. واستلم الجيش الاسرائيلي الاسلحة السوفياتية، التي دفع ثمنها العمال والمواطنون السوفيات المساكين، وهي بشحمها. والاسلحة الفردية التي خلفها عشرات الوف الجنود السوريين المنسحبين عشوائيا الى لبنان، عبر مزارع شبعا ومنطقة راشيا الوادي، وصلت في الاخير الى "القوات اللبنانية" العميلة لاسرائيل، كي تحارب بها القوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية. وطلعت علينا الابواق حينذاك تلقي اللوم، في هزيمة حزيران وتسليم الجولان، على السلاح السوفياتي، بأنه غير كاف، وغير فعال، وحتى.. غير هجومي!! علما ان المطلوب، الحد الادنى الذي كان مطلوبا حينذاك، هو لا الهجوم على تل ابيب، بل الدفاع عن الجولان. ولكنهم سلموا القنيطرة مسبقا، والجولان، بحجة عدم القدرة على الهجوم. يا للفضيحة! بل يا للخيانة!!
هؤلاء الخونة هم بالتحديد الذين احتلوا مواقع القيادة في حزب البعث العربي الاشتراكي، وفي النظام "الوطني والتقدمي" في سوريا.
هل كان ذلك صدفة؟؟
كلا!!
في الحرب العالمية الاولى، بعد ان اكتشفت الجماهير الاوروبية ان هناك كتلا مالية عالمية موحدة، ماسونية وصهيونية، هي التي كانت تدير الحرب من وراء الستار ، وتسلح الفريقين وتحرض الفريقين الخ الخ.. ورفعت الجماهير شعارات مثل "تسقط الدبلوماسية السرية"، لان تلك الجماهير اكتشفت ان البرلمانات والحكومات المنتخبة لم تكن سوى واجهات للضحك على الذقون وتضليل الشعوب، وان القوى الخفية، التي تعمل من وراء الستار، هي صاحبة القرار.
ان مجيء حافظ الاسد وعصابته الى السلطة في سوريا لم يكن عمليا في حينه سوى "انقلاب" اميركي ـ صهيوني بامتياز، جاء للرد على احتمالات تطور الثورة الفلسطينية الى ظاهرة مقاومة شعبية عربية للامبريالية والصهوينية والرجعية العربية. وكل من يلهث اليوم خلف المخططات الاميركية، المغلفة بالدمقراطية و"حقوق الانسان!!"، ليس سوى "احتياط" لانقاذ ما يمكن انقاذه، لاميركا واسرائيل، بعد السقوط المحتم للنظام الاسدي السوري، العميل والدكتاتوري.
ويتوجب على الباحثين والمؤرخين السوريين والعرب، الجادين والمخلصين، ان يكشفوا للتاريخ ما هي هذه "الصدفة" التي تأتي بالخونة، الذين سلموا القنيطرة والجولان بدون قتال، والذين كان يجب محاكمتهم ميدانيا بتهمة الخيانة العظمى، تأتي بهم هم بالتحديد الى السلطة؟!
يمكن "تلخيص" الخيانة الوطنية والقومية للنظام الاسدي السوري في النقاط التالية:
1 ـ القبول العملي بـ"المناقصة" التي جرت على تقسيم سايكس ـ بيكو ذاته، ونعني بذلك التسليم بانتزاع لواء الاسكندرون العربي من سوريا، وضمه الى الفاشية التركية.
2 ـ المحافظة على الامن والاستقرار الاسرائيلي في مرتفعات الجولان المحتل، والصمت المطبق عن العمل الاسرائيلي الدؤوب لاسرلة الجولان. ومنع اي مقاومة شعبية ضد الاحتلال. ونذكر هنا ان الفدائي الفلسطيني (من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) الذي سبق له ونسف خط انابيب التابلاين المار في مرتفعات الجولان الى لبنان، هذا الفدائي قد مات في السجون السورية. ومع الاعتراف التام ببطولات الجندي العربي، المصري والسوري وغيرهما، التي ظهرت في حرب تشرين 1973، فقد اثبتت التجربة التاريخية (منذ حرب 48ـ 1949) ان ستراتيجية الحرب النظامية هي كارثة على العرب، وهي الطريق الاقرب لتكريس وتوطيد وتوسيع الوجود الصهيوني على الارض العربية. وحرب تشرين 1973، التي تمخضت عن كامب دايفيد، وعن حرب لبنان المأساوية، وعن تكريس احتلال الجولان، لا تشذ عن هذه القاعدة بل تؤكدها. والذين شنوا هذه الحرب، الخونة من امثال انور السادات وحافظ الاسد، كانوا يعرفون تماما ماذا يريدون وماذا يفعلون، على حساب دماء الجنود والضباط العرب الشرفاء البواسل.
3 ـ التآمر مع اميركا واسرائيل، لسحق الحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية في لبنان. وقد تبدى ذلك في سلسلة الجرائم التي ارتكبت منذ اغتيال الزعيم التقدمي العربي كمال جنبلاط، و"إخفاء" الامام موسى الصدر، ولم تنته باغتيال رفيق الحريري، الذي اصبح يشكل خطرا على المخططات الاميركية للبنان والمنطقة. كما تبدى في سلسلة المجازر بدءا من مجزرة تصفية مخيم تل الزعتر والنبعة والدكوانة، واستقدام الاحتلال الاسرائيلي لبيروت، وارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا غير البعيدة عن التخطيط والتسهيل السوري، حيث ان مصلحة اسرائيل والنظام الاسدي السوري كانت تلتقي عند نقطة تهجير الفلسطينيين وابعادهم قدر الامكان عن الحدود الاسرائيلية، وخنق روح المقاومة لدى الجماهير الفلسطينية. ومن ابشع ما قام به النظام الاسدي السوري على هذا الصعيد هو تصفية والغاء المقاومة الوطنية اللبنانية، اولا للتخلص منها بذاتها خدمة لاسرائيل، وثانيا لمنع انتقال "عدواها" الى سوريا ذاتها، حيث ان المقومات السياسية للمقاومة (شيوعيون، تقدميون، قوميون، بعثيون) في لبنان هي نفسها في سوريا ايضا. ولتحقيق هذه الغاية لجأ النظام الاسدي السوري الى "أسلمة" المقاومة وتقليصها الى لون طائفي ومذهبي واحد، تسهيلا لتصفيتها التامة فيما بعد. ولهذه الغاية جرى تنظيم الاحتكاكات والنزاعات بين "الاسلاميين" والشيوعيين، وكذلك تنظيم واخراج حروب المخيمات الفلسطينية ـ الشيعية، التي سقط فيها من الضحايا اضعاف اضعاف ما سقط في مجزرة صبرا وشاتيلا نفسها.
4 ـ الالتفاف على الحركة التحررية الكردية في تركيا، والعمل لاحتوائها سياسيا وعسكريا وبوليسيا، تمهيدا لحرفها واجهاضها وبيع جلدها ورميها الى المصير المجهول حينما يحين الحين. وهذه هي خلاصة قصة حزب العمال الكردي التركي بزعامة عبدالله اوجلان، مع النظام السوري. واثناء ذلك استخدم، ما امكن، الابوجيون، لتطويع حركة المعارضة الكردية في سوريا ذاتها. والان، وبنتيجة هذه السياسة المكيافيلية الخيانية، التي طبقها النظام الاسدي السوري على الاكراد، تحولت المسألة الكردية في سوريا الى حصان طروادة. وسوريا اليوم هي مهددة ـ كما العراق والعرب اجمعين ـ بـ"كردائيل"، في ترادف وتنسيق جيوسياسي مع "تركائيل" و"اسرائيل" يحيط ويحاصر منطقة "الشرق الاوسط الكبير" "الدمقراطي"، كما يريده جورج بوش.
أين هي المعارضة السورية من كل ذلك؟!
لا احد ينكر التضحيات الجسام للمعارضة السورية، جماهير ومثقفين وقيادات. وقد ارتكبت مجازر بحق الشعب السوري، لا يقوم بها سوى عدو محتل. مثل مجزرة حماه، ومجزرة سجن تدمر وغيرهما. والحقيقة ان النظام الاسدي السوري، بوصفه نظاما خيانيا عميلا، لا يختلف في شيء عن العدو المحتل. كما قضى المعارضون السوريون مئات ملايين السنين (محسوبة على حياة الفرد) في الاقبية والسجون والزنازين السورية، والعشرات وربما المئات والالوف قضوا نحبهم في تلك السجون، دون حكم ومحاكمة.
ومع ذلك، فإن المعارضة السورية فشلت في الامساك بالحلقة المركزية للصراع، اي المسألة الوطنية والقومية. فهي، مثلها مثل النظام:
أ ـ نسيت او تناست لواء الاسكندرون.
ب ـ وطوال 38 سنة من الاحتلال الاسرائيلي للجولان، فإن المعارضة السورية لم تزعج الاحتلال، ولم تزعج خاطر النظام الاسدي، برمي حجر على المحتلين.
ج ـ ومثلما كان النظام السوري يتبجح بدعم المقاومة في لبنان وفي فلسطين، فإن "مشاركة" المعارضة السورية في المقاومة (والجولان، بمقاييس سايكس ـ بيكو ذاتها، هو ارض سورية) لم تخرج عن نطاق الدعم الكلامي. شكرا لصلواتكم!!! ونتوقف هنا عند نقطتين "طريفتين" في العلاقة اللبنانية ـ السورية والمقاومة:
1 ـ معلوم ان اعدادا كبيرة جدا من "الاسلاميين" السوريين كانوا قد لجأوا الى لبنان، ولا سيما بعد مجزرة حماه وما تلاها من اضطهاد غير مبرر ضد جماعة "الاخوان المسلمين" واصدار القانون الوحشي الذي يقضي بالاعدام على كل منتسب الى "الاخوان". وطبعا ان "الاسلاميين" السوريين اللاجئين، اقاموا علاقات وثيقة مع نظرائهم "الاسلاميين" اللبنانيين والفلسطينيين، من مختلف المذاهب. ومع ان المرحلة شهدت "أسلمة" المقاومة فلسطينيا ولبنانيا، فهذا لم ينطبق على "الاسلاميين" السوريين. وفي حين ظهرت "حماس" و"الجهاد" و"حزب الله"، لم نر ظهور اي حركة "اسلامية" سورية للقتال ضد الاحتلال الاسرائيلي في الجولان. ولكننا بالمقابل وجدنا بعض "الاسلاميين" السوريين يشاركون في حينه، الى جانب حركة "التوحيد الاسلامي" بزعامة الشيخ سعيد شعبان، الذي كان على علاقة وثيقة بالاجهزة السورية، التي سلطته ضد القوى الوطنية اللبنانية العلمانية. ومن "مآثر" "الاسلاميين" السوريين في ذلك الحين، المساهمة ـ الى جانب "التوحيديين" ـ في قتل عشرات المقاتلين الشيوعيين الشباب في طرابلس، الذين كانوا قد سلموا انفسهم، وتم قتلهم بدم بارد بشكل جبان وخسيس، يندى له جبين احقر العثمانيين.
2 ـ ان منطقة مزارع شبعا، التي لا تكاد تظهر على الخارطة ومع ذلك دخلت الان في قاموس الدبلوماسية الدولية، هي منطقة لبنانية حسب تقسيمات سايكس ـ بيكو. ولكن طبيعتها الجغرافية وموقعها على زاوية الحدود الثلاثية بين اسرائيل (بعد نشوئها) ولبنان وسوريا، جعل منها "جنة للتهريب". و"بمونة" الاخ الاكبر، قام النظام السوري بالسيطرة الفعلية على المنطقة منذ الخمسينات، للاستفادة من عمليات التهريب تحت ستار "مكافحة التجسس" لصالح اسرائيل و"التجسس" عليها. وقد اقيم في المنطقة مخفر سوري دائم بالرغم من ان مواطنيها يحملون الجنسية اللبنانية. وعشية، ومباشرة غداة هزيمة حزيران 1967، التي تم فيها احتلال الجولان ومزارع شبعا بحكم "الامر الواقع السوري" فيها، كان رئيس ذلك المخفر ضابط ـ ثعلب مخابرات سوري يدعى ابو خلدون، الذي كان يقيم علاقات وثيقة مع سكان المنطقة ومع الفدائيين الفلسطينيين الاوائل الذين حلوا في "فتح لاند" في الستينات. بعد ذلك اختفى المخفر واختفى ابو خلدون، وربما هو الان احد المحققين الجزارين في احد السجون السورية، او احد ضباط المخابرات الاسرائيلية: "الحال من بعضه"!! ولكن بعد اضطرار اسرائيل للانسحاب من الاراضي اللبنانية (غير المختلف على لبنانيتها) في ايار 2005، بفضل تضحيات المقاومة الوطنية والاسلامية اللبنانية، ولتبرير استمرار "التواجد" السوري في لبنان (الذي كان بتحجج بالاحتلال الاسرائيلي)، تذكر النظام الاسدي السوري لبنانية مزارع شبعا، التي لا تزال محتلة من قبل اسرائيل. علما انه ـ اي النظام الاسدي ـ كان أذكى من ان يقدم الى الامم المتحدة اي وثيقة رسمية يعترف فيها بلبنانية المزارع. ولا ندري اذا كانت اليوم وزارة الرئيس السنيورة ستسير بشكل جدي في مسألة ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان، وتأكيد لبنانية المزارع، على الاقل كي ترتاح عظام السيدين سايكس وبيكو في قبريهما. والمضحك ـ المبكي ان المعارضة السورية ايضا تؤيد اليوم شرعية (وهي بالتأكيد شرعية) المقاومة اللبنانية للاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا. فيا سادة يا كرام، طالما انتم لا بالعير ولا بالنفير، ولا تجرؤون على رمي اسرائيل بحجر، وطالما ان الجولان محتل من قبل اسرائيل التي اعلنت ضمه قانونيا منذ وقت طويل، فتنازلوا ايضا عن الجولان للمقاومة اللبنانية، بدلا من ان تتنازلوا عنه عمليا لاسرائيل! على الاقل في هذه صدقوا مقولة حافظ الاسد اننا شعب واحد في دولتين. لماذا فقط مزارع شبعا؟ ماذا ستخسر سوريا اذا أعلنت لبنانية الجولان، واذا حررت المقاومة اللبنانية الجولان وضمته الى لبنان، بدل ضمه الحالي الى اسرائيل؟
ومؤخرا، في 16/10/2005، اصدرت المعارضة السورية وثيقة سياسية جامعة سميت (إعلانُ دمشقَ للتغيير الوطنيّ الديمقراطيّ). وهو (اعلان) ـ فضيحة، يصح فيه المثل العربي القديم: "تمخض الجبل، فولد فأرا!"، مع فارق بسيط هو ان "الجبل" ولد هذه المرة فأرا ميتا. ويراد لجماهير الشعب السوري المظلوم ان تبتلع هذا الفأر الميت، كما كان السجانون البعثيون احيانا يجبرون بعض المساجين على ابتلاع فأر ميت. ولنلق نظرة على "مآثر" هذا (الاعلان):
اولا ـ يتضمن الاعلان 1372 كلمة، بما في ذلك اسماء الموقعين، منظمات وشخصيات، نكن لها كل احترام.
ثانيا ـ في هذه الـ 1372 كلمة، لا يجد واضعو (الاعلان) والموقعون عليه اي فسحة ليذكروا كلمة، ولو كلمة واحدة، عن اميركا و"نواياها الطيبة" تجاه سوريا ولبنان وفلسطين والعراق والوطن العربي الواسع والعالم الاسلامي الاوسع.
ثالثا ـ طبعا ليس هناك اي كلمة عن لواء الاسكندرون الذي نسيته كليا المعارضة، كما النظام، السوريين.
رابعا ـ وطبعا ليس هناك اي اعلان في هذا (الاعلان) عن نية المعارضة السورية، ولو مجرد اعلان نوايا، في تكوين مقاومة شعبية مسلحة ضد الاحتلال الاسرائيلي للجولان.
خامسا ـ يتفضل علينا اصحاب (الاعلان) في التأكيد ليس على عروبة سوريا، التي كانت تسمى "قلب العروبة النابض"، بل "التأكيد على انتماء سورية إلى المنظومة العربية، وإقامة أوسع علاقات التعاون معها، وتوثيق الروابط الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية التي تؤدي بالأمة إلى طريق التوحد". وهذا ما يذكرنا بـ"فتوى" بعض العلماء السوفيات، التي سبق في حينه للشيوعيين البكداشيين ان استصدروها، بعدم وجود "امة عربية"، وبأن العرب هم "امة في طريق التكوين" اذا اكتملت الشروط المناسبة لها. وبطبيعة الحال ان هذه خطوة لقاء ـ في منتصف الطريق ـ مع الستراتيجيين الاميركيين والصهاينة، الذين يقض مضاجعهم وجود الامة العربية، والذين ينادون اليوم ويدعون الكيانات العربية المسخ، صغيرها وكبيرها، للدخول في "الشرق الاوسط الكبير"، طبعا "الدمقراطي"!!
سادسا ـ لا يذكر (الاعلان) كلمة واحدة عن الدور الخياني للنظام السوري، ضد القضية الوطنية السورية، واللبنانية، والفلسطينية، والتي بلغت حدود الجرائم الكبرى (اقلها اغتيال رفيق الحريري) في لبنان.
سابعا ـ ولكنه طبعا "يطيب خاطرنا" و"يعزينا" بالحديث عن "تصحيح العلاقة مع لبنان، لتقوم على أسس الحرية والاستقلال والسيادة والمصالح المشتركة بين الشعبين والدولتين".
ثامنا ـ اما عن الشعب الشهيد ـ ونعني به شعبنا الفلسطيني المظلوم، الذي يتجرع كل ساعة سموم ومرارة التشريد والاحتلال ـ فـ... ولا حتى كلمة عزاء!!
تاسعا ـ يتحدث (الاعلان) عن "إيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية في سورية. بما يضمن المساواة التامة للمواطنين الأكراد السوريين مع بقية المواطنين من حيث حقوق الجنسية والثقافة وتعلم اللغة القومية وبقية الحقوق الدستورية والسياسية والاجتماعية والقانونية، على قاعدة وحدة سورية أرضاً وشعباً". وينسى (الاعلان) ان يتحدث عن السريان المظلومين، اصل وفصل سوريا التي تحمل اسمهم. ومع ذلك فإن حل قضية الشعب الكردي الشقيق هي امر ضروري تاريخيا. وحركة التحرير العربية هي موضوعة امام التحدي التاريخي بايجاد حل للمسألة القومية، للعرب والاكراد وجميع الاتنيات التي يتكون منها النسيج الوطني في البلاد العربية. ولكن، يا سادة، نحن "لسنا وحدنا" من يهتم بقضايانا الوطنية والقومية. فهذه القضايا تدخل في صلب "اهتمام" و"شغل" الامبريالية والصهيونية ايضا. ونشوء اسرائيل، كـ"وطن قومي ـ ديني" معاد للعرب والعروبة، ليس ظاهرة يتيمة. والصراع الدامي في لبنان، من اجل تأكيد عروبته، هو عبرة لمن يريد ان يعتبر. وعلينا الا ننسى ان اميركا، ومنذ مدة طويلة قبل 11 ايلول 2001، وقبل حرب افغانستان وحرب العراق، "تشتغل" على المسألة الكردية بشكل عام، وفي سوريا بشكل خاص. وهناك اتصالات اميركية ـ كردية سورية منذ سنوات طويلة. والعمل على انشاء كردائيل سورية، هو جار على قدم وساق مثل العمل على انشاء كردائيل عراقية. والتعامي عن ذلك، ليس باية حال في مصلحة القضية الوطنية العادلة للشعب الكردي الشقيق، مثلما هو ليس في مصلحة القضية الوطنية السورية خاصة والقضية القومية العربية عامة.
عاشرا ـ ان (الاعلان) هو مطالعة حقوقية نموذجية في "الدمقراطية" و"المواطنة" و"المجتمع المدني" و"حقوق الانسان" الخ الخ. ولا يختلف عاقل مع اصحابه على ذلك. وعلينا ان نذكر هنا ان اسرائيل ايضا هي "دمقراطية" نموذجية، بل هي "واحة الدمقراطية في الشرق الاوسط". والنواب العرب انفسهم في الكنيست الاسرائيلي يقولون ما يشاؤون، ويتظاهرون في الشوارع "الاسرائيلية"، بل ويزورون "الدول العربية المعادية لـ"الدولة"، دون ان يزج بهم في السجون الاسرائيلية بتهمة الخيانة. وهذا منتهى "الدمقراطية". ونحن في صراعنا المصيري مع اسرائيل لا نحارب الدمقراطية، بل نحارب الاحتلال والاغتصاب، والامبريالية والصهيونية. وعلينا ان نعترف ان الامبريالية العالمية (بما فيها الصهيونية) قد كيفت نفسها كي تستخدم لمصلحتها جميع اشكال الحكم السياسية: الفاشية والاستبدادية والدكتاتورية، وكذلك البرلمانية و"الحرياتية" والدمقراطية. ونحن ـ ضحايا الاستبدادية والامبريالية، في وقت واحد ـ علينا ان نتعلم التمييز بين المعطيات التاريخية، فلا نذهب الى تأييد الدكتاتورية في معارضتنا للامبريالية، ولا نذهب الى تأييد الامبريالية في معارضتنا للدكتاتورية. ولكن يبدو ان بعض "الاساتذة" اليساريين والشيوعيين، من امثال فخري كريم وبهاء الدين نوري العراقيين وكريم مروة اللبناني، ينسون ابجديات علم السياسة، كما ينسون بديهيات الالتزام الوطني والقومي، ويذهبون الى تأييد "الاحتلال" الاميركي من اجل "إحلال" الدمقراطية. فبئس الدمقراطية التي ستأتي لنا بالاحتلال وتحولنا من بني آدميين الى "امة" من السعادين.
ان (الاعلان) بهذه الصيغة يوقع عليه بكل سرور بعض "رسل" الدمقراطية امثال احمد الجلبي وفريد الغادري، وتوافق عليه بكل رضى اجهزة الاستخبارات الاميركية والصهيونية التي تعمل على زرع "الفوضى البناءة" بهدف "نشر الدمقراطية" في "الشرق الاوسط الكبير". وهذا (الاعلان) ـ بهذه الصيغة ـ هو خطوة على طريق اللقاء مع اميركا. فماذا ينفع القضية الوطنية السورية، والقضية القومية العربية، ان يتم "تداول السلطة" (من اسس الدمقراطية) في سوريا، بأن يذهب "حكم دكتاتوري" عميل سرا لاميركا، ليأتي بدلا منه "حكم دمقراطي" عميل مكشوف لها.
والسؤال الان: هل كتب على شعبنا السوري المظلوم، الذي تحمل الانقلابات والدكتاتوريات لاكثر من نصف قرن، ان يبتلع الان هذا "الفأر الميت" لما يسمى "المعارضة السورية"؟!!
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
*كاتب لبناني مستقل مقيم في بلغاريا




#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم العربي والاسلامي ودعوة ديميتروف لاقامة الجبهة الموحدة ...
- هل تنجح خطة فرض تركيا وصيا اميركيا على البلاد العربية انطلاق ...
- الحرب الباردة مستمرة بأشكال جديدة بين -الامبراطورية- الروسية ...
- حرب الافيون العالمية الاولى في القرن 21: محاولة السيطرة على ...
- هل يجري تحضير لبنان لحكم دكتاتوري -منقذ!-؟
- أسئلة عبثية في مسرح اللامعقول
- الجنبلاطية والحزب التقدمي الاشتراكي
- وليد جنبلاط: الرقم الاصعب في المعادلة اللبنانية الصعبة
- القيادة الوطنية الجنبلاطية والنظام الدكتاتوري السوري
- القضية الارمنية
- سوريا الى أين؟
- سنتان على الحرب الاميركية ضد العراق2
- سنتان على الحرب الاميركية ضد العراق
- وماذا بعد الانسحاب السوري من لبنان؟
- جنبلاط، القضية الوطنية والمسيحيون الدجالون
- المفارقات التاريخية الكبرى في الازمنة الحديثة وتحولات المشهد ...
- المسيحية العربية والاسلام في المشهد الكوني
- من هم مفجرو الكنائس المسيحية في العراق؟! وماذا هم يريدون!؟
- الامبريالية الاميركانو ـ صهيونية و-شبح الارهاب-: من سوف يدفن ...
- العراق على طريق -اللبننة- الاميركية!


المزيد.....




- الحكومة المصرية تعطي الضوء الأخضر للتصالح في مخالفات البناء. ...
- الداخلية المصرية تصدر بيانا بشأن مقتل رجل أعمال كندي الجنسية ...
- -نتنياهو يعرف أن بقاء حماس يعني هزيمته-
- غروسي يطالب إيران باتخاذ -إجراءات ملموسة- لتسريع المفاوضات ح ...
- تشييع جثمان جندي إسرائيلي قُتل في هجوم بطائرة مسيرة تابعة لح ...
- أمام المحكمة - ممثلة إباحية سابقة تصف -اللقاء- الجنسي مع ترا ...
- واشنطن تستعيد أمريكيين وغربيين من مراكز احتجاز -داعش- بسوريا ...
- واشنطن لا ترى سببا لتغيير جاهزية قواتها النووية بسبب التدريب ...
- بايدن: لا مكان لمعاداة السامية وخطاب الكراهية في الولايات ال ...
- مصادر لـRT: الداخلية المصرية شكلت فريقا أمنيا لفحص ملابسات م ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جورج حداد - -الفأر الميت- للمعارضة السورية