أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - روسيا .. الأكثر جذرية فى مواجهة داعش















المزيد.....

روسيا .. الأكثر جذرية فى مواجهة داعش


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4938 - 2015 / 9 / 27 - 14:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إرتكبت الإدارة الأمريكية سلسلة من الأخطاء العسكرية الكارثية فى المنطقة دفعت ثمنها باهظا، بدءا من غزو العراق "بحجج واهية" والتدخل مع الناتو فى ليبيا لتدميرها وتحويلها لقاعدة للإرهاب، ومرورا بذلك الحلف الذى قادته لمحاربة داعش، وإنتهاءا بتسليحها وتدريبها لما أسمته بالمعارضة المعتدلة فى سوريا وخصص أوباما لذلك نصف بليون دولار لتمويلها والذين "حسب إعتراف أمريكا" إما إنضموا لداعش أو سلموا أسلحتهم الى جبهة النصرة، وهكذا تمنى السياسة الأمريكية فى المنطقة والعالم بهزيمة تلو الأخرى تدفع ثمنها بأزماتها الإقتصادية وخسائرها العسكرية المتتالية، لقد بدأت ضربات الطائرات الأمريكية وحلفائها ضد تنظيم الدولة منذ سبتمبر 2014 فى سوريا وقبلها بالعراق وحتى الآن لم تتمكن من زحزحة داعش خطوة واحدة الى الوراء بل إستطاع التنظيم التمدد أكثر ليستولى على مناطق جديدة كالرمادى بالعراق وإدلب وتدمر فى سوريا، وتستمر الولايات المتحدة فى تخبطها فى مجرى ذلك الصراع دون أمل أو مخرج حتى أن الجنرال ديفيد باتريوس "مدير وكالة المخابرات المركزية الأسبق" إقترح على البنتاجون تدريب عناصر من جبهة النصرة لمحاربة داعش.
إن محاولة دخول سوريا للحرب ضد داعش ليست وليدة اليوم ولا يعتبر أنها بدأت بدعوة بوتين لتشكيل حلف جديد يشمل دول المنطقة بما فيها السعودية والأردن وتركيا ومصر وقوات النظام السورى لقتال داعش ولكنه يمتد لسنوات طويلة سابقة " تار بايت" منذ الحرب التى شنتها الجماعات الإسلامية المتشددة ضد الإتحاد السوفييتى بأفغانستان فى القرن الماضى والذى إمتد بعدها لتفجير الصراع الجهادى فى جمهورية الشيشان "أحد جمهوريات الإتحاد الروسى" وما جاورها من جمهوريات القوقاز ووصول التفجيرات الى داخل موسكو نفسها وذلك باختطاف رهائن من جمهور مسرح البولشوى الكبيروتلاميذ إحدى المدارس، وإستمر ذلك الصراع حتى إستطاع بوتين فى حرب شرسة إبعاد شبحه الى الوراء قليلا، ربما يفسر ذلك الموقف الروسى المتشدد ضد جميع التيارات الإسلامية المتطرفة ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين التى تدرجها روسيا على قوائم المنظمات الإرهابية، وما زال خوفها من أن يعود تنظيم الدولة "إذا ما ثبت أقدامه فى العراق وسوريا" للإلتفاف ثانية حول روسيا "القريبة من المنطقة والمتورطة فى صف الأسد" لذا فإنها تسعى الى ضربه فى المنطقة وحبذا لو تستطيع القضاء عليه، إن نجاح روسيا فى بناء تحالف يتصدى لداعش ونجاحها فى الحرب ضدها سوف يعزز بلا شك من وجودها ويرفع أسهمها كثيرا بالمنطقة، وعندما شعر بوتين بتصلب مواقف الأطراف الرافضة لدور الأسد فى معادلة المرحلة القادمة وعدم قدرته على إقناع السعودية وتركيا بالإشتراك فى التحالف الجديد بقيادة روسيا وبمشاركة الجيش الوطنى السورى "رغم مظاهر التقارب الجديد مع السعودية ودول الخليج" لجأ الى حركة إلتفافية واسعة بتكثيف وجوده العسكرى فى سوريا والضغط على أوباما لتليين موقفه من الأسد وهو ما نجح فيه نسبيا "حيث يتلاقى ذلك مع السياسة الأمريكية الراغبة فى الإبتعاد تدريجيا عن المنطقة"، وهو ما مكنه من إعادة خلط الأوراق وأصبح قبول مقترحه حول تشكيل تحالف بقيادته لقتال داعش مسألة وقت.
توجد مبالغات "غير مبرأة" حول مطامع روسيا فى بلد مدمر وفاشل مثل سوريا قتل فيه حوالى ربع مليون بينما ملايين أخرى هائمة على وجوهها، لاشك أن لروسيا مصالح جيوسياسية فى التدخل "فلا توجد فى العالم الآن هبات مجانية" وأولها هو إثبات أهمية دورها فى المنطقة وكسر الحصار الإقتصادى الغربى عليها من البوابة السورية وتثبيت أقدامها فى المتوسط "المياه الدافئة" وإعادة رسم مناطق النفوذ ودرأ الخطر الأصولى " وهومالا يمكن إتهامها بصنعه أو تحريكه"، والسعى لتسويق سلاحها بالمنطقة وإعادة رسم الخريطة وتوزيع الأحجار على رقعة الشطرنج بما يدعم تواجدها الفعّال بعد أن فشل التحالف الأمريكى فى تحقيق أى إنتصارات ملموسة على الأرض، مستفيدة من التراجع الأمريكى والغربى وفقد مصداقيته، والسعى لملإ هذا الفراغ، ويتم تسويق الموضوع بمعادلة بسيطة تقول: من هو الأخطر على الأمن الدولى والإقليمى ، نظام الأسد أم تنظيم داعش؟.
من المؤكد أن النظام البعثى فى سوريا ساهم بشكل كبير فى تفاقم الأزمة بمجمل ممارساته ضد حراك شعبى سلمى بدأ منذ 2011 مطالبا ببعض الإصلاحات الديموقراطية التى لم يستجب لها الأسد بل أمعن فى قمع تلك الإحتجاجات مؤديا لبعض الإنشقاقات فى صفوف الجيش وتحول الإنتفاضة السلمية الى العسكرة فى مواجهة النظام وهو الوضع المثالى لتسلل العناصر التكفيرية والإرهابية وتحول سوريا الى يؤرة جاذبة لهم من جميع أصقاع العالم، ربما ساعد ذلك جزئيا فى إثارة نوع من الرعب بالإقليم والعالم ككل وخاصة بعد إعلان داعش عن إقامة دولة الخلافة ونشرها لخريطة لحدودها تشمل العراق والأردن وسيناء وكامل فلسطين، وربما يدفع هذا الوضع الى خيار صعب يواجه من تبقى من سوريين على الأرض إما الوقوع تحت سيطرة مجموعات إرهابية تقطع الرؤوس وتقيم نظاما ماضويا ظلاميا فاشى أو تأييد نظاما ديكتاتوريا ينتقص من حرياته؟ وهذا ما يفسر إستمرار التأييد الشعبى لنظام الأسد حتى الآن باعتباره أفضل الحلول السيئة، وخصوصا مع تآكل ما يسمى بالمعارضة المعتدلة على حساب القوى المتطرفة وإقناع العالم أنه لا يواجه ثورة شعبية بل إرهابا إسلاميا يشكل عدوا مشتركا للغرب وسوريا وإسرائيل "فى آن واحد" وهو ما يدعم وجهة النظر الروسية فى أن الوسيلة الوحيدة للإنتصار على داعش هو دعم نظام الأسد بوصفه مقاتلا للإرهاب.
إن الدب الروسى يفتح الطريق بقوة لبناء تحالف جديد للحرب على داعش يضم بين صفوفه الجيش الوطنى السورى بعد تفكك التحالف الأمريكى الذى بدأ ب 62 دولة تقلصت الى 40 دولة معظمها تفكر الآن فى الإنسحاب منه، لقد إستطاعت القوات الروسية "رغم أنف الناتو وأمريكا" فى التدخل بجمهورية أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم، وقابل الغرب ذلك بالشجب والعقوبات، وهاهى الآن تتدخل بكثافة فى سوريا لدعم نظام الأسد ومحاربة داعش بينما الآخرين يقفون فى الضفة الأخرى غير قادرين على فعل شيئ ويواجهون تدفق غير مسبوق للاجئين السوريين يدفعهم الى التطلع للدور الروسى فى النهاية كطوق نجاة.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام سلطوى بملامح فاشية
- قراءة جديدة لإتفاقية كامب ديفيد
- بعد إنتخاب -جيرمى كوربين-.. حزب العمال لليسار در
- تحليل دور الإسلام السياسى واليسار والقصر فى الإنتخابات البلد ...
- أردوغان يعالج أزماته الداخلية خارج حدوده
- هل تحولت روسيا الى دولة إمبريالية؟
- دعوة للمراجعة
- بين داعش والصهيونية .. مقاربات أيديولوجية وممارسات وحشية
- تلك الأعمال الدرامية عن يهود مصر
- اليمن والمنطقة وتداعيات ما بعد العاصفة
- داعش .. أعلى مراحل الإسلام السياسى
- جيش الفتح .. ذراع القاعدة فى سوريا
- تلك الضجة المفتعلة حول بئر زمزم
- أمريكا تلعب دور المحلل بين السعودية وإيران
- إخوان كاذبون...حقيقة ما جرى فى عرب شركس
- الفلاحون...والأزمات المتفاقمة
- تأجير مصانع الغزل والنسيج .. وجه آخر للخصخصة
- البيان التأسيسى لتحالف قوى اليسار بالأسكندرية
- الصراع السنى الشيعى وعودة الحروب الدينية
- دروس الماضى والتدخل فى اليمن


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - روسيا .. الأكثر جذرية فى مواجهة داعش