أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - احتلال الحب














المزيد.....

احتلال الحب


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 4853 - 2015 / 7 / 1 - 22:57
المحور: الادب والفن
    



(لا أمتلك قدرة المقاومة. مقاومة غزوك لروحي، واحتلاك لكل شبر من أراضيّ، فحبي لك ليس جيشا أقدّمه لمحاربتك، بل ورودا أقدّمها لك ـ أيتها الغازية ـ ساعة الاحتلال. ـ مراد سليمان علو ـ )
أيتها الجاثمة على قلبي العليل كما منارة (شنكال*) على شارعها الوحيد. إنك تعصرين قلبي فينزف حبّا كما يعصر المساء الشمس الغاربة.
احتلالك لقلبي، ثم رحيلك هو وجع رسائل الحبّ المعلّقة على جدران ذاكرتي التي تخاف أن تلتهمها نيران النسيان.
في أوّل لحظة احتويت قلبي بنظرتك، ومنذ تلك اللحظة وهو أسير قيودك! فقط لو لم تقولي في تلك اللحظة: "اشعر بالرضا لكل ما حولي". لما أبحرت في أيامك.
أيتها الشقية في عالمي لو لم تقولي: "قبّل جبيني بهدوء". لما استطعت أن تدخلي في دمي، وتتجوّلي في شراييني.
اتمنى لو لم أقبّل جبينك القمري؛ لأنني ومنذ تلك اللحظة أدور في مداره سكرانا.
ليتني لم أرك تبكين، فقد احببتك أكثر، وعرفت كم أنت رقيقة، وليتك لم تسمعيني أبك، فقد كنت ألفظ حروف أسمك، وابكي. ابكي، وابكي؛ لأنني كنت أعلم بأنك ستكفّين عن حبي.
لا أزال أحبك ، وها هو حبي لك يستحيل إلى شِعر، ويسافر على أجنحة الفراشات إلى حيث تغنّين للمساءات الصيفية.
لا زلت أحبك لأنني لا أزال أغطس في لذّة قبلتك الأولى. أبيت إلا أن ترسلي معي قبلة، وأن تحملي معك قبلة ولم يهدأ قلبي في تلك الليلة، وكنت تدركين ذلك.
لماذا عبثت بعقلي وقلبي، ولماذا رحلت؟ رحيلك يزحف إلى دروبي اللامرئية، فأراك مرتمية على صدري من جديد. غيابك حضور، وحضورك غياب. أشتاق إليك وأنت معي. أشتاق إليك وأنت بعيدة عني.
حبّي لك زهرة رمّان تكبر كلّ يوم إلى أن تزهر من جديد في الموسم التالي.
تأتين، وهسيس أقدامك العاريتين تشبه موسيقى (بحيرة البجع**) وما أن تحتّل البحيرة، وتغرقيني فيها حتى يبدأ رقصك.
أعيدي حساباتك مرة أخرى، وأزيلي عن كلماتك الغبار، وطالبيني بحبّ جديد، وسأقول لك: "كيف أحبك أكثر من ذي قبل. أحبك، وسأحبك أكثر لو ردّيت لي سنواتي الثلاث التي صرفتها في حبك"، ولكنك كالأسفنج تمتصين كل شيء، ولا تتركين لي خيارا.
لا أريد أن يتيه القمر عن جبينك، لتغزوها الكآبة. لمّلمي ضوءه المتسربل على أكتافك، وأعيدي الألق إلى عينيك، فقد طال انتظاري لرؤية المكان مشّعا بوجودك الغامض كأميرة.
لا أملك قدرة المقاومة. مقاومة غزوك لروحي، واحتلاك لكل شبر من أراضيّ، فحبي لك ليس جيشا أقدّمه لمحاربتك بل ورودا أقدّمها لك ـ أيتها الغازية ـ ساعة الاحتلال.
مسافر كنت أجوب المحطات مع شعري حتى ألتقيتك، فكنت أول استراحة لي، ولكنك كنت استراحة خرساء لا تجيد قراءة القصائد فاعذري سفري المفاجئ رغم الجراح.
أعرف يا حبيبتي الوسيمة إن الأصدقاء سيسألونك عني، فقولي لهم إنه في الغابة كعادته يصطاد الغزلان، ولا تخبريهم عن السكاكين، والخناجر، والسيوف التي غمدتها في خاصرتي ونسيتيها. أخفي السرّ جيدا. سرّ هيامي، وسرّ رجمك لي، وقولي للواتي ستقودهن ثرثرتهن للحقيقة: "إن خناجري دائما كانت مغموسة بمحبتي، وإن حبّي سينفجر يوما كالبركان، والبركان لا يحتاج رخصة انفجار".
نتيجة غزوك لي فقدت ذاكرتي. لا أتذكر إلا سقوطي في مستنقعك واستسلامي لأسواط عينيك.
استسلمت، ومنحتك كل ما املك ولم تعطني، ولو كذبة رغم إن جميع المحتلين يكذبون.
كنت أحدثك عن مملكة العشق، وسلمتك مفاتيحها، ولكنك لم تدخليها ولو مرة.
كنت تملكين جميع الألوان، ولكنك كنت تستعملين الأسود، وكنت تختبئين وراء قناع.
أحفظ عشرات القصص عن ظهر القلب عنك، ومئات الذكريات تتسلل إلى قلبي لتواسيه، ولكن الصحراء لا تنطق، ورمالها لا تتحول إلى أسماك ملونة.
رقصت مع صمتك، وحلمت مع جنونك، وصرت لك أبجدية جديدة، وأبخرة ملونة، وأحجار بيضاء لامعة في ليالي قمرية، وسحر، وأغاني. صرت لك سهلا طينيا احمرا تفوح منه رائحة الجنة عندما تهطل عليه الأمطار.
صرت لك ضحكا، وكركرة أطفال.
صرت لك خصبا وشوقا.
صرت لك ذهولا ولذّة.
صرت لك دهشة وفجرا.
صرت لك معجزة وحبّا.
وصرت لي ألما، ورحيلا، ودموعا، وغصّة، وندما، واحتلالا أبديا.









ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*شنكال: وهو الاسم الكوردي لقضاء سنجار التي تقع في الجنوب الغربي من محافظة نينوى وتبعد عن مدينة الموصل 120 كم.
**بحيرة البجع: هي أحدى روائع تشايكوفسكي الموسيقية. ألفها عام 1887 م.



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بتلات الورد64
- أحبك
- صديقي القديم96 و97 و98 و99 و100
- صديقي القديم93 و 94 و 95
- صديقي القديم90 و 91 و 92
- صديقي القديم87 و 88 و 89
- صديقي القديم84 و 85 و 86
- صديقي القديم81 و 82 و 83
- صديقي القديم78 و 79 و 80
- صديقي القديم75 و 76 و 77
- صديقي القديم72 و 73 و 74
- صديقي القديم69 و 70 و 71
- صديقي القديم66 و 67 و 68
- صديقي القديم63 و 64 و 65
- بتلات الورد63
- صديقي القديم60 و 61 و 62
- صديقي القديم57 و 58 و 59
- بتلات الورد62
- صديقي القديم54 و 55 و 56
- صديقي القديم51 و 52 و 53


المزيد.....




- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب
- تردد قناة سبونج بوب على النايل سات …. أجدد الأفلام وأغاني ال ...
- الكشف عن القائمة القصيرة لجائزة -PublisHer-


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - احتلال الحب