أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مُضر آل أحميّد - المتطرف يفتخر، والمثقف يخجل














المزيد.....

المتطرف يفتخر، والمثقف يخجل


مُضر آل أحميّد

الحوار المتمدن-العدد: 4836 - 2015 / 6 / 13 - 14:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا اقصد بالمثقف من قرأ الكثير من الكتب ولم يعلق منها في باله الا بعض العبارات التي يرددها دون معرفة معناها. ولكن، قد يكون المثقف بائع الخضار الذي لم يتعلم القراءة لكنه تعلّم أن يتقبل وجهات النظر، ويفكر بها، ويراجع افكاره وينتقدها، ويدع مساحة للشك دائما. فعندي المثقف هو من ثقِف بسلامة تفكيره من التعصب، وليس من جمع الاف المعلومات لتسخيرها خدمةً لتطرفه.
أمّا المتطرف فلا نحتاج لتعريفه، فمن بين كل عشرة اشخاص تجد اثنين فقط غير متطرفين، وأحدهما طفل لم يبلغ بعد. اولئك الذين لا يعيدون التفكير، ولا يريدونه. اولئك الذين رأوا في الحياد تردد، فقطعوا امرهم على أن يكونوا في احد الطرفين.
وسآخذ الشعب العراقي انموذحا اناقشه. لن أدّعي أني متجرد من الإنتماء الى العراق، فذلك كذب. ولكنّي بالطبع متجرد من التفاخر بذلك الإنتماء، فقد شاءت الصدفة أن تنجبني والدتي في العراق، ولو كانت انجبتني في اليابان لكنت يابانيا اختلف عنهم بشكل عيوني فقط. لماذا نحمل على من يفخر بطوله ولون شعره، فيما نصفق لمن يفخر بمكان ميلاده؟! هل يختلف من يقول "عراقي وافتخر" عمّن يقول "عندي وحمة وأفتخر"؟! كلا الأمرين لم يكن لصاحبها فيهما خيار. أضف الى ذلك، بماذا نفخر؟ بالحضارات طبعا.
نعم، نفخر بأبنية لم يكن لنا يدٌ في تشييدها، وباختراعات لم نشارك بها، وحتى لم نعرف كيف نحافظ عليها. أو فلنفخر بحاضرنا، فهو مما يستحق:
التعليم؟ بالطبع لا، كثير من خريجي الكليات لا يعرفون ابسط قواعد اللغة العربية او الإملاء.
الصحة؟ لا وجود لحد الآن لنظام موافقة المريض، وإن وجد فيقال له "وقّع هنا" دون أي شرح. ودائما يكون اخفاق الأطباء "قضاء وقدر".
المؤسسات الأمنية؟ لكم الحكم.
ربما المستوى المعيشي؟ حوالي ثلث العراقيين يعيشون تحت خط الفقر.
ولكن، تلك الأمور ليست مهمة عند المتطرف العراقي، فهو يفخر بأمور أكبر وأهم:
الغيرة والشهامة؟ تتبادل العشائر العراقية النساء في حل نزاعاتها.
ربما الوعي والثقافة؟ أعط الناخب العراقي طائفة وحزب المرشح، واحتفظ بباقي المعلومات فهي لا تهمه.
اذن هي الانسانية؟ داعشي عراقي يذبح انسانا. حشد شعبي يحرق آخر. وجميع الطوائف تتشارك مقاطع الفيديو وهي تحتفل لهذا او لذاك.
الإلتزام الديني؟ شعب يسحل الجثث ويسرقها. ومقدار التدين يقاس بطول اللحية أو بعمق آثار اللطم.
أمّا الذين يخجلون، فهم قلّة. من يخجل من تلك الأفعال، وإن لم يشترك بها او يرضى عنها يوما، هو جزء من الأقلية المغلوب على أمرها. و ينبغي على المنظمات الدولية الاعتراف بمن يخجلون من انتماءهم الى هذا الشعب كأقليّة مهددة. فهل أفخر بعراقيتي بعد كل هذا؟ لا بالطبع. ولكني أفخر بإنتمائي الى الأقلية العراقية التي تخجل من أفعال هذا الشعب.
سيقال: كل الشعوب فعلت مثل ذلك وهي تفخر بانتماءها.
وأقول: الشعوب التي تفخر بإنتماءها ويحق لها ذلك، هي الشعوب التي تجاوزت اخطاءها واعترفت بتطرفها حتى تغلبت عليه. أمّا الشعوب التي تفخر بصدفة ولادتها في بقعة معينة، فليست الا شعوبا متطرفة، بغض النظر عن الوانها والسنتها.
يمكننا أن نفخر بإنتماءاتنا ولكن ليس الآن. نفخر عندما نصنع من أنفسنا كما صنع شعب ألمانيا اقتصادا ينفق على اوربا بعد الحرب العالمية الثانية. نصنع كما صنع شعب الإمارات حضارة في اقل من نصف قرن.
أمّا انا فأخجل ممّن يفخر لأنه عراقي رغم كل ما يفعله هذا الشعب. أخجل من الذي يفخر بصدفة ولادته في العراق، فيما يعيب على "كفار" المانيا "فسادهم"، أو على أبناء الإمارات "بداوتهم".



#مُضر_آل_أحميّد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأيي.. ورأي الآخر
- خلافة الفكر الداعشي
- لماذا الحوار المتمدن؟
- لا أزمة ثقافة، بل أزمة تفكير
- بين المطرقة والسندان!
- إبراهيم وأمّة العجائز
- اللادينية الجديدة.. عالمٌ جديد جبان
- أنستهزئ بالإسلام؟
- تجارة الحريّة: الحجاب أنموذجاً
- وداعا ً للسياسة
- لأنكِ بنت!
- انتهى زمن الفلسفة؟!


المزيد.....




- عشرات القتلى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منهم 6 باستهداف ...
- وسط حرب الرسوم.. استثمارات صينية وتركية جديدة لإنشاء مصانع ف ...
- السويداء.. إسرائيل تقصف قوات سورية بعد اشتباكات دفعتها لدخول ...
- ما الذي يحدث في كردفان في السودان؟
- ترامب لبي بي سي: -أشعر بخيبة أمل من بوتين... لكنني لم أنتهِ ...
- غارات إسرائيلية على البقاع الشمالي في لبنان توقع 12 قتيلا
- موجة حر قاسية وصيف ملتهب.. المغرب يستنفر أجهزته لمواجهة الحر ...
- الاتحاد الأوروبي في مواجهة تهديدات ترامب الجمركية.. ما الاست ...
- في صربيا.. الروسيون والبيلاروسيون عالقون في فراغ إداري
- فرنسا: رئيس الوزراء يقترح إلغاء عطلتين رسميتين في سياق توجها ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مُضر آل أحميّد - المتطرف يفتخر، والمثقف يخجل