أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مُضر آل أحميّد - اللادينية الجديدة.. عالمٌ جديد جبان














المزيد.....

اللادينية الجديدة.. عالمٌ جديد جبان


مُضر آل أحميّد

الحوار المتمدن-العدد: 4758 - 2015 / 3 / 25 - 21:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- لكن لماذا هو ممنوع؟
- لأنه قديم. هذا هو السبب الرئيسي. ولا فائدة من الأشياء القديمة.
- حتى ولو كانت جميلة؟
- بالذات عندما تكون جميلة. فالجمال جذّاب، ونحن لا نريد ان ينجذب الناس للأشياء القديمة. نريدهم أن يحبوا الجديد.
.. الناس الآن سعداء، يحصلون على ما يرغبون به، ولا يرغبون بما لا يستطيعون الحصول عليه. فهم منعمون، وآمنون، ولا يمرضون ابدا، ولا يخافون الموت، ولا يعرفون شيئا عن العواطف ولا العهود القديمة، ولا يقلقون على الأمهات والآباء.. .

هذا جزء من رواية "عالم جديدٌ شجاع" لآلدوس هكسلي، حيث يسأل فيه جون (الهمجي) مصطفى موند (الحاكم) عن سبب منع مؤلفات شكسبير ويبدأ بعدها نقاش بين جون ومصطفى موند حول استعداد الجنس البشري –او تقرير البعض عن الجنس البشري- للاستغناء عن كل ما هو قديم من فنون، واداب، وفلسفة، ومعتقدات في سبيل الحصول على السعادة الخالصة. السعادة التي يبين جون انها ليست سعادة اذا لم تختلط بعناء الحياة الاعتيادية بأبعادها الانسانية الاخرى من حزن، وبؤس، وأمل، وسعي، ومحاولة..

وهذا هو حال كثير من مدّعي المشروع اللاديني الجديد. ولن أتحدث عن المفكرين الذين بحثوا وحققوا واختبروا وشاهدوا ثم غلبت عندهم أدلة اللادين على أدلة الدين، وتفوقت بنظرهم حجج النفي على براهين الإثبات؛ لن اتحدث عن اولئك فهم ممن ترفع لهم القبعات لبحثهم ومحاولاتهم ورفضهم الأفكار الجاهزة. بل سأخص بالحديث (مستهلكي المعلبات) الذين تلقوا ايمانهم، او لادينهم، بالوراثة ثم انقلبوا عليه بنسخ الأجوبة المقتضبة الجاهزة. الذين لم يخطر لهم "البحث عن الحقيقة" يوما الا كردة فعل نفسية، او اجتماعية، او سياسية، او جنسية في بعض الأحيان. وبرأيي، وعلى اعتبار أن اللادينية معتقد من حيث أنها تستدعي الأدلة وتحشد الحجج للدلالة على صحتها، فإن اولئك لا يعدون عن كونهم عالة على اللادينية كما أن المسلم بالوراثة عالة على الاسلام، والمسيحي لأنه لم يعرف غير المسيحية عالة على المسيحية. فعند اولئك اسهل الحلول واقربها الى الذهن هو الهروب. فلمَ اختبار عناء البحث ومشقة التفكير وحياة الإصلاح المؤلمة الطويلة عندما يوجد ما يُسمى الهرب؟!
صليبية المسيحيين، لستُ مسيحيا. إجرام المسلمين، لستُ مسلما.. وهكذا فقد اصبح الهرب خير ما يجيده الجنس البشري.

أعرف أنّكم تتساءلون عن الرابط بين الرواية واللادينية الجديدة. حسنٌ، إن المصدر الأخلاقي الوحيد والكافي عند اللادينية الجديدة هو الإنسان نفسه. هكذا يخبرنا سام هاريس، وريتشارد دَوكنز وغيرهما. فلننسى أن الأخلاق بمفهومها الحالي قد جاءت بصورة تراكمية عن طريق الأديان، ولا أخص الأديان الإبراهيمية، ولنعتبر، جدلا، أن الأخلاق صناعة انسانية بحتة. من هو الإنسان او الجهة المخولة بتحديد ما هو أخلاقي؟ واطرح أسئلة سام هاريس في مؤلَفه عن "الكذب": ما الذي يحدد كون كذبة ما كذبةً بيضاء؟ فلو قلنا أنه الأذى الواقع على ضحية الكذب، فمن الذي يحدد ما يؤذي وما لا يؤذي الشخص المكذوب عليه؟! ودون مؤسسة قيمية أخلاقية –وهذا من الأمور القليلة التي أتفق بها مع جمهوريي اميركا- ستصبح القيم الأساسية التي تقوم عليها حياة الإنسان نسبية، فما تراه أنت اخلاقيا اراه لااخلاقي؛


فهل يختلف اللادينييون كثيرا عن رجال الدين؟
اعتدنا على دعاة بـ إله، واليوم أضفنا اليهم دعاة بدون إله؛
فقد أثار فضولي في الفترة الأخيرة تفشي ظاهرة دعاة اللادين! ألا يؤمن أحد فينا بأن الفكرة الجيدة تبيع نفسها؟ لماذا يحتاج رجال الدين دعوة الناس الى اديانهم ان كانت اديانهم تفيد الناس بحيث أنها مرغوبة؟! ولماذا يحتاج دعاة اللادين تقليد اعدائهم الإيديولوجيين في تسخير وسائل الإعلام لنشر دينهم؟ّ! اسئلة ربما لن نلقى، أنا ومن يجلس معي في المنتصف، الجواب عليها من المعنيين بها.
واعتقد أني استطيع التعبير عن رأيي بها بكلمات قليلة: إن الطاقة التطرفية الكامنة في أصحاب اليمين تدفعهم الى أقصى اليسار عند تعرضهم للحافز.


نعم، اننا ننتمي الى أديان، وأعراق، وأوطان تجعلنا بعض افعالها الماضية او الحاضرة نكره انتماءاتنا في كثير من الأحيان. ولكن، هل هذه هي الحالة الإنسانية؟ هل هذا ما نحن عليه؟ ننتمي حتى نستنزف ما انتمينا اليه ثم نتركه الى غيره؟ اعتقد أن جزءا غير قليل منّا هكذا، ولكنه لم يكن الأغلبية يوما. ولكي نعيش في "عالم جديد شجاع" علينا أن نكون أنفسنا شجعانا نحاول تحسينه؛ أمّا عالم حيث لا استطيع القراءة لشكسبير، ليس عالما أريد الحياة فيه.



#مُضر_آل_أحميّد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنستهزئ بالإسلام؟
- تجارة الحريّة: الحجاب أنموذجاً
- وداعا ً للسياسة
- لأنكِ بنت!
- انتهى زمن الفلسفة؟!


المزيد.....




- تحديث تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على جميع الأقمار الصن ...
- رئيس مجلس الشورى الاسلامي يغادر طهران متوجها إلى دوشنبه
- مسئولان فلسطينيان: إسرائيل تسعى لتغيير الوضع القائم بالمسجد ...
- الحكومة العراقية تؤكد رفضها لاي مساس بمكانة المرجعية الدينية ...
- الاعلام الحربي للمقاومة الاسلامية في لبنان: ترقبوا... جديد ا ...
- جمعة النصر في طهران .. صفعة كبيرة لأعداء الجمهورية الاسلامية ...
- المجتمعات اليهودية والمسلمة في ألمانيا والسعي نحو التضامن
- عسكريون روس يهاجمون الإسلاميين في منطقة الساحل ويستعيدون جثث ...
- حملها لاطفلك.. اليك تردد قناة طيور الجنة على نايل سات وعرب س ...
- دولة إسلامية للطائفة البكتاشية في ألبانيا تسمح بالخمر وتساند ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مُضر آل أحميّد - اللادينية الجديدة.. عالمٌ جديد جبان