أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مُضر آل أحميّد - تجارة الحريّة: الحجاب أنموذجاً














المزيد.....

تجارة الحريّة: الحجاب أنموذجاً


مُضر آل أحميّد

الحوار المتمدن-العدد: 4753 - 2015 / 3 / 19 - 16:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لن اتناول موضوع الحجاب من الناحية الدينية فقد يطول ذلك، وسأتركه لمقالة اخرى او كجزء من كتاب. بل سأناقش موضوع الحجاب وكيف يستغله بعض "المدافعين" عن حرية المرأة في كبت حريّتها، مرتدين بذلك ثوب الأقوام المتحضرة التي تريد فرض اسلوب عيشها على "البرابرة".
كما أن اولئك الذين يدعون الى إجبار النساء، والبنات الصغيرات في بعض الأحيان، على ارتداء الحجاب او النقاب، ويعتمد ذلك على درجة اسقاط عاداتهم على فهم النصوص، فإن الداعين الى نزع الحجاب عن المرأة فيهم من يستغل المسألة لتبرير محاربة مجتمعه القديم او بيئته، او الدعوة الى تياره وفكره بإعلان التمرد على، ما في رأيهم، اهم علامات كبت حرية المرأة وإعاقة تقدمها. إن اسلوب الوصاية ودعوى حيازة التوكيلات الالهية، اللذان نعيبهما على المؤسسات الدينية، يتضحان جليا في ممارسات بعض مدّعي التحرر. فهم يدّعون الوصاية الأخلاقية وحيازة توكيلها، وبالتالي هم يقررون حتى ما تريده المرأة، وهم يقررون فيم اذا كانت تريد ما تريده أم انها متوهمة فيما تريد!
وسأناقش التناقض في طروحاتهم وتسقيط بعضها بعضا. إن السبب الأهم الذي يدّعيه تجّار حقوق المرأة لإرتداء المرأة الحجاب في الدول العربية او الإسلامية، هو رغبتها في الإندماج في مجتمعها وألا تكون العنصر الشاذ الناشز بين قريناتها. ولنسلم بذلك، ولكن ما يقول اولئك عن المرأة التي اختارت أن ترتدي الحجاب في أوربا او اميركا؟ أنها ترتدي الحجاب لأنها تريد الشذوذ عن المجتمع والتميز، ولأنها لا تحس بالإنتماء وتحس بضياع الهوية.. الى ذلك من التفاهات التي لم أعرف أبدا كيف أنها ترفع من قدر المرأة! إننا حين ندافع عن حقوق المرأة وحريتها، علينا أن ندافع عن حقوقها كحقوق قائمة بذاتها وعن حريتها قائمة بذاتها أيضا؛ وليس عن الحقوق والحرية التي نراها تناسب اتجاهاتنا الفكرية او تياراتنا الإيديولوجية. وكما اسلفت فإني لن اناقش الحجاب من ناحية دينية، ولكن، مهما كان البعد الذي ينطلق منه أي طرح لموضوع الحجاب؛ دينيا، او اجتماعيا، او سياسيا، فالواجب ان يكون أساس ذلك الطرح الحرية الكاملة للمرأة في اختيار ارتداءه او نزعه. وتبقى دعوات الطرفين للمرأة دعوات تقديم للمحاسن والمساوئ المترتبة على الحجاب، ارتداءاً او نزعاً، وهي التي تقرر بما يمليه عليها عقلها الغير ناقص.
إن مسألة الحجاب ليست إلا مثالا على إغتصاب الحريات، حرية المرأة غالبا، بإسم الدين أو التحرر منه. ولا تعرض المسألة الا جانبا واحدا من جوانب شعور البعض بتميزهم الأخلاقي والعقلي ما يؤهلهم ليقرروا عن الناس أين سعادتهم، وكيف يصلونها! والخلاصة اننا لا يمكننا ابدا ان نقرر عن المرأة، كانت برأينا متطرفة أو متحررة، او ان نجبرها على حذو حذونا واختيار خياراتنا. والحرية تبقى لها ما لم تؤثر، فعلا، على غيرها من أعضاء المجتمع. أمّا الذين يحبون حشر انوفهم في جميع قرارات الناس، فليس لهم الا محاولة ترغيب الناس بآراءهم، بالحوار وتقديم طروحاتهم البديلة. وأن حريّات الناس تبقى للناس حتى نتضرر من سوء ممارستهم تلك الحريات.



#مُضر_آل_أحميّد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا ً للسياسة
- لأنكِ بنت!
- انتهى زمن الفلسفة؟!


المزيد.....




- الأونروا: مليون امرأة وفتاة في غزة يواجهن مجاعة جماعية
- -الإمارة الإسلامية- التي تُعلِّم الفتيات الانتصار في الحروب ...
- إسرائيل تواصل قصف خيام نازحين بغزة، وحماس ترفض إدراجها في -ا ...
- فوضى تضرب اختبارات فحص الأنوثة للرياضيات قبل بطولة العالم لأ ...
- -أنا مستاءة لكنني ممتنة-.. شاهد رد فعل امرأة بعد سقوط رافعة ...
- حماس: إدراجنا على قائمة سوداء أممية بشأن العنف الجنسي يفتقر ...
- سوريا.. مقتل امرأة بهجوم مسلح استهدف سيارتين قادمتين من السو ...
- دراسة جديدة: العمل بعد التقاعد يُسعد الرجال أكثر من النساء
- نريد حق بان: من قتل الطبيبة العراقية بان زياد؟
- التحرّش في أماكن العمل: ثقافة “تسكيت” النساء وقوانين بحاجة ل ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مُضر آل أحميّد - تجارة الحريّة: الحجاب أنموذجاً