أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مُضر آل أحميّد - بين المطرقة والسندان!














المزيد.....

بين المطرقة والسندان!


مُضر آل أحميّد

الحوار المتمدن-العدد: 4764 - 2015 / 3 / 31 - 20:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حدثني لادينيٌ مرة عن إقصائية الأديان عامّة والإسلام خاصة وظللت اسمع له –خصوصا واني استمتع بكلام الموضوعيين من أمثال ذلك الصديق- ولم أعلق على عنعنته بغير ابتسامة مفادها: اللهمّ خُذني اليك!
وربما استوقفتكم لفظة "عنعنته". حسنٌ، لاشكّ أن عملية العنعنة مرتبطة بناقلي التراث الإسلامي اكثر من غيرهم. ولكن، اللادينيون يعنعنون أيضا وبالذات في نقل ملخّصات الأفكار. وكما أن الأخوة المتأيمنون يستغنون في بعض الأحيان عن سلسلة سند الحكاية، فإن اللادينيين يفعلون ذلك أيضا في محاولة لإيهامك بأن علمهم جاء من المصدر مباشرة، وربما يكونون هم المصدر في بعض الأحيان.
ولنعد لإقصائية الأديان وتطرفها، فذلك موضوعنا الأساس على أية حال. يقول اللاديني أنه يعادي الأديان لأنها سبب المعاناة والألم والعنف والدمار.. . ولنعتبر ذلك السبب سببا جاء بعد بحث ودراسة، وليس مجرد ردة فعل عاطفية؛ ماذا لو قدمنا له نسخة جديدة من الدين ليس فيها أي تحريض إلا على كل جميل وحميد؟ سيقول اللاديني أنها نسخة كاذبة مرقعة وأننا نحاول زخرفة المشوه ليغدو جميلا. ما همّه إن كان ترقيعا ام عملا أصيلا، إن كان يفضي بكل الأحوال الى هدفه المعلن، انقاذ الإنسانية، ويعمل على ترسيخ القيم الفاضلة في المجتمع؟! ليست المشكلة عند اللاديني في الأفعال التي تتم تحت غطاء الدين وتبريراتها، إنما في الدين نفسه.

لماذا؟
إنهم غاضبون. نعم، ذلك هو السبب. إنهم غاضبون وحاقدون الى درجة لم تعد فيها الغايات مهمة. إنهم في رحلة انتقام من المجتمعات التي كبتتهم، واضطهدتهم، وحبست حرياتهم، وتدخلت في شؤونهم. انهم غاضبون من آباءهم، وأمهاتهم، وإخوتهم؛ غاضبون من اولئك الذين يستطيعون ضرّهم وإيذاءهم. ولكن، لمَ يفرغون غضبهم في غير اولئك؟ لأن اولئك كبتوهم بإسم الدين، واضطهدوهم بإسمه، وحبسوا حرياتهم بإسمه؛ آذوهم باسم الله، وضرّوهم بإسمه.
لو كان هنالك من إله لتدّخل واوقف المعاناة، ولو كان الدين حقا لنصره الإله. لو كان الإله موجودا لما سمح بإحراق الأطفال وتفجيرهم وذبحهم واغتصابهم كما حدث ويحدث على مر العصور. إنّ ذلك مؤلم بحق، وهو مما يجعل الإنسان يشكك في معتقداته وفلسفته بل وحتى في كينونته؛ لكنه لم يكن ولن يكون فكرا يُناقَش وفلسفة يُسمع لها.
لست أتعجب من عبدة الموروث الإسلامي، وغيره، الذين نصطدم بهم يوميا في رحلة التخلص من العادات والتقاليد الذكورية، والأفكار الرجعية، والأطماع السلطوية التي ضمنّوها في صميم الدين. لست أتعجب من اولئك فإننا ننزع منهم رغيف الخبز الذي يسد جوعهم. إننا نحاربهم في رزقهم الذي يسترزقون منه ونحرّض الناس عليهم بدعواتنا لإستخدام العقل واحترامه. إني اعجَب من حلفاء اولئك المتأيمنون، اللادينيين، نعم فهم حلفاء عندما تصبح المعركة ضدنا. ثم لاح السبب في رأسي، إن كنا نحارب اولئك في رزقهم، فإننا نحارب هؤلاء في كينونتهم. إننا نسلبهم ما اصبح يعرفّهم وهو "معاداة الأديان لأنها سيئة وتجعل الناس سيئين"، فإن أصلحنا واعدنا الأديان الى حقيقتها الجيدة ودعوتها الناس ليكونوا جيدين نكون نحرمهم عدوا يعرّف فلسفتهم ويعبر عن كيانهم.

المشكلة أنّ الكثير من اللادينيين يظنون أننا نحاول بإصلاحنا، أو بترقيعاتنا كما يحبون تسميتها، أن ننصر "دين الله" او "المسيح" او "محمد" وغير ذلك من المسميّات. ولكننا في الحقيقة لا نحاول إلا نصر الإنسان الذي نرى بأن الأديان جاءت لخدمته وليس العكس. آخذين كل ذلك بالحسبان، ربما آن الأوان ان يعيد اللادينيون ترتيب أولوياتهم فيرفعوا الإله الذي لا يؤمنون به عن قائمة الأولويات، ويحذوا حذونا في وضع الإنسان، الذي يُفترض أنهم يقدسونه، على رأس القائمة.



#مُضر_آل_أحميّد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبراهيم وأمّة العجائز
- اللادينية الجديدة.. عالمٌ جديد جبان
- أنستهزئ بالإسلام؟
- تجارة الحريّة: الحجاب أنموذجاً
- وداعا ً للسياسة
- لأنكِ بنت!
- انتهى زمن الفلسفة؟!


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مُضر آل أحميّد - بين المطرقة والسندان!