أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق الازرقي - مولدات فضائية














المزيد.....

مولدات فضائية


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 4824 - 2015 / 6 / 1 - 22:19
المحور: كتابات ساخرة
    


من سخرية القدر، ان العراقيين يتعاملون يومياً مع مهازل غير متناهية، ويتعرضون الى اذلال كبير من دون ان تلوح في افق يومهم المكفهر أي بارقة امل بمستقبل يعيد احياء روح الأمل في نفوسهم؛ فلقد باتوا عاجزين عن إيقاف سيل المساخر التي طفح كيلها، ولكنها مع ذلك ظلت تنخر في ارواحهم في متوالية حزينة يصعب الفكاك منها الا بقدرة قادر، فبعد اثنتي عشرة سنة من الفساد الذي تكرس واصبح لصيقاً بوضعنا العراقي الشاذ؛ الفساد الذي هو السبب الرئيس في جميع المآسي التي مرت وتمر بنا، وبضمن ذلك تمدد الإرهاب واستيلائه على مساحات شاسعة من الأرض؛ يأتي الآن مارد فساد آخر ابطاله فضائيون أيضا ولكن بهيئة معدات وليسوا اشخاصاً.
بعد “التي و اللتيا” وفساد الصفقات الروسية والاوكرانية وأجهزة كشف المتفجرات وتعطيل تمتع الناس بالكهرباء بسبب صراع وزارتي النفط و الكهرباء وصفقاتهما، و بعد مفاخر رجالنا الفضائيين الذين تفوقوا على رجالات فضاء روسيا وأميركا..، ها نحن نكتشف معدات فضائية، صناعة عراقية بامتياز.
فلقد أعلنت لجنة الطاقة والنفط النيابية، انه “تم كشف مولدات مسجلة لدى مجلس المحافظة (يقصدون محافظة بغداد)، وهي مجرد اطار لمولد موضوع في الشارع”، موضحة ان تلك المولدات “تتسلم حصصاً من الكاز وتبيعه للاستفادة من فارق السعر”، وطبعا فان الكشف لا يعني شيئا كما انه لن يقدم او يؤخر في مواصلة ذلك النوع من الفساد الذي يضاف الى سجل التفسخ في هذا البلد المنكوب.
المفارقة ان اخبار هذا الكشف اللامع، سبقته اخبار بثتها وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” التي قال علماؤها أنهم على أعتاب اكتشاف كائنات فضائية تعيش في الكون مع البشر، ويعتقدون أنهم على بُعد جيل واحد فقط من العثور على كائنات أخرى في مجرة درب التبانة، بحسب بيان للوكالة؛ ويبدو اننا واكبناهم في اكتشافاتنا الفضائية الباهرة، و طفقنا الآن نتفوق على جميع الاقوام وعلى البلدان كافة، وإن من صنّفنا على اننا اكثر الدول فساداً ما كان موفقاً في ذلك، فها هي منجزاتنا لم تعد مقتصرة على البشر، بل تعدتها الى معدات برغم كونها “سكراباً” مهملاً في قمامات العراق المتكاثرة، فانها لم تزل تُؤتي أُكلها وتستقطب الأموال وتدرها ربحاً على كثير من اللصوص الذين تكاثروا بعد عام 2003 من دون رقيب، فاحتازوا الثروات الهائلة يعمرون بها بيوتهم الحرام التي ستشفع لهم في الجنة التي يوعدون انفسهم بها، ويشترون الشقق في دول أخرى بأموال الناس التي سرقوها في رابعة النهار من دون وجه حق، ولم يتركوا للفقراء شيئا؛ فيلتحفون بالسماء أو ان يبحثوا مكسورين عن أي مكان للتجاوز يضعون فيه قدماً لبناء سقف يؤوي اسرهم.
انه يوم “الفزعة” لن تليق الا بالمسؤولين وابنائهم الفضائيين ومعداتهم الفضائية التي يتسلمون أرباحها نهاية كل شهر من دموع العائلات التي تدفع بالكاد اشتراكها في المولدات الاهلية؛ في ظل تواصل الحرمان من الكهرباء “الوطنية” فمجداً لنا ولمولداتنا الفضائية الجديدة!



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستحقات الفلاحين بين التجارة والمالية
- التأثير في الواقع والتأثر به ونمط التفكير البناء
- الكليات الأهلية.. نشاط في التأسيس وتخريج غير مكتمل
- التمويل الذاتي ذريعة لقطع الأرزاق
- فوضى العراق غير الخلّاقة
- التوأمة لا قيمة لها إذا لم تنفع الناس
- لجنة تفرخ لجاناً واكتشافات مذهلة
- اين السكن في مشاريع وزاراته؟!
- كي لا نجر الى حرب لا مصلحة لنا فيها
- الأحداث العراقية في مهب اهواء بعض الإعلاميين
- ليست الوكالة فقط ما نخشاه
- محنة الفارين الى مدن الفردوس المنشود
- تنافس على السياسة أم على تقديم الخدمات؟!
- لن ندحر الارهاب بمعادلة ناقصة
- كي لا نؤبِّن الحرس مجدداً
- عن سبايكر دائماً
- هل يفلح «المتدينون» في بناء مؤسسة الحكم
- قانون عصري للضمان كفيل بتنشيط الاقتصاد
- الانتحار واهلاك الناس بتفجيرات -العدمية المطلقة-
- الديمقراطية ومعضلة الأكثرية والأقلية في العراق


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق الازرقي - مولدات فضائية