أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - اسطورتي الشخصية














المزيد.....

اسطورتي الشخصية


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4783 - 2015 / 4 / 21 - 15:03
المحور: الادب والفن
    


اسطورتي الشخصية
محمد الذهبي
بمجرد ان انهى قراءة رواية باولو كويلو الخيميائي، حتى راح يعد العدة لتحقيق اسطورته الشخصية، ( اذا رغبت في شيء فان العالم كله يطاوعك لتحقيق رغبتك)، كم يكذب هؤلاء الكتاب، انهم يتلاعبون بالعقول، دائما يجعلوننا نزرع الوهم لننتظر ان نجني ثماره في يوم ما، فنقع فريسة لوهمنا الخادع، لا اعتقد ان مهمة الكاتب مهمة عسيرة، خصوصا اذا كانت باتجاه حصاد الاوهام، لم تكن لي اسطورة شخصية، ولم يساعدني العالم على تحقيق اي هدف من اهدافي، واحلام الانبياء التي تقمصها الراعي، لم تصادفني، ولم اتلق اية اشارة.
هكذا هو يسخف الاشياء بعد الانتهاء منها، حتى اول قبلة، مع شعوره بلذتها وانه فيها حقق انجازا كبيرا، كان يريد ان يرويه للجميع، اختفت بعد يوم او يومين، وصار يسخر ممن يصرف الوقت والمال من اجل قبلة او حتى من اجل شيء اكبر من هذا، لم يكن يفكر بالمال الا عندما كان يحتاج اليه، بل على العكس السنين التي عمل في التجارة فيها كان يمقتها، كانت خالية من كل شيء ماخلا دفاتر الحسابات وزحمة الاموال ،تذمر كثيرا، هل ولدت لاكون آلة حاسبة، دمر كل شيء وغادر التجارة بحثا عن اسطورته الشخصية التي لم تتضح معالمها.
كان يطمح ان يحقق شيئا في عالم الادب، وبعد جهد، اكتشف ان هذا العالم ربما كان مزيفا اكثر من غيره، فطبع مجموعتين شعريتين فاشلتين، خجل حتى ان يوزعهما على معارفه، صور حسية ومواقف لشبق لم يمر به ولم يحياه بحياته الخجولة حد الحرمان، الشيب يغزوني ولم تتضح بعد اسطورتي الشخصية، كنت مولعا بعالم الاحجار ولم اجد في طريقي مايتكلم عنه باولو كويلو، لااوريم ولاتوميم، ولم ار ملكا، فقط تعرفت على فتاة غجرية، سردت لي قصة حبها وابكتني ومن ثم اسكرتني فغادرت كنعان وانا باردأ حال.
فاطمة البدوية ابنة الواحة لم تكن في خياله سوى مليكة الفلاحة التي عشقها، وهو يدور في المزارع القريبة من البيت، حيث يتيه في عالم السكون والطمأنينة قرب السواقي والغدران، كانت تراوده قصة حب قاتلة، لكنه لم يقدم خطوة باتجاه تحقيق اسطورته الشخصية، كم فاطمة وفاطمة تسربت من بين يدي، ولم تظهر معجزة واحدة او اشارة بسيطة، آه امي علمتني على النظر نحو الارض عندما اسير، قالت ان الارض تحتوي على الاشياء الثمينة، فكنت اخرج واسيح لساعات بلا اية فائدة، خصوصا بعد المطر.
في الآونة الاخيرة وبعد انحسار الادب الواقعي، صارت الفنطازيا مهمة جدا، وصارت الغرائبية هي المعول عليها، مايعني كم تستطيع ان تلف وتدور على عقل القارىء وعواطفه فانت ناجح في عملك وتحصد الجوائز لذلك، حتى الحوار صار هامشيا، فترى الفلاح يتكلم بلسان الفيلسوف، والانسان البسيط يتنبأ بنبوءات الانبياء، لم تكن لي اسطورة شخصية، فقد استعبدني الطغاة، من الخدمة الالزامية وقبلها الدراسة المفروضة، حتى الوظيفة اللعينة، من اين تأتي الاسطورة الشخصية، وانا كنت احلم ببيت مستقل، او حتى غرفة اضع بها مكتبتي، واختلي الى نفسي، اسطورتي الشخصية الساذجة لم تتحقق حتى الآن.
حتى حبيبتي لم اتزوجها كانت الطائفية ماثلة امامي، وتلقيت درسا بالغا بسوء المستقبل الذي لم يتحمل اية اشارة او مصادفة، اية غجرية تفسر احلامي المتعلقة بالقطط الميتة ، الاحلام المتكررة، لايدخل الكنز كحافز لتحقيق اي شيء، فالكنوز صارت من مهمات كتب التراث التي تتحدث عن المعجزات، والتي دخلت ادمغتنا على يد ابطال مقدسين، لانستطيع المساس بمعجزاتهم الكبيرة، لكنه مع كل ما قاله استيقظ صباحا ورأى كتابات مبهمة على ساعده الايسر، ارتعب وخاف وفسر الامر بوجوه عديدة، وجاء دور الخيميائي ( ابو احمد) طالب كلية الطب المفصول، انها اشارات كبيرة، وتفسيرها بسيط.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بس تعالوا
- في المرآة
- البقعة الحمراء
- شعرة الوطن المقطوعة
- انني احتضر، لكنني لم امت بعد
- اعدام كلب
- الضريح الكبير
- جرغد امي
- بعضي سيقتل بعضي
- يوم عيد الام: ستة اولاد قد دعاهم الله
- اقليم الله
- اعترافات داعشي متمرد
- سيّاف مبتدىء
- سرّ من رأى تعرفني
- السياسي الأخير
- عن نهاية الليل وبدايته
- امرأة اسمها نينوى
- الاموات في احلامي لايتكلمون
- ابصق بدولار
- مدرس ينتظر التقاعد


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - اسطورتي الشخصية