أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - تعال ايها الملك














المزيد.....

تعال ايها الملك


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4770 - 2015 / 4 / 7 - 20:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تعال ايها الملك
نعيم عبد مهلهل

يزوُر ملك العراق الصغير ( فيصل الثاني ) قرى الاهوار في الجبايش بين حين وآخر ، ولكن ليس بقدميه أو بمشحوفه الملكي الذي ربما يشبه المشحوف الملكي لخان المغول في الصين ( قبلاي خان ) في نزهاته الاسطورية في النهر الأصفر ، حيث لم يزر الملك المغدور ( فيصل ) هذه المناطق ولكنه حتما يعرفها جيدا من خلال اسئلته لمرافقيه ولوزيره ( نوري باشا السعيد) الذي يعرف وبعمق جميع طبقات المجتمع العراقي.
لكنه يزورها دوما من خلال صورته المرسومة على الطوابع في البريد الإداري الذي يرسل الى مدارس الاهوار أيام الحكم الملكي.
وحين قتل الملك في مذبحة قصر الزهور في الانقلاب الجمهوري أتى الزعيم عبد الكريم ، وكانت صوره في الطوابع ايضا ، وجاءت أيضا في بعض معاملات وأوراق البريد التربوي ، ويبدو أن الملك والزعيم ليسا لهما مكانا في ذاكرة المعدان ما دامت الدولة بعيدة عنهما ولا تبحث عن ابناءهم لسوقهم الى خدمة العلم ، وعندما كنت اسأل الرجال في القرية عن خمسة رجال بالتسلسل فيصل ، عبد الكريم ، عبد السلام ، عبد الرحمن ، البكر .
فأن الملك والرؤساء الاربع يتساوون في مقدار المعلومة ، لكن الملك قد يتفوق قليلا على الجميع ، لأن في واحد من اشهر حزن الحسين ع .جاء قارئ المجلس الحسيني وذكر لهم مرة بعد ان اطاح الحكم الجمهوري بالحكم الملكي بأن الملك القتيل من اصل علوي .
ابقت هذه المعلومة مشاعر راحة في قلوبهم ، وبالرغم من هذا لا الملك ولا غيره يهم حياتهم ، وكانوا يسمون كل شيء رسمي ، المدرسة ، وزورق التطعيم الصحي ، ومساحي دائرة الزراعة ، وحتى الرحالة والمنقبين وعلماء البيئة ، وكل هؤلاء يتوافدون في اوقات متباعدة قد تطول سنوات عدا معلمي المدرسة يسمون كل هؤلاء ( حكومة )...!
ذات يوم أتى رجال لم يسبق لهم أن يروا اشاكلهم ، ولم يعرفوا طبيعة عملهم واخبروهم انهم من فلاحي الجمهورية الاشتراكية الجديدة.
لم يفهموا القصد ، وحتى شروحات القادمين لم يصلوا معها الى شيء يفهمون منهم ما يريدون.
جاء اهل القرية الينا في أدارة المدرسة ، وقالوا : تعالوا تفاهموا مع الجماعة بدلنا ، يتحدثون عن زراعة الطماطا والبطاطا وحاجات اخرى نحن لانعرف زراعتها ونشتريها من السوق.
فهمنا من القادمين انهم من الجمعية الفلاحية في الجبايش ويريدون تأسيس جمعية تعاونية في القرية على أساس أن ساكنو المكان من الفلاحين.
قال لهم شغاتي : نحن لسنا فلاحون ، نحن مربوا ( جِمس ) ، واذا اردتم للجواميس جمعية فهي لا ترغب بذلك ،حياتها منظمة منذ قديم الزمان.
وإذا اردتم تشكونا للجمهورية ، سننتخي بالملك ونقول له تعال أيها الملك .
اغتاظ الرجال وعادوا الى الجبايش ، واحدهم قدم شكوى الى المنظمة الحزبية في المدينة بأن واحد من المعدان ، لا يرغب بالبكر ويريد الملك.
أرسلوا لنا كتابا تحريرا يستدعون فيه شغاتي للحضور الى مقر الفرقة الحزبية ، وأظن ان هذا اول استدعاء لرجل من الاهوار حول قضية تهم الجمهورية والملكية.
الرجل لم يرتعب ولم يخف ، وقال :سأقول لهم انا لم ارَ لا الملك ولا البكر ، ولأن الملك ربما يعرف اكثر من البكر ان الجواميس لا يمكن زراعتها.
المصادفة الجميلة ان مسؤول الفرقة كان معلما في قريتنا ، سمع اجابت شغاتي يوم حضر اليهم .
ضحك وهمس اليه : رحمة لوالديك شغاتي لا تكرر هذه العبارة ( تعال ايها الملك ) ثانية ، قل :تعال ايها البكر.
قال شغاتي : هل يجيء حين أنادي عله تعال .
قال المسؤول : كلا . نحن نأتي بدله ؟
ضحك شغاتي ، وقال : لا . لن اقول لا الملك ولا البكر ، سأقول :احضر يا علي .................!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيثاكا كافافيس وأيثاكا شغاتي
- جاموسة موشي دايان
- التوراة تسكن في قلعة صالح
- في فطرة المعدان خلاص العالم
- ذكريات الطير المسافر
- السوابيط ومنصات ناسا
- موزارت في قريتنا
- إسكافي الخيول والعريف ديغول
- هل لدى لينين حَظْ وبَخت ؟
- مدافع أم البنين
- هناك بريمر وهنا مطشر
- الفيمتو ينافس حليب الجاموسة
- المشحوف وحصان دون كيشوت
- الرقصة الغجرية في حرب نجم والي
- مدافع نافارون وصرائف أم شعثه ..!
- أيتاليو كالفينو في الكحلاء
- العربانةُ من جلجامش الى هادي ماهود
- الشامُ بعيدةٌ يا سورية دشر...!
- رامبو وزمن العزلة
- الأذربيجاني يشتري الخِشالة


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - تعال ايها الملك