أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - داعشي حتى يثبُت العكس















المزيد.....

داعشي حتى يثبُت العكس


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4742 - 2015 / 3 / 8 - 18:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل بضعة أسابيع شاهدت المقطع المصور لإحدى عمليات تنظيم داعش و التي قام فيها بذبح واحد و عشرون قبطياً..حينها قال قائد تلك العملية الوحشية بأن تلك العملية هي بداية المسيرة المُقدَّسة نحو روما..و بالطبع و خلال تلك المسيرة سيحمل أفراد داعش شعار "إن لم تكن معنا فلا تلمنا على قتلك نحراً أو حرقاً"..و هي سياسةٌ ممتازة لإقناع كل شعوب العالم بأنك أفضل خيار لها لتخضع ذليلةً لحكمك!!..فيبدو أن مبدأ إثارة رعبك لكي تؤمن بهم سيُجدي نفعاً أكثر من إتباع مبدأ إقناعك بأفضليتهم دون غيرهم.

و أيضاً قبل عدة أيام شاهدت مُراسلاً إخبارياً يتبع الجهاز الإعلامي لتنظيم داعش و هو يتحدث مُحاطاً بأقفاصٍ فردية في كل واحدٍ منها يقبع مشروع عملية شواء على الطريقة الإسلامية..كان ذلك المراسل يتحدث مع ضحايا تنظيمه المُرتقبين -و الذين هم من الأكراد- حاثاً لهم على إبداء الكثير من الندم لإقدامهم على عرقلة قيام مشروع الخلافة الإسلامية العظيم في رسالةٍ إعلامية تحمل الكثير من التهديد لمن تسول له نفسه القيام بالمثل..و هو أسلوب وجده البعض مثيراً للسخرية بينما وجدته مثيراً للرعب لأن ذلك المُراسل كان يخبرنا -بطريقةٍ غير مباشرة- في ذلك التقرير الإخباري الداعشي القصير أنه "نحن على استعداد لحرق أكبر عددٍ ممكن منكم طالما أن هذه الأجساد المتفحمة ستؤدي إلى ترسيخ حكم الخليفة العظيم".

و قبل عدة ساعات شاهدت أفراداً من تنظيم داعش يحطمون تماثيل آشورية في متحف مدينة الموصل في العراق يعود تاريخها لآلاف السنين و ملامحهم تعلوها السعادة و الفخر بل إن أحدهم كان يتواثب من فرط سعادته!!..البعض قلَّل من أهمية نتيجة ذلك التصرف بحجة أن تلك الآثار ليست بالأصلية فلا بأس من تحطيم داعش لها متناسين أن هذا المشهد يعيد للأذهان مشهد تفجير تنظيم طالبان للتماثيل البوذية التي كانت تقبع بين أحضان جبال وادي باميان..أي أن المسألة هنا ليست مسألة آثار أصلية أو مُقلَّدة بل هي أن هذا التنظيم -كما غيره من التنظيمات الإسلامية المتطرفة- يقوم في أصل فكره على ثقافة عدم احترام معتقدات الشعوب الأخرى..لهذا فعملية تحطيم الآثار -حتى لو كانت غير أصلية- هي أمرٌ لابد أن يثير انزعاج أي إنسان يملك الحد الأدنى من الفطرة الإنسانية السليمة.

البعض قد يرى أن داعش صورة همجية لا تمثل الإسلام بالضرورة و هنا لا يمكنك إتهام من يخبرك بذلك الأمر أو حتى من يؤمن به بأنه أحمق..فرسمياً يملك داعش من المقاتلين ما لا يتجاوز الثلاثين أو ربما الأربعين ألف مقاتل فلا يمكن لأي شخص مهما حاول أن يفقد مصداقيته عن سابق إصرار أن يُسقط تلك الأيدلوجية المتطرفة و التي تؤمن بها تلك الفئة على عموم المسلمين و الذي يبلغ عددهم قرابة المليار و النصف مسلم..و لكن من جهةٍ أخرى لا يمكنك أيضاً أن تقنع بكل سهولة أي شخص غير مسلم بأن تلك الفئة ليست بنتاج فكر توفرت له الفرصة لكي يُعبِّر عن نفسه عملياً لا نظرياً..و من المضحك كيف أن الدول الإسلامية التي كانت -و ما زالت- هي المصدر الفاعل في تنشيط و ربما في خلق هذا الفكر المتطرف في عقول المسلمين منذ طفولتهم هي من تعلن مراراً عن قيامها بتعديل المناهج الدراسية لتظهر بشكلٍ أكثر مرونةً و تسامحاً تجاه الآخرين!!..متناسين أن تغيير المناهج ليس هو الحل طالما أن هناك عقيدة غير مكتوبة في تلك المناهج تُلقَّن لجميع المسلمين و فحواها هو "المسلم يتمتع بقُدسية لا شك فيها أما الآخر فلقد خُلق ليكون دوماً دونه".

داعش في نهاية الأمر تقوم بالتصرف بناء على إيمانٍ مارسه و يمارسه بعض المسلمين و الذين لا يؤمنون بمنح الآخرين حرية الاختيار بالإضافة إلى دونيته مقارنةً بهم..و ذلك الأمر لم يأتِ من فراغ فالإسلام ظاهرياً -و حسب كتب التاريخ الإسلامية- بُني على مبدأ "شبه" إجباري..أي أني سأغزو بلدك و أُخيَّرك بين أمرين إما أن تُسلم فتسلم من بطشي أو تظل على دينك في مقابل أن تدفع لي الأموال لكي أقوم بحمايتك بالرغم من أنك سابقاً كنت تحصل على تلك الحماية بالمجان!!..منطقٌ ثعباني يلتهم بعضه بعضاً و سيوقع أي مسلم في فخٍ مُرعب..فإذا أنكر المسلم ما فعله المسلمون الأوائل فهذا يعني أنه يضع في ركن ثقافةٍ دينية بأكملها تجيز ذلك الأمر و تبرره عبوةً ناسفة و حينها ربما سيقع ذلك البناء الفكري فوق رأسه كما فوق رأس غيره..و إذا اعتبر أن ذلك الأمر كان له حينها ضرورته السياسية كما الدينية فحينها سيتوجب عليه أيضاً أن يتمادى قليلاً ليمنح داعش و من هم على شاكلتها من التنظيمات المتطرفة إسلامياً -و ما أكثرها- ذات المبررات ليصبح حينها هو الآخر كائنٌ ينتمي لداعش -فكرياً على الأقل- حتى يثبُت العكس.

حتى في مواقع التواصل الاجتماعي أصبح من السهل أن تلاحظ أن نسبةً كبيرة -و ربما مرعبة بالنسبة إلى البعض- من المسلمين تمارس و بشكلٍ علني عقيدة داعش كلامياً..فتؤيد القتل الذبح و حتى الحرق و تسعى جاهدةً لإثبات شرعية تلك الأمور دينياً و إن فشلت فستجدها تحدثك عن أن الغاية تبرر الوسيلة و المسلمون في حالة قمعٍ مستمر و أن الإسلام دينٌ مُحارب و حان الوقت لمواجهة الهجوم تجاهه بهجومٍ مُضاد أشد عنفاً منه..و هنا سنجد أنهم -أي الدواعش الافتراضيين- يمارسون الترويج بحماقة لفكرة أن دينهم يعاني دوماً من القمع بالرغم من أنه أكثر دين تتم المذابح باسمه في سبيل نشره و بالرغم أيضاً من أنه يكاد يكون أكثر دين سُمح لأتباعه بممارسة طقوسهم الدينية و بناء أماكن مخصصة لها بل و ممارسة الدعوة إليه دون تقييدٍ يُذكر في أغلب دول العالم و دون أن يحدث في ذات الوقت العكس!!.

قد تكون أول خطوة لانتزاع داعش من ثقافة أغلب المسلمين هي الكفَّ عن الاعتقاد بامتلاك تلك الأفضلية "الوهمية"..فربما حينها تتبخر تلك البذرة الداعشية من أرواحهم كما من عقولهم..فلو كان أي داعشي يمتلك قليلاً من الشك تجاه إيمانه بامتلاك الحق المطلق في إرسال جميع من يخالفونه إلى الموت لما كان أظهر لنا الكثير من الفخر بل و ربما الكثير أيضاً من الاستعراض الطفولي أثناء قيامه بذلك الأمر..ذلك الاستعراض الذي بدأ يتخذ منحى هوليوودي الملامح مما يُشعر المراقب له بأن المُروِّجين له يؤمنون بأنهم يملكون سماتٍ إبداعية في التصوير السينمائي و الإخراج و لكنهم بالطبع أفضل من نُظرائهم في هذا المجال لأنهم استخدموا ذلك الإبداع لتصوير عمليات النحر و الشواء الإسلامي لكي يُمتع ربهم ناظِريه بها!!..و هكذا لم يبق فعلياً حتى تكتمل أركان تلك المهزلة إلا أن أنتظر بضع لحظات لكي أجد مقطعاً مصور يقوم فيه الجهاز الإعلامي لداعش بإضافة بعض الموسيقى التصويرية كخلفيةٍ لمشاهده الدموية..و لكني لا أعتقد حقاً أنهم سيقومون بفعل ذلك يوماً لأنها -أي الموسيقى- هي في دينهم من المحرمات كما كل شيءٍ آخر.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنامل عاهرة
- لائحة اتهام
- الكتابة بمدادٍ من نار
- رجل الستة ملايين دولار
- أن يكون مُسلماً
- من بدَّل دينكم فاقتلوه
- وُلِدوا من العدم!!
- كل عام و أنتِ قُبلتي
- اللعنة على اليهود
- تفاصيل من الماضي التعس
- إجماع
- نقاب
- إذن بالسفر
- و ثالثهم الله
- أستار الكعبة
- رجل الكهف
- قصة اغتيال نمطية
- هلوساتٌ في حوض ماءٍ ساخن
- القطعة الناقصة
- سيارة للدعارة


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - داعشي حتى يثبُت العكس