أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد البهائي - السيسي بين عودة الروح والثورة الاوكرانية















المزيد.....

السيسي بين عودة الروح والثورة الاوكرانية


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 4702 - 2015 / 1 / 27 - 12:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


السيسي بين عودة الروح والثورة الاوكرانية
يعرف الادب على تنوعه واشكاله ، بأنه مرآة المجتمع ، ومعبرا عن همومه وقضاياه ، وهنا يبرز الادب السياسي " الرواية , القصة ,المقالة , الشعر , الخطابة... " كشكل من اشكال الادب ، فه يعبر عن قضايا المجتمع السياسية كقضايا حقوق الانسان والحرية والعدالة الاجتماعية والوضعية التشريعية وسيادة دولة القانون وغيرها ، وهنا تأتي اهمية الرواية السياسية كجنس مهم من اجناس الادب السياسي ، لاعتمادها على قراءة التاريخ قراءة موجهة ومنهجية ، بغرض تسليط الضوء على احداث وتجارب معينة ، بطريقة مباشرة يعتمد فيها على الاسلوب الجدلي لقراءة الواقع المتردي على جميع مستوياته ، او بطريقة غير مباشرة تتعامل مع الواقع من خلال الاقنعة الرمزية ، حيث يكون التاريخ حاضرا فيها من خلال التراث والنمازج الشعبية واسقاطها للاستشهاد بين الماضي والحاضر ، لتخرج منها اي الرواية السياسية برؤية ذات توجهات نقدية ، هدفها اخذ العبر وتعرية الفساد السياسي والفساد الاقتصادي والفساد المالي والفساد الاداري والفساد الاجتماعي والفساد الاخلاقي والفساد الثقافي ومحاربة البيروقراطية والتسلط والاستبداد والدعوة الى الحرية والعدالة الاجتماعية والمشاركة والمساواة وحقوق الانسان والديموقراطية ، وهذا ما ينطبق على المقال السياسي ايضا .

ففي مقالة لى بعنوان " السيسي.. عودة الروح..هل قرأها ؟ " ، قلت ان للحديث بقية ، حيث استعنت فيها برواية الاديب رائد المسرح العربي توفيق الحكيم (عودة الروح) التي كتبها في عشرينات القرن الماضي ، وإسقاطها على الواقع واحداث الان ، مستشهدا بمادتها بشكل مركز ، لعرض فكرة المقالة مستعينا بالاسلوب والحجج والامثلة والتهجين والمحاكاة الساخرة والاسلبة والمفارقة والتناص والمعارضة ، بهدف طرح اشكالية سياسية جزء منها واقع وجزء اخر ات ، ومحاولا الاحاطة بأسبابها وإيجاد الحلول لها ، وذلك كله في وصف تحليلي نقدي لتبين علاقة الحاكم بالمحكوم ، موضحا فيها ان من يريد ان يحكم مصر،ويعتلي قلوب المصريين، عليه ان يفهم الانسان المصري وجوهر شخصيته وطبيعته الثورية ، وخاصة ذلك الانسان البسيط الذي يعتنق الاستقامة ويكفر بالالتواء والمداهنة والمداجاة والمخاتلة ، وشخصية التي تعشق الحوار والمدمنة على التواصل منتصبة لا تعرف الانحناء مجاهرة بالحب او العداء ، ووصينا فيها بان يأخذ ببعض فقراتها ، وان يقرأها ويتأملها ، وأن يتفهمها بعقله ،وأن تستقر في أعماقه ، لأنها ببساطة تكشف معدن الشخصية المصرية ، وخطورتها حين تثور ، وكم تتحمل حين تقتنع وتبادلها الحب والاحترام ،كما صورها لنا توفيق الحكيم في عودة الروح .

ومن هنا نقول منذ بدايات يوم 30 يونيو الذي هو امتداد لثورة 25 يناير ، وهناك احداث متتالية ومتسارعة ترمي بظلالها على مسرح الحياة السياسية المصرية ، ومنها دعوة السيسي الشعب بتفويضه للقضاء على الارهاب المتمثل في جماعة الاخوان المسلمين والجماعات المتأسلمة التابعة لها ، فما كان من الشعب الا الخروج بالملايين استجابة لدعوة السيسي ، كذلك عندما اعلن السيسي ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية طالب من الشعب دعمه ، وقتها اتخذ الشعب قراره وخرح الشعب في صفوف امام لجان الاقتراع لاختياره رئيسا لمصر ، ايضا عندما طلب السيسي من الشعب ربط الحزام ومساعدته في مواجهة المشاكل الاقتصادية للحد من عجز الموازنة العامة وخاصة بند الدعم فيها ،فما كان من الشعب سوى الاستجابة وربط الاحزمة على بطونهم ، كذلك عندما خرج السيسي طالبا الشعب بتبني مشروع قناة السويس الجديدة ، شهدنا جميعا الصفوف المتراصة امام البنوك وخاصة الفئة الفقيرة لتساهم في المشروع بشراء شهدات قناة السويس ، ليجمع في وقت قياسي اذهل العالم ما يفوق الرقم المالي المحدد للبدء في المشروع ، ولكن في المقابل مازال الشعب ينتظر شئ جديد وملموس يوحي الى الامام ، فالانتظار الطويل المصحوب بوعود وتطمينات دون علامات او بداية مؤشرات حقيقية ، سوف تؤدي الى الاحباط وكثرة الاقاويل ودواعي الشك ، حيث هلت علينا الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير ، ومازلنا نسمع عبارة الاحتفال بالثورة ، للاسف نقول اي احتفال ينادون به واعداد الشهداء في تزايد ، اي احتفال ولم يتحقق شئ مما قامت من اجله و نادت به " عيش , حرية, عدالة اجتماعية , كرامة انسانية " ، اي احتفال والمتسبب في قتل الثوار العزل اصبح حر طليق ، اي احتفال ومن افسد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية والاخلاقية في الاحتفالات والمؤتمرات في الصفوف الاولى جالسون ، اي احتفال ومن التهموا أراضي الدولة وهضموها لصالح مافيا التجريف والتسقيع باقين في قصورهم على الشواطئ يستجمون ، اي احتفال واصحاب الخصخصة وبيع ممتلكات الشعب بالعمولات باقي في منصبه والاخر طليق، اي احتفال ومن تسبب في محارق القطارات حر يتجول كما يريد ، اي احتفال ومتسبب كوارث العبارات الغارقة تم تبرئته واصبح طليق ، اي احتفال واصحاب اكياس الدم الفاسدة في الندوات هم اول الحاضرين ، اي احتفال واصحاب الاغذية المنتهية الصلاحية والفاسدة والمسرطنة على القنوات الفضائية يتحدثون ، اي احتفال ومن باع خيرات ومقدرات ومكتسبات البلد بأبخس الاثمان اخذوا صك البراءة والان يطلبون تعويض ، اي احتفال وقد قدم لشهداء الثورة اجمل هدية وهي خروج مبارك ونجليه " علاء وجمال " واصبحوا احرار طلقاء ولم يتبقى لهم سوى الذهاب الى ميدان التحرير للاحتفال ببرائتهم على طريقتهم الخاصة ، عن جد يؤسفني ان اقول ذلك ولكن تلك هى الحقيقة الوحيدة الملموسة والتي تسير على الارض .

اذا تعالوا معا مرة ثانية نتناول عودة الروح من زاوية اخرى مختلفة عن ما تناولناه في مقالة" السيسي ..عودة الروح هل قرأها ؟ "، ولكنها في النهاية تصب في صالح الهدف والمضمون ، ففى عام 1927 اي بعد ثورة 1919 بسبع سنوات ، اخرج لنا الحكيم من وحي قلمه رواية عودة الروح التي تستشف منها مدى صلب العلاقة بين الأدب والمجتمع ، والتي يرصد فيها الحكيم ثورة 1919 في مصر من خلال أسرة صغيرة ليصور لنا حياتهم البسيطة ، ها هو محسن طالب فى الثانوية العامة الذي أتى من قريته الصغيرة ، لكي يتعلم مادة الرياضيات على يد أحد أعمامه ، لينضم ليعيش مع اعمامه الثلاثة "حنفى وعبدة ابن عمهم سليم وعمتة زنوبة" ، ومعهم وخادمهم مبروك ، في حي البغّالة بالسيدة زينب ، ويقيمون جميعا فى حجرة واحدة بينما تقيم زنوبة فى حجرة منفصلة ، حيث يطلقون على انفسهم لقب (الشعب) ، ليرسم الحكيم بقلمه حروف كلمة شعب من خلال نوعية المعايشة وحالة المخالطة بينهم، وفيهم التلميذ وضابط البوليس الموقوف والمدرس والخادم المخلوط بالأسرة، والعانس محدودة الجمال التي اشتاقت أن تتزوج مما يجعلها تلجأ الى الشعوذة والسحر ، ويقع جميع الرجال في حب الجارة سنية وهي ابنة طبيب ،فجميعهم يتربصون لها ويراقبونها من وراء النوافذ ومن القهوة التى كانت قبالة البيت، على نحو ما يفعل المتبطلون والفارغو القلوب ،متطلعين لطلة او لنظرة او ابسامة تأخذهم الى حلم الاحلام ، فسنية هي نموذج للمرأة المصرية العصرية , تعزف على البيانو , وإن تكن ماتزال تنظر إلى الحياة من وراء ستائر النافذة , غير أنها لا تبادلهم الحب لأنها تقع في حب الجار الآخر مصطفى , وهو شاب عاطل يبحث عن وظيفة في القاهرة ، حيث يقضى معظم وقتة فى الجلوس الى مقهى المعلم شحاتة المقابل للمنزل الذى يقطنون فية جميعا ، ولكن سرعان ما تسوء العلاقة وتنقطع بين بيت الدكتور احمد حلمى والشعب الصغير "محسن وأعمامه والخادم" ،ويفشلون في ان تحب سنية احدهم ، وتسود الدنيا امامهم ، ويصيبهم الفشل والحزن جميعهم ، وهنا ينقلنا الحكيم الى الملحمة لتبدأ الروح تعود اليهم مرة اخري مع جميع شعب مصر من جديد ، بقيام الثورة فيشارك الجميع في الثورة ، كما شاركوا في حب سنية ، ويعتقلون في زنزانة ضيقة واحدة , مثلما كانوا يعيشون معاً في غرفة واحدة ، وهنا استوقفتني تلك المقولة لتوفيق الحكيم على لسان محسن بعد أن سمع من المعلم قوله "امشي انجر اقعد محلك.. بلاش قلة حيا ومسخرة !.." بهت محسن، لأنه لم يعتد هذه المعاملة من مدرسيه، لكن لم يفقد تلك الثقة والقوة التي دفعته إلى كتابة تلك الكلمة الجريئة "الحب" أمام طلبة مساكين اعتادوا أن يسمعوا كلمة العلم والمذاكرة والتحصيل والمثابرة، ولكنهم لم يسمعوا كلمة الحب ولا الشعور ولا القلب، وإن سمعوها فمحرف معناها إلى المقصد الدنيء، وكأنما الحياة ليس فيها غير شيئين لا ثالث لهما: العلم والفساد، فالعلم عندهم مرادف للمذاكرة والنجاح في الامتحان، والفساد مرادف للحب والقلب..".

واخيرا ، وبعد مرور اربعة اعوام على ثورة 25يناير، كل ما نخشاه ان يكون مصير مصر الثورة كمصير الثورة الاوكرانية "الثورة البرتقالية" ويتكرر اخطاء الرئيس فيكتور يوشينكو وحلفاؤه ، تلك الاخطاء التى اطاحت بثورة الالوان ، وما أخذه على نفسه من وعود اطلق عليها من بعد" بالوعود المستحيلة" حيث قطع يوشينكو على نفسه عهدا بتحقيق عشرة أهداف في برنامجه الانتخابي أهمها توفير خمسة ملايين فرص عمل للقضاء على البطالة،وزياة الرواتب والمعاشات، وشن حرب على الفساد، ومضاعفة الناتج الزراعي، جذب رؤوس الاموال ، والحد من الفجوة بين الأثرياء والفقراء،والعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات.وما نخشاه ان يتكرر اخطأ الرئيس فيكتور يوشينكو ولا يقد على تحقيق ما وعد الشعب به ، حتى لا يسحب لقب الثورة من ثورة 25 وامتدادها 30 يونيو ويقال عليها في التاريخ على لسان المحللين والكتاب انها كانت حركة انقلاب سياسي او صراع بين جماعات مصالح اكثر منها ثورة او تضاف الى قائمة ثورات الورود والثورات الملونة التى اندلعت منذ عام 2003م ،وهذا يدفعنا لنستفسر ، هل قراء السيسي عودة الروح ، ومتي يقرأها ؟ .



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارلي إبدو..الاساءة للرسول وتغيير الخطاب الديني
- هل سيزور السيسي المغرب ؟
- بورسعيد الباسلة..النسيج الانثروبولوجي والكوزموبوليتاني
- الدولار..الخليج بين السندات والاحتياطيات
- السيسي..الدولة العميقة بين المواجهة والترويض
- محاكمة القرن .. قانون ساكسونيا
- الخليج..ارهاب الورقة الخضراء ( الدولار)
- تركيا..كردستان بين شيفر ولوزان
- عندما أكبر سأضربكم.. لا ياسيادة الرئيس
- سيناريو داعش..دراماتورجيا
- مصر..هل لها من حرب؟ (جعجعة بلا طحن)
- غزة..قربان على مذبح التهدئة
- السيسي رفض الموازنة..أين الحل ؟
- تساؤلات المشهد العراقي..فالمخطط دائما وابدا يبدأ من العراق
- بعيدا عن السياسة - قصة في سطور -
- حسابات الديمقراطية = 35مليون ناخب
- السيسي.. عودة الروح..هل قرأها ؟
- الحركة العمالية المصرية من المادية الى الفلسفة الاجتماعية
- حسم السباق الرئاسي..متى المشهد الاخير؟
- إمارة قطر..المخطط له اوجه كثيرة


المزيد.....




- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد البهائي - السيسي بين عودة الروح والثورة الاوكرانية