أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -10-














المزيد.....

مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -10-


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4662 - 2014 / 12 / 14 - 20:32
المحور: الادب والفن
    


مجتمع آخر ،أو مجتمع الجناكا--رواية-10-
*****************************
هم مجتمعون هناك ، في ضيافة وزارة المالية ، لكن دون علم مسؤولي وزارة المالية . جمعتهم أمطار الخير . ولولا هذه الأمطار ما اجتمعوا . الجميع يلعن الجميع . الجناكا يحقدون على الآخرين . الآخرون يكرهون الجناكا . ذو اللحية يكره الجميع . دخان السجائر والحشيش والكيف يزكم أنفه ، يتسبب له في دوخة . يقولون ان الذين يستنشقون دخان السجائر يتأثرون أكثر . هو اليوم يستنشق ، ليس فقط دخان السجائر ، بل دخان الحشيش والكيف ، وروائح كريهة تنبعث من المكان ، هي من مخلفات عمليات قلي واحراق مادة الهيروين ، وتدخين الكوكاكيين في قنينات الماء الطبيعي البلاستيكية، مختلف مخلفات الثياب الرثة التي يجمعونها من القمامات ويكتشفون بعد عرضها في الأسواق أنها غير صالحة البتة للبيع فيمونها في ممر بناية قباضة الضرائب ، وقطع الكارتون التي يحتمون خلفها لقلي وتناول سمومهم ، ومخلفات تغوطات بعض من يختبئ هنا ليلا ، ورائحة البول القوية .
لم يفكر في الهرب من هذه الكارثة ، بلل الماء قطعا أخف من استنشاق هذه المكروبات ، والوقوف مع تلك الحثالات . لكنه اكتفى بلعنهم في سريرته والدعاء عليهم بالويل والثبور .
الأمطار ازدادت هطولا ، والروائح الكريهة تزداد انتشارا واستقرارا في الأنوف وفي القصبة الهوائية . الجميع متذمر من هذه الصدفة المنحوسة . حتى نورالدين كره مكوثه هنا . الكل ناقم على وقوفه في هذه الجماعة المتناقضة السلوك . لكنهم مرغمون على انتظار انحباس زخات الأمطار . وزخات الأمطار تزداد سقوطا ورسوخا . مياه الأمطار تجري في الشارع الرئيسي كنهر امتلأت حقينته ، وهو ما يجعل جميع المتجهين نحو السوق أو نحو حي مبروكة أو حي بئر شعيري أو نحو المدينة ممنوع من الخروج من هذا المأزق الكبير .
نفس منطق وجود المغاربة في دولة لاتكف عن خنقهم واذلالهم ، وتستمر في تضييق أنشوطات الحنق على أعناق حياتهم ووجودهم . الغلاء ، البطالة ، الظلم ، اللامبالاة .
فجأة سمع صوت قوي "جميلة تموت ، جميلة تموت " ، حدث تدافع كبير بين الواقفين في تجاه مصدر الصوت ، ثم في تجاه جسد أنثوي نحيل ملقى على الأرض وهو يشير بسبابته أنها النهاية . امرأة ضعيفة البنية لا يكاد جسدها ينفصل عن رقعة الجلابة التي تستر هذا القدر الهزيل من اللحم والعظم ، يبدو أنها تتنفس بصعوبة ، تحاول أن تدخل يدها في جيب جلابتها لكنها تعجز ، تشير بالكاد الى فتحة الجيب . الأصوات تتعالى بانقاذها ومهاتفة الوقاية المدنية التي لا تبعد عن المكان الا بمائتي متر تقريبا . لكن أحدا لم يتطوع للآن . التفت حولها حشود كثيرة ، اقترب منها أحد أصدقائها أدخل يده في جيب الجلابة ، وأخرج بخاخ الربو ، ناولها البخاخ ، لكنها عجزت عن استعماله ، تطوع أحدهم وتناوله من يدها وأخذ يضغط عليه في فمها . لم تأت العملية بأي نتيجة .
جميلة تتلوى في الأرض ، وجيش من الوجوه تتجه صوبها ، والأمطار تسقط بغزارة ، والروائح تنبعث من مكان هو في الأصل تابع لوزارة المالية .
وقفت سيارة حمراء تابعة للوقاية المدنية قرب مبنى القباضة المالية ، خرج منها رجلان ، فتح الثالث الذي كان قابعا في مؤخرة السيارة بابها الخلفي . تقدم الأولان نحو جميلة بعدما فتح لهما الناس الطريق ، وعندما رآها أحدهما ، قال لصديقه أمام الجميع" انها هي نفسها ، الموت سيرحمها ويرحمنا ". حملها أحدهما بين يديه كدجاجة ، ووضعها في السيارة .
نسي الجميع سجنه الالزامي في ممر القباضة ، وانبروا للحديث عن حياة جميلة .
جميلة كانت أجمل بنات طنجة . جميلة كان الفتيانوالشباب والرجال يتشاجرون حولها . جميلة كانت تشبه بطلات بوليوود وهوليوود ، كانت فاتنة . كانت رائعة . كانت جذابة . كانت...كانت....كانت.....



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من صدام الحضارات الى صراع الحارات
- الفيضانات تجرف مصداقية مسؤولي الدولة المغربية
- زينب الغزاوي ،أو كم هي الحقيقة قوية ؟؟؟
- الانقطاع الزمني ووأد السلالة الفكرية المغربية
- استعدوا أيها العرب ، عودة الديكتاتورية بكل عنفوانها
- وزير الداخلية المغربي يحن الى زمن ادريس البصري
- الفرق بين دولة السياسة ودولة القبيلة
- أصلنا صفر
- هل تتخلى قطر عن قوتها الاعلامية الجبارة ؟
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية -9-
- نصوص تقابلية
- هل يستطيع أوباما توريط ايران ؟
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-8-
- الدولة ضد الوطن
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -7-
- المكون الوجودي في قصيدة -داروها لحروف وحصلت فيها المعاني - ل ...
- قراءة أخرى لخطاب الملك محمد 6 بتاريخ 10--10--14
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -6-
- أمريكا تطيل عمر داعش
- عالم من الألوان


المزيد.....




- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -10-