أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - ليالي المنسية (رواية) الجزء الثامن عشر















المزيد.....


ليالي المنسية (رواية) الجزء الثامن عشر


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 4581 - 2014 / 9 / 21 - 00:30
المحور: الادب والفن
    


ما جاء في الأشرطة الممغنطة

(إعترافات صوتية)


تحكي خولة

كل يوم أعيش ملحمة.
هذا طبعي مذ شعرت بـ نضوج أنثاي،واستيقاظ مشاعري باكراً،ومن لحظتها باتت إرادتي عاجزة للسيطرة على خبث عواطفي،دائماً في أعمق أعماقي،ثمت ينابيع تنبجس وتحرك سفينة عاطفتي،تمخر عباب روحي،تؤجج نار غريبة،تشب وتنهض العطش،الجوع،التمزق،الذوبان،الهروب إلى خارج جسدي،إلى سحر هذا العالم،إلى الموت اللذيذ،الموت جنسياً،يسمونه حسياً.
صمت.
لا يمكنني أن أتواجد في يوم لم أكن فيه نار تحرق،هذا طبعي،لا أقول قدري هو صانع خاصيّة عاطفتي،وكما تعلمون،القدر قوّة قاهرة تصحح أو تبدد مسارات الأحلام،هل قلت الحقيقة؟،أم أنني واهمة في تفسير ظواهر الحياة الغيبية يا أخوات الشقاء.
صمت.
كل بنت تخضع لحزمة مشاعر تسكنها وتوجه مثل سفينة مساراتها عبر عباب الزمن،لم أكن عاقلة ذات مرة،مذ اكتشفت نفسي،فتاة تمشي،تنتفخ فيها بالونات الأنوثة،وبدأت تشم رائحة الغرائز الذكورية،عطور ساحرة،تهيج أشيائي الدفينة،تبث أنوار تقتل السأم وتميت تخرصات العذاب المتنامي فيّ.
صمت.
فتاتي نضجت وثارت،راحت تتلمس فواصل الجمال فيها،قبل أن توجه عدسة الشهوة نحو الوجوه العابرة، بعدما شبّت في غابات مشاعرها نيران الشهوة،وبدأت تكويها شرارات الانجذاب لهذا النصف المتعب، العدو،الصديق،الحلو،المدمر،العنيف،اللطيف،الخفيف،الثقيل،الحر،البرد،هذا الكائن الثنائي التكوين،قبل أن تسقط بمحض رغبتها ـ ومن غير تردد،أو ارتباك،أو ندم ـ في وادي الشجاعة.
صمت.
أمّي متفتحة كانت،صاحبة الذوق المتقلب،كيان فارغ منفوخ بـ زمهرير الكبرياء،كانت تهيأ نفسها في كل لحظة عروس،ليس لأبي طبعاً،كانت تعشق المباهاة بجمالها،بقوامها الرشيق،بساقيها،بطول شعرها،كانت تبدل ملابسها حسب الوقت،فملابس الصباح لابد أن تختلف عن ملابس العصر،وقفاتها ونظراتها وطريقة شهيقها وزفيرها،كلها أحلام خضعت لقانون مزاجٍ خرب.
صمت.
بيتنا ما زال يقع على الشارع العام،الشارع الوحيد الذي يشرخ أحشاء بلدتي،بلدة البلداء،التعساء.
صمت.
تمر المركبات والسابلة،تكاد العيون تندلق خارجاً من مكامنها،لا تبالي أمّي بذلك،كانت غايتها إحراق أعصاب ناظريها،كانت تتزين قبل أن تفترش عتبة الباب،ترفع بوزها،تغمرها الفرحة وهي تلتقط سيول الحسرات المفضوحة،سهام العيون الناهشة،حركات الأيدي الملغوزة،حاول المرحوم والدي تغيير دفة مزاجها ،لم يكن فظاً غليظ الفؤاد،لم يكن يتحامل عليها إلاّ بلين الكلام،بتوسل دائماً،بملاطفات متواصلة،كانت تطلق ضحكاتها بـ دعر فاضح.
صمت.
نعم بدعر أقولها بصراحة،دعر فاضح،تصغي وتلغي تعاليم السيد الوالد،وكان المرحوم يترك ساحة الجدال،بعدما يلتمس عنادها الصخري وشرودها العقيم،تزعل الست الوالدة كلما حضرة الوالد يدعبل حفنة رجاءات في مصاغيها،ترتمي في غرفة المطبخ،على بطنها تنام،تذرف أوقيات دموع،لأن الكلام النافع لن ينفع ملاحتها،ولن يلاءم فوضى مزاجها،لعبة ليلية تتواصل،لا تحدث خرقاً في قوّة الحب ولا رخاوة في حبل المودة بينهما،كانا وجهان لعملة عائلية نادرة،ففي الصباح كنت أقف للحظات وأنا أتأمل هذا المشهد المفقود الآن في كثير من بيوت الناس،تغمرني سعادة طفولية لا تضاهى،عندما أجدهما في فراشهما متعاشقين،يغرقان في وحل الشهوة.
صمت.
من أمي الجريئة،صاحبة الذوق المتحرر،والحركات الجسدية المتمايلة،تعلمت سر وسحر الجرأة،تعلمت فن الاعتناء الفائض بالنفس،رحت أقتفي خطاها،أقلدها،أبقى أمام المرآة أوقاتاً طويلة،أحاول أن أقتنع بجمالي،تتفاقم في رغبة أن أغير العالم،بنظراتي،بسحر عيني،بوقفاتي،بهز صدري من دون سبب إلاّ إذا كان السبب زيادة بحبوحة أنوثتي لا غير.
صمت.
رصدت الست الوالدة هوايتي التبرجية،لم تنفعل،لم تباغتنِ بسيل تعنيف،وجدتها تضحك،تنتشي،مدّت يد العون،بدأت تخرجني من ثوب طفولتي،ومن يومها بدأنا نستحم معاً،أوّل دغدغات الشهوة بدأت لحظة أزاحت كومة شعر أسفل بطنها،وجدت السؤال ينفلت من فمي،أجابتني بصراحة: )(هذا الشعر فيه سر اللذة بالنسبة لنا،لكن الرجال يمقتوه))،تحرك مخي،ما علاقة الرجال بهذا المكان،لم تمهلنِ وقتاً أطول،كي أجد تفسيراً لسؤالي،قالت((هذا برمودا ـ أشارت لكومة لحم منفوخ،مفلوق بخط شاقولي،إلى طماطتها ـ كما اتفقنا أن نسميها ـ من هذا الشق خرجتِ ذات ليلة!))،زادت حيرتي،كيف خرجت من شق مخصص للبول،خلتها تمزح،أو تريد أن تضيعني في متاهة قبل أن تعيد لي رشدي،لكنها صمتت،لم تعقب أكثر على كلامها.
صمت.
رحت كما تفعل أفعل،كل يوم أفحص كومة لحمي غير المنفوخ بعد،أبحث عن الشعر كي أزيله،البس ثياب جميلة،أقف كما تقف،أحرك جسدي كما تحرك جسدها،اكتشفت عيون الصبيان أداة فاعلة،تمتلك قوّة خفيّة،تنضجني بسرعة البرق،كلما تنطلق نحوي،تنهض فيّ لذة غريبة،وتنعش أغواري برجفات موسيقية،وقوفي وابتساماتي شجعتهم أن يغازلونني بنظرات وقحة وكلمات متوسلة،وحركات أيدي تدعوني.
صمت.
دخل أبن الجيران على الخط،كان أوّل الفاتحين،شاب يكبرني بـ ثلاثة عشرة سنة،كنت في الخامسة،كونهم قالوا في العام المقبل ستدخلين إلى المدرسة،وكان أبن الجيران يقرأ كثيراً،قالت أمّه في العام المقبل سيدخل إلى الكليّة،فالمسافة بيني وبينه،مرحلتان دراسيتان،ست سنوات ابتدائية وست متوسطة وثانوية،وسنة أمامي كي يقبلوني طالبة،كان يضحك بوجهي وكنت أضحك بوجهه من باب الجيرة،تطور الأمر وناداني ذات صبيحة،دنوت منه وأنا بنت في الخامسة من عمرها،جلست قربه،بدأ يلاطفني بـ غزل الكلام،وصفني بالحلوة والجميلة،قبل أن ـ يقشمرني ـ وأتبعه داخل بيتهم،دخلت غرفته،كانت أمّه تجلس مع أمي،رفعني وأمطر وجهي بالقبلات،لم أشعر بخوف ولا إهانة،ما فعله لا يعدو ما يفعله أبي مع أمّي،كلما يرجع من السوق،يقفان ويتعانقان ويتبادلان القبل،وجدت القضية محض روتين،كنت أشعر بحرارة فمه،وكنت أضحك،وجدته يتعرق،ألقاني على الفراش ونام فوقي،قلت: ((أنت ثقيل ستميتني))،قال: ((أنا أحبكِ يا خولة،عندما تكبرين سنتزوج!))،كلامه كان عكس كلام أبي عندما ينام فوق أمّي،كان أبي يقول: ((عندما نكبر سنفقد هذه المتعة!))،كلمة زواج أشعرتني بقيمتي وصدق كلام أمي،كانت دائماً تردد هذا الكلام أمامي وكانت تؤكد أنها لن تزوجني لرجل أعور مثل أبي،بل ستزوجني لـ ضابط عسكري،كي يركبني سيارة آخر موديل ويسكنني في قصر،أبن الجيران وجدته يهذي فوقي،يتعرق،خفت عليه،قلت: ((هل أنت مريض؟))،((أنا سأموت!))((لا تمت فوقي؟))،((سأموت فوقك إذا بقينا هكذا!))،تذكرت قول أبي لأمي ذات ليلة،كنت من تحت ـ البطانية ـ أنظر إليهما،كان راكباً فوقها،كان يهذي: ((ليتني أموت فوقكِ!)) ،ضحكت،((لم تضحكين يا ـ خولة ـ))،((أنزل لا أريدك أن تموت فوقي؟))،((يجب أن نفعل مثل بابا وماما كي لا أموت فوقكِ!))،((بابا وماما هل يفعلون مثل هذا حتى لا يموتوا؟))،مدّ يده ورفع ثوبي،أنتزع سروالي،وقعت عيني على أفعى واقف،قلت: ((ما هذا؟))،قال: ((هذا سبب موتي!))،((لم لا تقطعه عند المطهرجي؟))،((أنظري إليه،سوف يبكي ويسكب دموعه))،((وهل يصرخ عندما يبكي؟))،((أنظري إليه؟))مسكه من أسفله وبدأ يفركه على(طماطتي))،كنت أشعر بـ دغدغات لذيذة،وهو يلهث،غامضاً عينيه،يرسل حشرجات وأنين وتأوهات كانت تشعرني بفرح وسعادة،كان يتقافز كمجنون،لم يحتمل نفسه،بقى يفعل فعلته حتى وجدته يرتجف ويصرخ وهو يكاد يموت: ((أنه بدأ يبكي!))سائل لزج مثل العسل بدأ يتدفق من ثعبانه وهو يتراخى وينام،سكبه على ساقي،أمطرني بوابل قبلات،قال((لا تحكي هذا لأحد؟))،سحب من جيبه منديلاً ومسح دموعه المراقة على ساقي،((كلما تذهب أمي لتجلس مع أمك تعالي لتري دموعه!)) ،((أخاف أن تضبطنا ماما!))،((لا تخافي يا خولة!))،((ربما أخي سيادهمنا))،((لا تخافي أنه في الساحة كل يوم عصر يركض مخبولاً خلف الكرة)).
صمت.
من يومها بدأت أشعر بجوع دائم لهذا العذاب المدمر،هذا الينبوع الجائع،هذه الدغدغة الكهربائية،بدأت أحشائي تشق رفوف الزمن وتنضج قبل حلول مواسم السفاد.
صمت.
مرت أيام ونحن نتشابك وننظر بعين الدهشة إلى دموع العالم المجهول وهو يمشي فوق واحة مسراتنا المقموعة،قبل أن أباغت ذات يوم بذهاب أبن الجيران إلى الكليّة،طال عليَّ غيابه،ويوم عاد لم ينادينِ،لم يضحك بوجهي،توقعت أن ضحكاته انتهت،توقعت أنه لم يعد يمتلك دموعاً كي يسكبه عليّ،مرت الأيّام والأشهر قبل أن أقف مع الناس في بيتهم،نساء يزغردن ونساء يرقصن،كان جالساً بجنب عروس جميلة،لم أشعر بغضب أو غيرة،صغر سني لم يثر غيض هذا العدو الساكن فيّ.
صمت.
رغم سنّي الصغير،شعرت أنني امرأة مات زوجها،من يقيم سعادتها الليلية؟من يروي غابات عواطفها بـ ماء الجنون؟الجوع كافر،جوع الجسد حريق،جاء الماء من غير مرور غيوم في سماء تفكيري،بائع جوّال يأتي كل ظهيرة وينادي على أشياء جميلة متراكمة فوق عربة دفع،وجدت ألفة وتودد ما بينه وبين نساء المنطقة،يمازحنه ويتحرر معهن في حواراته،ذات ظهيرة دنوت منه،من باب الفضول رغبت أن أستطلع ما عنده،مسك يدي وقربها من(ثعبانه)لم اشعر بخوف،وجدته أكثر خوفاً مني،قال: ((أتعرفين ما هذا؟))، ((أعرفه أنه يبكي إذا فعل!))،((إذا أبكيتيه سأعطيك ما تحبين))،((ليس هنا!))،((أدخلي العربة وسوف أقف ولن يراك أحد))،فتح باباً صغيراً،لا أعرف كيف اندفعت لأدخل إلى العتمة،وقف بالباب ورفع ثوبه،من خلال العتمة رأيت ثعباناً ضخماً واقفاً،همس: (( ضعيه في ثغرك؟))،تذكرت كلام أبي ذات ليلة: ((مصّيه))،تذكرت كلام أمي: ((لا تدعه يسكب في فمي))،بعدما رصد ترددي قال: ((لا تخافي يا بنت سأجعله يبكي خارج فمك!))،قلت: ((أي ثغر ترغب؟،لي ثلاثة ثغور!))،((ما زلت صغيرة ضعيه في ثغرك الأعلى))،((ولم لا تضعه على ثغري الأدنى))،((كلا حين يفتح بابه يمكنني أن أدخل ثغرك الأدنى))،((حسناً ضعه في ثغري الأقصى))،((لا..لا..)راح يلهث غامضاً عينيه،كان دافئاً،متدفقاً، متعرقاً،طال عليه البكاء وأنا أسبح في عرقي،وجدته ينسحب،همس أبقي ولا تتحركي،سد علي الباب ودفع العربة.
صمت.
كانت العربة تمشي بي،ترجرجني،تحلقني عالياً في سعادة وخوف معاً،بعد لحظات توقفت الرجرجة،فتح الباب،أخرجني إلى الضوء،كنّا بين صفي أشجار خلف حديقة،((هنا لا يرانا أحد))،رفع ثوبي ووضع ثعبانه بين ساقي،وجدته يفعل بقوة وهو يلهث ويتعرق،كنت أشعر بفرحة وأنا مرفوعاُ أطير وثعبانه يدغدغني ويطعنني،حتى تراخى ونده وسال دموع ثعبانه على ساقي،أنزلني،قال: ((كل يوم تعالي كي أعطيك شيئاً جميلاً))،تركني أعود وحيدة،وجدت أمي واقفة في الباب،لم تعنفنِ،قبلتني وأدخلتني البيت: ((لا تبتعدي في الظهيرة،هناك أولاد الحرام يا خولة!))،((لن أبتعد يا ماما)).
صمت.
كبرت وكبر همّي وزادت شهوتي ونضجت عواطفي،وبدأت أتصيد أنا الفتيان وأثير فيهم الشجاعة وحب المغامرة والفعل الجسدي،سرعان ما أصبحت مثار اهتمام فتيان الزقاق،قبل أن أجد نفسي أعلى من رغباتهم،بدأت أشعر بحاجة إلى تغيير إستراتيجي في إشباع جسدي،رحت أنظر إلى أناس أكبر مني،أنهم يمتلكون الأسرار ولديهم الخبرة في تلبية حاجات الجسد،كل الفتيان وجدتهم حيوانات تسكب عصير أغوارها وتموت من غير أن أشعر بطيران وذوبان وتعرق،بدأ بعض الرجال يحوم حولي،وكنت أمنح نفسي المغالاة مما أثير غرائزهم بشكل مدمر،كثيرون كانوا لديهم نساء ساحرات وجميلات،سقطوا في مستنقعي،قال لي أحدهم بعدما لهث ساعة كاملة قبل أن يتخلص من دموعه: ((يا خولة..هذا العمل لن يطول عندما تصبحين امرأة))،((ألست امرأة؟))،((أنت بنت!))،((ألم أبكِ ثعبانك؟))،((هذا البكاء خارجي،عندما يدخل إلى الداخل ستكونين امرأة،عندئذ يكون البكاء داخلي!))،((ولماذا لم تدخله؟))،((لا يجوز هذا،أنت بنت عندما تتزوجين سيقوم زوجك بإدخاله إلى داخلك وساعتها ستكونين امرأة!))،((أدخله كي أكون امرأة؟))،((أنا لدي زوجة،أنت عندما تكبيرن ستتزوجين وتصبحين امرأة!))،((وهل تدخله إلى داخل زوجتك؟))،((في الليل فقط))،((ولم لا تدخله في النهار؟))،((هي مشغولة والأطفال لا يتركونا!))،((لم لا تدخله إلى داخلي في النهار،وفي الليل أدخله إلى داخل زوجتك؟!))،((لا يجوز أن أدخله إلى داخلك،هناك مانع ليس من حقي أن أعبره،أنها ملك صرف لمن سيتزوجك!))،((ولم يوجد مانع في هذا المكان،ألم يخرج البول منه؟))،((يوجد غشاء واجبه سيطرة أخلاقية،تمنع دخول الثعابين الغريبة إلى الداخل قبل الزواج!))،((أحب أن أتزوج كي يدخل ثعبانك الكبير إلى داخلي))،((خولة..عندما تكبرين وتتزوجين أريد أن أدخله إلى داخلك!))،((عندما أتزوج سأجعلك تدخل أنت وأجداد أجدادك وكل عشيرتك وأهل الدنيا إلى داخلي!))،ضحك: ((يا خولة..عندما تكبرين أنا واثق أنكِ ستغيرين أنظمة الحكم في بلدان كثيرة بعهرك اليوتوبي وبداخلك الديموقراطي))،ذلك الرجل وجدته دائماً يترقبني،مارس فعلته كثيراً معي،قبل أن يغادر المنطقة وينتقل إلى خارج البلدة.
صمت.
في مرحلة النضج،بعدما كبرت،صرت في دار المعلمين والمعلمات،وجدت نفسي في مستنقع آخر،شباب يطلبونني في خلوة،كانت أغواري تصرخ،بينما هم يطلبونني أن أكون واسطة خير لأربط مصائرهم بمصائر زميلات،بلساني العسلي،تمكنت من التوفيق بين الأطراف،ووجدت عزائي عند سائقي المركبات،كانوا يتابعوننا بمنبهات مركباتهم،وجدت الشجاعة لأرافقهم في رحلات أنس ومجون،وفي مرات كثيرة كدت أن أفقد عذريتي في لحظات ذوبان،لكن الإرادة كانت تحضر وخلصتني من السقوط الكامل،شم المدرسون رائحة النضوج المتحرر فيّ،وجدت النظرات تمطرني،الشهوات تضج من حولي،كل أستاذ استدرجني إلى غرفته ومن غير خوف صارحني بالحب ولعبة الزواج ولكن الشهوة تقتل كل الأحلام بعدما تفقد حماستها،ومضوا عابرين يبكون على أطلال(برمودا)آه يا برمودا،يا من دمرتي البشرية وأخرجتي الإنسان والحيوان والطير من ثوب العفّة،هذه الطماطة،هذا التكوير الـ صرصاري،لم صار محط اهتمام وفلك تدوير الحياة،لم جعل الرؤساء والملوك والأباطرة يركعون أمامه،يبكون ويتوسلون ويقبلوه بكامل إرادتهم؟
صمت.
أجمل ما كنت أشعر به هو لحظات الربت عليه،الربت الهادئ ثم تصعيد الربتات قبل أن تأتي صرخة الجوف ويندلق العصير،آه يا أستاذ ـ قضيب ـ عفوا ـ حبيب ـ لم لا تأتي وتخرج عمودك وتدخله بعنف لتمزقني وأموت بسلام،هيّا تعال وأفعل ما أريده منك أمام الزميلات،أريد الآن من يشقني وينزف دمي ويحشر عصيره في جوفي،وأنتن يا زميلات أرقصن من حولي وليكن ساعة زفاف وموت،تلك هي السعادة الخالدة لي،أنني استدرجتكن وأسقطتكن في مملكة الدموع والشهوة،صرنا شريكات في الإثم،ليتهم أرسلوا لنا عشرة أساتذة لتعرينا الآن معاً وكل أستاذ يتشابك مع أستاذة ونعيش ليلة إستاذية،نرقص ونغني أغنيات الحرمان واللذة،غناء وبكاء ورقص ومجون في صحة الحرب ووزارة التربية والتعليم المجاني.
صمت.
تلك هي حياتي،صرت أربط مصائر الناس،وأنا أسبح في أحضان الغرباء،ونهضت في الرغبة التي تلبستني،كل أستاذ كان يرغب واحدة كنت الواسطة،وجدت الفكرة تنمو ورحت أخطط لأسقط كل أنثى في بركة السرور،حتى أقمنا ليلة التخرج حفلة كان أحد الأساتذة أقامها على شرفنا المهدور،استدعاني مع الزميلات إلى منزله،كان كل شيء مهيأ،عصائر وكيك وورود وقطع حلوى،اكتشفت أن المدعوات كلهن كنّ من فرائسي،كان الأستاذ يتنقل بيننا وكنّا نتودد إليه ونلاطفه،قبل أن يحرر صوت موسيقى غربية من آلة التسجيل،بدأت أرقص ورقصن الزميلات،ونزل بيننا يرقص،كان يدنو منّا واحدة واحدة،يضرب بأصبعه على أنوفنا،رغم أننا نمنا بين أحضانه،تصاعدت الرغبات ومات الخجل،ألقى قميصه،ثم سرواله،لم أجد واحدة تعترض أو ترتبك،ألقيت ما علي وتشجعن الزميلات وفي ظرف دقائق كنّا عشرة زميلات خارج أسمالنا إلاّ السراويل وهو بكامل عريه يتراقص بيننا،أدنو منه أحاول أن أمسك عموده المتحفز،كان ينفلت وأطارده،كن الزميلات غارقات في الرقص،والضحك،صاح: ((ليس الآن..ليس الآن))،((أرجوك أستاذ أحشره في ثغري الأقصى كي يكون احتفالنا خرائياً؟!))،((ليس الآن..ليس الآن))،((هيّا لم أعد أحتمل جنوني،لم أعد أحتمل منظره))،((ليس الآن..ليس الآن))،((توقف أرجوك))،((ليس الآن..ليس الآن))،نطارده،ينفلت كلما نمسكه وهو يغرد ويعربد((ليس الآن..ليس الآن))،أسقطناه مرة لكنه قام وأنسل من بين إيدينا،تراقص وهو يغرد((ليس الآن..ليس الآن))،فقدنا قوانا،فقدنا زمام السيطرة على مشاعرنا،رصد فينا الفتور،توقف وهو يشهره أو يبرزه أمامنا((ليس الآن..ليس الآن..أريد منكن أن تخلعن سراويلكن))،ألقيت بسروالي وتشجعت أخرى ثم أخرى،قبل أن نهجم على الخجولات ونمزق سراويلهن وسط صيحات،صرنا عرايا نرقص،فاقدات الشعور،صب الأستاذ سائل الجحيم،الويسكي في أقداح وشربنا شرب السكر،راح يحتضننا واحدة واحدة، يضرب بعموده على برموداتنا،قال: ((أرجوكن قفن معاً جنباً إلى جنب))،وقفنا،كنّا نتمايل،نحترق،قال: ((أدرن ظهوركن))أدرنا،((انحنين))،انحنينا،تقدم منّا،وبدأ يضربه على أدبارنا وبرموداتنا ضربات مجنونة،قبل أن يدخله إلى داخل زميلة نحيفة راحت تصرخ وتتأوه وهو يلهث،في تلك اللحظة خمد كل شيء،وقفنا محترقات،كل واحدة كانت تتوقع أن العمود الواقف من نصيبها،سيبكي في دبرها،لكننا اكتشفنا أن تلك الفائزة من بيننا كانت مفتوحة،مسلوكة الدهليز،يعني متزوجة.
صمت.
من يومها قررت أن أقيم هذا الاحتفال ذات ليلة،ها نحن أفلحنا،لكن المصيبة حاضرة،ها أنني بنت ولست امرأة،يا ترى أين يدخل عمو ـ قضيب ـ كلنا نمتلك غشاء الخطيئة،أي ثغر يستقبل دموعك،واحدة فقط من بيننا ستفوز،تلك هي المصيبة القاتلة،أرجو أن أكون أنا يا رفيقات الأثم،لا تحرموني من هذا في هذه الليلة الأخيرة من حياتنا،يا زميلات،أمنحنني هذه الفرصة الخالدة،أريد أن يفعل أمام أنظاركن،مثلما فعل ذلك الأستاذ أمام أنظاري،أريد أن يفعل وأموت هنا بينكن،لم أرغب أن أعيش بعد هذه الليلة،برموداي يصرخ،جوفي ينادي،أكاد أن أموت،هيّا تعال يا أستاذ ـ حبيب ـ ليتك تجيء من غير تأخير،تضعه وتوصله إلى قلبي،إلى فمي،إلى عشيرتي،إلى مجلس قيادة ............
((خولة..أبكيتينا))..(صوت واحدة).
آه..أين هو أستاذ ـ حبيب ـ متى نتذوق عموده العذب،لكم مصصته ولكم دغدغني؟
((خولة..دعينا نحشر شيئاً فيك لنريحك))..(صوت واحدة تضحك)
هيّا أدخلوا شيئاً واقتلوني،أدخلوا العالم كله،ما لم يدخل ويرقص في الداخل،ما لم يمزقنِ ويسكب دموعه في رحمي لن أذق طعم السرور ما حييت.
((يمكننا أن نفركه لك وتنالين نفس اللذة))..(صوت واحدة تضحك)
أنظروا إليه لكم هو مغري وممتع،أزحت توحشاته،غابة الحشائش المتشابكة أطحت بها،هيّا أربتن عليه،هيّا أحشرن أصابعكن فيه.
((لم لا نستدعيه ليخلصنا منها؟!))..(صوت واحدة))
ليس الآن..ليس الآن..دعوني أصل قمة الرغبة،هذه ليلتي أرجوكن،روحي تنتفض،بدني يرتعش،قلبي يتوقف،آه..آه..آه..لا أحتمل أكثر مما أحتملت،لم يعد لدي بقايا صبر،كل شيء مات،سدود أخلاقي أنهارت،هيّا نادوه ليدخل،وليكن ما يكن،قبل أن أتعرى وأهرب نحو الجبال،هناك حيث الرجال يبحثون عن الحروب الجسدية السريعة،بعدما سكروا من حروب السياسة والبحث عن أوطان ضائعة في دهاليز الأمم اللا متحدة.
صمت.
ليته هنا..لأمرته أن يفعل ما آمره به؟،لن أؤجل فعل الآن لما بعد،أنها الحرب،أنها ثورة الأعماق المزلزلة،
وأنتن واصلن الربت،عنيفاً أضربن،لترتفع صفقات أكفكن عليه،بعيداً لترتفع إلى الليل،إلى العالم.
أرجوووووووكم.. هذه فرصتي!
صمت.



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليالي المنسية(رواية)الجزء السابع عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء السادس عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء الخامس عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء الرابع عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء الثالث عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء الثاني عشر
- ليالي المنسية(رواية)الجزء الحادي عشر
- ليالي المنسية/رواية/الجزء العاشر/
- ليالي المنسية/رواية/الجزء التاسع/
- ليالي المنسية/رواية/الجزء الثامن/منعتها الرقابة الأردنية/
- ليالي المنسية/رواية/القسم السابع/
- ليالي المنسية/رواية/القسم السادس/
- ليالي المنسيةمرواية/القسم الخامس/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الرابع/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الثالث/
- ليالي المنسية/رواية/القسم الأوّل/(منعت في الأردن من قبل الرق ...
- ليالي المنسية/ القسم اثاني
- أولاد اليهودية(رواية)10
- أولاد اليهودية(رواية)9
- أولاد اليهودية(رواية)8


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - ليالي المنسية (رواية) الجزء الثامن عشر