أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - الخلق والأسطورة














المزيد.....

الخلق والأسطورة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4574 - 2014 / 9 / 14 - 22:27
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الخلق والأسطورة

في القديم القريب من معرفتنا بقصة الخليقة أختلط ما هو منقول قدسي بما هو في الاسطورة, حتى كأن البعض منا في ذاك الوقت وهذا لم يفرق بين حدودهما بالرغم من الفيض والكم الهائل من النصوص التي تشرح القضية بتفاصيلها الدقيقة لكن اللجوء للأسطورة كان دوما أقرب للفكر المبسط الذي يصنع من القضية الكونية جزء من مخيلة الشعب البسيط.
لقد تناقلت الاسطورة التي يمكن أن نسميها بالدينية صورة الخليقة مشوهة تتناغم مع عدم القدرة على الفصل بين الخيال والتأمل وفهم النص وعلاته, كما أنها حملت تناقضاتها الأولى بافتراض تسليمي أن الكون أصلا كائن وإن القوى المحركة الأولى وهي الآلهة التي تتوزع بين أطراف الوجود في صراع وفي نظم شبيه بالتي هي في حياتنا فهي تتزاوج وتتوالد وتنتقم وتدير المؤامرات وتقاتل وتستعين بمخلوقات لا تحدد الأسطورة نفسها متى خلقت وكيف خلقت ومما خلقت, ولكنها تأتي بها لتبرر النتائج أو لتبين مسارات الصراع بين الآلهة,
ومن المفروض أن الخليقة لم تأت بعد ,فكيف لنا أن نفترض وجودها المسبق ,كما وقعت في اضطراب أخر عندما أشارت إلى العلو في أشاره الى مساكن الآلهة والعلو يفترض أن يقابله ند حدي أخر وهنا لا ندري كيف يمكن أن يكون للوجود حدود وماهيات وصور خلقية والأسطورة بعد لم تكشف أكثر عن صراع الآلهة الذي سيفضي لاحقا إلى نشأة الخليقة والوجود.
كثيرا ما نجد في محتويات الأسطورة العقل الإنساني حاضر وبقوة ليصور لنفسه كيفية تتطابق مع حدوده الفكرية ولا تنطلق من عوالم حقيقية ,فهو يصور الكون كأنه مسرحية هو يخترع أبطالها ويحركهم وفق ما يوافق تصوره المحدود ويربط الأحداث على ضوء ما يعيشه ويجربه هو في تجربته الحسيه المجردة ,لذا عندما يصور لنا الصراع الإلهي لا يعدو أن يكون صراع على شهوات ومنافع وامتيازات دون إدراك لعظمة الخلق, والسعة اللا محدودة في معطيات الحياة الوجودية.
صحيح أن في بعض الأسطورة حس ديني أستفاد منه صانع الأسطورة وأشترك فيها مع أخرين رغم فارق الزمن والمكان ,.إلا أن هذا المشترك لم ينجح في فرض متوالياته ونتائجه على نصوص الأسطورة ,وأصبح الميل الخيالي والتصوير المسرحي هو الغالب على نصوص الأسطورة ,وللتأكيد على أن هذا الميل الفكري المسرحي حاضر بقوة, نتبع أجزاء الأسطورة لنرى التناقض في بناء المقدمات الأولى لها مع التقدم رويدا في سبر النص لنجد أن ما يفترض أن يكون لاحقا ترى في مفصل ولحظة قد حضر ليؤثر في سير السرد التمثيلي ثم يختفي مرة أخرى لنجده نتيجة في أخر الأسطورة.
وحتى الصورة الدينية التي بناها النص القدسي وقام عليها لم تسلم من التصور التمثيلي الذي لحق بها بناء على ما جسده البعض خيالا صوريا خلط بينه وبين ما أستقر في الذاكرة القديمة والعميقة التي ورثها عن المجتمع علاوة على ما حملته إلينا الروايات التي وردت على الفكر الاسلامي والتي تحمل أسطورة نسجها كهنوت مرتبط بجذره مع التاريخ القديم ,لا ينفك منها إلا ليعود إليها لقصدية ما ومع صورة النص ,بل ظل يراوح بين المزاوجة بين النص والخيال.
ولكي نفهم الصورة الدينية التي جاءت بها الرسالات الربانية عن قضية الخلق والخليقة لا بد لنا أن نمر على الأسطورة كما هي في كل مكان والتي تناولت نفس الموضوع ليس من باب المقارنة بل لنثبت أن الفكر الديني لا بد أنه أرتبط أبتدأ بوجود الإنسان, وأن الفكر الإنساني وأرثه الممتد عبر تأريخ وجوده ليس إلا أتساقا بدرجة ما مع الدين ومع فرائضه وما ألقي عليه فيه من تصورات, نسخ هو من خلال الخيال والقدرة على التعبير صورة خاصة قد تقترب أو تبتعد عن الأصل الديني ,وبذلك نثبت أنه الإنسان الأول الذي نزل الأرض كان مخلوقا متكاملا ذا وعي وقدرة على الأكتشاف والأبتكار والأبداع الطبيعي لأنه في الأصل التكويني مجعول بالقوة على ذلك.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة الخلق في الأساطير الأولى
- الأسطورة والتاريخ والدين
- القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح5 والأخير
- القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح4
- لميعة _ قصة قصيرة
- تصريح لناطق لا يملك صوت
- رسائل من وإلى باسم الحب
- القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح3
- القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح2
- القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح1
- سلطان القوة وقوة السلطة ح2
- الفراق اللذيذ _ قصة قصيرة
- سلطان القوة وقوة السلطة ح1
- العقل وإشكالية صناعة المعرفة
- رؤية ... قصيدة للغائب الأتي والرحيل المزمع
- هل العقل موجود حقيقي ؟.
- ما هو التأريخ وكيف بدأ ح1
- ما هو التأريخ وكيف بدأ ح2
- ما هو التأريخ وكيف بدأ ح3
- قصاصة ضائعة _ قصة قصيرة


المزيد.....




- بـ4 دقائق.. استمتع بجولة سريعة ومثيرة على سفوح جبال القوقاز ...
- الإمارات.. تأجيل قضية -تنظيم العدالة والكرامة الإرهابي- إلى ...
- لحظة سقوط حافلة ركاب في نهر النيفا بسان بطرسبوغ
- علماء الفلك الروس يسجلون أعنف انفجار شمسي في 25 عاما ويحذرون ...
- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- حصانٌ محاصر على سطح منزل في البرازيل بسبب الفيضانات المميتة ...
- -لا أعرف إذا كنا قد انتشلنا جثثهم أم لا -
- بعد الأمر الحكومي بإغلاق مكاتب القناة في إسرائيل.. الجزيرة: ...
- مقاتلات فرنسية ترسم العلم الروسي في سماء مرسيليا.. خطأ أم خد ...
- كيم جونغ أون يحضر جنازة رئيس الدعاية الكورية الشمالية


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - الخلق والأسطورة