أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - بيان كانت هنا














المزيد.....

بيان كانت هنا


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4563 - 2014 / 9 / 3 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
بيان كانت هنا
عبد الله السكوتي
قبل الفي عام طبع صياد ايزيدي يده المضرجة بالدماء على كهف من كهوف جبل سنجار، وكتب التاريخ الذي اضاعه من بعد، كتبه بلغة خاصة لم تكن اللغة الكردية، وبعد زمن آخر طبع عامل ايزيدي يده المصبوغة بالفحم جدران ذات الكهف، بلغة كردية، واستمرت الكفوف تطبع على جدران الكهف، وآخرهم بيان الطفلة الايزيدية التي طبعت كفا مضرجة بالدماء قبل ان يجدونها ميتة في ذلك الكهف، كف صغيرة تختلف عن كفوف الصيادين والعمال الايزيديين المطبوعة من قبل، لم تجد سوى الجبل عاصما لها دون امر داعش بالبيع او بجهاد النكاح، هكذا لم يفكر الايزيديون بالحكومة ولم ينتظروا صولات وجولات اميركا القوية، دائما وعلى مر العصور، كان جبل سنجار ملجأهم ضد غزوات الاتراك المتكررة ، وضد الابادة التي اتت من العرب المسلمين لعدة مرات.
تمددت بيان بقوائمها القصيرة وكأنها تشعر بدفء حضن الجبل الاصم، لم تكن تعتقد ان الجبل اصم، كانت الاعراس تقام على سفوحه، وهو من ينضج مزروعاتهم، حين يناغي الله ان نبتة الفاصولياء تحتاج الى الماء فتسح السماء، هكذا كان يقول الكهنة، ان الجبل يكلمهم في الليل، كانت الامطار تستأذن الجبل قبل هطولها، خوفا من انها تؤثر على المحاصيل الزراعية.
عدة مرات رأى الايزيديون النار مشتعلة على قمة سنجار، وشعروا بالدفء، وهم على مسافة منه، كان المشوار طويلا، حروب ابادة، وقوم يقدسون ربهم، موت وفجيعة وبيع في اسواق النخاسة، كان الاجلاف يأتون من الصحراء ليستاقوا الايزيديات سبايا، وحجتهم ان يصبحن مسلمات او يسبين ويصبحن مسلمات، كانت حجة واهنة، فهم ينكحون مالذ وطاب مشركات كما يقولون ومسلمات، اسخر دائما من الاصوات العالمية التي تنادي بنبذ العبودية ولاتدعو الى نبذ مبتدعي هذه العبودية، فلو دققنا وليس زمن بعيد بجدة او جدة جدة اوباما، لرأيناها قد سبيت من افريقيا وبيعت في مزاد علني في اميركا، ولو ان مالكها حيا حتى الان او ورثته موجودون، لطالبوا اوباما بالعبودية لهم بحسب الصك المكتوب لديهم، ا و ان يصبح عبدا آبقا.
ونظام الرق جلب على العرب الويلات فنشأت دول المماليك وغيرها لتسيطر على اصحاب الارض، وتقوم بمعاقبة الخلفاء الذين يدعي المسلمون انهم خلفاء لله على الارض، وكانت بيوتهم تعج بالغواني الجواري والمماليك، شيخ اخرق ينظر لماخور يشرعن له هو، ويدعي ان هذا من عند الله، ملك اليمين تصل الى مئات الجواري، الخوف المتجذر بنفس بيان الايزيدية من السبي والمهانة، جعلها تحتضن سنجار وتنام نومة ابدية، نامت مع ذاكرة تمتد لآلاف السنين، وهي واثقة انها لن تكون جارية لاحد حتى في الحياة الاخرى، وحين يأتي الشبقون يتمنطقون بالرسالات التي تبيح لهم اذلال الشعوب، لم يكن الدين دين الله، انه دين الخلفاء، ولم يكن مسيلمة الكذاب سوى نفر من داعش اراد استحلال كل شيء بدين غير مرهق كما يدعي، حين اباح الخمر والنساء، كانت بيان تعتقد ان هذا الامر سيتكرر، ولذا طبعت كفها الصغير على جدران الكهف، لتتذكر طفلة ايزيدية في سبي آخر، ان بيان كانت هنا، وانها لجأت الى حضن الجبل، بعد ان يئست من احضان اصحاب القلوب الميتة، نعم بيان كانت هنا، وليسمع القاصي والداني، ولتسمع الاجيال المقبلة، وليقرأ من لم يميز بين كف بيان وكفوف الصيادين القدامى ان بيان وبكل اصرار كانت هنا، سجلت تاريخها بعفوية كبيرة وبرمزية تهبط عندها قصائد الشعراء.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منين اجيب له اربعين سطرهْ
- ضيّع المشيتين
- نيكاراكوه عاصمة الشراكوهْ
- صيف وشتا ابفد صطح
- مايلحك عليه شيخ الجناكيل
- انا احمل حريتي معي
- كل من قهوتو من كيسو
- طهّر بتك بالفاس ولاعازت الناس
- لاصخل ولاحصان
- تعليمات للتفوق في المهنة، خادمك لو خادم الباذنجان
- داعش في بغداد
- جلب ابو اهلين ماينجني
- ثور الله بارض الله
- ماظل بالدار الا العار
- اللي يبوك المنارهْ، يحضر الها الجيس
- بلادي فكِنْ
- عبادة اربعين سنه
- دكة النجيفي
- اصدقاء النجيفي
- مختلفين اكعد شور الهم


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - بيان كانت هنا