أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - انا احمل حريتي معي














المزيد.....

انا احمل حريتي معي


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4526 - 2014 / 7 / 28 - 12:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
انا أحمل حريتي معي
عبد الله السكوتي
جاء في كتاب افواه الزمن لادواردو غاليانو انه وقبل اربعة قرون، جرى احراق ميشيل سيرفت حيا على حطب اخضر، في جنيف، كان قد وصل الى هناك هاربا من محاكم التفتيش، ولكن كلفينو ارسله الى المحرقة.
كان سيرفت يرى انه يجب عدم تعميد احد قبل بلوغه سن الرشد، وكانت لديه شكوكه حول الثالوث المقدس، وكان عنيدا الى حد اصراره على التعليم، في دروسه الطبية، بان الدم يمر من القلب ويتنقى في الرئتين. هرطقاته اودت به الى حياة تشرد غجرية، فقبل القبض عليه، بدل كثيرا من البلدان، والبيوت، والمهن، والاسماء.
احترق سيرفت، في تعذيب بطيء، ومعه الكتب التي الفها، وعلى غلاف واحد من تلك الكتب، هناك رسم يمثل شمشون الجبار يحمل على كاهله بوابة ثقيلة، وتحتها كتابة تقول: انا أحمل حريتي معي.
في كل وقت يحترق الاحرار او يقتلوا او يسجنوا او يعذبوا، او على الاقل يمنعوا من ممارسة حرياتهم، الموصل تحترق ونبي يونس فجروه مع جرجيس ومنارة الحدباء ، والفتيات تختن بالقوة، ورئيس الوزراء يمارس ديكتاتورية مقيتة في منع مواقع الاتصال الاجتماعي، الفيس بوك، ليحيلنا الى قنواته الفضائية التي لاتحتوي على جديد، مجرد اخبار بائتة لاتعني شيئا لاحد مع مقدمي برامج يحتاجون الى الثقافة والوعي في بناء الاسئلة او جلب الضيوف، لا ادري اي مستشار زين له ان قطع الفيس بوك اهم من تحرير الموصل، الرجل وخلال ثماني سنوات خلق لنا وطنا مغلقا، لانمتلك فيه فسحة من الحرية، خلافا لما جاء في الدستور، وقد انعم علينا مارك توين في الفيسبوك الذي صادره المالكي تلبية لطلب بعض اعلامييه الفالشلين من الذين لايستطيعون ادارة لقاء تلفزيوني، ويأتون بالغث والسمين ليطلق آرائه الخالية من التمحيص على اسماعنا ماخلق لنا تشويشا كبيرا، تحشيش وقضايا تتداول في المقاهي صارت بفم التلفزيون العراقي، كل هذا ونحن محرومون من نعمة الفيسبوك التي لم تكن عراقية ، وانما هي ظاهرة عالمية اوصلت الجميع بالجميع في نظام دقيق يستحق الاحترام.
الفيس بوك حالة حضارية كبيرة لايمنعها الا من يحارب الحضارة، وهو لايقل اجراما عن داعش التي تفجر المراقد والاضرحة وتقتل الابرياء لتثبت للعالم انها قوة غاشمة لاتمتلك غير السيف والبندقية، او انها انبعثت من عفونة تاريخ مليء بمحاكم التفتيش الاسلامية، التي قتلت وسملت العيون مرة بتهمة الزندقة واخرى بتهمة الهرطقة، وفي كل الاحيان كانت عمليات القتل تمارس لدحر المناوئين بتهمة الخروج على الدين، ولو استطعنا ان نحصي الاعداد التي هلكت دفاعا عن الدين، لمابقي لدينا دين، ربما يكون الفيس داعشيا وربما يكون مالكيا وربما يكون جعفريا او سنيا او اي شيء آخر، ومع هذا ليس لاحد السلطة على منعه وحرمان المشتركين فيه من نعمة التواصل الاجتماعي مع العالم الصغير، والذي صار صغيرا بفضل هذا الاكتشاف الذي يستحق عليه مكتشفه التكريم والاحترام، في حين ان الفيس لو كان عراقيا لاحرق مكتشفه في النار حيا وعلى حطب اخضر.
دائما نستخدم مكتشفات غربية، فاذا ما اساء البعض استخدامها، فهذا ليس عيبا فيها، وعلى المالكي ان يلغي الستلايت والموبايل لانهما اكثر خطورة من الفيس بوك، نحن الآن نجلس في جحورنا التي زينها لنا المالكي وغيره من السياسيين، واعتزلنا العالم خوفا من الموت المريع تحت تفجيرات ظالمة، وخوفا من مستجدات كثيرة، فوجدنا ان نتواصل بهذه الوسيلة المتحضرة، ولكن ابناء الكهوف صادروها هي الاخرى، لكنني ساحمل جهاز الحاسوب واصرخ باعلى صوتي: انا احمل حريتي معي.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل من قهوتو من كيسو
- طهّر بتك بالفاس ولاعازت الناس
- لاصخل ولاحصان
- تعليمات للتفوق في المهنة، خادمك لو خادم الباذنجان
- داعش في بغداد
- جلب ابو اهلين ماينجني
- ثور الله بارض الله
- ماظل بالدار الا العار
- اللي يبوك المنارهْ، يحضر الها الجيس
- بلادي فكِنْ
- عبادة اربعين سنه
- دكة النجيفي
- اصدقاء النجيفي
- مختلفين اكعد شور الهم
- خيعونهْ الفك ريجه ابخالهْ
- عينك لاتشوف
- هالركعه الهالبابوج
- الشك جبير والركعه ازغيرهْ
- الا لعنة الله على الكاذبين
- الحك بالسيف، والعاجز يدور اشهود


المزيد.....




- عمدة موسكو: الدفاعات الجوية الروسية أسقطت 19 مسيرة أوكرانية ...
- باكستان ترفض اتهامات الهند لها بشأن صلتها بهجوم كشمير
- إدارة ترامب: هارفارد لن تتلقى أي منح حتى تلبي مطالب البيت ال ...
- ويتكوف: واشنطن تعمل على ترتيب جولة رابعة من المحادثات النووي ...
- وزير الخارجية الإيراني وقائد الجيش الباكستاني يبحثان التحديا ...
- شركات طيران دولية تمدد تعليق رحلاتها إلى إسرائيل بسبب الصارو ...
- ترامب يتعهد بمساعدة سكان غزة في الحصول على -بعض الطعام-
- ألمانيا ترفض خطط إسرائيل الرامية إلى احتلال غزة
- تقنيات الإخصاب الحديثة تعيد الأمل لمن تأخر إنجابهم
- ارتفاع قتلى قصف مصنع الحديدة.. وغارة أميركية على صنعاء


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - انا احمل حريتي معي