أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزكار نوري شاويس - المالكي و المطلوب بعد تنحيته ..















المزيد.....

المالكي و المطلوب بعد تنحيته ..


رزكار نوري شاويس
كاتب

(Rizgar Nuri Shawais)


الحوار المتمدن-العدد: 4543 - 2014 / 8 / 14 - 21:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لاشك في ان الترحيب الدولي و الاقليمي و المحلي العراقي الذي حظي به تكليف السيد (حيدر العبادي ) لتشكيل وزارة جديدة تخلف وزارة المالكي لم تأت من فراغ ، فهذا التكليف يعبر عن ارادة و رغبة المجتمع العراقي و غالبية قواه السياسية في تغيير الحال و رفض ولاية جديدة لرئيس الوزراء المنحى الذي تردت في ظل عهدي حكمه اوضاع البلاد الى اسوأ حال ..و اسباب هذا الرفض واضحة و مقنعة للجميع ، لكن ما يثير الحيرة و الاستغراب هو موقف المالكي الذي بلغ حواف الطيش و التهور باصرارة الاناني على الالتصاق بكرسي الحكم و اتهاماته للجميع بدءا من المنظومة الدولية و امريكا و ايران و مرورا بالمجتمع السياسي العراقي و معهم الجانب الاعظم من حزبه ، بالتآمر عليه و على ( حكمه الرشيد ..!!) ، متناسيا باصرار عنجهي ان عهده كرئيس للوزراء يستحق بكل جدارة ان يدرج ضمن قائمة العهود السود المشؤومة التى مر بها العراق ، وهو كسياسي لا يمكن وصفه برجل الدولة الناجح ، فالرجل ارتكب خلال عهدي حكمه مالايعد و لا يحصى من الاخطاء ا لمدمرة بانتهاجه منهاجا تحكمت به ايديولوجية مذهبية و عرقية مقيتة تسببت في توسيع شق الخلافات و الانقسامات في المجتمع العراقي الى مديات غير مسبوقة ، لتبلغ في بعض جوانبها حالات عداء قاتلة كان من ابرز مضاعفاتها تصاعد حدة الارهاب و اتساع نطاقه و اساليبه بحجج و مبررات منوعة يعاني من اثارها كل بيت و اسر ة عراقية..
اما فيما يخص بنية العلاقات التعايشية بين المكونات القومية و العرقية العراقية ،و بعد ان افلح فعلا و الى حد ما في بناء و تصعيد حالة من العداء القاتل ضمن النطاق المذهبي ( السني – الشيعي ) لم يدخر المالكي ( و بحماس غريب و معتمدا على نفوذه و صلاحياته كرئيس للوزراء ) جهدا و وسيلة لتحويل الخلاف بين بغداد و أربيل الى حالة اشتباك و صراع قومي بين الكورد و العرب المكونيين الرئيسيين للمجتمع العراقي .. فالمالكي تصرف تصرف الحاكم المطلق الاسمى من القانون و الدستور متجاوزا بصلاحياته العديد من الضوابط القانونية و الدستورية و منها على سبيل المثال لا الحصر موقفه من المادة (140 ) من الدستور ، حيث بذل قصاري جهده لتحويل الخلاف القانوني و الاجرائي الى صراع قومي .. و لم (يقصر ) في تصعيد الخلاف بتعنته المريب بوضع العقبة تلو العقبة امام انجاز المراحل المرتبطة بهذه المادة الدستورية التي كان هو و حزبه احد اطراف صياغتها و تشريعها .. ! بل انه صار يتباهى في ( مجالسه الخاصة ) بقدرته على وضع الموانع امام انهاء الاجراءات اللازمة بتنفيذ هذا التشريع الذي يعد الارضية التي يرتكز عليها العماد الاساسي في بنيان تعزيز الثقة و تنظيم العلاقة التعايشية الايجابية وفق مبدأ الشراكة العادلة بين القوميتين العربية و الكوردية مع ضمان حقوق باقي الاقليات القومية ذات الصلة بالموضوع .. لقد بلغ الامر بالمالكي الى تحشيد جيشه على اطراف المناطق المشمولة بتنفيذ المادة (140 ) كوسيلة ابتزاز و تهديد للتنصل من الالتزامات القانونية بخصوص تلك المادة و لم يكتفي بتلك الاستعراضات الاستفزازية لمدرعاته و مدافعه المصوبة لسكان قرى و مدن تلك المناطق فبادر الى حجب حصة اقليم كوردستان – العراق من ميزانية الدولة العراقية الامر الذي ادى و لا يزال الى قطع رواتب الاف الموظفين من ابناء الاقليم ، مصدر رزقهم و عيش اسرهم الوحيد .. و ليفتخر بانه بأجرائه هذا سيحرض ابناء المنطقة ضد ادارات و مؤسسات حكومة اقليم كوردستان .

و أما برامجه بخصوص بناء قدرات البلاد العسكرية و الدفاعية فقد تركزت على بناء قوة عسكرية موالية له و ليس للشعب و الوطن ، فنصب على هذاجيش اتباع و موالين له قادة تنقصهم ابسط الخبرات العسكريةو الروح الوطنية الحريصة المدافعة عن الشعب و الوطن و بعيدين كل البعد عن استيعاب كل المفاهيم و العلوم العسكرية ، مانحا اياهم بسخاء أرفع الرتب و المقامات ، و مقابل هذا استخدم كل سلطته و نفوذه لحجب و منع كل اشكال الدعم المادي و المعنوي لقوات (پيشمه‌رگه‌ كوردستان ) كقوات فاعلة ترتبط قانونيا و دستوريا بالقوات المسلحة العراقية مانعا عنها تعزيزها بما يجب من تجهيزات و رواتب و مخصصات اسوة ببقية وحدات الجيش العراقي .. رغم هذا نرى اليوم كيف تواجه قوات ( پی-;-شمه‌رگه‌ كوردستان ) ببسالة قوى الشر و الظلام الارهابية و تلحق بهم افدح الخسائر و كيف ترك جيش المالكي ميدان الدفاع عن الوطن تاركا ورائه كل تجهيزاته التسليحية و الالية و التموينية للارهابيين و التي شجعتهم على مواصلة و ادامة عدوانهم على العراق و العراقيين .. ازاء هذا الموقف المشين و الخطير لجيش المالكي الذي ضرب بعمق بنيان الامن القومي للبلاد ، كان المنتظر من المالكي ان يبادر الى تقديم استقالته و تقديم الاعتذار للشعب العراقي عن اخطائه التي ادت الى ما ادت و تحملا لمسؤولياته المباشرة و غير المباشرة عن كل هذا الاذى الذي اصاب ابناء العراق و مقدساتهم الحضارية و الاجتماعية الدينية كوردا و عربا مسيحيين و مسلمين سنة و شيعة ، ايزيديين وأرمن ، شبك و كاكائيين ..الخ فجرائم داعش التي ترتكب هذه الايام في الموصل و( شنگال - سنجار) و غيرها من مناطق العراق ترتكب اليوم بأسلحة و اليات و عتاد جيش المالكي و جرأتها على توسيع نطاق جرائمها الارهابية الاقليمية الى العراق جاءت جراء حالة التشرذم و الشقاق الاجتماعي و السياسي في العراق التي افرزتها سياساته .
ان تجربة حكم المالكي خلال عهدي حكمه كرئيس للوزراء تؤكد خلو حقيبته من اي برنامج وطني يصلح من اوضاع الوطن ، فمجمل الحال العراقي انحدر الى الاسوأ الذي ما بعده أسوأ في بلد يدر عليه نفطه المليارات من الدولارات شهريا و لايعلم المواطن فيه الى اين تذهب هذه المليارات و كيف تصرف و في اية بنوك ( تبيض ) و تودع ..؟!
و في خضم هذا المشهد المأساوي لا تزال هموم المالكي منصبة و بتركيز على منصبه و التمسك به كأرث منزل عليه من السماء في وقت يفترض فيه كأي سياسي حريص على المصلحة العليا لوطنه ان يكون مؤمنا و ملتزما بمبدأ تبادل الادوار و ضرورات التغيير في المواقع . كان الاجدر به ان يكون من اوائل المرحبين بتكليف شخصية سياسية اخرى تشكيل وزارة جديدة ( وخصوصا هوشخصية قيادية من حزبه ) ، لا ان يبادر كعادته الى استعراض القوة و السلاح و نشر مليشياه البائسة في شوارع و ازقة بغداد المثقلة بالمتاعب و الهموم .. المالكي ( و كفعل وحيد قد يستحق ان يقال عنه حسنا فعل ) يجب ان يتقبل بعقلانية سياسية ناضجة ضرورة تنحيه عن السلطة و تسليم مقاليدها طوعا الى شخصية اخرى اجمعت على ترشيحة و تأييده كل الاطراف و معهم الشريحة الاعظم من اعضاء و قيادة حزبه و يفسح المجال امام المجتمع السياسي العراقي للتحرك نحو استنباط حلول للكم الهائل من المشكلات و الاشكالات التي يرزح ابناء تحت وطأة اثقالها و مضاعفاتها القاتلة ..
ختاما ، و بعد ترحيب المجتمع العراقي و قواه السياسية و معهم المجتمع الدولي و اطراف اقليمية مهمة بتكليف السيد حيدر العبادي تشكيل حكومة عراقية جديدة ، يأمل الجميع ان لا يكون التغيير هذا تغييرا للوجوه و المظاهر ، بل يجب و يجب ان تكون (الخطوة الجادة الاولى ) في مسيرة التغير الجذري و الشامل لاوضاع العراق نحو حال صحي سليم و افضل .. و الاهم في هذه ( الخطوة) و الخطوات التي تليها بعد تشكيل الحكومة و مباشرتها بمهامها هو عدم تكرار اخطاء و هفوات المالكي ، هذا بحد ذاته سيساهم في اصلاح و ترميم جوانب مهمة من ما فسد و خرب ..



#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أراجيح الدكتاتور ..!!
- شيريد المالكي .. يخربها بعد أكثر ؟!!
- ألمزار ..!
- ألمعضلة العراقية مرة أخرى .. ما ألحل ؟!
- حرب . حرب .. حرب
- ألجنون و شيء عن النرجسية و الدكتاتورية ..!!
- شيء عن الانتهازية و الانتهازيين
- شيء عن العيون
- قصة قصيرة .. و هطل المطر ..!
- سنة أولى ابتدائي
- شيء عن العدل .. و الروح الرياضة
- ما (الجدوى ) من الكتابة ؟.. و لماذا نكتب ؟!
- (ليلى قاسم ) *
- القوى العظمى و مسؤوليتها ازاء الجرائم التي ارتكبت بحق الكورد
- المتوقع و غير المتوقع في فوضى عالم القرن 21
- مراجعة لموعظة قديمة ..
- أقراد جبل المقطم ..!
- شيء عن ( الحق و الباطل ) ..
- شيء عن الجسور ..!
- كلمات على اوراق مبعثرة


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزكار نوري شاويس - المالكي و المطلوب بعد تنحيته ..