أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - ردّ الفعل العاطفيّ السريع














المزيد.....

ردّ الفعل العاطفيّ السريع


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 4492 - 2014 / 6 / 24 - 08:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاءت ردود الفعل الإسرائيليّة والفلسطينيّة على عمليّة اختفاء (حتّى يثبت أنّها اختطاف) ثلاثة شبّان مستوطنين بالقرب من مدينة الخليل المحتلّة، جاءت سريعة وارتجاليّة ومتشنّجة وبعاطفيّة متوتّرة غير مألوفة لا ترقى إلى أبسط منطق السليم.
انقسم الشارع الفلسطينيّ بين موقفين متطرّفين ومتناقضين: الأوّل؛ مرحّب، ومفتخر، و.... والثاني؛ مذنّب ومستنكر، و... ومتباكٍ. فصيل يعتبرها مقاومة مشروعة وطبيعيّة و... وحقّ وفقًا للشريعة الدينيّة والشرعيّة الدوليّة، ويذكّرنا بالمساجين والمعتقلين الإداريّين الفلسطينيّين. وآخر يعتبرها مصيبة ومدمّرة وفرجًا وتحريرًا لإسرائيل من أزمتها السياسيّة ومن الضغط والحصار العالميّ، ويذكّرنا أنّ العمليّة جاءت بدون تخطيط عامّ وبدون تنسيق بين الفصائل، وبصبيانيّة وبدون رؤية إستراتيجية، وبدون وعي ومراعاة للواقع المعيش و ... وتجرّ الويلات على كلّ الشعب الفلسطينيّ.
أمّا بالنسبة لردّ الفعل الإسرائيليّ العصبيّ فحدّث ولا حرج؛ مزّق بيبي صورة الضحيّة، وكشّر عن أنيابه الاستعماريّة القتاليّة، واستلّ تهديداته الديناصوريّة، التي أكل عليها الدهر وشرب ... لو استطاع بيبي لحوّل كلّ عربيّ إلى روبوت يسيطر عليه بجهاز تحكّم من بعد!
تقودنا ردود الأفعال الفلسطينيّة هذه إلى الاستنتاج بأنّ تقدير حجم العدوّ الإسرائيليّ لا يؤدّي بالضرورة إلى تعزيز العقلانيّة وإلى تقوية البناء السياسيّ، والاجتماعيّ، والإنسانيّ والأخلاقيّ. كما نستنتج من فوضى البيانات وسرعة التخوين ووفرة إطلاق الأحكام المسبقة؛ بأنّ غالبيّة الشعب الفلسطينيّ لا تعي بأنّ الصراع الفلسطينيّ الرئيسيّ هو مع المحتلّ والمستوطن والمضطهِد الإسرائيليّ، وهو صراع سياسيّّ واقتصاديّ واجتماعيّ وتربويّ وفكريّ.
عندما أسمع تصريحات قادة حماس أشعر بأن حماس قد حقّقت مهمّات وأهداف وطموحات الشعب الفلسطينيّ، وأنّها على وشك إنهاء بناء دولة الخلافة، وعندما أسمع بيانات فتح أشعر بأنّ فتح قد قدّمت للشعب الفلسطينيّ استقلاله السياسيّ والاجتماعيّ، وبأنّها قد أنجزت تحرّره بفضل تضحياتها الجسام. "على مهلكم علينا يا أخوان؛ كي نعرف ماذا تريدون منّا ولنا"!
أين نحن من الحوار التكامليّ/الديالوج لنجلو ولنطوّر فهمنا لماضينا وحاضرنا ولنساعد بعضنا على صياغة المهامّ الآنيّة والمستقبليّة؟!
ماذا يدعى استثمار التهم الجاهزة، وإنعاش الأحكام المسبقة، وإحياء وتكريس حالة الانقسام؟!
هناك ظروف سياسيّة عربيّة جديدة وتطوّرات بالغة التعقيد ترمي بثقلها علينا وعلى إسرائيل، وتستدعي منّا الحوار (مش طعن الخناجر وتهم خسيسة) أكثر من أيّ وقت مضى لتوسيع القاعدة الفكريّة الشعبيّة والموحّدة، كما تتطلّب منّا أن نتجدّد وأن نواجه مشكلاتنا بشجاعة وواقعيّة وبجهوزيّة، وأن نبدي ثقة واحترامًا وتقبّلا للآخر، واستعدادًا للتغيير في سيروراتنا وآليّاتنا الكفاحيّة، وللتنازل عن الثانويّ وللإصرار على الأساسيّ من أجل الانتقال إلى مرحلة تتلاءم مع ظروف شعبنا وعصرنا ومنطقتنا، ومن أجل الوصول إلى التحرّر السياسيّ والتخلّص من نير الاحتلال وتركة الاستعمار؛ فتجاربكم النضاليّة الغنيّة (مع احترامنا لها) لا تمنحكم حقّ الخوض في طموحات فلسطينيّة يسيرة المنال؛ بذريعة أنّ تحقيق السلام، على أساس قرارات الشرعيّة الدوليّة، بات من المحال وضرب من الخيال، كما ليس من حقّكم أن تنسبوا انفجار أسطوانة غاز في تل-أبيب إلى سجلّ بطولاتكم وتدّعون أنها حقّ وعملية شرعيّة، وتزعزع أمن الكيان الصهيونيّ، وتصبّ في مصلحة الشعب الفلسطينيّ الرئيسيّة والوطنيّة!
رجاء، لا تسمحوا بإفشال حكومة التوافق، وبإضعاف السلطة الفلسطينيّة، وبتأجيل المصالحة الوطنيّة، وبتكريس الانقسام؛ فحكومة اليمين الإسرائيليّة تستميت لتسليم الحكم في قطاع غزّة إلى أعوان جدد بالتعاون مع الرجعيّة العربيّة والإدارة الأمريكيّة!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل دولتان
- منظور بيبي غير موضوعيّ
- قلق أثرياء إسرائيل
- لتكن سارة رئيسة الدولة!
- قيادة -كأنّ-
- للإرهاب في إسرائيل أب وأمّ شرعيّان!
- ليست المفاوضات من أجل التفاهمات
- مَن يعيش المأساة لا يحيي ذكراها
- سهرة مع أحمد سعد
- نحن بحاجة لشحذ الفأس
- ليبرمان ملك إسرائيل
- لِنحذر الغرق في التغيير!
- نحن نريد دولة ونحلم بها
- ماذا بعد رفع نسبة الحسم؟
- سياسة المأزق
- لأنّني لن أكون إلاّ أنا
- تحالف قوى الرجعيّة مع المحافِظة
- الفكر الكامن وراء يهوديّة الدولة
- علاقة المنفعة المتبادلة بين الأيباك والإدارة الأمريكيّة وعلا ...
- شولاميت ألوني


المزيد.....




- سامح شكري يبحث مع نظيره الإيراني حل المسائل العالقة بشأن تطب ...
- بعد تلويح قطر بإغلاق مكتبها.. تشكيك بدور -حماس الدوحة- وحديث ...
- هل -فشلت- شركة تسلا على نحو غير متوقع؟
- في إطار مراجعة دورها - هل تغلق قطر مكتب حماس في الدوحة؟
- واشنطن تبحث عن نفوذها الضائع في ليبيا
- غانتس يعلن أن إسرائيل لم تتلق ردا عن موافقة حماس على الصفقة ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مبنيين في مستوطنة شتولا شما ...
- مصر.. بيان من وزارة الصحة حول الإصابة بالجلطات بسبب -أسترازي ...
- فوز عمدة لندن صادق خان بولاية ثالثة
- الأرثوذكس الشرقيون يحتفلون بمراسم -النار المقدسة- في القدس ( ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - ردّ الفعل العاطفيّ السريع