أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - سيرَة حارَة 19














المزيد.....

سيرَة حارَة 19


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 4474 - 2014 / 6 / 6 - 09:02
المحور: الادب والفن
    


1
النخلة، هيَ من معالم زقاقنا؛ وتحديداً نخلة حديقة منزل أم صلاح دلال. هذه المرأة، وهيَ بالأصل من " برزة " القريبة، كانت زوجة لأبو صلاح ايدين؛ وقد ذكرت سابقاً عدة مواقف طريفة من بطولتهما كلاهما....! هذه النخلة، من ناحية أخرى، كانت لها ذكريات مع أطفال الزقاق، بما أنهم لم يكونوا يتركون ثمارها الشهية لأصحابها بل كانوا يريدون اقتسامها معهم بأي ثمن. وإذا كان أبو صلاح عاجزاً، هوَ المعطوب في رجله ويده بسبب شلل نصفي، فإن امرأته كانت قروية شديدة البأس فتلاحقنا سطحاً سطحاً وزنقة زنقة....! توفي أبو صلاح عام 1978، وكنت آنذاك في اللاذقية أقضي خدمة العلم. في نفس العام، توفيَ قتلاً محمد علي ظاظا ( أبو غازي )، وكان من اشهر قبضايات الكيكية. الغريب، أن المرة الأخيرة التي شاهدت فيها أبو صلاح، حينما شهدت هذا المشهد: طلبَ هذا الأخير من أبو غازي عود كبريت، كي يشعل فيه سيكارة اللف. فما كان من أبو غازي سوى أن أخرج علبة دخان أجنبي، وضيّف الرجل المقعد سيكارة ثم اشعلها له. أبو صلاح، كان سبب شلله النصفي رصاصة من أحد القرويين في " برزة " نفسها، عندما كان يقوم بسرقة محاصيلهم ـ كما كانت عادة الكثير من أهل الحارة في ذلك الزمن.......!!

2
مدخل الكيكية، على ما أعتقد، هو الوحيد المحافظ على شكله القديم من بين مداخل الأزقة الأخرى في حيّ الأكراد ( ركن الدين ). هكذا أتذكره، كما في الصورة، منذ أن غادرت الوطن قبل ما يزيد عن 26 عاماً وبدون رجعة قط....!
عندما كنا صغاراً، لطالما تعلقنا هنا بمؤخرة أيّ سيارة عابرة، غير مبالين بصرخات الكبار وخصوصاً الدكنجية؛ من أمثال منان العفريني وأبو زيد كيكي، الذي كان عجوزاً ومقعداً، وأيضاً صبحي المكوجي وأبو رياح آله رشي، صاحب المطعم الشهير. حتى كان أحد الأيام، فامتنعت من بعد عن هذه اللعبة الخطرة. إذ سقط أحد الأطفال ( وكان غريباً عن الحارة ) تحت عجلات سيارة عابرة وتوفي في الحال. ولا أنسى قبوع الطفل المسكين تحت السيارة لأكثر من ساعتين، قبل وصول رجال الشرطة. أما أهله، فلم يبلغهم الخبر في حينه، وربما بسبب كونهم يقيمون في الحارات العليا، المتاحمة للمنحدرات الجبلية....!
أما الأكبر منا سناً، فكانت لهم ألعاب أخرى، أكثر خطراً ولا شك، في تلك المنحدرات. ولأننا كنا متأثرين آنذاك بأفلام الكاوبوي، فقد اعتدنا ان نطلق صفة " العصابة " على شلة حارة الكيكية، وفيها عدد من اقاربنا؛ مثل شيركو، زيدان، كنك ومزكَين. أما شقيقي الكبير، جينكو، فإنه تزعم عصابة أخرى كان جل أفرادها من أولاد زقاقنا وزقاق آله رشي، المجاور. وكانت العلاقة مع عصابة الكيكية ودية، بسبب وجود اقاربنا أولئك بين صفوفها. ولكن، حدث أن كنت ذات مرة مع أخي وشلته عند مدخل المغارة السوداء، عندما خرج منها تواً شلة حارة الكيكية. وبعدما دخلنا بدورنا إلى المغارة، إذا بدخان كثيف يلاحقنا. وكان الكبار يعرفون مخرجاً للمغارة، فلم نلبث أن تسلقناه. عند ذلك، التف كبارنا على مدخل المغارة ليتفاجئوا هناك بمرأى بعض أفراد عصابة الكيكية وهم يشعلون النار عمداً. وقد نال هؤلاء، بطبيعة الحال، جزاءهم من قبل شلة شقيقي سواءً بالتوبيخ أو التعنيف ........!

3
حتى نهاية الستينات من القرن الماضي، كانت الكردية هي " اللغة الرسمية " في سجن القلعة، الذي كان يقع ضمن القلعة الدمشقية ذاتها، قبل أن يتم نقل السجن إلى صيدنايا....!
وإذا عرفنا أن الشوام كانوا يطلقون لقبَ " حارة شيكاغو " على حيّ الأكراد، فلن نستغرب أن تكون اللغة الكردية هي السائدة بسجن المدينة في تلك الأزمان. ولكن، حتى عندما بدأ الوعي الوطني والنشاط الجزبي يغلبان على تقاليد الزكَرتية، فإن المساجين السياسيين كانوا أيضاً يزجون في نفس سجن القلعة. هناك، تحوّل بعض قبضايات الحارة إلى شيوعيين بفضل احتكاكهم بأولاد حارتهم أولئك، السياسيين؛ وكان من هؤلاء القبضايات أبو شير وانلي وأبو عنتر آله رشي وأبو شيركو ميقري....!
كان ابن عمتي يخدم في سجن القلعة برتبة مساعد أول، وكان معروفاً بالطيبة والكرم والاستقامة. ذات مرة، عندما كنت بالصف السابع، طلب منا معلم الرسم أن نرسم لوحة مبارة كرة القدم. قريبي، ابن المساعد الأول، كان معي بالصف. وقد أحضر فيما بعد رسماً متقناً، نفذه فنان يقضي عقوبة السجن المؤبد بالقلعة. إلا أن رسم قريبي نال علامة متوسطة، بمقابل علامة جيدة نلتها على رسمي. حينما احتج صاحب اللوحة المتقنة، فإن المعلم أجابه: " نعم رسمتك أفضل بلا شك، ولكنك لست من رسمها! ". بقي أن نعرف بأنّ ذلك الفنان السحين، كان يعتبر المؤسس الحقيقي لمدرسة الكاريكاتور في سورية، وقد سجن بعدما أدين بارتكاب جريمة قتل، ثم قضى بقية عمره في مشفى الأمراض العقلية. أما اسم هذا الفنان الكردي الدمشقي، فهو عبد اللطيف مارديني، شقيق الكاتب الساخر وليد مارديني، صاحب التمثيليات الاذاعية الشهيرة؛ مثل " صابر وصبرية " وغيرها



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاجرُ موغادور: الفصل الثالث / 7
- تاجرُ موغادور: الفصل الثالث / 6
- تاجرُ موغادور: الفصل الثالث / 5
- سيرَة حارَة 17
- تاجرُ موغادور: الفصل الثالث / 4
- تاجرُ موغادور: الفصل الثالث / 3
- تاجرُ موغادور: الفصل الثالث / 2
- تاجرُ موغادور: مستهل الفصل الثالث
- تاجرُ موغادور: الفصل الثاني / 6
- تاجرُ موغادور: الفصل الثاني / 5
- تاجرُ موغادور: الفصل الثاني / 4
- تاجرُ موغادور: بقية الفصل الثاني
- تاجرُ موغادور: تتمة الفصل الثاني
- تاجرُ موغادور: الفصل الثاني
- تاجرُ موغادور: تكملة الفصل الأول
- تاجرُ موغادور: متابعة الفصل الأول
- تاجرُ موغادور: بقية الفصل الأول
- تاجرُ موغادور: تتمّة الفصل الأول
- تاجرُ موغادور: الفصل الأول
- تاجرُ موغادور: المدخل


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - سيرَة حارَة 19