|
التغيير في العقلية للتاثير على تفسير النظرية ام العكس ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4473 - 2014 / 6 / 5 - 13:38
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
اننا و من خلال تربيتنا ننظر الى الحياة من خلال بعدين و بفكر و نظرات متعددة، ننظر الى الاخر اما كانه المعصوم، الكبير، صاحب العقل المبدع ، يستحق الجاه، هو على الحق دائما ، له ما يريد، و ربما يوضع في مكان خيالي لحد العبادة . و في المقابل على العكس تماما، ننظر الى الاخر على انه في الاسفل، يستحق التحقير و الازدراء و مكانه دائما الاسفل و لا يستحق التعامل معه بالاحسن و يجب ان يكون محكوما و لا مكانة او امتياز له في حياته مهما فعل . هذا التوجه وفق الفكر و التعامل المزدوج مع الاخر دون النسبية في العقلية، اي النظرة المطلقة في الحياة اما الصحيح الحقيقي او الخطا الفادح دون حد وسط او اعتدال، وفق التربية الاجتماعية و ترسبات التاريخ يجعل منا متطرفين، و هذا ما ينتج الخراب و التشدد و التطرف و التخلف لحد اندلاع حروب فتاكة . لم تنشا هذه العقلية من فراغ، و لم ينطبق على مجال واحد فقط و انما من النظرة الاجتماعية كانت الى الدينية و السياسية و الثقافية و الاقتصادية ايضا عبر التاريخ . انها عقلية و الخلفية و التفكير و ما ترسبت في الفكر الانساني منذ العهود الغابرة و يستلهم منه الانسان و توارثه في هذا العصر، ما من اسطورة او دين او حالة اجتماعية الا و نلمس فيه من الصالح المطلق و الطالح امامه في الجوهر اي الخير امام الشر دائما و دون اي تغيير مهما توالت المراحل ، و هذا ما جعل الحياة و خاصة في هذه المنطقة على منغصاتها و ثابتة الى حد كبير على وقعتها . النظرية المثالية و الى حدما الخرافية التي تعتمد على جانبي المناقض الثابت الابدي لم تات من الفراغ، بل الارضية التي نحن فيها من التخلف و عدم التعمق في العلم، و بناء التوجهات و النظرات على الخيال بعيدا عن الواقع و ما يفرزه، مما يجعلنا ان نعتقد راسخين بصحة ما نذهب اليه من الفكر و العقلية و التعامل مع الحياة و ما فيها . الازدواجية في العقلية جانب اخر من تربيتنا و هذه ما تجعلنا ان نؤمن و بالعمق بما ترسبت في عقليتنا من الاعتقاد المطلق دون اية اهتمام بالنسبية لاية حدث او عملية كانت و لكن التعامل يكون بشكل ازدواجي و في الاكثر الاحيان يعتمد على المزاجية في النظرة الى الحوادث . و عندما نكتشف مع ذاتنا ما نحن فيه من الخطا يصعب علينا الاعتراف و التراجع عنه، اي الاستمرار فيما نحن فيه و ان اضرينا بانفسنا قبل غيرنا نتيجة ذلك، و عليه ان النظرية التي تفسر تعامل الانسان الشرقي وفق الازدواجية الازلية من الاعلى الواجب الطاعة و النقي و النزيه و صاحب كل الصفات الحسنة الى الاسفل الفاسد الجشع و صاحب كل الصفات السيئة، لم تات من الفراغ بل لتراكم ما جائته الينا ترسبات التاريخ البشرية من تلك الصفات و العقليات التي توارثناها نحن و من الصعب التخلص منها الا اذا حدثت ثورة ثقافية عامة بعد التوصل الى الاسباب و العوامل المؤدية لها تلقائيا . المصيبة فينا نحن ابناء الشرق لو امننا بشيء نكون على الحد الفاصل و المدافع عنه و كاننا متاكدين من صحته بالمطلق و حد اليقين و حازمون على الدفاع عنه رغم عدم معرفة حقيقته و ربما احتواءه على الخطا و ليس لدينا قابلية التغيير او النسبية في التفكير حوله او حولنا من الحوادث التي نمر بها . اي ما يتطلبه الامر هو الجهد اللازم لتغيير العقلية و كيفية النظر الى الاشياء، اي ما مرتبط بنا من النواحي كافة على ان قناعتنا يجب ان تكون نسبية و تحتمل الخطا، و عليه يمكن ان نتراجع و نتبع الصح و بعقلية متغيرة يوما ما، عندئذ يمكن ان ننتظر التغيير في المجالات الحياتية العديدة و الخاصة بالواقع وبلحياة الانساني و نظرته لما حوله . و بما اننا نسير تلقائيا على النظرية، اما الاسود او الابيض، فان هناك احتمالين للتغيير، اما التغيير العقلاني في الذات بعيدا عن النظرية ذاتهابمرور الايام و هذا يستغرق وقتا طويلا جدااو نتيجة الاحتكاكات بين المجتمعات و تلمس نحن عليه من النظرة و العقلية عمليا، او محاولة تغيير النظرية من خلال تعاملنا او نظرتنا و تحليلاتنا و تفسيراتنا للمواضيع للتاثير على الذات و الاخر، و بالتالي يحدث التغيير في مسار الحياة وفق العقلية الجديدة المتغيرة بشكل طبيعيو نسبي تماما لكل الاشياء .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من نلوم في الحوادث الاجتماعية الكارثية
-
نحتاج لمعارضة فعالة جديدة في اقليم كوردستان
-
ضرورة تنسيق القوى المتقاربة مع بعضها في كوردستان
-
لو كنت رئيسا لاقليم كوردستان ؟
-
مجرد عتاب لبعض الكتٌاب
-
اقليم كوردستان بحاجة الى اعادة التنظيم
-
العراق امام تحديات الحاضر و المستقبل
-
اين اليسار العراقي في هذه المرحلة بالذات
-
حكم الاغلبية و موزائيكية المجتمع العراقي
-
اين المثقفون في تقييم اداء السلطة الكوردستانية
-
البرلمان الكوردستاني و تضليل الشعب
-
من المحق في الخلافات بين حكومة اقليم كوردستان و المركز العرا
...
-
اين نحن من الديموقراطية الحقيقية
-
شاهدت ما لم يشهده غيري
-
كيف يكون تاثير الصراع الاقليمي على اقليم كوردستان
-
تحقيق الهدف المشترك يحتاج الى التعاون و الاخلاص
-
الوفاء سمة الانسان الاصيل
-
الحركات السياسية الصغيرة و نتائج الانتخابات في العراق
-
العراق الى اين و ما يحل به من مصلحة الشعب ؟
-
اليس عودة روسيا الى القمة من مصلحة العالم ؟
المزيد.....
-
من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين
...
-
ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد
...
-
بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد
...
-
-قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول
...
-
إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في
...
-
ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى
...
-
وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج
...
-
الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
-
النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
-
كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟
المزيد.....
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
-
فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
يوميات على هامش الحلم
/ عماد زولي
-
نقض هيجل
/ هيبت بافي حلبجة
-
العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال
...
/ بلال عوض سلامة
-
المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس
...
/ حبطيش وعلي
-
الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل
...
/ سعيد العليمى
-
أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم
...
/ سعيد زيوش
المزيد.....
|