|
شاهدت ما لم يشهده غيري
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 17:45
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
ليس بعجيب ان يلتزم اي منا بمبادءه و فكره و انتماءاته و التزاماته الفكرية و الفلسفية و الايديولوجية، و يصارع و يدافع عن وجهة نظره و توجهاته المختلفة في الحياة العامة و الخاصة به. و ليس بغريب ان يجادل و يناظر اي منا حول ما يعتقد و يؤمن و ينظر اليه في حياته و يعتقد بانه الصح فيه، و ان كان ايمانه بشكل مطلق تماما، و هذا لا يمكن ان يحسب له علميا. لا يمكن ان نندهش لو شاهدنا من يسير على خطاه و برامجه و مخططاته و يطبق يوميا خلال معيشته ما يؤمن به باي شكل كان، و لكن يجب ان يعيش دون الاعتداء على مساحة حرية الاخر. و لكن لو شاهدت من يناظر و يطٌلع العالم على فكر او فلسفة او اعتقاد ما و يفرض ما يؤمن على الاخر ما لديه او يمحوه من على الارض ان التزم بغيرما يعتقده هو، فهذا ليس عجيب و غريب و اعتداء و انما لا يمكن قبوله في هذا العصر بالذات. اليوم و انا اتمشى نظرت حولي و اذا بصديق قديم و لم احس الا و التصق بي، استعجبت من تصرفاته و سلوكه منذ البداية، لانني اعتذرت منه بداية لانني كنت متوجها و متواعدا مع صديق اخر لعمل خاص و مهم بالنسبة لي. الا انه من العجب ان الاخ الصديق القديم لم يقبل ان اترخص منه، و قال لابد ان تؤجل ما تذهب اليه و نتناقش و لا يمكن تاجيل ما اريد لاننا ربما لم نلتق مرة اخرى، و ربما اكون انا او انت في دار الاخرة، فطلبت السماح منه، لانني لم اعتقد بانه يمكن ان اؤجل ما هو الاهم من اجل جدال و مناقشة لاي موضوع كان . فلم يقبل، لا بل مسك يدي قويا و قال يجب ان نتكلم ما كنا نتكلم عنه في الجامعة و القسم الداخلي و ما كنت انا مخطءا استمعت و نصت لك، فاني الان على الصح لتصحح نظرتك عني و تغفرني عن اخطائي الفكرية و التوجهات التي ناقشتك فيه، و تكلمت انت و اعتمدت على الدلائل و الحجج التي اعتبرها الواهية الان . فقلت له، دعني و شاني و اوعدك بانني ساحاول ان نلتقي يوما ما و نناقش ما تريد تصحيحه، فرفض، و قال: انني اعتبر الان مسافرا في هذه الحياة و يمكن ان لا تجدني حيا بعد لحظات، وستبقى انت ونظرتك عني كما كنا اثناء الدراسة و اخسر التصحيح و التوضيح الذي يطلبه الله مني الى الجميع و انت منهم قبل فوات الاون، فكيف بك و كنا اقرب الاصدقاء كما فرضته مرحلة الدراسة و اوافقك احيانا في توجهاتك، و لو كنا انا و اصدقائي نشبك لك المؤآمرات في حينه من اجل انحناءك و تغير ما كنت تؤمن به. فقلت سامحتك و الان حتى لم اذكر ما كنت تسير عليه من اية ناحية. فقال انني كنت متدينا حتى النخاع و لم اكن متطرفا في حينه و كنت على خطأ، و انت كنت معتدلا في فكرك اليساري، فالامر يقضي ان كنت بهذه العقلية التي عليه الان كنت لدفنتك و انت حي في تلك الايام، لانك ربما اثرت على توجهات و عقول كثيرة منذ تلك الفترة لحد اليوم. تعجبت منه، و اعتقدت بانه اعتدل و احتسب لكلامه اكثر مما كان، و ربما تغير شيئا ما و لهذا يلح على مجادلتي و مكالمتي و يصر على ابقائي معه لفترة اكثر ليعتذر ما كان يظن ان بُدر منه في تلك الفترة. رجوته كثيرا بانني تاخرت عن مواعدتي، فطلبت منه ان ياذن لي، فرفض و لم يحل يدي و مسك بها بقوة، و قال، لو انت باق لحد الان على فكرك و مبادئك و توجهاتك تستحق الموت او القتل، و لكن اعتدالك يعطيك فرصة لتغيرمن مجريات حياتك نحو الاحسن( اي نحو ما يؤمن به هو) . فقلت هل تهددني على ما آمنت و اؤمن به و انا اعتبرك حرا في اي فكر و دين و مذهب تعتنقه اواية فلسفة تؤمن به. قال هذا ليس بتهديد و انما امر الله، و لكن الصداقة لم تدعني ان اؤذيك، فقلت اذن لم تنفذ ما يامرك به الله لحنانك لايام الدراسة و اخلاصك للصداقة و الزمالة التي كنا نسير عليه في اوقات عصيبة( بالمناسبة، انا و هو فقط من كنا كتبنا لا نرغب في عملية الالتحاق بالجيش الشعبي ضمن 55طالبا لمرحلتنا انذك واكثرهم من الكورد و من المدن الكوردستانية و اخذنا عقابنا البعثي ) . و عليه احترمته و احترمني لذلك الموقف الوطني في تلك الفترة و ذكرني به ايضا، و كل ذلك على الطريق، فاستاذنت منه و قلت اذهب و ان خلعت يدي من الكتف، فقال اذهب و لكن ستعود الي، وكل ما يجب عليك فعله هو طلب الرضا و السماح مني و من الله، فقلت لماذا منك، فقال لانك اخرتني في حينه للوصول الى ما انا عليه من الفكر العقيدة و التوجه و الايمان الاصح، لذا عليك ان تعاقب عليه بالنسبة الي، فقلت سامح الله الذي يخالف ما تؤمن به كثيرا كما تعتقد بينما تكفرني انت و لستُ بكافر و تريد مني بقوة ان اعيد النظر فيما انا عليه. و سوف نجد بعضنا قريبا ان اردت، و لكن لا اخفي انني لا اريد ان اناقش هذه العقلية الجامدة التي اشتدت و تطرفت بعد اكثر من ثلاثين عاما، والتي لا تفيدها المناقشة و المناظرة مهما كنت على الحق، فاين الحل؟
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف يكون تاثير الصراع الاقليمي على اقليم كوردستان
-
تحقيق الهدف المشترك يحتاج الى التعاون و الاخلاص
-
الوفاء سمة الانسان الاصيل
-
الحركات السياسية الصغيرة و نتائج الانتخابات في العراق
-
العراق الى اين و ما يحل به من مصلحة الشعب ؟
-
اليس عودة روسيا الى القمة من مصلحة العالم ؟
-
هل تفرز الانتخابات العراقية ما تتمناه النخبة ؟
-
العنف ضد المراة في اقليم كوردستان فقط ام .....؟
-
هل المراة تظلم نفسها ؟
-
اليس من حق روسيا الدفاع عن مصالحها
-
الاحساس بالاغتراب و انت في قلب الوطن
-
العراق يختار الخيار اللاخيار
-
صحيح ان ما نعاني منه في منطقتنا من عمل يد امريكا فقط ؟؟
-
هل مسعود البرزاني ارهابي حقا ؟
-
الصدق مفتاح النجاح في الحياة الاجتماعية
-
مسيرة الانسان بين الطموح و ما يفرضه الواقع
-
هل حقا الصح في غير مكانه و زمانه خطأ ؟
-
الكادحين و الحملة الانتخابية في العراق
-
لماذا غض الطرف عن فساد رئاسة اقليم كوردستان ؟
-
الحياة تستحق الحب و الانسانية
المزيد.....
-
السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با
...
-
اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب
...
-
السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو
...
-
حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء
...
-
كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
-
مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس
...
-
عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف
...
-
الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي
...
-
بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة
...
-
ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟
المزيد.....
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
-
حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2)
/ جوزيف ضاهر
-
بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول
/ محمد شيخ أحمد
المزيد.....
|