أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - الصدق مفتاح النجاح في الحياة الاجتماعية














المزيد.....

الصدق مفتاح النجاح في الحياة الاجتماعية


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4350 - 2014 / 1 / 30 - 12:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كلامي في اكثره عن الحياة الاجتماعية و ان شملت السياسة و الثقافة فيها بشكل عام. ربما لايوجد احد يريد ان يقسم الصدق الى جزئيات مترابطة مع البعض و انما هو وحدة واحدة، و ربما يقول احدهم ان الصدق في الزمن و الوضع غير الملائم يدوي او يحدث كارثة، و تحتاج بعض المواقف الى كذبة بيضاء او على الاقل السكوت و عدم ابداء الراي . انا هنا لا انوي الدخول في مقتضيات عدم الكلام او السكوت عند الضرورة لاسباب انسانية بحتة و انما اود ان اقول ان الصدق مهما كانت الارضية غير مناسبة لقوله فان أُعتمد سيعود بالخير عاجلا ام اجلا على المعني به، كيف يمكن اثبات ذلك اذن؟ ان الكذب يؤدي الى اما مسايرة الحال او توقف الشيء او الموضوع و عدم التحرك او التراجع، وفي اكثرالحالات يسبب الكوارث بانواعها . اما الصدق في غير محله او الصدق المضر كما يمكن ان نسميه ربما يوقف الحال اويؤدي مضرة مؤقتة سيرتب الامر و سيوقف الخطا و يمنع الاستمرار على الكذب الذي يجر نفسه مرة بعد اخرى و يحدث ما لا يحمد عقباه .
السياسة لها متطلبات و منها السرية و احيانا المراوغة و السكوت و التمويه و المناورة و تدخل جميعها باب المساويء في الحياة الاجتماعية، و لكن في السياسة مطلوبة احيانا و تؤدي تلك الخاصية الى الاستمرار في سير العملية بشكل ما، اما في الوضع الاجتماعي ،لا يمكن ان يتصور اي منا ان نقارن الصدق كصفة وسمة بما موجود في السياسة ، نعم ربما تتطلب حالات معينة من الوضع الاجتماعي الى المناورة و عدم طرح الصحيح او الصدق لمدة معينة فقط،اما من الناحية الثقافية الصدق كفر لا يُغتفر .
كلامي هنا في الصدق الاجتماعي و مقوماته و الصادق و صفاته، و عكسه، الحياة مسيرة مستمرة و فيها ما يفرض ان تساير و تسيس الامور بشكل من الاشكال ، و الوضع الاجتماعي في شرقنا فيه مجموعة من المنظومات التي لا يمكن ان تُقارن مع المناطق الاخرى في العالم . العائلة الصغيرة من الدرجة الاولى و تركيبتها و سماتها و الوحدة العائلية و مقوماتها و من ثم الاقارب و المعارف و طبيعة العلاقات الاجتماعية و المعادلات الاجتماعية التي تربط هذه المنظومات التي كونها و افرزها التاريخ تلقائيا نتيجة التطور الحاصل في حياة الانسان، لا يمكن تجاوزها .
فمن العلاقات المقدسة التي لا يمكن ان يسمح للكذب ان يدخل سيرورتها و معيشتها هي التعامل بين ابناء العائلة الواحدة و بين الحبيب و الحبيبة و الزوج و الزوجة، لان البنيان الصادق الاصيل الصحيح المستند على الاعمدة الاساسية الصادقة التكوين و الجوهر سيُبقي الاستمرارية و يجعلها مقدسة و يبعد المكروهات عنها و لم يدع ان تيخلخل و سيدعم قوته و تطوره المستمر، و اهم ما في الامر انه سيبني السعادة و يديمها له . اي بداية التحلل و التهاوي لهذه العلاقات التي يمكن ادخالها في خانة التقديس هي الاستناد على الكذب مهما كان نوعه و ان سمي في احيان بالكذب الابيض .
لذا، بداية اية عملية حياتية هي الصدق و نهايتها تبدا من الكذب، فالوضع الاجتماعي لحياة العراقيين يتميز جدا عن الشعوب الاخرى و خاصة بين افراد العوائل و الاقرباء و الاصدقاء و الجيران، لذا نرى انهم قادرون على تحمل المصاعب اكثر من غيرهم من الشعوب وكانت حياتهم مبنية على الصدق و هذه حالة نسبية ايضا من منطقة الى اخرى و من عائلة لاخرى .
و عليه، يمكن ان نربط حياة الفرد الحقيقي و مصداقيته الحقيقية بهذه السمة و من ثم تبدا بعلاقاته مع غيره من العائلة و الاقارب و الاصدقاء و مدى التزامه بها و سمعته من هذا المنظور، و اخطر الحالات هو الكذب بين الحبيبين او الخطيبين اللذين في بداية طريقهما و المتلهفين لبناء حياة جديدة و تنتظران بناء تركيبة او كينونة مستقلة بحالها من عائلة جديدة منبثقة من جانبين واسعين في التركيب و يمكن ان يكونا مختلفين ايضا، لان الشرق فيه ما يميزه من ربط الزوجين، و انه اساسا يشمل ارتباط النسب او ربط عائلتين او عشيرتين او قوميتين مع بعضهما و حتما يكونان مختلفين من نواحي عديدة منها اجتماعية و ثقافية، وربما يكونان مختلفين في النواحي الفكرية و ما ترسبت في العقليات عبر الزمن من العقائد و التوجهات و ما اقحمت في عقلياتهم من النظرات الى الحياة و ما فيها، و لهما من الصفات التي يتميز بها الشعب العراقي بتركيبته الموزائيكية . لذا يمكننا ان نقول ان مفتاح نجاح اية علاقة جديدة هو الصدق، و الصدق و الصبر هما مفتاحا الفرج في اية عملية و دليل توجها الصحيح و نجاحها، فما بال العلاقة العاطفية و العائلية بشكل عام .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيرة الانسان بين الطموح و ما يفرضه الواقع
- هل حقا الصح في غير مكانه و زمانه خطأ ؟
- الكادحين و الحملة الانتخابية في العراق
- لماذا غض الطرف عن فساد رئاسة اقليم كوردستان ؟
- الحياة تستحق الحب و الانسانية
- ايهما المحق المالكي ام البرزاني
- طلب الاستئذان من ايران لتشكيل حكومة كوردستان
- طال الزمان بنا و لم نصل
- انقذوا خانقين قبل فوات الاوان
- هل السلطة الكوردستانية اهل لادارة الاقليم ؟
- هل من منقذ للوضع العراق الحالي ؟
- طبيعة العلاقات التركية مع اقليم كوردستان
- الغباء في ادارة اقليم كوردستان مترامي الاطراف
- هل شخصية المجتمع الكوردستاني تدعم تاسيس الدولة ؟
- سيطرة نفوذ تركيا و ايران على مناطق الحزبين في اقليم كوردستان
- اين وصلت الاخلاق و السياسة في اقليم كوردستان
- من المنفذ الحقيقي لاغتيال الصحفي كاوة كرمياني
- الى الراي العام الكوردستاني
- ماوراء استمرار الاغتيالات في اقليم كوردستان
- الارادة والاخلاص اساس تحقيق اي هدف مهما كان صعبا


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - الصدق مفتاح النجاح في الحياة الاجتماعية