أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - اليس عودة روسيا الى القمة من مصلحة العالم ؟














المزيد.....

اليس عودة روسيا الى القمة من مصلحة العالم ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4452 - 2014 / 5 / 13 - 13:06
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تاريخ روسيا بسماتها المتعددة المعلومة لدى الناس و ما تتسم به من الشراسة و القوة و ما يتضمن هذا التاريخ من الحروب و التحديات و الهيمنة و العنف، و ما تتصف به هذه البلد من النواحي القومية و الطبقية و الدينية لها تاثيراتها المباشرة على الثقافة وعلى مسيرتها السياسية العامة لحد اليوم . رغم انقضاء فترة الاتحاد السوفيتي و تراسها للمعسكر الشيوعي في حينه، لكونها تحمل مقومات دولة و قوة كبيرة من حيث الجغرافيا و الثروة و الامكانيات و المقومات المطلوبة لذلك، علاوة على قيادتها للحرب الباردة مع القوة المقابلة، و رفم الفوضى التي مرت بها فانها بقت القوة التي يُمكن ان يُنظر اليها من بعيد و تعيد مكانتها في فترة ما و كما حصل الان.
عندما نريد ان نقيٌم روسيا يجب عدم النظر اليها كما كانت قبل ثورة اكتوبر او اثناء التحاد السوفيتي و لا كما تغيرت بعد انهيار و تفكك الاتحاد السوفيتي، اي كما هي قبل حكم بوتين . لان روسيا الان ليست في زمن بليخانوف او لينين و لا في زمن الحرب الباردة و لا في فترة حكم كورباتشوف و ما طبقه من الغلاسنوست و البروسترويكا .
يمكن تسمية روسيا الان بروسيا البوتينية بما تعنيه الكلمة من مضمون اعادة النظر في الذات و المحاولات للعودة الى القمة بطرق مختلفة و ما تنتهجه من الاستراتيجية الجديدة في التعامل مع قضايا العالم و ظهور حالة الحرب الباردة ثانية الى حدما و بشكل و طريقة و مختلفة .
ما تمتلكه روسيا من الامكانيات من الناحية الاقتصادية الجيوسياسية و الثقافية و التاريخية، تدفعها الى البروز من جديد كقوة منافسة و بسمات اكثر ملائمة و نظافة من السابق .انها صاحب اكبر كمية من الثروات المعدنية و النفط و الغاز في العالم و الذي يمكنها من اللعب بكل الاتجاهات و لديها القدرة ان تقود بعد التغيير الملائم للعصر.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بدلا من ان يحل حلف الناتو نفسه، على العكس تماما عمل جاهدا التوسع و الامتداد و السيطرة على المناطق التي كانت تابعة لحلف وارشو و محاصرة روسيا يوما بعد اخر و مستمر لحد الان في محاولاته لتحقيق اهدافه. و بعد ان احست روسيا انها تسير نحو الهاوية احتاجت لفترة لانقاذ نفسها و علاجها من المرض و احتياجها لفترة الانتعاش الضرورية لاعادة التنظيم و الترتيب ، و بعدماحست بالخطر المحدق بها نتيجة الاخطاء التي برزت من عمل كورباتشوف و ما افرزت منه، وصلت الى القناعة الكاملة بانها يجب ان تخضع امكانياتها الكبيرة من اجل الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية الجوهرية بعدما تيقنت من ان الجانب الاخر لم يكتف في محاولاته لتضيق دائرة الخناق عليها بل يريد حصرها في زاوية ضيقة لا تحتمل. هذا من حيث الذات و ما تحتاجه روسيا على الصعيد الداخلي، اما من ناحية المنطقة و الحلفاء و الشعوب و ما يريده المعسكر الراسمالي من تطبيق الافكار و الاهداف الخاصة بها عليهم ماسحا كل ما يمت بصلة بالطبقة الكادحة و الفقيرة و الايديولوجية اليسارية، فانه كان الويل الاعظم. لذا باعادة الترشيق و الترتيب و التنظيم الفكري السياسي و التركيبي للقوى المتجانسة للتحالفات حاولت روسيا اعادة ما يعيد اليها هيبتها و يمكنها العودة الى القمة بقوة متوازنة و مفيدة للصراع العالمي المطلوب، و كرد و نتيجة جشع المقابل و عدم اتخاذ العبرة من السابق. بعدما اظهرت امريكا انها القوة الكبرى الوحيدة المسيطرة على العالم و بدون منافس، اليوم تحس بانها امام قوة قديمة جديدة توقفها عند حدها عند اي تمادي و الامثلة عديدة على ذلك .
عندما تتمكن قوة من وقف حلف ناتو من التمادي و التوسع على حساب الاخرين للسيطرة على منابع الثروات و تامين احتياجاتها بشروطها و من خلال مشاريع استراتيجية كمشروع نابوكو، و لتحقيق هدف اخر هو حصار روسيا به ، فان منع امريكا بالذات من هذا يجعل روسيا تحقق هدفها الاستراتيجي من ضمان حريتها لاتخاذ قراراتها العالمية الحاسمة، و من جانب اخر، ان دول الاتحاد الاوربي ايضا تعيد النظر في تحالفاتها و تتقرب من الدول المالكة لتلك الثروات لضمان معيشتها و حصولها على الضرورات، و عندئذ يمكن وقف التوسع والتمادي لحلف الناتو بشكل عام و امريكا بشكل خاص على الارض و بشكل سلمي و واقعي . لذا نرى ان روسيا في حربها المحتدمة لتنظيم السوق لغاز المنطقة و جدية في عملها مهما تطلب الامر و منها اتخاذ القرارات و تنفيذ المشاريع كمشروع الغازبروم المنافس القوي للمشاريع الغربية او الامريكية بالذات.
اما الاستراتيجية البوتينية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي واعتلاءه السلطة في فترة كانت بلده منهارة، فانه ابتدا العمل الداخلي لاعادة الوضع الداخلي بما يلائم الفترة وحاول جاهدا اعادة التنظيم و الهيكلة للدولة الروسية و نجحت استراتيجيته الى حد كبير، وانها اي استراتيجته تعتمد على تنفيذ محاور متعددة داخلية و خارجية و ربطهما مع البعض من كافة النواحي، لذا يمكن ان نصف بان فترة حكم بوتين و خططه الحاسمة هي التي عبرت الفترة الانتقالية واعادت الهيبة لروسيا وبرزت قوتها الدولية المؤثرة على توجيه تاريخ الانسانية بشكل عام .
ان نجاح روسيا البوتينية هو الذي ارضخ امريكا للتقارب و التعاون الجزئي معها من اجل مصالحها و التي بدورها تنعكس لمصلحة المنطقة و شعوبها بشكل عام. اي انتهى مرحلة القطب الواحد المهيمن المسيطر على العالم بعد انتعاش روسيا و عودتها الى الساحة السياسية العالمية بقوة و بشكل ملائم للعصر و متطلباته، و اليوم يمكن تسمية المرحلة بفترة الحرب الباردة الخافتة لحد الان . و عليه يمكن ان نقول ان بروز و اعتلاء روسيا و عودة هيتها و تنفيذ مشاريعها و ان كانت لمصلحتها الذاتية قبل اي احد اخر ،و هذا حلال لها فانه يقع لصالح الشعوب و الانسانية جميعا، لانه يوقف بوجه القوة الجشعة التي تريد ان تبلع و تحرق الاخضر و اليابس دون نظر الى متطلبات شعوب المنطقة المالكة الاصيلة للثروة التي تتصارع عليها هذه القوى .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تفرز الانتخابات العراقية ما تتمناه النخبة ؟
- العنف ضد المراة في اقليم كوردستان فقط ام .....؟
- هل المراة تظلم نفسها ؟
- اليس من حق روسيا الدفاع عن مصالحها
- الاحساس بالاغتراب و انت في قلب الوطن
- العراق يختار الخيار اللاخيار
- صحيح ان ما نعاني منه في منطقتنا من عمل يد امريكا فقط ؟؟
- هل مسعود البرزاني ارهابي حقا ؟
- الصدق مفتاح النجاح في الحياة الاجتماعية
- مسيرة الانسان بين الطموح و ما يفرضه الواقع
- هل حقا الصح في غير مكانه و زمانه خطأ ؟
- الكادحين و الحملة الانتخابية في العراق
- لماذا غض الطرف عن فساد رئاسة اقليم كوردستان ؟
- الحياة تستحق الحب و الانسانية
- ايهما المحق المالكي ام البرزاني
- طلب الاستئذان من ايران لتشكيل حكومة كوردستان
- طال الزمان بنا و لم نصل
- انقذوا خانقين قبل فوات الاوان
- هل السلطة الكوردستانية اهل لادارة الاقليم ؟
- هل من منقذ للوضع العراق الحالي ؟


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - اليس عودة روسيا الى القمة من مصلحة العالم ؟