أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - مُغامَرةُ حافةِ الهاويةِ















المزيد.....

مُغامَرةُ حافةِ الهاويةِ


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 4459 - 2014 / 5 / 21 - 21:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باشر المالكي أسلوباً جديداً لإدارة الحكم منذ إنطلاقة التظاهرات العارمة المطالبة بالخدمات ، والتي كانت ستودي بوزارته ، وبالتحديد حالَما حصل على مهلة المائة يوم ، بحجة إصلاح ما كان قد فسد ، وبمساندة غبية وتواطؤ من حلفائه . إعتمد في أسلوبه الجديد على مبدأ فرّق تسد ، وكانت وسيلته شراء الذمم ودفعها لخلق المشاكل والأزمات ، وإذكاء نار العصبية الطائفية ، ومدّ العون إلى الميليشيات المختلفة لجذبها إلى موالاته ، وإستخدامها لشق صفوف الكتل السياسية الأخرى . سنتان كان أتون الخلافات بين المركز والإقليم على أشدّه ، وقد كاد أن يؤدّي إلى حرب طاحنة لولا تشخيص القيادات الكردية الغرض الذي كان يبتغيه المالكي بتأسيسه قوات دجلة وأرسالها إلى المنطقة الشمالية دون تنسيق مسبق مع سلطات الإقليم . خلال هاتين السنتين بُذخت الملايين من الدولارات لشراء ذمم بعض شيوخ عشائر الأنبار ودفعها للإنسلاخ من وحدة عشائر الأنبار وخروجها على الجماهير المعتصمة في الساحات والمطالبة بالخدمات ، بل جعلها تحارب العشائرغير الموالية على أنها ( داعش ) . في هاتين السنتين إستشرت العمليات الإرهابية بشكل كبير فصار معدل الضحايا البشرية يزيد أحياناً على الألف شهيد شهرياً ، دون أن يرتدع الإرهابيون من أي إجراء لمكافحتها ، حتى بات الشك يشير إلى أن تلك العمليات الإرهابية من صُنع الحكومة وأزلامها . سنتان عشناها في ظل حكومة أزمات ، حتى إقترب موعد إجراء الإنتخابات العامة .
إعتمدت الدعاية الإنتخابية للمالكي على مبدأ تضخيم إسمه وكتلته وتسقيط خصومه . وزّع الأموال والأراضي والوعود بإيجاد عمل للعاطلين ، وجعل الكهرباء 24 ساعة ، وزار المحافظات ولام خصومه على أنهم السبب في عدم فسحهم المجال لتحقيق أمنيات الشعب . عمل على إبعاد خصومه السياسيين من الترشّح للإنتخابات بواسطة قرارات من قضاء مسيّس خاضع لإشارته . وهنا لا بد أن أشير إلى أن قرارات محكمة فائق زيدان لم تنحصر في إستبعاد صباح الساعدي ومها الدوري بل شملت العشرات من أعضاء الكتل السياسية والذين لم تركز وسائل الإعلام على ذكر أسمائهم ، فمثلاً تسعٌ وثلاثون إستبعدوا من كتلة أياد علاوي وحدها . قام المالكي بشراء العشرات من القنوات الفضائية تطبّل له ، في حين أغلق بعض القنوات الفضائية ، وفي مقدمتهم القناة الفضائية البغدادية ، بدون تفويض من محكمة ، بل بأسلوب العصابات ، حيث دخلت قوات عسكرية بدون تخويل رسمي إلى مكتبها في بغداد وإستحوذت على أجهزة البث وطردت الموظفين وفرضت حراسة على المكان لمنعهم من العودة إلى عملهم .
بتوجيه وإرشاد منه للمفوضية العليا للإنتخابات ، تمّ إبتكار ما سمّي بالبطاقة الذكية وإعتبارها الهوية الرسمية للناخب عند ممارسته لحقه الإنتخابي ، ولما كانت المفوضية غير قادرة على توزيع البطاقات على مستحقيها ضمن المدة المتبقية لإجراء الإنتخابات ، فقد بقي الكثير منها لدى المفوضية ، ولا زال الشك وارد فيما إذا تمّ إستعمالها في الإنتخابات لصالح كتلة المالكي . وبالإضافة إلى بدعة البطاقة الذكية تم توزيع بطاقات خاصة لأفراد القوات المسلحة يستخدمونها للإدلاء بأصواتهم في الإنتخابات ، ولا شك إن إمتلاكهم للبطاقات الذكية أهّلهم للإدلاء بأصواتهم لمرة ثانية . أما البدعة الأخرى التي إبتدعتها المفوضية فهي إلزام العاملين في مراكز الإنتخابات بإدلاء أصواتهم في صندوق خاص ( صندوق الصفر ) في المركز ذاته مما جعلهم في تخوّف من مغبّة إنكشاف جهة مَن صوتوا لها .
لقد أعدّ المالكي خطة مدروسة وممنهجاً لتزوير نتائج الإنتخابات ، من فترة طويلة ، حيث تمكن من زرع أقربائه ومواليه في قمة المفوضية العليا للإنتخابات ، ولذلك فإن المفوضية أصبحت طوع بنانه تنفذ ما يطلب دون إعتبار كونها ، بموجب الدستور ، مستقلة و غير تابعة للسلطة التنفيذية .
جرت الإنتخابات في الثلاثين من نيسان 2014 ، وتم إعلان نتائج العد والفرز في كل مركز إنتخابي ، ولكن مع كل أسباب التزوير الممنهج جاءت النتائج التي أعلنتها المفوضية رسمياً ، ليس غير مطابقة لما أعلن و لا غيرمعقولة فقط بل مضحكة أيضاً ، لعدم تمكنها من ستر عورة التزويرات المفضوحة التي حدثت .
فبالله عليكم كيف يعقل أن تكون نسبة المشاركين في التصويت في محافظة الأنبار 90% وقد هجر أهلها منطقتهم بسبب الحربٌ الطاحنة فيها للأشهر الماضية ، والفيضان الذي حصل بسبب سدة الفلوجة ، والعجيب أن 80% منهم ، حسب إعلان مفوضية الإنتخابات ، صوتوا لكتلة دولة القانون ( بينما المالكي هو سبب بلواهم ) ، وكيف يمكن مقارنة نسبة الإشتراك في التصويت بين الأنبار وبين بغداد الكرخ التي كانت 58% فقط .
وبالله عليكم هل يُعقل أن أهل النجف الأشرف وكربلاء المقدّسة الأقرب إلى مركز الحوزة العلمية ، وسمعوا بفتوى المرجعية بعدم إنتخاب الملكي ، قد عصوا فتوى المرجعية وإنتخبوه بنسب أكبر من الذين إنتخبوه في المحافظات الأبعد ؟
قبل إعلان نتائج الإنتخابات ، وإتباعاً لفتوى المرجعية في التغيير جرت إتصالات ومداولات بين أطراف التحالف الوطني . وبقدر ما تسرّبت منها من أنباء عدم توجّه التحالف لفسح المجال للمالكي بولاية ثالثة ، جعلته يدرك فشل خططه لنيل الولاية الثالثة . لقد تحوّل المالكي إلى شخص يصارع من أجل حياته . فبدون الولاية الثالثة سيكون عرضة لفتح جميع ملفات الفساد والدمار والقتول والإغتيالات التي يكون فيها المسؤول الأوّل ، و ليس من المتصوّر أن حياته ستكون بمنجىً من العقاب في أية محكمة عادلة . لقد فشل المالكي في محاولته إستخدام نفس القارب الذي إستخدمه بينوشيت ( دكتاتور شيلي ) عندما حصل على قرار من مجلس النواب الشيلي يمنحه الحصانة وعدم محاسبته طِوال حياته . وبعد إعلان نتائج الإنتخابات وتبليغه من الكتل المنضوية في التحالف الوطني بعدم منحهم إياه الفرصة ، غير مبدأه وتطابق مع المبدأ الذي سار عليه سلفه الطاغية " إمّا أن تكون لي أو لا تكون لغيري " إنه مبدأ الأرض المحروقة الذي أعلنه الطاغية . فقد بدأ المالكي مغامرته التي هي الأخيرة " مغامرة حافة الهاوية " ؛ يهدد بسلاحه الذي يحسبه كقنبلة يدوية يرميها على خصومه ويبيدهم في حال دفعهم له إلى الهاوية . سلاحه كشف ملفات الفساد التي تطال الرؤوس الكبيرة بقصد إبتزازها والحصول على موالاتها رغماً عنها أو محقها إن لم يتسنّ له كسبُها.
السؤال الكبير الوارد : ما المتوقع أن يحصل في حال نجاح المالكي بلَي ذراع بعض الكبار وتحقيق غايته في تولّيه الولاية الثالثة ؟ الولاية الثالثة تعني ، بمعنى الكلمة الحقيقي ( دكتاتورية الفرد الواحد ) ، أي بمعنى بدء عملية تصفية الخصوم بضربات كسر العظم : محق المقاومة المسلحة في الأنبار بحجة داعش ، الحرب ضد الإقليم بحجة تصدير النفط ، ضرب الجماهير المنتفضة والمتظاهرة ضد الفساد والتزوير بإستخدام القوات المسلّحة بجميع أصنافها بضمنها الجيش . تُرى هل يتصوّر المالكي غليان غضبة الجماهيرالذي سيغطي أرض العراق من شماله إلى جنوبه ،؟ هل يعرف أن مغامرته عبارة عن قتل العملية السياسية بكاملها ، ويكون وحده في جبهة والشعب بقيادة المرجعيات الدينية والسياسية في الجهة المقابلة ، وتمتلك الحق في إستخدام العنف بأشكاله بضمنه إستخدام السلاح لإسقاطه ؟
فيا أيها المغامر ، إن تغابيت وتساهلت مع الإرهابيين حيناً بل قد ساعدتهم في كثير من الأوقات لتستغل نشاطهم الإرهابي لمصلحتك ، فإنك بمغامرتك هذه تدفع الشعب كله للوحدة ضدك وضد ظلمك ، وللدفاع عن حقه في نيل حريته ، فبالتأكيد فإن الشعب سيكون الغالب وستلحق أنت سابقيك من الطغاة مثل صدام حسين والقذافي ... إلى آخر سلسلة الطغاة .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حَذاري من لعبة الشيطان
- الصَّحافة
- مسألةُ ثقة
- النَّزَعُ الأخير .. !
- يخسأ الفاسدون
- داعش والداعش المصنوع
- حكومةُ أزمات !!
- حوار مع عبد القادر ياسين و مصير الشيوعية وأسباب إنهيار الإتح ...
- الشَفَقَة ..!!
- ما أشبهَ اليوم بالبارحة !
- مُتَوَرِّطٌ أخوك لا بَطَر
- مسمارُ جُحا في المنطقة الخضراء
- تبّت الأيادي
- حبلُ الكذبِ قصير !
- إنتهازية أعضاء المجلس
- أينَ المالكي من عبد الكريم قاسم ؟
- الداءُ لا يصلحُ دواءً
- الإفلاسُ السياسيّ
- طلَبٌ ساذج !!
- الذكرى الخمسون لإنقلاب الثامن من شباط


المزيد.....




- منها مدينة عربية.. أي المدن يقصدها المزيد من أصحاب الملايين؟ ...
- طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي.. شا ...
- حصريًا لـCNN.. الصفدي: نتنياهو يتجاهل حتى داعمه الأول.. وموا ...
- إسرائيل تعلن إعادة فتح معبر كرم أبو سالم لدخول المساعدات الإ ...
- ملف المعارين يؤرق برشلونة.. فكيف سيديره؟
- الخارجية الروسية تحذر: القوات الفرنسية في حال تواجدها في أوك ...
- عبداللهيان: يمكن التوصل لاتفاق هدنة لكن نتنياهو يسعى لإطالة ...
- الأسد يهنئ بوتين بتنصيبه رئيسا
- وفاة -سيد العمليات الدعائية- في كوريا الشمالية
- سفير الاتحاد الأوروبي في مولدوفا: شعرت وكأنني -سارق العيد-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - مُغامَرةُ حافةِ الهاويةِ