أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري المقدسي - السياسة والإرهاب















المزيد.....

السياسة والإرهاب


صبري المقدسي

الحوار المتمدن-العدد: 4443 - 2014 / 5 / 4 - 18:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسة والارهاب
تُعرّف السياسة: بأنها علم السيطرة والمسيطرين. واهتمامها، هو كيفية السيطرة على الاخرين وإدارتهم وتوجيههم نحو سلوك معيّن لخير وفائدة المجتمع بأسره، أو هي القدرة على الاتصال بالناس والتفاهم معهم. وأما عند "جون لوك "، فهي: " كيفية المحافظة على الحياة والحرية والاملاك"، أوهي: "الحياة والحرية والسعادة"، عند البعض الآخر. ترتبط بالأخلاق إرتباطا عميقاً ومُكملا، غاياتها الحياة الرغيدة، تبغي السلام والطمانينة (آرسطو).
وأما الارهاب فلا تعريف مُحدَد له، اذ ليس هناك إتفاق حول التعريف الدقيق والمقبول في الاتجاهات والتيارات المختلفة. وأصبح من الصعب جداً أن نحكم على جماعة ما بأنها ارهابية أو حركة مقاومة وطنية. إلا اننا نحكم على أفعال ونتائج الافعال للعمليات العسكرية التي تقوم بها بعض هذه الجماعات. وكما يقول الانجيل "ومن أعمالهم تعرفونهم"، ولما كانت نتيجة أعمالهم زرع الخوف في قلوب المساكين والاطفال، وقتل الابرياء والنساء والشيوخ. فنقول أنهم ليسوا من حزب الله الذي يحث على التنوير وإصلاح الذات وإصلاح أحوال المجتمع، اذ لو استعمل " بن لادن " أمواله في اصلاح المجتمع الافغاني أو اليمني أو الفلسطيني مثلا، لكان قد قام بعمل خيّر، وعدّ حينها مجاهداً حقيقياً. لان الجهاد أولا جهاد النفس والروح ضد الفقر والخطيئة والشر، ومن ثم الجهاد نحو الآخر وذلك بالموعظة الحسنة.
حاول البعض إستحدام الدين لمآربهم الخاصة، إذ أن الغاية الرئيسة من عمل البعض في السياسة وتسيس الدين هو كرسي الحكم، كما حدث في مصر في عهد "محمد مرسي" وجهاد الإخوان للوصول الى الحكم والتضحية بكل القيم لأجل هذا الغرض. ولهذا لم تستطيع بعض تلك التيارات الدينية المُسيسة أن تُقنع الناس سياسياً وايديولوجياً، بل فشلت في المجتمعات التي حكمت أو حاولت أن تحكم، كما حدث أيضا في افغانستان والسودان والجزائر والعراق وسوريا واليمن، إذ تقوقعت على نفسها وقررت تكفير الآخر، طالما هذا الاخر، لا يؤيدها ولا يؤيد تصرفاتها ولا يثق بطروحاتها. ولانها لم تستطع ان تستخدم صناديق الاقتراع لقلة تأييد الشعب لها، فكان استخدامها العنف سلوكاً إتبعته لتغيير الانظمة ولمحاربة ما سمَّته، بعدو الله وعدوهم وهي " امريكا "، ولا أدري ان كانوا هم أنفسم من أصدقاء الله، لانني أتوقع، بانهم لا يمتنعون من إغتيال الله نفسه لو جاء اليهم لينصحهُم بإلقاء السلاح وممارسة العمل السياسي والديمقراطي.
ومع ذلك توجد في عالم اليوم أسباب كثيرة تدعونا الى التفاؤل على الرغم من الحروب والاحقاد والعداوات المنتشرة هنا وهناك. وما يدعو الى التفاؤل حقاً هو قيام مؤتمرات وندوات من حين لآخر، في تجمع المرجعيات الدينية، سواء كان في الفاتيكان أم الازهر (مصر) أم الهند واليابان، وذلك بين قادة وشخصيات دينية وحضارية حول مستقبل البشرية والحوار بين كل أطيافها، إضافة الى ايجاد الحلول والطرق الكفيلة لنشر السلام والعدل بين الشعوب المتصارعة. ولا يتم ذلك في طبيعة الحال إلا بخلق نوع من التلاقي بين الشرق والغرب والشمال والجنوب وذلك لتحقيق نوع من الفهم الجديد، وخلق نوع من التكامل وإمكانية التعاون المُتبادل لخير البشرية.
ومما يدعو إلى التفاؤل في الحقيقة، هو تحوّل العالم الى قرية صغيرة وذلك بسبب إنهيار مفاهيمنا التقليدية وإنفتاح وتفاعل بعضنا مع البعض نتيجة الثورات، التكنولوجية والالكترونية والمعلوماتية، التي أصبحت متوافرة في العالم على نحو لا سابق له وبأسعار مناسبة. ومن الجانب الآخر، كان لإنتصار الحوار على الصراع دوره العظيم في تقليب بعض المفاهيم المغلوطة، وذلك باعتراف صموئيل هتنتغون نفسه، وهو ابو النظرية المسماة (صدام الحضارات) التي ألفها في سنة 1993، إذ كان يعتقد بأن العالم سيعّم فيه صراع الى أن ينتصر الغرب بقيادة امريكا على الحضارت الاخرى. وقد عاد، ليعترف بفشل نظريته ونظرته العالمية، حيث اقتنع بانتصار الحوار على الصدام. وأظهر كذلك فهماً جديداً وتعاطفاً شديداً مع الشعوب العربية والاسلامية في خطاب له في دبي، حيث قال مقولته المشهورة: "يجب ان يختار المسلمون بين تنظيم القاعدة وبين دبي".
ولكن ما يدعونا الى الحزن والتشاؤم هو الكراهية الدينية والطائفية، التي تسفرعن سفك الدماء، ولا تزال تعشعش في الكثير من بلدان العالم مع ان الأديان جميعها تبشر بالمحبة والسلام، ومع ان الله الذي يعبده الجميع لا يدعو الى الحقد والكراهية، بل الى الحوار والتفاهم والسلام بين الشعوب. وما يدعونا للحزن والتشاؤم أيضاً، هو انغلاق البعض وانعزالهم عن المعرفة والحداثة والتطور بحجة محاربة الغرب وفلسفاته الهدامة وحماية الايمان ومعتقداته. وهذا ما يعدّ بحد ذاته الداء الاصولي الذي ينتج عنه ما نسميه (الارهاب) وهو عمل قديم يعود بنا في التاريخ الى مئات من السنين، وهناك آلاف الشواهد على ذلك، ومنها مثلا: حركة "باراباس" اليهودية في وقت المسيح، حيث نرى أن المسيح نفسه رفضها ونبذ تعاليمها، وعصابات الحشيش في كل مكان. وفي مرحلة أقرب إلينا، نجد العصابات التي تخطف الطائرات وتغتال القادة والزعماء، كما حدث في ايطاليا مثلا، حينما اغتيل رئيس الوزراء "الدو مورو " باطلاق رصاصتين على رأسه من قبل المنظمة الارهابية " الالوية الحمراء". وكذلك منظمة الجيش الاحمر الياباني وعصابات KKK" " التي لا تزال لها وجود في الولايات المتحدة الامريكية، وان كان وجودها قد ضعف كثيراً في العقود الاخيرة من الزمن. وكذلك الارهاب الجديد الذي استعمل الطائرات المخطوفة في عمليات انتحارية لتدمير البرجين المشهورين، في نيويورك وذلك في 11ايلول 2001، والذي أدى الى إعلان الحرب على الارهاب وزج الدين في قلب الصراع بين بين الغرب والإسلام. ومما يدعونا الى التفاؤل حقا، هو معارضة معظم المسلمين وعلمائهم "جهاد بن لادن"، واعتباره عملا خارجا عن الاسلام الصحيح.
وهذه بعض الشواهد الارهابية في العقدين الاخيرين التي تدل على وجود النظرة التخلفية لدى البعض.
3000 قتيل في عملية هدم البرجين في 11 ايلول 2001، في مدينة " نيويورك في الولايات المتحدة.
344 قتيل في المدرسة "بيسلان" في روسيا الفدرالية سنة 2004.
270 قتيل جراء تفجير الطائرة " بان إيم " رقم 103 على لوكربي اسكوتلاندا سنة 1988.
257 قتيل في عملية مومباي في الهند سنة 1993.
225 قتيل في عملية السفارة الامريكية في تنزانيا.
200 قتيل في عملية بالي في ادونيسيا سنة 2002 ميلادية.
191 قتيل في عملية مدريدـ اسبانيا في 11 نيسان 2004.
181 قتيل في مدينة كربلاء المقدسة يوم عاشوراء وسُميت بمذبحة عاشوراء سنة 2004.
170 قتيل في المسرح الروسي في روسيا سنة 2002. مع عمليات إرهابية عديدة في روسيا من قبل التنظيمات الشيشانية.
تفجيرات مدريد 2004 والمتهم فيها ححركة ايتا الإسبانية الداعية لإقامة وطن قومي للباسك.
تفجيرات لندن 7 يوليو 2005.
168 قتيل في اوكلاهوما ـ الولايات المتحدة سنة 1995.
تفجيرات الرياض عام 1995 وإستهداف الوجود الغربي فيها.
تفجيرات مانشستر 1996 على يد الجيش الجمهوري الإيرلندي.
حادث نشر غاز السارين في نفق قطارات في اليابان.
عمليات الإرهاب في جنوب شرق آسيا من قبل جماعات كـأبو سياف، لها في الغالب علاقات مع جماعة القاعدة.
تفجيرات سفارات الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام.
حادثة تفجير كنيسة القديسين في مصر ليلة رأس السنه عام 2011 وتورط الحكومة المصرية آنذاك في الحادث لإعطاء مبرر لتمديد قانون الطوارئ وممارسة المزيد من أعمال القمع ضد المعارضة.
حادثة احتجاز الرهائن بعين أمناس سنة 2013 من قبل متطرفين إسلاميين منشقين عن القاعدة في الجزائر.
العملية الارهابية التي استهدفت كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد-العراق بتاريخ 31/11/2010 حيث سميت فيما بعد بالمجزرة أو المذبحة لما خلفته من ضحايا تجاوز عددهم المئة.
تعدّ هذه العمليات ارهابية، كونها لا تمُيّز بين الاهداف العسكرية والاهداف المدنية. وبالحقيقة تتم، من قبل بعض الناس المنغلقين فكرياً ودينياً، إذ ما الفائدة من قتل موظفين مدنيين في دائرة ما يعملون من أجل إعاشة عوائلهم، أو بتفجير طائرة فيها كل أنواع البشر الذين لاعلاقة لهم بالقضايا السياسية. ولأن تلك العمليات لا تخدم في الحقيقة، الهدف الذي من أجله ترتكب، بل تسىء كثيرا لمفهوم الدين الذي يدعو للسماحة والمحبة والالفة بين البشر.
فالارهاب من الجانب الاخر يُبشر بالقسوة والبؤس واراقة الدماء. والكل يرى اليوم أن الذين يرتكبون هذه الحماقات وهذا العنف، إنما يفعلون ذلك ليجلبوا الشر الى العالم وليبعدوا الناس عن الايمان وليزيدوا حقد العالم على المتدينين. لان هذه العمليلت تليق بالملحدين والفاشست الذين لا يؤمنون بالله. فمن يقتل الابرياء سواء كانوا من الشرطة أم السواح الاجانب أو الموظفين الابرياء في البرجين في نيويورك أو المصطافين في فندق في الاردن. ان الذي يرتكب هذه الجرائم هو مُلحد وكافر لا يؤمن بالله ولا يتبع دين من الاديان. ففي الاسلام تعدّ خطيئة وزندقة كبيرة قتل نفس بريئة: "انما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق اولئك لهم عذاب اليم" (سورة الشورى). وفي المسيحية واليهودية يعدّ قتل نفس بريئة، خطيئة مميتة، كما جاء في الوصايا العشرة: "لا تقتل" وفي آيات انجيلية كثيرة أخرى تتكلم عن المحبة والتسامح ولا تترك مجالا للقتل أياً كان نوعه: "احبوا اعداءكم وصلوا من اجل المسيئين اليكم" (متي 5 :44). وأيضاً: "من لطمك على خدك الايمن حول له الاخر" ( لوقا6 :29). وكذلك في الهندوسية والبوذية: "لا تقتل أي كائن حيّ". وفي الاديان الاخرى توجد نفس التعاليم عن الحياة وكيفية الحفاظ عليها. ولذلك، وبعد الحادث الارهابي في 11 ايلول 2001 في اميركا، عقد مؤتمر عالمي للاديان والسلام في العالم من قبل الامم المتحدة وذلك بدعوة شخصيتين من كل دين، يمثلون كل الاديان في العالم، لدراسة السبل الكفيلة في منع تسييس الدين ومنع جعله غطاءً للعب على العاطفة الدينية ولكسب الرأي العام ولردع المناوئين والخصوم.



#صبري_المقدسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والعلم بين الصراع والمصالحة
- الحرب والسلام
- المرأة في الدين والتشريعات المدنية
- الأخلاق
- الصوفية طريق لممارسة الحب الالهي الأصيل
- دور الاسطورة في حفظ الكلمة المقدسة
- هل نحن وحدنا في الكون الواسع واللامحدود
- روسيا تعود من جديد
- من يقود الحركة التنويرية في العالم الإسلامي اليوم؟!!
- متى تتحرر مجتمعاتنا من تصلب العقول والإنغلاق الفكري؟!!
- الديمقراطية انجح وسيلة لتحرير العقول
- 90 مليون تحية للشعب المصري
- لماذا لا يحق للأكراد، ما يحق للآخرين
- مفهوم الصليب والقيامة في المسيحية
- مريم العذراء الحواء الثانية
- بولس رسول الأمم
- انتشار المسيحية الكنيسة الشرقية - (آسيا )الحلقة الاولى
- إنتشار المسيحية أوروبا (الحلقة الثانية)
- رموز عيد الميلاد: -البابا نوئيل ( سانتا كلوس Santa Claus )-
- مفهوم القربان المقدس (الافخارستيا) في المسيحية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري المقدسي - السياسة والإرهاب