أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري المقدسي - متى تتحرر مجتمعاتنا من تصلب العقول والإنغلاق الفكري؟!!














المزيد.....

متى تتحرر مجتمعاتنا من تصلب العقول والإنغلاق الفكري؟!!


صبري المقدسي

الحوار المتمدن-العدد: 4351 - 2014 / 1 / 31 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


متى تتحرر مجتمعاتنا من تصلب العقول والإنغلاق الفكري؟!!
عانت الشعوب الأوروبية من الإنغلاق الفكري في القرون الوسطى لأسباب معروفة للجميع. فالحركة التنويرية لعبت دوراً هاماً في إنقاذ الغرب من هذه الآفة اللعينة، التي لا تزال تهيّمن على المقدرات العقلية والفكرية والثقافية في شرقنا العربي والإسلامي. ويبدو أن الشرق ليس مثل الغرب، إذ أن النظم الديمقراطية الجديدة في الغرب ولدت ولادة طبيعية. وكذلك التحول الديمقراطي في أوروبا الشرقية ما بعد البيروستروكا السوفيتية، قد جاء طبيعيا نوعاً ماً، عدا في بعض المناطق مثل يوغوسلافيا ورومانيا. ولكن الولادة من هذا النوع في شرقنا العزيز يبدو أنها أسوأ من الولادات القيصرية، إذ كلما حاول المفكرون والمثقفون بفتح نافذة للتغيير نحو الأفضل، تقوم بعض التيارات المعروفة بممارساتها القمعية للفكر والثقافة، بسد الطرق والمنافذ حتى يبقى الشرق بعيداً عن نور التمدّن والحضارة، بحجة المحافظة على الدين والتراث.
ولعل دولة الصين الشعبية أفضل إنموذج في كيفية التغلب على تصلب العقل والإنغلاق الفكري المتعشعش في عموم مجتمعاتنا الشرقية. إذ فتحت الصين أبوابها للأفكار الثقافية والعلمية والإقتصادية الجديدة، بالرغم من آيديولوجيتها الشيوعية المعروفة بإنغلاقها على نفسها لعقود طويلة. وإذا قارنا كوريا الشمالية بدولة الصين فإننا نفهم بالتاكيد ما نحاول قوله في هذا الخصوص، بالرغم من أن كوريا الشمالية تملك اليوم من الطاقات الجبارة المهيأة لإعادة البناء وبسرعة لا مثيل لها، إذا ما أتيحت الفرصة لشعبها بالإنفتاح نحو العالم الخارجي.
لآ أريد ان أكون متشائماً جداً، إلا أن الواقع يؤكد بأن الوضع في مجتمعاتنا وللأسف الشديد لا يشبه أي منطقة جغرافية في العالم، لأننا لا نزال نعيش في التاريخ، ولا سيما بعد أن أصبح جلياً اليوم، وجود خلل عميق في الأداء العام للعقل العربي والمسلم، من حيث نشاطه وفعاليته، ودوره في تكوين، وصياغة الحضارة العالمية الراهنة.
وقد عانى الشرق من أزمات خانقة تتمثل في معظمها في كيفية الحفـاظ على قيّمنا الحضاريـة من طرف، وعجزنا عن الإندمـاج في النظم الحديثة من الطرف الآخر. ولذلك لا بد من الإقرار الصريح والواضح عن تقصيرنا الكبير في إعطاء القيمة الكافية للفكر الحر وللثقافة، التي لولاها لما كانت المدنيات والحضارات، ولما سيطر الانسان على كل ما حوله.
ومن الأسباب الأخرى التي أدت إلى وصول مجتمعاتنا لهذه الحالة المزرية هو التسلط على الانسان وقهره بإسم الدين، وعدم التعامل مع الدين والتراث بموضوعية منهجية مُتَجدّدة ومتطوّرة، إضافة إلى تغليف المجتمع بالتراث القديم والثقافات الشعبية الموروثة، وكأنها منزلة من السماء، ورفض الحرية والتعددية، وعدم احترام الرأي والرأي الآخر، مع تقييد الفكر والعقل، ومحاولة حصر الأمور الثقافية في فئة اجتماعية تدور حول السلطة وتقوم على مجاملتها لقاء مبالغ كبيرة أو منصب سياسي رفيع.
وتجدر الإشارة أنه لا بد من ان نخطو الخطوات الأولى في الإتجاه الصحيح. وتكون الخطوة الأولى في طبيعة الحال بفصل الدين عن الدولة، ومن الأفضل أن يتم هذا الأمر، بوجود سلطة قوية مُنتخبة تفرض هذا الفصل من جانب، وتعطي للعقل دوره وللفكر قيمته الحقيقية. فالفكر هو القوة الحقيقية التي يُحرّك العالم، ويُقرّر مصائر البشر، وله منافعه وطيّباته، ومخاطره وسلبياته العديدة.
ومع النظرة التشاؤمية الموجودة في واقع مجتمعاتنا، إلا أن هناك أيضاً تفاؤلا في بعض المناطق الجغرافية. فما يحدث في مصر وتونس وإقليم كردستان العراق، يدل دلالة واضحة وأكيدة على رغبة الشعوب الإسلامية في التغيير نحو الأحسن. وإنني أرى شخصياً وأنا مواطن من إقليم كردستان العراق؛ بأنني أفتخر بالإنجازات الإقتصادية العظيمة، التي أنشأت في هذا الإقليم منذ السقوط سنة 2003 . وقد أصبح الإقليم وبشهادة الغربيين والشرقيين معاً، قدوة يُحتذى في العيش المشترك بين مختلف الأطياف الدينية والأثنية، وكذلك بالنسبة إلى حرية الرأي والرأي الآخر، وأيضاً بالنسبة إلى توفير فرص العمل، وإعادة البناء لمعظم المرافق الحيوية في الإقليم.



#صبري_المقدسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية انجح وسيلة لتحرير العقول
- 90 مليون تحية للشعب المصري
- لماذا لا يحق للأكراد، ما يحق للآخرين
- مفهوم الصليب والقيامة في المسيحية
- مريم العذراء الحواء الثانية
- بولس رسول الأمم
- انتشار المسيحية الكنيسة الشرقية - (آسيا )الحلقة الاولى
- إنتشار المسيحية أوروبا (الحلقة الثانية)
- رموز عيد الميلاد: -البابا نوئيل ( سانتا كلوس Santa Claus )-
- مفهوم القربان المقدس (الافخارستيا) في المسيحية
- الطوائف اليهودية في عهد المسيح
- النصوص المسيحية غير القانونية (الكتب المنحولة)
- النصوص المسيحية المقدسة
- المسيحية: هل هي ديانة أم مُجرّد تعاليم أخلاقية وإنسانية
- نشوء المسيحية: البيئة والخلفية التاريخية
- المُختَصر في تاريخ المسيحية
- مفهوم الله في المسيحية
- العقائد المسيحية
- أساسيات الإيمان المسيحي
- تعاليم يسوع أجوبة مستفيضة عن الحقيقة والحياة ومعناها


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري المقدسي - متى تتحرر مجتمعاتنا من تصلب العقول والإنغلاق الفكري؟!!