أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري المقدسي - الديمقراطية انجح وسيلة لتحرير العقول














المزيد.....

الديمقراطية انجح وسيلة لتحرير العقول


صبري المقدسي

الحوار المتمدن-العدد: 4342 - 2014 / 1 / 22 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديمقراطية انجح وسيلة لتحرير العقول
كانت المبادى العقلانية، الأسس الأولية التي ارتكزت عليها الحضارات المتقدمة منذ بدايات عصر الثورة الصناعية. إذ تأسست النظم السياسية الديمقراطية في الغرب الأوروبي، وذلك بعد نضال مرير خاضته الطبقات الإجتماعية الأوروبية، التي إهتمت وبشكل أساسي بالأصالة العقلية النابعة من المذاهب الفكرية عبر العصور.
وتتمثل الديمقراطية في التأكيد على عدم وجود تعريف واحد فقط، إذ لها معان عديدة وأشكال مختلفة ومفاهيم متعددة. ومن هنا يمكننا التأكيد على إن الديمقراطية مفهوم سياسي متطور وغير جامد، إذ من الممكن تحسين شكل الديمقراطية ومفهومها حسب الزمان والمكان. ولا عجب إن النظام ينتشر عبر القارات ويتكيف مع مختلف الثقافات، دون أن ينفي عقائد المجتمعات وقيم الشعوب المختلفة.
فالديمقراطية بالمعنَى الواسع هي نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ويشير إلى ثقافةٍ سياسية وأخلاقية معيّنة، تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلميا وبصورة دورية. وتفتخر الشعوب الأوروبية بكونها صاحبة المفهوم، مع ان المفهوم هو نتاج ثقافات وعقائد مختلفة عبر التاريخ. ولكن في الواقع إرتبط النظام بنشأة الدولة الأوروبية الحديثة لغرض تحقيق الحد الأقصى من الحرية والعدل والمساواة بين الناس. وقد إعتمدت الشعوب الأوروبية، على النظم الديمقراطية في جميع المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وكذلك في تحرير شعوبها من الرتابة والجمود الفكري، والتي أدت بدورها الى النمو والتقدم الكبير في عموم أوروبا والبلدان الغربية الأخرى.
ولم تقف الديمقراطية مكتوفة الأيدي، بل غطت بضلالها جميع الدول القابعة تحت نير النظام النازي في المانيا والنظام الفاشي في إيطاليا، وكذلك الدول المحكومة من قبل الديكتاتوريات البروليتارية لعقود من الزمن، بعد أن عانت من ويلات الطغاة وأشكال مختلفة من الحرمان والعطش للحرية الحقيقية.
وإستمرت الموجة الديمقراطية بالإنتشار لتشمل تدريجيا الكثير من دول شرق آسيا وأفريقيا الجنوبية والوسطى، إضافة إلى معظم الدول في أمريكا اللاتينية والجنوبية. وقد آن الأوان لتلعب الديمقراطية دورها في إنقاذ الشعوب العربية والإسلامية من الركود والرتابة والإنغلاق الفكري الذي يُعوّق مسيرتها نحو التقدم والبناء ومجاراة الدول المتمدنة.
وهناك أدلة واضحة على المطلب الشعبي العربي والإسلامي لمفهوم الديمقراطية الحقيقي، إذ غالبا ما كنا نسمع شعارات طنانة مثل "الشعب يريد تغيير النظام" أثناء الثورات العربية الحديثة، إلا أننا اليوم بدأنا نسمع، ولا سيما في مصر، شعار جديد أكثر دقة ومصداقية وهو" الشعب يريد تحرير العقول" وهو في الحقيقة شعار أصيل يدل دلالة واضحة وقوية على حاجة الشعوب العربية والإسلامية لتغيير ما في داخل الإنسان، بعد أن أصبح جليا وجود خلل عميق في الأداء العام للعقل العربي، من حيث نشاطه وفعاليته، ودوره في تكوين، وصياغة الحضارة العالمية الراهنة.
ولا يوجد في الحقيقة غير الديمقراطية التي تمكن شعوبنا من السعي والإرتقاء للإنسان العربي والمسلم لإنقاذه من حالة الرتابة والتقليد والجمود الفكري، ولتقوية معنوياته، كي يكون في مقدوره المشاركة الفعالة والفاعلة في نهضة شعوبنا ولترسيخ المعنى الحقيقي للحياة بين أفراد مجتمعاتنا. ولا يتم ذلك إلا بالإعتماد على النظم الديمقراطية التي تساعد على إعتناق الحرية والتسامح والموضوعية وقبول الرأي الآخر، وحرية المعتقد، والتحرر من كل الأغلال التي تقيد الفكر، إضافة إلى كيفية إستثمار الذكاءه والمهارات وخلق الطاقات المُتَجدّدة والمُبدعة والتي طالما تحتاجها شعوبنا الشرقية.



#صبري_المقدسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 90 مليون تحية للشعب المصري
- لماذا لا يحق للأكراد، ما يحق للآخرين
- مفهوم الصليب والقيامة في المسيحية
- مريم العذراء الحواء الثانية
- بولس رسول الأمم
- انتشار المسيحية الكنيسة الشرقية - (آسيا )الحلقة الاولى
- إنتشار المسيحية أوروبا (الحلقة الثانية)
- رموز عيد الميلاد: -البابا نوئيل ( سانتا كلوس Santa Claus )-
- مفهوم القربان المقدس (الافخارستيا) في المسيحية
- الطوائف اليهودية في عهد المسيح
- النصوص المسيحية غير القانونية (الكتب المنحولة)
- النصوص المسيحية المقدسة
- المسيحية: هل هي ديانة أم مُجرّد تعاليم أخلاقية وإنسانية
- نشوء المسيحية: البيئة والخلفية التاريخية
- المُختَصر في تاريخ المسيحية
- مفهوم الله في المسيحية
- العقائد المسيحية
- أساسيات الإيمان المسيحي
- تعاليم يسوع أجوبة مستفيضة عن الحقيقة والحياة ومعناها
- ميلاد المسيح تجسيد حقيقي لروح الأخوّة والمحبة والفرح والسلام


المزيد.....




- لأول مرة.. لبنان يحذر -حماس- من استخدام أراضيه لشن هجمات على ...
- انتشار قوات الأمن السورية في جرمانا بعد اتفاق مع وجهاء الدرو ...
- الجيش الأمريكي يتجه لتحديث أسلحته لأول مرة منذ الحرب الباردة ...
- العراق.. هروب نزلاء من سجن الحلة الإصلاحي في محافظة بابل وال ...
- مشروبات طبيعية تقلل التوتر والقلق
- هل تقبل إيران بإدمان استيراد اليورانيوم؟
- وقوع زلزال بقوة 7,5 درجة قبالة سواحل تشيلي وتحذير من تسونامي ...
- المجلس الأعلى للدفاع في لبنان يحذر حماس من تنفيذ -أعمال تمس ...
- غارة إسرائيلية على منطقة مجاورة للقصر الرئاسي بدمشق.. ما الذ ...
- من السجن إلى المنفى : قصة صحفية مصرية ناضلت من أجل الحرية


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبري المقدسي - الديمقراطية انجح وسيلة لتحرير العقول