أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - تدفع بدرهم لو تدفع ربع دينار














المزيد.....

تدفع بدرهم لو تدفع ربع دينار


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 00:12
المحور: كتابات ساخرة
    


في احد الايام المعروفه عراقيا بايام (الثريا) كان (اللوري الخشبي) يبيت في القريه ليعود في صبيحة اليوم التالي حاملا بعض اهلها الراغبين بالوصول للمدينه لاي شأن من شؤونهم .
ومن المتفق عليه ان تكون الاجور بثلاثة مستويات , هناك مقعدان لشخصين الى جانب السائق (الصدر) اجرهما ثلاثة دراهم للشخص الواحد وفي المقاعد الخلفيه تكون الاجره درهمان (100فلس) وفي سطح السياره تكون الاجره درهم واحد
عند الصباح توافد اهل القريه الراغبين بالسفر وتوزعوا بين الاماكن الثلاثه كل حسب مستواه الاجتماعي , فعادة مايحتل المقعدين الاماميين الشيخ او السيد او احد اصحاب الدكاكين الثلاثه وتجلس النساء وكبار السن في المقاعد الخلفيه بينما يكون نصيب الشباب ومن يحملون سلع وامتعه في اعلى اللوري , وما ان اكتمل العدد المطلوب حتى قام السائق بمساعدة بعض الشباب (بفر الهندر) لتشغيلها ليتوجه بعد ذلك صوب نيته المقصوده .
وبعد ان سار مسافة هطلت الامطار النيسانيه لتجبره على التوقف كي يشد (الزنجيل) وهو سلسله حديديه تُرتب بشكل دائري على دواليب السياره الخلفيه للتغلب على ما يسببه المطر من انزلاق محتمل , وبعد مسافة اخرى تمايلت يمينا وشمالا وردد جميع من فيها الصلوات حتى توقفت السياره بينما كانت الامطار مستمره , وهنا نزل السائق وقال للركاب انه تعذر عليه إيصالهم تحت وابل المطر , الح بعضهم عليه عله يجد حلا سيما وان بعض الركاب من المرضى , وامام الحاحهم وتوسلاتهم تفتق ذهنه عن حيله (سائقيه) وليس حيله (شرعيه) , خطة لاتضاهيها إلا الخطة (العبعوبيه) في ازالة الصخور وتسهيل مجريات الامور فوقف بينهم خطيبا او كالخطيب وهو لطموحاتهم اقرب من القريب فقال: (ماكو غير حل واحد) , وهنا تنادى الجميع آتنا به ياجهبذ زمانك وعظيم اقرانك , فقال : تدفعونها دفعا حتى نصل الى المدينه !! , لم يدر في بال احدهم حتى ان يُفكر مجرد تفكير بل جاء ردهم سريعا مؤيدا لفكرة إيصالها دفعا , وهنا تمادى الرجل فاخذه الطمع فقال :( والاجره لليصعد بالسياره ربع دينار واليدفع ينطي درهم واحد فقط ليس غيره ) , وجاء الجواب من الاغلبيه (كلنا ندفع) , الشيخ وحده هو من قرر ان يبقى في محل جلوسه المميز ويدفع ربع الدينار والرجل المريض تعهد مرافقه بدفع المطلوب مقابل بقاءه , شد الجميع الاحزمه وتعاونوا رجالا ونساء على ذلك بعد ان تطوع احدهم بجمع الاجره (الدراهم) ليقدمها بسخاء ما بعده سخاء للسائق الطيب القلب الذي قرر ايصالهم لغايتهم رغم غزارة المطر!!.
واصل الجميع جهدهم المبارك بعد ان عقدوا العزم على تحدي الظروف القاهره , وفي قارعة الطريق صادفهم رجل أكبر بهم ما اقدموا عليه متصورا ان ذلك العمل جاء من اجل ايصال المريض , حياهم ثم اقترب من مؤخر السياره قاصدا مد يد العون ومشاركنهم (بالاجر والثواب) وقبل ان تلامس يده السياره قال له الرجل الذي تطوع لجمع الاجره : (خالي اطينه درهم) , فتساءل الرجل (ليش ؟) , فرد عليه الاخر (خالي احنه اتفقنه وي السايق ندفع السياره ونجمع من كل واحد درهم واليصعد يدفع ربع دينار) , ضحك الرجل ساخرا مما سمع ... (وهنا رد عليه المتطوع لجمع الاجره وكأنه يهدده بحرمانه من الميراث ... خالي اذا ما عاجبك لاتدفع درهم ولا تدفع السياره , وواصل يضحك علينه المخبل ايريدنه ندفع ربع دينار روح بويه روح الله وياك) .
وقف الرجل جانبا وهو مشدوه مما رأى وسمع
وسلامتكم



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلامات (يجوحي)
- علام يختلفون....؟
- البديل والاصيل ...
- ألأقلام المباعه
- (صويل) , و(كعيم)... وعذاباتنا اليوميه
- في عيدك سيدتي
- أبو سلوان الديموقراطي
- رخص الدعايات وتهافت المرشحين
- وللمعلم يوم فلا تجعلوه كسائر الايام
- مقياس اعرج لزمن اغبر
- المله كذاب وانتم لاتعرفون
- غيض من فيض في قضية الدجاج والبيض
- المرشحون والسبيس والفضائيات
- سيد علي شتسوي بيه بعد....؟
- بالعيد يصير خير
- بين مظروف ومظروف شواهد على تغير الظروف
- العلوه ... والنواب
- 8شباط ذاكرة الدم والوجع
- إسعيد وإعويد
- حرارة الدم ... برودة المزاج


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - تدفع بدرهم لو تدفع ربع دينار