أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الإنفجار الصدري .. محاولة للقراءة














المزيد.....

الإنفجار الصدري .. محاولة للقراءة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 19:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإنفجار الصدري .. محاولة للقراءة
جعفر المظفر
إعلان الصدرعن إعتزاله السياسة وتخليه تماما عن أنصاره السياسيين في التيار يحتاج هذه المرة إلى تفسيرات تمتد لتشمل أسبابا قد لا تكون مقنعة إذا لم تمر من خلال تصور لوجود ضغوطات خارجية. وربما سيفسر الأمر على أنه محاولة للعودة إلى نظرية المؤامرة لتفسير حالة يصعب تفسيرها من خلال معطياتها الذاتية, غير ان حالة الهروب إلى تلك النظرية لم تكن لتحصل لولا أن القرار بالمستوى الذي حصل عليه جاء مفاجئا أولا وخطيرا ثانيا بما يجعل محاولات تفسيره وفق أحكام العقل والمنطق صعبة جدا.
كما أن نظرية المؤامرة ليست كلها خطأ في الحالة العراقية, بل ان هناك ثمة ما يؤكد على أنه لم يعد من الحق تفسير اية حالة سياسية مربكة دون المرور بها, والسبب واضح وهو ان الحالة السياسية العراقية الراهنة نفسها ليست حالة وطنية, وذلك بمعنى المقومات التي اسست لها والعوامل التي ما زالت تتحكم بها.
وليس في السياسة فقط, وإنما في الطبيعة أيضا, فحينما يصعب على الإنسان تفسير ظاهرة ما فهوغالبا ما يلجأ إلى التفسيرات الغيبية أو للبحث عن قوة خارجية, كأن تكون هنا إيران في يومنا الحاضر, أو إسرائيل في أمسنا الراهن, وذلك للعثور على تفسير مقنع بإمكانه أن يملأ فراغ المعرفة .
من جانب آخر, الإيرانيون, على إفتراض أنهم قادرون على فرض إرادتهم كاملا على حلفائهم إلى الحد الإملائي, هم أذكى بكثير من أن يحاولوا ذلك, خاصة وأن التجارب السابقة تعطيهم أفكارا كثيرة حول إمكانية التأثير على الصراع داخل الجسم الشيعي بطرق اكثر هدوء, وسيفيدهم أكثر لو انهم تحلوا بالمرونة المطلوبة لإدامة لعبة تحالفات لا تصل فيها الضغوط إلى مستويات قد تؤدي إلى التأسيس لحالة من ردود الأفعال التي لن تكون في صالحهم على الإطلاق.
والحال ان علينا ان لا نلجأ إلى التبسيط كثيرا, او أن نعتمد على التفسيرات الأحادية الجانب, فثمة أمور تخص طبيعة التحديات الذاتية والبنيوية المركبة والمتداخلة للتيار التي أفرزها عقد من ممارسة السياسة بكل إرهاصاتها وعثراتها وفسادها ومجمل تعقيداتها الأخرى هي التي يجب ان يجرى الإقتراب منها, بدلا من ان يحسب هذا الإنفجار الصدري وكأن لا شغل له سوى تدبير المكائد من أجل الإنتصار للمالكي وضمان سبل التجديد له .
صحيح ان التيار الصدري هو جزء من الجسم الشيعي السياسي الذي يرتبط مع إيران بعلاقات حميمية, غير ان الصحيح ايضا أن هذا التيار قد اثبت في الفترة الأخيرة قدرة على الحركة خارج ساحة التطابق.. موقفه من سحب الثقة مثلا إضافة إلى مواقفه المساندة لإعتصام الأنباريين ووقوفه ضد القمع الموجه ضدهم وحتى توجهاته العروبية المرتبطة من جهة بالموروث الصدري وبالصراع مع مرجعية النجف على مراكز الزعامة الدينية .
وإن من المهم أن نقف أمام حقيقة أن التيار الصدري هو في مواجهة حقائق تميزه عن مختلف التيارات السياسية الأخرى, فالتيار السياسي والديني يجتمعان معا ضمن حالة باتت تحسب عليها جميع إرهاصات العملية السياسية وعثراتها وإخفاقاتها الكبيرة. هذا الأمر يؤثر بشكل كبير على زعامة الصدر الدينية التي عمل في الفترة الأخيرة على رفدها بكل ما يمنحها حق إحتلال مكانة مرجعية لائقة. وإن الذي يراجع تاريخ الصراع على قيادة المرجعية في النجف سوف لن يجابه صعوبة في إدراك ان موقع هذه المرجعية وتأثيراتها قد تراجعا أمام الصعود البارز للمرجعية التي يقودها السيد السيستاني.
المرجعية الأخيرة تختلف عن مرجعية الصدر كونها مستقلة عن الإرتباطات السياسية والتنظيمية بأي فصيل سياسي آخر, وهذا يمنحها ميزة القدرة على الإبتعاد عن أخطاء النظام, لا بل والوقوف منها في موقع النقد وحتى الهجوم مما يعطيها فرصا أفضل للكسب. مع مرجعية الصدر الأمر يختلف بالحتم نظرا لأن الحالة الصدرية الدينية والسياسية ملتحمتان مثل التوأم مما يجعل الحالة الدينية تحت رحمة الحالة السياسية. وبقدر ما كانت توأمة الحالتين, السياسية والدينية, قد اعطت الصدر إمتيازات اساسية في المرحلة السابقة فإن الخط البياني لصعود هذه الإمتيازات ظل يجابه خطر الهبوط تنيجة العلاقة المرتبكة ما بين الحالة السياسية من جهة والحالة الدينية من جهة اخرى.
ولربما وصل الرجل إلى حقيقة أن الفساد قد إستشرى داخل صفوف القيادين الصدريين إلى درجة تحتاج إلى إصلاح جذري, وإن قدرته على السيطرة على التيار اصبحت ضعيفة مما جعله في مواجهة أن يكون واجهة إسمية فقط لزعامات بدأت تبسط هيمنتها على القاعدة العريضة للجماهير وهو أمر لا يمكن تحقيقه بعيدا عن اللجوء إلى سياسة حافة الهاوية, التي سيكون لها مفعول الصدمة على عموم التيار, وخاصة على قاعدته العريضة التي تضم الجمهرة الواسعة من فقراء الشيعة الذين بدأوا يتذمرون كثيرا من فساد قادتهم بما يعني ان الصدر ذاته والمرجعية التي ورثها قد اصبحا في مرمى مدفعية النقد وحتى الهجوم.
هل سيتراجع الصدر عن قراره. الإحتمال الأكثرواقعية أنه سيفعل ذلك, غير ان ذلك لن يحدث إلا بعد أن يتأكد الصدر أن مفعول الصدمة قد بدأ يعطي ثماره بإتجاه إعادة رسم الهيكيلية التنظيمية والسياسية للتيار نفسه بما يعطيه فرصا أفضل للإستمرار في عالم السياسة بقوة زعامته وليس بقوة الحيتان الصدرية التي تضخمت على حساب تلك الزعامة.
ومهما كانت طبيعة الحل الذي سيصل إليه, إلا أن أن تأثيرات ذلك الحل ستبقى مرحلية, اما حل الأزمة تاريخيا فهو ذلك الذي يجب ان يفتش عنه الصدر في داخل حالة التضاد والخصومة بين السياسي والديني وفي صعوبة الجمع بينهما في حالة واحدة



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرا صحيفة الصباح الجديد .. شكرا إسماعيل زاير
- المرجعية الشيعية بين ورطة النظام والنظام الورطة
- إبن ملجم حينما يبكي عليا .. ويزيد حينما يبكي الحسين
- الشيعة.. كمن يقتل نفسه لكي لا يقتله غيره
- الفوز على داعش .. كرويا
- حوار بالأفكار وآخر بالحجارة
- سلوكيات مدانة .. في الموقف من النظام وداعش
- عن القاعدة والسنة وعن إيران والشيعة .. حوار هادئ في زمن عاصف
- حوار حول رجل إسمه عبدالجبار شنشل*.
- عامنا الجديد يبدأ في عرصات الهندية*
- في الربيع القادم سوف ألقاك خريفا
- الدبدوب والذبابة والطبيب والإرهاب
- في الحرب ضد الإرهاب
- كأسك يا وطن.. حول المعركة القادمة مع داعش
- يوم بال القرد على جثة وحش ميت
- مانديلا العراقي
- ضبطتك بالجرم المشهود
- طبيب الأسنان الذي غلب الثعلب
- المالكي.. حينما يكون طاقية إخفاء
- ومتى صار الوليد بن طلال ناطقا رسميا بإسم السنة


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الإنفجار الصدري .. محاولة للقراءة