سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4359 - 2014 / 2 / 8 - 02:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يجب القول ان ثقافه التكفير موجوده فى كل الاديان قديما و حديثا و خاصه الديانات الابراهيميه .و التى يمكن تلخيصها بعبارة ( نحن ) على حق و (الاخر ) الذى ابتعد عن العقيده الصحيحه.
و التكفير فى الاسلام قديم قدم الاسلام نفسه.و اى شخص يطل على افكار الاشاعره و المرجئه و الاثنى عشريه سيجد كما هائلا من حالات التكفير.و كل الثورات التى قامت ضد الدول الاسلاميه المتعاقبه من القرامطه و الاثنى عشريه و الحشاشين , كان التكفير هو الغطاء الايدويولوجى لهذه الثورات(السياسيه عمليا و الدينيه شكلا) بذات المنطق ( نحن) نتبع الدين الصحيح ( و هم ) منحرفون!
.و بالمقابل كان قمع الدول الاسلاميه المتعاقبه لهذه الثورات يتم على ذات الاساس (نحن ) من نحمى الدين الصحيح و ( هم ) الفاسدون و الزنادقه و المنحرفون عن الدين .و حتى ثوره الزنج التى قامت ضد نظام العبوديه فى الدوله العباسيه تم تامين غطاء ايديولوجى دينى لها . و بل حتى الذين تاثروا بالفلسفه اليونانيه و علم المنطق فى المرحله العباسيه لحقتهم التهم على شاكلة (من تمنطق تزندق!)
و عبر تاريخ الدوله العربيه اسلاميه كانت الفتاوى دوما رهن اشاره الحكام و استمر ذلك حتى العصر الحديث.
و الفتاوى على انواعها جاهزه بيد السلطه الحاكمه.ان اراد عبد الناصر محاربه اسرائيل يصدر الازهر فتوى بذلك.و ان اراد السادات الصلح مع اسرائيل اصدر الازهر له فتوى بذلك. و رجال الدين فى العراق اصدروا فتوى تحرم الذين يشاركون مع قوات التحالف ضد العراق عام 1990 و رجال الدين فى السعوديه اصدروا فتوى حللوا المشاركه.
المشكله باختصار انه لم يتم فى البلاد العربيه ذات التوجه العلمانى تحرير الفكر و الثقافه العامه من تاثير الدين على الحياه السياسيه .و لا غرابه انها عادت بقوه الان لانها لم تختف اصلا .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟