أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - نهايه الحلم الامريكى فى مصرع بائع متجول!














المزيد.....

نهايه الحلم الامريكى فى مصرع بائع متجول!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4351 - 2014 / 1 / 31 - 09:01
المحور: الادب والفن
    



ربما تكون (مصرع بائع متجول) من اهم المسرحيات التى قراتها فى مرحله الثمانينات.و هى طبعا من اهم ما انتج فى المسرح الامريكى حتى الان, و باتت تعتبر الى جانب مسرحيه جين اونيل( رحله طويله فى الليل!) و مسرحيه تينيس وليمز( قطه على سطح صفيح ساخن!) من اهم الاعمال الدراميه الامريكيه عبر العصور . كما تشكل مسرحيه(مصرع بائع متجول ) الى جانب مسرحيات مهمه مثل من( قتل فيرجينيا وولف؟) و سواها , سلسله من المسرحيات التى كتبت فى ثلاثينيات و اربعينيات القرن الماضى . التى قامت بنقد مقوله الحلم الامريكى, التى يمكن ان يلخص, بانه يتمحور حول قدره الانسان فى امريكا بجهوده الذاتيه ان يصبح غنيا. و لهذ السبب فيما اظن , من الصعب ان تلتقى بامريكى واحد الا و يقول انه من الطبقه الوسطى!!!

.التساءلات التى كانت فى ذهنى وقتها, لماذا تخلو امريكا من احزاب عماليه كما فى اوروبا؟. و لم اكن بطبيعه الحال اعرف السبب حينها, كما لا ادعى انى اعرفه اليوم, و ان كنت ادعى انه باتت لدى افكارا و الى حد ما تفسيرا, اكثر وضوحا من تلك المرحله.
كتب المسرحيه العام 1949 ارثر ميلر, المعروف ايضا الى جانب شهرته, انه تزوج من مارلين مونرو و توفى العام 2005.حصدت المسرحيه جائزه بوليتز , و وضعت الكاتب على مستوى عال من التقدير. كما من المهم الاشاره ان ارثر ميلر يهودى .و فى ذلك الوقت و حتى عصور حديثه, كان اليهود فى امريكا اكثر قربا لليسار و لحركات التغيير .و لقد حدثت تغيرات كبيره من حينها, و لعب التاييد للدوله الصهيونيه فى اعتقادى دورا فى هذا التغيير نحو اليمين.
القصه تتركز حول البائع ويلى لومان الذى يعود الى منزله مرهقا و لم يعد يستطيع ان يقود سيارته اى انه لم يعد يستطيع العمل .و لذا فان معظم احداث المسرحيه تدور فى منزله فى نيويورك .

فى معظم الحوارات نعرف ان ويلى شخص محبط و فشل فى تحقيق اى شى, لكنه لا يعترف بذلك مطلقا انطلاقا من تمسكه بالحلم الامريكى الوهمى .و هنا تكمن مشكله ويلى الاساسيه ..انه يعيش فقط فى ماضى متخيل عن زمن العز الذى كان يعيش فيه . فى ظل اعتقاد لا يتزحزح ان الجميع كان يحبه و يعتبره ناجحا و مهما الخ. لذا فان ماساه ويلى التى نراها فى حواراته مع ابنيه بيف و هبى , تكمن
بعدم اعترافه بواقعه الفعلى مستبدلا به واقعا متخيلا بدلا عن الحقيقه , انه شخص اقل بكثير مما يسعى لتصوير نفسه , الامر الذى يجعل منه بطلا تراجيديا بلا منازع. فابطال التراجيديا اليونانيه و الشيكسبيريه مقدر لهم السقوط .و عندما يسقطون فانهم يواجهون اقدارهم . و حتى اختيار ميلر لاسمه
!! لم يكن صدفه .فاسم لومان بالانكليزيه يشير الى رجل قليل الاهميه.

نهايه المسرحيه تكون بانتحاره .و حتى فى هذا الامر كان يمكن القول ان ويلى قرر كما كل الابطال التراجيديين ان يواجه الحقيقه و ينهى حياته . لكن اوهامه لن تنتهى حتى فى مساله موته , لانه كان يعتقد ان جنازته ستكون حاشده, و سط حزن يعم الباعه , الامر الذى كان ايضا ضمن تخيلاته حول شهرته و اهميته . و لم يشارك فى جنازته سوى بضعه اشخاص, و لم يتجمع باعة المدينه ليشاركوا فى جنازته كما كان يتوهم .

فى( مصرع بائع متجول) نرى حاله موت جسدى كما فى انتحار ويلى , و لكن ايضا فان موت ويلى لومان هو ابعد عن موت مجرد بائع عادى بل ربما يكون موتا لثقافه الاستهلاك الامريكيه و الثقافه الراسماليه عموما؟؟؟ . كما من المهم ان لا ننسى ان المسرحيه كانت فى عصر نهوض المكارثيه . حيث شهدت امريكا اكبر عمليه ابتزاز سياسى فى تاريخها , عرفت بالمكارثيه نسبه الى السيناتور المهوس بالخوف من الشيوعيه , جوزف ماكارثى و استمرت من العام 1950 و حتى العام 1956 . و فى هذه المرحله عمل مكارثى على بث هوس الخوف و الهلع من الشيوعيه, و كانت النتيجه ان وضعت ما عرف بالقوائم السوداء التى لم ينجوا منها الالاف الكتاب و الفنانيين اليساريين او المشبته انهم يسارييين مثل ارثر ميلر و سواه.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الخير و الشر فى مسرحيه عرس الدم لغارسيا لوركا !
- مات ابو عمر ديراوى ؟لن يسمع بعد الان صوته يوقظ الناس للصلاه!
- تراجيديا الانسان العادى فى مسرحيه الخال فانيا !
- هذا ممكن !
- بانتظار عوده ابو يوسف الفران !
- بشاره مفرحه بعوده ابو يوسف الفران, ابو ضرغام المقعد يقوم من ...
- العرب و ثقافة الوهم و البارانويا و ضروره التخلص منها ؟
- القريه تواجه اعصارا رهيبا قبيل عوده ابو يوسف الفران!
- لاجل مواجه الفكر الدينى المتطرف
- قبيل عوده ابو يوسف الفران. اهالى القريه يستعدون ليوم القيامه ...
- طائرات ورقيه فوق سماء القريه قبيل عوده ابو يوسف الفران!
- تجدد الامل بعوده ابو يوسف الفران!
- لا بد من عصف فكرى و مراجعات جذريه لحاضرنا و مستقبلنا !
- من اخبار ازمنه الفتنه قبيل عوده ابو يوسف الفران!
- نحو حكم فيدرالى و برلمانى فى بلاد الشام
- بعض من الاخبار الغير مؤكده عن عوده ابو يوسف الفران !
- بعض من اخبار البلاد اثناء غياب ابو يوسف الفران!
- الى القوى الديموقراطيه و العلمانيه فى الاقليم العربى اتحدوا ...
- ملاحظات حول مفهوم الوطن !
- انها الحرب العربيه السوريه الثانيه!


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - نهايه الحلم الامريكى فى مصرع بائع متجول!