أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - مفهوم الخير و الشر فى مسرحيه عرس الدم لغارسيا لوركا !














المزيد.....

مفهوم الخير و الشر فى مسرحيه عرس الدم لغارسيا لوركا !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4350 - 2014 / 1 / 30 - 16:17
المحور: الادب والفن
    


مفهوم الخير و الشر فى مسرحيه عرس الدم لغارسيا لوركا !
سليم نزال
عندما كتب لوركا هذه المسرحيه كان ذلك بدايه لبعض الاعمال المسرحيه التى كتبها مثل( بيت برناردا البا)و( لغه الزهور) و هى كلها مسرحيات كما يعرف قارئها تعبر عن طبيعه الصراعات الاجتماعيه فى تلك المرحله. و هى مرحله معقده لناحيه الصراع بين انماط متضاربه من القيم الاجتماعيه و السياسيه . و كذلك فى ظل احتقان سياسى ادى الى حرب اهليه مدمره ازهقت مئات الالاف الارواح . احداث مسرحياته تقع فى الريف الاسبانى و فى مدينه غرناطه الاندلسيه التى ولد الشاعر فى احدى قراها . حيث فى هذا المكان و بعد ثلاثه اعوام من كتابة المسرحيه , سياتى الفاشيون من انصار فرانكو و سيعصبون عينى غارسيا لوركا, و يطلقون النار عليه , و لم يكن لوركا قد تعدى السابعه و الثلاثون . قالوا له كلاما يقترب من مناخ مسرحياته و يحمل صفة القدر ( ان الرب نفسه لن ينقذك!)

. و الامر الثانى الذى لا بد لقارىء مسرحياته ان يلاحظه ايضا, هو ذلك الحضور الاسطورى لللام فى هذا المسرحيات , و هو حضور طاغ يعادل احيانا حضور القدر.راينا ذلك فى مسرحيته (بيت برناردا البا ) حيث الام التى تسعى ان توقف التاريخ و الزمن و ذلك بوضع بناتها فى سجن البيت .

قصة المسرحيه قصه تقليديه تحدث عاده فى مجتمعات الهيمنه العائليه و هى عن خطبه شاب لاحدى الفتيات.تكتشف ام الشاب المهيمنه ان الفتاه كانت مخطوبه سابقا الى ليوناردو, و هو من عائله متخاصمه مع عائلتها .يبدا شك الام فى الفتاه, و نعلم ان ليوناردو رغم انه تزوج من امراه اخرى ما زال يحب الفتاه بل و يلتقيها سرا. فى صباح عرس الفتاه ياتى ليوناردو و يخبرها انه لم يزل يحبها .تجد الفتاة نفسها فى صراع بين التقاليد و مشاعرها .لكنها فى النهايه تستجيب لمشاعرها و تهرب معه.( لقد هربا هي وليوناردو على فرس وكلاهما ملتصق بالاخر يتنافسان نفس الانفاس)
)
و .بتحريض من ام الشاب تبدا مطارده الحبيبين. الذى ينتهى بمقتل كل من الخطيب و ليونادو..
و فى لقاء الفتاه مع ام خطيبها تعلن انها لم تزل عذراء و (طاهره كطفله رضيع!) الامر الذى لا يؤثر فى الام التى تتملكها مشاعر الانتقام , و ترد عليها انه لا جدوى من ذلك بعد الان! !
و اما الام سيكون حالها (لأمهات الأخريات سوف ينحنين على النوافذ والشرفات, يلسعهن المطر بسياطه في انتظار عودة ابنائهن. اما انا, فقد انتهى كل شيء بالنسبة إلي!)!)

من الواضح ان لوركا يتصدى للعادات السلبيه المنتشره حينها فى المجتمع الاسبانى الريفى,من عادات قتل الشرف الى عادات الانتقام الى انتشار الخرافات الدينيه و النفاق الاجتماعى و الجهل و التماسك العائلى الكاذب, الذى يخفى خلفه الكبت و الطغيان الموجود فى العائله, و ليس فقط فى السلطه السياسيه . و لذا فان فكره الخير و الشر فى مسرحياته لا تتجسد فى شخص واحد, او اشخاص بعينهم , بقدر ما فى مجموع الثقافه التى تنتج هؤلاء .بهذا المعنى فان شخصياته هم انتاج للثقافه, و فكره الخير و الشر ليست قضيه فرديه تماما, بقدر ما هى حاله مجتمعيه يسعى لوركا للتصدى للجذور المكونه لها .و لذا نرى ان هذا الطغيان هو بمثابه قدر يسعى البعض لمقاومته.

لقد نجح لوركا من الاستفاده من قدراته الشعريه ليرسم لنا عالم اسبانيا فى ثلاثينيات القرن الماضى. و كان من الممكن لنا ان نقرا له الكثير لو لم يقتله الفاشيون فى صباح يوم حزين من ايام اب العام 1936.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مات ابو عمر ديراوى ؟لن يسمع بعد الان صوته يوقظ الناس للصلاه!
- تراجيديا الانسان العادى فى مسرحيه الخال فانيا !
- هذا ممكن !
- بانتظار عوده ابو يوسف الفران !
- بشاره مفرحه بعوده ابو يوسف الفران, ابو ضرغام المقعد يقوم من ...
- العرب و ثقافة الوهم و البارانويا و ضروره التخلص منها ؟
- القريه تواجه اعصارا رهيبا قبيل عوده ابو يوسف الفران!
- لاجل مواجه الفكر الدينى المتطرف
- قبيل عوده ابو يوسف الفران. اهالى القريه يستعدون ليوم القيامه ...
- طائرات ورقيه فوق سماء القريه قبيل عوده ابو يوسف الفران!
- تجدد الامل بعوده ابو يوسف الفران!
- لا بد من عصف فكرى و مراجعات جذريه لحاضرنا و مستقبلنا !
- من اخبار ازمنه الفتنه قبيل عوده ابو يوسف الفران!
- نحو حكم فيدرالى و برلمانى فى بلاد الشام
- بعض من الاخبار الغير مؤكده عن عوده ابو يوسف الفران !
- بعض من اخبار البلاد اثناء غياب ابو يوسف الفران!
- الى القوى الديموقراطيه و العلمانيه فى الاقليم العربى اتحدوا ...
- ملاحظات حول مفهوم الوطن !
- انها الحرب العربيه السوريه الثانيه!
- بعض من اخبار الزمن الذى سبق اختفاء ابو يوسف الفران


المزيد.....




- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - مفهوم الخير و الشر فى مسرحيه عرس الدم لغارسيا لوركا !