أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تدهورُ الثقافةِ الوطنية














المزيد.....

تدهورُ الثقافةِ الوطنية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4350 - 2014 / 1 / 30 - 07:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تدهور وعي الفئات الوسطى وترنحها نحو الفردية الشديدة والانغلاق والمحافظة الدينية كان يُلاحظ منذ عقود، عبر تدهور وعي القوى السياسية ورموزها، وتحولها للتسول لدى الدول العربية الشمولية.
لقد أصبحت ضرائب الوعي الوطني باهظة وكان لا بد أن يترافق مع صعود إنتاج مادي وطني محدود في ظل تلك الظروف أو هو غير موجود.
تزول الاشتراكاتُ الحزبيةُ وتموتُ الخلايا السياسية، وتُفتتحُ أبوابُ المنظمات الدينية والتبرعات لها وتزدهر على العكس مما يروج السياحة الفجة وتتفاقم مشكلاتها، فكان التعصب الديني والسياحة الفجة مترافقان.
هنا بدأ الشعبُ بالافتراق.
الذاتية وعدم الحفر النقدي في الواقع تجلى في سقوط مقولة الثقافة الوطنية المناضلة، حيث تُبرر السلبية والارتداد وحيث يقال ليس من الضرورة أن يكون للأدب والفن والفكر دور وطني، لقد تفاقمت السلبيات الاجتماعية مع تصاعد الرأسمالية الحكومية وظهور فئات إنتهازية واسعة.
واقع يؤدي للركض نحو المصالح الخاصة وسط العسف ونظام السوق غير المخطط والفوضوي، فكلُ الفئاتِ تسعى نحو مصالحها الخاصة الضيقة: مدارس خاصة وطب خاص وإسكان خاص، وبالضرورة ثقافة مصلحية خاصة الخ..
عَبرَ الوعي الديني عن الهروب إلى الماضي مرةً وعن الهروب نحو الفوضوية السياسية لغياب موقف عقلاني سياسي مرةً أخرى.
عَبرَ الوعي الديني المحافظ عن انهيار الوعي الوطني، وعن تفاقم الأنانية، وظهر ذلك بشكل إن كل طائفة عادت لوعيها ما قبل الحديث، وكل جماعة إنحصرت في قوقعتها، وهذا يترافق كذلك مع نزعة المدارس الشكلانية واللاعقلانية في الفكر والقومية في السياسة. فالقومية هنا نزعة ارتدادية وتقوقع وعداء للإنسانية والأممية.
ولهذا فإن الهجوم على دور الثقافة الوطنية مترافق مع الهجوم على المادية والنقد العلمي والواقعية الاشتراكية والبطل الايجابي في الأدب، وتزدهر النزعات الشكلانية ويغلب التجريد في الفن والفوضى واللامعقول في القصة.
تدهور الوعي الوطني يترافق مع العلاقات مع القوى الطائفية السياسية، والعودة للقبلية والأسماء القديمة للعوائل وظهور معسكرات الأسر، والعودة للأدب العامي المبتذل.
المثقفون الكتاب يتحللون من الدفاع القديم عن البحارة والغواصين، ومن التيارات التاريخية المناضلة وإذا حدث بشكل نادر ظهور دراسات عن الخوارج والزنج والقرامطة وبعض ظاهرات العصر الحديث فهي من قبيل الاستعراض الفردي واستئجار الكتاب العرب، أو هي أعمالٌ تخصصية ضيقة الأفق، أما الأعمال الفكرية المحلية فهي تجميع عناوين وأعمال سطحية لا تغوص في تاريخية وتحولات الأنواع الأدبية والفكرية وقراءة التاريخ الوطني.
وبطبيعة الحال هناك مقاومة وطنية في الثقافة، رغم سيادة التحلل من المضامين والاتجاهات النقدية الحفرية في الواقع، ونلاحظ ذلك في بعض كتابات القصة القصيرة والرواية، حيث يلقى التاريخ الوطني اهتماماً، أما النقد فهو نقد لجوانب جزئية تتهرب من تحليل الأدب والفن في بناها الاجتماعية الصراعية.
الوعي الوطني موقف عصري يخرج من دائرة الإقطاع والعصر القديم ونظام الطوائف وثقافة السحر، والوعي الديني عودةٌ لها، وخروجٌ من العصر الحديث، ولهذا يجرُّ كلَ طائفة نحو ماضيها المتلاشي، فهي تمسك سراباً وخراباً، وتخرج من بلدها نحو بلدان أخرى.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطيةٌ وسيطرةٌ
- الثقافة والسلطة في إيران
- أيّ معارضةٍ؟
- الوطنيةُ البحرينيةُ والعلمانية
- خرابُ آسيا
- الفاشيةُ في المشرق
- الفاشيةُ في إيران
- الفاشية في التطور العالمي
- الفاشيةُ بين الغربِ والشرقِ
- الاتجاه نحو الجماهير
- الجمهورُ ليس طيناً
- أُذنُ فان جوخ
- لا وحدةَ وطنيةَ بدون موسيقى!
- جيلُ القحطِ
- خندقان وأمّتان
- المنامةُ تركضُ وراءَ بيروت
- القبائلُ العربيةُ والتحلل
- الديمقراطي النموذجي
- التحديثي الليبرالي والدين
- المخادعون


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تدهورُ الثقافةِ الوطنية