أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين علوان حسين - هيجل و رَسْل : الأسد يُعرف من فكيه















المزيد.....



هيجل و رَسْل : الأسد يُعرف من فكيه


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 4335 - 2014 / 1 / 15 - 23:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


. المقدمة
في مقال سابق لي بعنوان : " عودة إلى خرافات يعقوب إبراهامي بشأن قوانين الديالكتيك /1 " المنشور في موقع الحوار المتمدن – العدد : 4319 - 2013 / 12 / 28 ، كنت قد وعدت قرائي الأعزاء بكتابة شيء بصدد حكم التاريخ على معاداة الفيلسوف و عالم الرياضيات الإنكليزي بيرتراند رَسْل للفلسفة الماركسية ، و عن قيمة إرثه البحثي في ميدان الفلسفة و الرياضيات و التاريخ و حقوق المرأة و غيرها من المجالات التي كتب فيها ، و ها أنا اليوم أبدأ هذه السلسة بعرض الخلفيات و النتائج لموقف رَسْل المغرض تجاه ديالكتيك هيجل . و لا بد من التنويه هنا إلى حقيقة كوني لست الطرف الذي أقحم إسم رَسْل في النقاش الدائر بين الأستاذ يعقوب إبراهامي و بيني بخصوص قوانين الديالكتيك ، و إنما هذا الطرف هو الأستاذ يعقوب إبراهامي الذي يصر على تبني إطلاق صفة "الخرافة " (المقتبسة بالترجمة غير الدقيقة لمفردة رَسْل : myth ) على قوانين الديالكتيك . و غني عن القول أن مندرجات مقالاتي هذه كلها مترجمة ، و ليس فيها إلا النزر القليل من عندياتي .
2. خلفية هجوم رَسْل على هيجل
في حوالي عام 1900 م ، توصل رَسْل (1872-1970) إلى القناعة بأن مشروعه المتمثل بتطوير أسس الرياضيات يجب أن يتأسس على مبدأ قبول تعددية الكينونات في المقولة الواحدة ، و ليس واحديتها ، حسبما تذهب إليه الفلسفة المثالية الإنكليزية بأساطينها مثل برادلي و ماكتاغرت . كان مشروعه الطموح هذا [ و الذي تصور رَسْل و وايتهيد أنهما قد نجحا في إتمامه عام 1913 في مؤلفهما (Principia Mathematica ) (1910-13) (برنسيبيا الرياضيات) ينبني على محاولة إثبات أن كل الرياضيات يمكن إستنباطها من المنطق الشكلي . و هو يتطلب - من بين أشياء أخرى - الهجوم على كل مناهج المدارس الفلسفية (لايبنيتز ، لوتزه ، سبينوزا ، برادلي ، هيجل ، إلخ ) التي تتقبل منطق الحدود الشكلي الذي يختزل العلاقة بين الأشياء إلى مقولة عن موضوع مفرد أو مركب يستوعب كل العلاقات ، و هذا الموضوع (subject) هو الذي يضاف إليه بعدئذ المحمول (predicate) لاستكمال جزئي المقولة .
3. الهجوم على هيجل
إتخذ الهجوم الذي شنه رَسْل على هيجل (1770-1831) أقوى صيغه له خصوصاً في كتابه "مبادئ الرياضيات" (Principles of Mathematics) (1937) .
إعتقد رَسْل أن نظام هيجل الميتافيزيقي هو النتيجة النهائية لاستخدام هيجل للمنطق الشكلي (منطق الحدود التقليدي) . يقول رَسْل تحت عنوان "المنطق كجوهر للفلسفة" :
Hegel s doctrine, that philosophical propositions must be of the form, "the Absolute is such-and-such," depends upon the traditional belief in the universality of the subject-predicate form.
(Russell, 1914: 48)
"000 إن مبدأ هيجل بأن المقولات الفلسفية يجب أن تكون بصيغة : "المطلق هو كذا و كذا " يعتمد على الإعتقاد التقليدي بعمومية صيغة : الموضوع- المحمول " ( رَسْل : 1914 ، ص : 48 ) .
المقصود بمنطق الحدود (term-logic) ، أو المنطق التقليدي ، هو المنطق الشكلي الأرسطي الذي يعتبر أن لكل مقولة منطقية حدّان هما : الموضوع ، و المحمول . و كل مقولة تكون صادقة / صحيحة عندما تنطبق صفة المحمول على الموضوع ، مثل مقولة : " كل إنسان فان " . الموضوع في المقولة الأخيرة هو : كل إنسان ؛ أما المحمول ، فهو : فان . هذه المقولة صحيحة لأن ما من إنسان لا يفنى .
يواصل رَسْل كلامه عن المنطق الشكلي المزعوم لهيجل :
`Now the traditional logic holds that every proposition ascribes a predicate to a subject, and from this it easily follows that there can be only one subject, the Absolute, for if there were two, the proposition that there were two would not ascribe a predicate to either (Russell, 1914: 48).
" و الأن ، فإن المنطق التقليدي يعتبر أن كل مقولة تسند محمولاً لموضوع ما ، و من هذا يُستتبع بسهولة أنه لا يمكن أن يكون هناك أكثر من موضوع واحد ، هو المطلق ، لأنه إذا وُجد هناك موضوعان ، فإن المقولة ذات الموضوعين لن تسند محمولاً لأي منهما " (رَسْل ، 1914 ، ص : 48) .
يوضح هذا النص تصور رَسْل بأن المنطق الهيجلي (يسميه رَسْل : الواحدي) يناقض نفسه بنفسه لكونه يفترض مقدماً وجود شيئين أثنين على الأقل هما : الموضوع و المحمول . يشرح لنا رَسْل فهمه "العميق" للمنطق الديالكتي لهيجل بهذه العبارات :
"For if the Absolute has predicates, then there are predicates-;- but the proposition "there are predicates" is not one which the present theory can admit (Russell, 1937, 448).
لأنه أذا كان المطلق له محمولات ، إذن فأن هناك محمولات ؛ و لكن مقولة : "توجد محمولات" ليست هي المقولة التي تستطيع النظرية الحالية (يقصد المنطق الهيجلي) قبولها (رَسْل ، 1937: ص : 448) .
إذن فمنطق هيجل – الذي مات قبل أكثر من قرن كامل من الكلام أعلاه - هو منطق يناقض نفسه بنفسه لأن هذا المنطق الهيجلي لا يقبل بالمشروع الرياضي الجديد لرَسْل المنبني على تعددية المحمولات . ينبغي على الفلاسفة طراً ممن كتبت لهم الحياة على مدى عشرين قرناً قبل رَسْل أن يتبعوا نهج قوانين الرياضيات التي أثبت گودل تناقضها و الخاصة برَسْل ، و إلا فإن فلسفاتهم تناقض نفسها بنفسها ، و ذلك حسب القاعدة الرياضية الثابتة من العلاقات البينية القائمة بين المحمولات المتعددة و التي تنص على : مُتْنا و فيك الخصام ، و أنت الخصم و الحكم ! يخلص رَسْل إلى تكرار القول :
"And hence we find monists driven to the view that the only true whole, the Absolute, has no parts at all, and that no propositions in regard to it´-or-anything else are quite true – a view which, in the mere statement, unavoidably contradicts itself" (Russell, 1937, p. 226).
"و إذن ، نحن نجد الواحديين يتجهون إلى فكرة أن الكل الحقيقي الوحيد ، وهو المطلق ، ليس له أي أجزاء البتة ، و أن ما من مقولة بالنسبة للمطلق أو لأي شيء آخر هي صحيحة تماماً – و هذه الفكرة ، بمجرد صيغتها ، تناقض نفسها بنفسها على نحو لا يمكن تفاديه . (رَسْل ، 1937: ص : 226)
4. الغرض و المنهج في هجوم رَسْل على هيجل
قبل الإنهماك في تحليل مدى صحة مزاعم رَسْل المغرضة عن حقيقة المنطق الهيجلي ( الذي لم يستطع رَسْل فهمه أبداً ، لسوء حظ رَسْل نفسه و ليس هيجل ) ، لا بد من التطرق إلى السبب الطرائقي الحقيقي الكامن وراء إشتراط رَسْل على كل الفلاسفة إتباع منهجه الرياضي المصطنع ، و بعكسه مواجهة حكمه الكاسح عليهم بكون فلسفتهم : تناقض نفسها بنفسها ، مثلما تنطق نصوصه أعلاه ، لتصبح بعدئذ : فلسفة غير ملائمة (inadequate) ، و من ثمة "أسطورة ؛ خرافة" (myth, fiction) – لاحظوا التمسك الإيماني الأعمى لإبراهامي باللفظة ألأخيرة المقتبسة من التحريفي رَسْل – وصولاً إلى إطلاق حكم الفلسفة "السيئة" (bad) عليها ، لننتهي بالحكم النهائي للمزوِّر بوبر – الذي لا يعي حتى الفرق بين قوانين الرياضيات و قوانين الفيزياء مثلما أوضحت في مقالي المؤرخ في 5/6/2011 المنشور في هذا الموقع – بكونها فلسفة خطرة (dangerous) . السبب الحقيقي وراء هجوم رَسْل على هيجل هو أن نموذجه الرياضي القائم على إستنباط الرياضيات من المنطق الشكلي يحتاج إلى تعددية المحمولات بشكل مطلق من قبيل : (ب) هي بين (أ) و (ج) ("y is between x and z" ، رَسْل : 1937 ؛ ص : 217) . هذا النموذج الرياضي يفشل في الإشتغال تماماً بدون إقامة الترتيب التسلسلي للأرقام الطبيعية على هذه العلاقة : البينية . و يجب تحليل العلاقة بين (ب) و (أ) و (ج) كعلاقة بين علاقتين غير متناظرتين مختلفتين : علاقة بين (ب) و (أ) (علاقة : أصغر من ، مثلاً ) ؛ و علاقة بين (ب) و (ج) : (علاقة : أكبر من ، في هذه الحالة) . و هذا يعني أن هاتين العلاقتين هما غير متناظرتين ، فإذا كان (أ) أصغر من (ب) ؛ إذن ، لا يمكن أن يكون (ب) أصغر من (أ) لأن القول بكون الموضوع (أب) متباين القيمة مع نفسه سينفي ببساطة مبدأ عدم التناظر هذا . و عليه ، فأن الحفاظ على عدم التناظر هنا يتطلب تعدد الكينونات على نحو مطلق . و لما كانت هذه العلاقات غير متناظرة ، لأن (أ) لا يساوي (ب) ، لذا فإن إسناد هذه العلاقة يتطلب على الأقل وجود شيئين مختلفين ؛ و بدون تبني هذا المنهج التعددي ، يصبح من المستحيل إستخلاص الأرقام الطبيعية من المنطق . و يوضح كتاب رَسْل : "مبادئ الرياضيات " (Principles of Mathematics) كيف أن كل الطرق الأخرى للتأسيس للترتيب المتسلسل يمكن إختزالها بهذه العلاقة "البينية" .
كان هجوم رَسْل على منهج هيجل أول محاولة في التاريخ للحكم على الفلسفة إنطلاقاً من منطق رياضي بحت مصطنع ؛ و هو أول محاولة – فاشلة تماماً طبعاً – لإخضاع الفلسفة كلياً للرياضيات بزعم أن الفلسفة التي لا تتبع نموذج رَسْل الرياضي القائم على التعددية يجب أن تكون فلسفة زائفة (false) ، أي "فالصو" حسبما يقول أشقاؤنا في أرض الكنانة ، بالضبط بسبب إقترافها للخطيئة الأولى المتمثلة بعصيانها لأوامر الرب الكلي القدرة رَسْل حسب نواميس نموذجه الرياضي المصطنع التي لا تنطبق عليها . هنا ، النموذج الرياضي المصطنع يتحول إلى هراوة فلسفية بلسان مصطنعة نفسه و أتباعه من المؤمنين الصالحين لإصدار الأحكام القيمية (value judgment) على كل الفلاسفة ، و ذلك تيمناً من رَسْل و أتباعه بالكيفية التي كان بروكرست يوظف سريره بها عن علم و فهم ، و بفتاوى الشيوخ التكفيريين الأميين ضد العلمانية التي لا يفهمون .
5. تحليل إدعاءات رَسْل بخصوص هيجل
نعود إلى تفحص مدى مصداقية هجمات رَسْل المتكررة على الميتافيزيقية الهيجلية عبر الزعم الميكانيكي التحكمي بأنها متناقضة ذاتياً لكونها تلتزم بفكرة أن الشيء الوحيد الحقيقي هو المطلق ، و أن كل مقولة بصدد هذا المطلق تحتوي تناقضاً ، و هي بالتالي مقولة كاذبة و ذلك إلتزاماُ من هيجل بقواعد الاستدلال للمنطق الشكلي .
أول سؤال يطرح نفسه هنا هو : هل صحيح أن هيجل يُلزم نفسه بالمبدأ الذي يلصقه به رَسْل و المتمثل باستخدامه للمنطق الشكلي التقليدي ، و أن مثل هذا الإلتزام يجعله لا يقبل إحتواء المقولة المنطقية إلا على موضوع واحد ؟ السؤال الثاني هو : هل صحيح ما يقوله رَسْل بأن مقولات هيجل تفنّد نفسها بنفسها ؟ الجواب على هذين السؤالين هو ، قطعاً : لا ، مثلما سيتبين من أدناه .
في توطئته لمؤلفه " فينومينولوجيا الروح " ، يناقش هيجل العلاقة بين الموضوع و المحمول في التفكير . يبدأ هيجل أولاً بالتفريق بين نوعين من التفكير : التفكير الفلسفي من ناحية ، و التفكير الرياضي من ناحية أخرى . و يبين على نحو قاطع بأننا لا نستطيع وعي الضرورة ( أكرر : الضرورة ) في حركة الفكر ، و لا أن نتوصل للفهم الحقيقي إلا باستخدام التفكير الفلسفي . لماذا ؟ لأن التفكير الرياضي تفكير تجريدي ناقص لا يمت بصلة إلى جوهر الأشياء لكونه مفروضاً عليها من الخارج . يقول هيجل :
With unrealities like the things mathematics takes account of, neither concrete sensuous perception nor philosophy has anything to do. In an unreal element of that sort we find, then, only unreal truth, fixed lifeless propositions. We can call a halt at any of them-;- the next begins of itself de novo, without the first having led up to the one that follows, and without any necessary connection having in this way arisen from the nature of the subject-matter itself.
بشأن أللاوقائع التي تأخذها الرياضيات بعين الإعتبار ، فلا علاقة لها بالإدراك الحسي الملموس ، و لا بالفلسفة . ففي العنصر اللاواقعي من ذلك النوع نجد ، إذن ، فقط الحقائق غير الواقعية : المقولات الثابتة التي لا حياة لها . و بوسعنا التوقف عند أي واحدة من تلك المقولات ، لتبدأ المقولة التالية من تلقاء ذاتها كشيء مستحدث ، دون أن تقود أولاً إلى المقولة التي تليها ، و دون وجود أي رابط ضروري منبثق من طبيعة الموضوع نفسه .
إنتهت الترجمة .
إذن فالخطأ في العلاقة بين الموضوع و المحمول حسبما يفهمه التفكير الرياضي و الشكلي يكمن بالذات في حقيقة كون المحمول لا يستطيع أن يفسر لنا أي شيء عن الجوهر الحقيقي للموضوع . لماذا ؟ لأننا عندما نسند محمولاً محدداً إلى الموضوع المستقل تماماً عنه ، فأننا لا نستطيع أن نفهم بالضبط ما هو السبب الذي يقتضي ربط هذا الموضوع بالذات بذاك المحمول بالذات و ليس بغيره من العدد اللامتناهي من المحمولات الأخرى ؛ بل و لا نستطيع أبداً فهم ماهية الضرورة التي تقتضي إسناد الموضوع بالمحمول أصلاً وفقاً للمنهج الذي تتبعه المقولات الشكلية لأن الأخيرة فارغة من المضمون الجوهري . إذن هيجل يوضح في نصه أعلاه – و غيره كثير – نقده لكل من المنطق الشكلي و المنطق الرياضي المنبني عليه . أين من هذا إذن مزاعم رَسْل بكون منهج هيجل يلتزم بالمقولات الواحدية للمنطق الشكلي ، و هي المزاعم التي يؤسس عليها رَسْل كل حكمه الموهوم بكون مقولات هيجل تناقض نفسها بنفسها ؟
و لكي لا نتسرع في إطلاق الأحكام فنتهم هيجل بكونه "لا يحترم" القوانين الرياضية ، أو أنه يعتبرها معرفة غير صحيحة ، أرى من الضروري الإيضاح هنا بأن هيجل يعتقد قطعاً بصحة المعادلات الرياضية ، بيد أنه يوضح حقيقة كونها صحيحة على نحو غير مثير لكون المعرفة الرياضية معرفة ناقصة باعتبارها غير معنية بمعرفة المطلق نفسه . ينصب الإهتمام في الرياضيات على معرفة شيء كائن خارج الأشياء ، و بالتالي فإن المعرفة الرياضية ليست معرفة فلسفية مثلما يحاول رَسْل إيهامنا عبر خلطه لأوراق الفلسفة بالرياضيات . يقول هيجل في "فينومينولوجيا الروح" ( الإقتباس الطويل أدناه يُقصد منه الإيضاح المستفيض لعمق الفكر الهيجلي أولاً ، و تقويمه الصحيح لنواقص التفكير الرياضي ) (الأقواس من عندي) :
42. أما بالنسبة إلى الحقائق الرياضية ، فيجدر بنا أن نكون أقل ميلاً إلى إعتبار أي شخص ضليعاً بالهندسة الإقليدية لمجرد كونه يحفظ نظريات إقليدس عن ظهر قلب دون معرفة براهينها ، أي دون أن تكون قد ترسخت في رأسه – إذا ما جاز لنا قول ذلك على سبيل المقارنة . و بالمِثل ، إذا ما استطاع أي إمريء معرفة كون أضلاع المثلث القائم الزاوية مترابطة على النحو الذي يعرفه الجميع عبر قيامه بقياس العديد من المثلثات القائمة الزوايا ، فلابد لنا أن نعتبر كون هذه المعرفة المكتسبة غير كافية . و ينطبق نفس الشيء على كل شيء (رياضي) آخر ؛ ففي الوقت الذي يكون فيه البرهان هنا أمراً جوهرياً في حالة المعرفة الرياضية ، إلا أنه يبقى ينقصه معنى و طبيعة كونه لحظة من النتيجة نفسها . فحال توصلنا للنتيجة ، ينتهي البرهان ، ثم يختفي . النظرية (الرياضية) كنتيجة هي صحيحة من دون شك . و لكن هذا المُنتهى لا علاقة له البتة بمحتواها ، علاقته هي فقط بالذات العارفة . فسيرورة البرهان الرياضي لا تنتمي إلى الشيء ؛ لكونها دلالة حاصلة خارج (جوهر) المادة التي هي بين يدينا. و هكذا ، فإن طبيعة المثلث القائم الزوايا لا تجزئ نفسها إلى عواملها على النحو المقدم في البناء الرياضي المطلوب بغية إثبات المقولة التي تفسر العلاقات بين أجزاء المثلث . كل (هذه) السيرورة في استخراج النتيجة هي مسألة معرفية تسلك مسارها الخاص حول الشيء . أما المعرفة الفلسفية ، فإنها تبين أيضاً كيف أن إنبثاق الوجود ، باعتباره وجوداً ، أمر مختلف عن تلك (السيرورة) التي ينبثق فيها الجوهر أو الطبيعة الداخلية للحقيقة إلى الوجود . و لكن المعرفة الفلسفية ، تستحوذ ، من بين أشياء أخرى ، على كليهما ؛ في حين أن المعرفة الرياضية لا تقدم سوى الطريقة الحاصل فيها الوجود (لشيء ما) ؛ أي الطريقة التي تكون عليها طبيعة الحقيقة في إطار المعرفة (الرياضية) ذاتها . و الأمر الآخر هو – أيضاً – أن المعرفة الفلسفية توحِّد بين كلتا هاتين الحركتين المعينتين . فالرفع الداخلي إلى الوجود ، أي سيرورة المادة ، هو التحول غير المنقطع إلى (مظهرها) الخارجي ، إلى الوجود أو التحول إلى شيء آخر ؛ و بالعكس ، فإن إنبثاق الوجود في الكينونة هو تراجع نحو الجوهر الداخلي . الحركة (هنا) هي سيرورة مزدوجة يتكون فيها الكل بحيث أن كل (وجه) منها يفترض في نفس الوقت (وجود) الوجه الآخر ، و لذلك فأن كلاً منهما يستحوذ على هذه السيرورة المزدوجة كوجهين له يكوِّنان معاً الكل عبر الحلول ببعضهما البعض ، جاعِلَين نَفسَيْهما لحظات من الكل .
43. الإدراك المطلوب في المعرفة الرياضية هو دالّة خارجية قدر تعلق الأمر بالموضوع المعالج (نفسه) . و يستتبع من هذا : أن الحقيقة الواقعية قد تم تغييرها . و رغم أن الوسائل المتبعة و الصيغ و البرهان تحتوي – بلا شك – على المقولات الصحيحة ، إلا أننا نبقى مجبرين على القول بأن المحتوى خاطئ . فالمثلث في المثال أعلاه يُحوَّل إلى قطع ، و أجزاؤه تكوَّن منها أشكال أخرى منبثقة من الصيغ الرياضية . فقط في النهاية نجد أن المثلث الذي نهتم به قد إستعاد ذاته من جديد بفعل غيابه عن الأنظار خلال صياغة البرهان لأنه لم يكن يتواجد إلا كأجزاء تنتمي إلى كلّيات أخرى . و هكذا نجد أن نفي المحتوى يحصل هنا أيضاً ، و هو النفي الذي يتطلب تسميته بالنفي الخاطئ ، بالضبط مثل الخطأ الحاصل في حالة حركة المفهوم عندما تُعتبر الأفكار أمراً ثابتاً ، لتموت و تختفي .
44. إن النقص الحقيقي لهذا النوع من المعرفة يوثر بطبيعة الحال في سيرورة المعرفة بنفس مقدار تأثيره في مادتها . فبالنسبة للسيرورة ، فإننا لا نرى أي ضرورة في البنية لأن الضرورة لا تنبثق من طبيعة النظرية (الرياضية) : إنها مقحمة عليها . أما واقع رسم هذه الخطوط بالذات في الوقت الذي يمكن فيه رسم عدد غير نهائي غيرها ، فيتم السكوت عنه ، دون أن نكتسب أي معرفة إضافية باستثناء أن ذلك سيفيد غرضنا المتمثل بإيجاد البرهان ، مثلما نعتقد راغبين . بعدئذ يخرج هذا التصميم أيضاً ، و هو لذلك مجرد صفة خارجية لأننا لا نعرفه إلا بعد إيجاد البرهان . و بنفس الطريقة ، فإن البرهان يأخذ مجدداً إتجاهاً يبدأ من أي محل نريد ، دون أن نعلم لحد الآن ما هي العلاقة بين هذه البداية و بين النتيجة المراد التوصل إليها . و خلال عملية البرهان ، تُؤخذ عناصر و علاقات معينة بالذات و تُترك غيرها دون مساس ، و من دون أن يكون هناك أي إيضاح مباشر عن الضرورة الكامنة في الموضوع . هذه السيرورة يهيمن عليها الغرض الخارجي .
إنتهى نص هيجل .
في النص أعلاه ، يقدم لنا هيجل مثالاً لمحاولة فهم حقيقة المثلث القائم الزاوية وفقاً للمنطق الرياضي . و من المعلوم أن المثلث القائم الزاوية هو ذلك الذي يكون قياس إحدى زواياه الداخلية : (90) درجة . و البرهان على كون المثلث القائم الزاوية إنما يُرسَم من خط مستقيم بالمسطرة و زاوية بالمنقلة يمكن معرفته من المبادئ الهندسية لإقليدس . المشكلة في هذا تتمثل في أن البرهان على حقيقة المثلث القائم الزاوية لا يبين لنا ما هي الضرورة الكائنة في كل خطوة متبعة بالبرهان . كما أن البرهان لا ينطلق من محاولة فهم جوهر المثلث القائم الزاوية . أما مدى كون أي جزء من البرهان هو لحظة ضرورية فيه فلا نشاهدها إلا في نهاية البرهان , أي عندما يكون بنية المثلث قد إكتملت ، و الموضوع قد إنتهى .
أما التفكير الفلسفي الهيجلي ، فانه يعي أننا يجب أن نفهم المحمول لكي نعبر عن جوهر الموضوع المسند اليه ذلك المحمول في كل مقولة . و على العكس من مزاعم رَسْل ، فإن المقولة الهيجلية لا تعتبر أن المحمول ينطبق على الموضوع ، بل تعتبر أن الموضوع و المحمول يشكلان معاً ـ جوهرياً ـ كلاً واحداً . و من تأكيد تطابق الموضوع بالمحمول تبدأ الحركة الديالكتيكية التي تنتهي برفع الموضوع ذاته إلى سيرورة أعلى . فالهوية التي نحاول توكيدها بين الموضوع و المحمول في المقولة الرياضية و المنطقية الشكلية تتضمن دوماً التناقض لأنها تحاول أن تقول شيئين مختلفين عن حقيقة واحدة . هذا التناقض ينحل حالما نعي حقيقة أننا هنا لسنا إزاء موضوعين مختلفين ، و أن الإختلاف بين الموضوعين ينبغي نفيه عبر النظر إلى هذين الشيئين كوجهين مختلفين لكلٍ واحد . و حالما نرى ذلك ، فأننا سنفهم بأن كلاً من الموضوع و المحمول و طبيعتهما المتناقضة هما مجرد لحظات ضرورية لهذا الكل المستوعِب لهما . و بذا ، نستطيع تقدير الضرورة التي سببت إنبثاق المحمول من الموضوع .
نعود الآن إلى موضوع "المطلق" الهيجلي . في "فينومينولوجيا الروح" ، يبدأ هيجل من تعريف الوجود بأنه المطلق . و لما كنَا في مقولة أن : "المطلق هو الوجود" إنما نؤكد وجود علاقة بينهما و هي علاقة "الهوية" بين شيئين ، لذا ، فأن هذا يعني أن المطلق هو في علاقة التطابق مع الوجود . و لكن لما كان المطلق و الوجود هما شيئين إثنين – و ليسا شيئاً واحداً – إذن فنحن هنا أزاء "الوجود" و شيء آخر مختلف عنه هو : "المطلق" . و بما أن مفهوم "المطلق" هو شيء مختلف عن "الوجود" ، إذن فإن "المطلق هو اللاوجود" . و هذا يعني أيضاً أن : "الوجود هو لا- وجود" . ( هيجل ، 1812، ص : 36 )
لتجاوز هذا التناقض ، فإن بالإمكان إعادة النظر في طريقة تفكيرنا بنفي فهم المطلق بكونه لا-وجود ، و ذلك بوعي كون المطلق هو الوجود . إذن فالمطلق هو الوجود ، أي الوجود اللاوجود . هنا نؤكد مرة أخرى أن الوجود هو لا-وجود . و مثلما قلنا آنفاً ، فأن هذا التناقض ينحل عندما ننظر إلى الوجود و اللاوجود معاُ كلحظات ضرورية في الكل الذي يستوعبهما معاً ؛ حيث يتحول الوجود إلى لا-وجود و بالعكس . لذا ، فإن "المطلق هو لا-وجود" يصبح "المطلق هو الوجود" ، و الوجود يصبح لا-وجود . و لما كان هذا التحديد الأخير للمطلق سيكوِّن تناقضاٌ جديداً ، لذا ، فإن لانهائية المطلق ستتناقض مع التغيّر غير المستقر للاوجود لكي يصبح وجوداً ، و لتجعل الحركة الديالكتيكية تتواصل من الداخل مظهرة ضرورتها كحركة . مثل هذا التناقض يفضي إلى الرفع في ذات جديدة ؛ إلى التغيّر ؛ إلى نفي النفي .
أما إذا قبلنا بالعلاقات بين الحدود كشيء ثابت – مثلما يفعل المنطق الشكلي و المنطق الرياضي لرَسْل و غيره – فلن نحصل إلا على حقائق غير واقعية متجمدة في مقولات ثابتة ميتة .
يلاحظ مدى العمق و الغنى في المنطق الديالكتي الهيجلي مقارنة بكل أنماط المنطق الرياضي و الشكلي ، و كيف أن مبدأ الضرورة المنطقية يشتغل في كل لحظة من لحظات الحركة الديالكتيكية على نحو متماسك ليفسر لنا حقيقة الكينونات المتمثلة بوحدة و صراع الأضداد . و هذا هو السبب في تفوّق المنطق الديالكتي على غيره من أشكال المنطق : إنه يفسر أكثر و أعمق ، و هو ملتصق بطبيعة كل شيء حولنا . كل مقولة هيجلية هي في نفس الوقت : حركية و ضرورية و جوهرية و حقيقية ، و ليست – كما هي عند رَسْل و غيره من الرياضيين و المناطقة الشكليين : جامدة و غير ضرورية و خارجية و غير واقعية . أين الثرى من الثريّا ؟
6. وظيفة النماذج المنطقية-الرياضية
مرَّ بنا سابقاً نص رَسْل :" نحن نجد الواحديين يتجهون إلى فكرة أن الكل الحقيقي الوحيد ، وهو المطلق ، ليس له أي أجزاء البتة ، و أن ما من مقولة بالنسبة للمطلق أو لأي شيء آخر هي صحيحة تماماً – و هذه الفكرة ، بحد ذات صيغتها ، تناقض نفسها بنفسها على نحو لا يمكن تفاديه " ؛ و علمنا أن السبب الحقيقي وراء هجوم رَسْل على هيجل هو أن نموذجه الرياضي القائم على إستنباط الرياضيات من المنطق الشكلي يحتاج إلى تعددية المحمولات بشكل مطلق ، الأمر الذي دفعه إلى مهاجمة كل فيلسوف يخالف وجهة النظر هذه . هنا نتساءل : أي آلية يستخدم رَسْل في هجومه هذا ؟ الجواب هو : آلية لصق يافطة "التناقض الذاتي" بالمنظومات الفلسفية للغير . و الآن إلى السؤال : من أين لرَسْل هذه الآلية ؟ الجواب الواضح هو : بالذات من آليات المنطق الشكلي التي يزعم أنه ضد تناقضها بسبب عدم قبولها لتعددية المحمولات ؛ و هو ما يبين كم أن الشكلية متأصلة في ذهن و منهج رَسْل رغم التطور الهائل الحاصل في الفلسفة و العلوم المختلفة طوال ما يزيد على عشرين قرناً منذ إختراع آليات هذا المنطق لأول مرة .
معلوم أن قوانين المنطق الشكلي تعود إلى أرسطو (384 - 322 ق . م) ، الذي إعتبرها "أورغانون العالم" ، أي الآلة التي يحصل بها العلم . و هي مصممة بحيث يكون الهدف الرئيسي منها هو بالضبط : منع التناقض الذاتي . لذا فإن القانون الثاني في منطقه يُسمى بالضبط بـ : "قانون عدم التناقض" ، و الذي يمنع إسناد الصفة و نقيضها في نفس الوقت للشيء الواحد . و هذا يعني أن (أ) لا يمكن أن تتصف بأنها (ب) و بأنها (لا ب) معاً . و بالرغم من فوائده ، إلا أنه يبقى منطقاً شكلياً محدود الفاعلية .
الشيء المهم هنا هو التدبّر في مدى فائدة إصطناع القوانين في القرن العشرين للهدف المعلن : "منع التناقض" في ضوء أن الإكتشافات العلمية و تجارب الحياة تقطع بكون التناقض موجود في كل شيء حولنا حالما نتفكر بتاريخ تطور سيرورة الكينونات طراً ، و تغيرها الجوهري المستمر بفعل القوى الداخلية و الخارجية المؤثرة فيها . و إذا كان يجمل بنا التعبير عن إمتناننا لأرسطو لمنطقه الشكلي ، فإن تطور الفلسفة و العلوم التجريبية تجعلنا نشعر بالعجب إزاء أي منهج منطقي-رمزي جديد مكرس خصيصاً لمنع التناقض الشكلي في الفلسفة و العلوم و الطبيعة و المجتمع و الفكر . لماذا ؟ لأن التناقض هو من طبيعة كل الأشياء في الكون ، و بالتالي فإن أي منهج منطقي أو رياضي مكرس خصيصاً لمنع التناقض لا بد أن يكون هو نفسه متناقضاً أيضاً . و ما يبدو غير متناقض اليوم سينجلي تناقضه غداً . و لذلك ، فإذا كانت قوانين أرسطو المنطقية قد إستطاعت الصمود لأكثر من ألفي عام ، فإن المنطق الرياضي لرَسْل و وايتهيد لم يصمد إلا أقل من عشرين عاماً ؛ و الأسد يُعرف من فكيه . و لكن يبقى الإنسان حراً فيما يريد أن يكتشف و يثبت ، و ميدان البحث و الإبتكار مفتوح للجميع . الشيء الذي أصبح أكيداً بفضل السيرورة التاريخية هو ما أثبته الرياضي العظيم "كورت گودل" (1931) في نظرية عدم الإكتمال و التي إتخذت من "نموذج برنسيبيا الرياضيات" (Principia Mathematica) لرَسْل و وايتهيد نقطة الإنطلاق لها .
7. حكم التاريخ على نموذج رَسْل-وايتهيد
في عام 1931 ، نشر گودل نظريتيه في عدم الإكتمال بعنوان : "" بصدد المقولات غير المحسومة لـ "برنسيبيا الرياضيات" و الأنظمة المماثلة "" ، و التي أثبت فيها أن كل نظام للبديهيات الحاسوبية يصمم لوصف حساب الأرقام الطبيعية ينطبق عليه ما يلي :
1. إذا كان النظام متماسكاً ( أي غير متناقض ذاتياً ) ، فلا يمكن أن يكون كاملاً .
2. لا يمكن إثبات تماسك البديهيات في النظام ( أي عدم تناقضها الذاتي ) باستخدام آلية النظام نفسه .
و بهاتين النظريتين العبقريتين ، فقد توقفت كل المحاولات التي تواصلت طوال نصف قرن لإيجاد مجموعة من البديهيات التي تستغرق كامل متن الرياضيات ، و هي المحاولات التي إبتدأت مع فريج (يلفظ إسمه : فريـگـه ، بالألمانية) و أنتهت ببرنسيبيا الرياضيات لرَسْل و وايتهيد و نظام هِلبَرت .
و بذلك ، فقد أثبت گودل رياضياً ما كان قد سبق و أن أثبته هيجل العظيم فلسفياً قبلئذ بأكثر من قرن عندما قال :" إن سيرورة البرهان الرياضي لا تنتمي إلى الشيء ؛ لكونها دلالة حاصلة خارج (جوهر) المادة التي هي بين يدينا " ؛ مثلما أثبت گودل ، مرة و إلى الأبد ، بأن التناقض الذاتي هو بالضبط ما يميز نظام رَسْل و وايتهيد ، و ليس نظام هيجل .

بغداد ، 15 / 1 / 014



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة إلى خرافات يعقوب إبراهامي بشأن قوانين الديالكتيك / 2 و ...
- حكاية الطَّبْر و الهَبْر
- الفتى صالح و السبحة الكهرب
- عودة إلى خرافات يعقوب إبراهامي بشأن قوانين الديالكتيك /1
- الحمار و عبد الكريم
- قوانين الديالكتيك و ظواهر فيزياء علم الكم / 7 - الأخيرة
- قوانين الديالكتيك و ظواهر فيزياء علم الكم / 6
- قوانين الديالكتيك و تخريفات أبراهامي بصدد عدم وجود الصراع دا ...
- قوانين الديالكتيك و تخريفات أبراهامي بصدد عدم وجود الصراع دا ...
- ألحمار المناضل
- طبيعة قوانين الديالكتيك و طريقة إستنباطها و فحصها و علاقتها ...
- قصة البغل المتهوِّر
- قصة العيد
- رفسة إسطنبول
- تخريفات إبراهامي و التشكيك بصدد طبيعة الصراع و قوانين الديال ...
- تخريفات إبراهامي و التشكيك بصدد طبيعة الصراع و قوانين الديال ...
- نَجْلاء
- الخِطّة الأمنيّة العبقريّة
- تطور الشعر الإنگليزي 1920- 1950 / 7 الأخيرة
- مهرجان الصماخات


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين علوان حسين - هيجل و رَسْل : الأسد يُعرف من فكيه