أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - السعودية تحتضر














المزيد.....

السعودية تحتضر


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمّة علامات معينة يعتمد عليها المرء في تسويق اعتقاده السياسي. علامات كالتي تستشعرها الطيور قبيل اي زلزال او كارثة بيئية، رغم انها نظرية غير مؤكدة عند اغلب الجيولوجيين.
لنترك الجيولوجيا جانباً ونرى ما هي علامات احتضار الدور السعودي في منطقتنا العربية.

من نظرة خاطفة للصحف الامريكية سنرى كمّاً هائلاً من الاخبار والتقارير تتحدث عن موت السعودية سريرياً وشللها في المنطقة العربية. هوس التحليلات يملئ تلك الصحف فاضحاً رغبة امريكية عارمة للتخلي عن الحليف "المريض" والتعامل مع ثقل جديد رسمته حكمة ايران وهيكلها الشيعي في منطقة الشرق الاوسط.

يشرح الصحفي دان ميرفي في صحيفة كريستيان ساينس مونيترالامريكية تحت عنوان مثير "آخر علامة على فقدان امريكا للسعودية مقابل سوريا" وجهة النظر الامريكية حيال ما طلبه الامير السعودي محمد بن نواف بن عبد العزيز آل سعود من الولايات المتحدة الامريكية مؤخراً. الامير محمد سفير السعودية في لندن وعضو العائلة الحاكمة يطلب من امريكا في رسالة "شديدة" التدخل في سوريا وقطع يد ايران في المنطقة لارجاع الاستقرار فيها. يقول ان القاعدة في سوريا ما هي الا نتاج فشل التدخل الدولي فيها، اذ لو تدخل العالم ومنع الاسد لما نشطت القاعدة من الاساس. ميرفي يجيب بكياسة المحترف ويقول ان صنّاع السياسة في بلدي لا يقعون في الخطأ مرتين. قلتم في السابق (يخاطب السعوديين) ان نشاط القاعدة في العراق كان بسبب تدخل القوات الامريكية فيه واليوم تقولون نشاط القاعدة في سوريا بسبب عدم تدخل تلك القوات؟ دخلت قواتكم البحرين لصالح الحكومة ضد المحتجين بذريعة حماية الاستقرار فيها واليوم تطلبون من اميركا التدخل لصالح المحتجين في سوريا ضد حكومتهم من اجل ذلك الاستقرار المزعوم؟ لماذا يكون الاستقرار مع دعم الحكومة في البحرين ضد معارضتها، فيما لا يكون ذلك الاستقرار ممكناً في سوريا الّا في دعم معارضتها ضد نظامها؟

ميرفي يقول ما معناه: اننا لا نثق بكم، نقطة راس سطر.

تاريخياً، لم تكن المملكة العربية السعودية رأس الرمح في اي صراع عسكري وقع في المنطقة. الاستثناء ربما في العامين الاخيرين حين دخلت قواتها البحرين لمساندة نظامها السياسي وقمع المحتجين فيها. عدا ذلك لم يكن لها سوى المال السياسي الذي ساهم في اشعال المنطقة مرات عديدة.

لعب المال السعودي دوراً اساسياً في تشكيل قطبية "سنية" في مواجهة المشروع "الشيعي" الايراني في المنطقة. قطبية تشكّلت من مجموعة دول عربية غير منسجمة فيما بينها لكنها متحدة في مخاوفها من العملاق الايراني القادم، فتخيّل لها انها ستكبح جماح هذه القوة بالاعتماد على تلك الدول. ساعدها في هذا الحلم كراهية الدول العظمى المتزايدة من ايران، فغرق السعودي في مركزية موهومة انه سيد تلك التراتبية العربية كما كان الاتحاد السوفيتي سيد القطبية الاشتراكية في مواجهة قطبية امريكا الرأسمالية.
بصراحة، لم تكن السعودية مؤهلة لقيادة هذه القطبية لانه ببساطة لم يكن لها مشروعاً مقابلاً يناهض ما تريد ايران تصديره. وحدها سياسة تأنيب الجار العربي ضد ايران وتحريض الحليف الغربي عليها كان السلاح في تلك المواجهة. حرب المجنون صدام وحصار الغرب على ايران انموذجٌ.

خسارة مصر حسني مبارك ويمن عبدالله صالح وقبلها عراق صدام حسين لصالح قوى ليست على علاقة طيبة بالسعودية، افقدها توازنها وجعلها تدخل معركة طائشة في الاراضي السورية، لعلها تفوز بسوريا مقابل خساراتها المتوالية تلك.
لم تكن موفقة في تقديراتها هذه المرة ايضاً والسبب ان مَن تعتمد عليه في مواجهاتها الخارجية فقد حماسته في تغيير الاسد وفضّل عمامة ايران على لحية "داعش". ارادة ثلاثية الابعاد من روسيا وامريكا وايران وقفت دون تحقيق رغبة السعودية في سوريا مما جعلها تتخذ لغة الصراخ والتهديد ضد روسيا وامريكا في الآونة الاخيرة. خطاب اكبر من حجم السعودية واصغر مما يخيف هذين الدولتين لكنه يحاكي حقبة جديدة تمر بها العلاقات الامريكية السعودية.

جاء الاتفاق النووي بين ايران ودول مجلس الامن لصالح القطيعة السياسية بين السعودية وامريكا فعمّق الخلاف بينهما لدرجة حاول فيها المسؤولون السعوديون مغازلة اسرائيل علناً ودغدغة مشاعر الغضب لديها تجاه النووي الايراني الذي سيصبح واقع حال في السنوات القليلة القادمة. لم تفلح هذه الخطوة ايضاً، فلا اسرائيل ولا امريكا ولا اي دولة اخرى مستعدة ان تجازف بمصالحها وتهاجم ايران مقابل مشروع "الذبح" الذي لا تملك السعودية غيره.

التقارير الهائلة التي تسرّبها اليوم ويكيليكس حول نشاط معارض قوي داخل الاراضي السعودية يطلب من امريكا الاطاحة بالنظام السعودي، مع انكفاء الدور القطري في الفترة الاخيرة وسقوط الاردن في مربع الخوف من الاحتجاجات الشعبية، ناهيك عن تردد دول الخليج في قرارات عربية كبرى مع انشغال دول المغرب العربي في ترتيب اوضاعها بعد ثوراتها الداخلية، اضافة الى غياب المبادرة العربية الموحدة مقابل بروز قوة شرقية اسمها ايران، كلها امور تشي بانتهاء الدور السعودي او بالاحرى المال السعودي وقدرته على التأثير في القرار العالمي.
السعودية في احتضار يسبق الموت، وما دعمها العلني والفاضح للحركات المتشددة في الفترة الاخيرة الّا آخر السكرات لذلك الاحتضار.



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كسبنا البزّاز وكسبتم القاعدة
- الحرب على داعش
- عن المسيرة الحسينية وزيارات المشي المليونية
- ماذا يريد رجل -السُنّة- في العراق؟
- اما السيد المالكي او الفوضى والتقسيم
- رئيسنا حي
- العراق ورقة امل
- السلاحف تستطيع الطيران .. بهمن قوبادي، اسبرين عالج الوجع الك ...
- قراءة في رواية -حزن الحرب-
- باب علي وضلع الزهراء
- بَعْلَزْبول برلماني
- في قضية مقاهي الكرادة
- سلطة اللاسلطة
- لماذا احمد وليس محمد؟
- اشكالية الحَسَد بين الخرافة والقرآن
- بين الاخْوَنة والدَعْوَنة
- محمد حنش .. سطر جديد في كتاب الدراما العراقية
- ديمقراطية الطوائف
- في قضية البند السابع
- نصوص التأويل والعنف الرمزي


المزيد.....




- بعيدا عن -البند السابع-.. القرار الأمريكي في مجلس الأمن حول ...
- ترودو قلق إزاء نجاح قوى اليمين في انتخابات البرلمان الأوروبي ...
- تقرير إسرائيلي عن ترسانة الأسلحة لدى -حزب الله-: أكثر من 100 ...
- 5 قتلى بينهم 3 من -حزب الله- بضربات إسرائيلية على الحدود الل ...
- آبل تكشف عن نظام جديد لتحسين استخدام أجهزتها بالذكاء الاصطنا ...
- الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى 15 كتيبة جديدة للقيام بمهامه على ...
- سيدة أعمال جزائرية تعلن ترشحها لانتخابات الرئاسة
- هل أنصفت جداول موازنة عام 2024 المحافظات؟
- -سربان من المسيّرات وإسقاط مسيّرة وغيرها-..-حزب الله- ينفذ 1 ...
- -لحظة الإطلاق ولحظة إصابة الهدف-..-حزب الله- يعرض مشاهد من ع ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - السعودية تحتضر