أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - حيادية أدوات النص الأدبي:














المزيد.....

حيادية أدوات النص الأدبي:


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 3 - 01:49
المحور: الادب والفن
    


حيادية أدوات النص الأدبي:


إذا كان النص الأدبي قادراً على حمل عدد لامتناه من الشيفرات التي من شأنها استفزاز المتلقي، عبرتناول الرؤى و الدلالات، وتفاعلها مع جملة العناصر التي لابد منها في أي عمل إبداعي، كل بحسب شروطه الخاصة، فإن المحمولات النصية تستطيع تحقيق وظيفتها، من دون معالجتها ضمن سياق شكلي معين، حيث اللغة، والزمان، والمكان، من بين العناصر التي لا غنى عنها، حتى في مجال القصيدة التي تعتمد على ثيمة المضمون، واعتباره عاملاً مهماً، لاسيما من قبل من يشترط اقتران جمالية الإبداع، ومتعته، بأدائه الوظيفة المعولة عليه، تلك التي انطلق بها النص الأول في تاريخ الإبداع الإنساني.

ومن المعروف أن اللغة، وهي اللبنة، الرئيسة، في أية مدونة إبداعية، تؤدي دوراً ما بعد، أو فوق معجمي في النص الإبداعي، لأن الشرط اللغوي- هنا- مقرون بالنأي عما هو متداول، مكرر، بل لتكتسب المفردة دلالات جديدة وفق السياق، بما يحمل روح الناص، ورؤاه، ونبضه، وكأنه يعيد خلقها، بما يجعلها تشبه أعماقه، ناهيك عن خصيصة أخرى وهي أن المفردة- رغم وجود سبق دلالي لها معجمياً- إلا أنها تأخذ معانيها وفق استخداماتها الجديدة في النص الإبداعي، لتتراوح بين السلب والإيجاب، وعبر محيط دائري، بثلاثمئة وستين درجة، أي أنها هنا مفتوحة، على حقل هائل، من الرموز والمعاني.

و إذا كان للزمن حضوراً متنوعاً، في النص الإبداعي، ينوس بين زمن الكتابة، وزمن النص، وزمن القراءة، فإن الزمن الذي يشكل فضاء أي حدث، لا علاقة له البتة بهذا الحدث، فهو حيادي إزاءه، لأن ما يجري من حولنا إنما يخضع لمجمل ظروف لا علاقة للحاضنة الزمنية بها، ومن هنا، فإن الأحداث العظمى التي يمكن لنا أن نحددها، عبر تقويمات، أو روزنامات ، مجازية، سواء أكانت مدعاة بهجة، أو أسى، تمت بعلاقة افتراضية مع محددات الزمن، من مقياس ساعيٍِّ، رقميٍّ، اسميٍّ، مصطلحيٍّ،، بالثواني، والدقائق، والساعات، وأيام الأسبوع، وأسماء الشهور، والأعوام، وإن كان بعضنا ينظر بتفاؤل، أو تشاؤم إليها، حسب تصاديها في نفوسهم، عبر استقراء فرديٍّ أو جمعيٍّ.

وما يطبق على الزمن- كجزء من الفضاء العام- يطبق في الوقت نفسه على جزئه الآخر، أي المكان، حيث أنه هو الآخر يحمل صفة الحيادية نفسها، تجاه ما يجري عليه من أحداث، سواء أكانت هي الأخرى سعيدة أو أليمة، ومن هنا، فإن المكان الذي يحتضن مناسبة سعيدة، فإنه لا علاقة له بهذا السعادة، كما أن المكان الذي يشهد مناسبة حزينة، فإن لا علاقة له أيضاً، بهذه المناسبة، حيث للمكان منطقه المحايد، وقانونه المستقل، بما يكفل براءته تجاه كل ما يجري عليه، لاسيما أنه- وبعكس الزمن- قد يحتضن أحداثاً متناقضة الوقع، في نفس الكائن البشري، إلى حد المبالغة، وهو ما لا يتكرر مع الزمن، بالنسبة للكائن الواحد.

وإذا كان الناص، يتعامل مع معادلة النص الفنية- هو الآخر بحيادية- فإن رؤيته العامة تجعله متفاعلاُ مع ما يقدمه من رؤى وأفكار، عبر مهمته المضنية، والشاقة، في خلق النص، لاسيما في ما إذا كان ينتمي إلى هؤلاء المبدعين الذين لا يفصلون بين الفن والحياة، حيث يستلهم أولهما من الثاني، من دون أن يستنسخ عنه، أو يكرره، بسذاجة، وبتقريرية، وحرفية، وهو ما نبهت إليه الأشكال الراقية من المذهب الواقعي، عبر فهم عال، يربط بين الجمالي والدلالي في آن.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستبداد الرقميُّ والاستبلاد التقانيُّ
- الثقافة والتحديات الكبرى:
- اللُّغة وجوداً
- دماء جديدة أدب جديد..!
- مانديلا الشخصية الأسطورية
- تلاغيات سورية على أبواب -جنيف-
- حين تكون -مصر- دون فاجوميها
- حول زيارة البارزاني إلى- آمد-
- ولادة مفهوم الزمن
- موت النقد
- إلى مكاني محاصراً بالغرباء..!
- درس ميكافيلي
- حريق لا يزال مشتعلاً*
- مؤلف النص الإلكتروني في مرحلة -مابعد الموت-
- خريطة المكتبة
- المكتبة
- الأبُ الديناميُّ
- ما الأدب؟
- مشعل التمو: بورترية أول
- البُعد الرابع


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - حيادية أدوات النص الأدبي: