|
إرهاصات تشكيل حكومة الأقليم -2-
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4281 - 2013 / 11 / 20 - 17:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جميع المُجتمعين من الأحزاب الخمسة الفائزة في الإنتخابات الأخيرة ، إستبشروا خيراً .. وعقدوا مؤتمرات صحفية عّبروا فيها عن تفاؤلهم بتشكيل حكومة مُختلفة عن سابقاتها ، في أقليم كردستان العراق . فإذا ترجَمْنا هذه الأقوال ، يُفتَرَض ان يكون معناها مايلي : - إعترافٌ ضمني ، من حِزبَي السُلطة السابِقَين ، الديمقراطي والإتحاد ، بضرورة أن يكون " الحُكُم " في مرحلة السنوات الأربع القادمة ، مُغايراً .. وتسليمهم ، بواقع التخّلي عن " إحتكار " السُلطة !. - نزول المُعارضة السابقة ، ولا سيما حركة التغيير ، عن سقف التنظيرات المُسبقة ، وخاصة تلك التي كانتْ تقول : .. ان حِزبَي السُلطة لا يمكنهما القيام بأي إصلاحات جذرية . بينما إذا نجحتْ المفاوضات الحالية ، فأنها بحد ذاتها ، مُقّدمة عملية لإجراء تغييرات حقيقة في آلية الإدارة . وبالمُقابِل كانتْ أصواتٌ تتعالى في السابق ، من داخل الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني ، بإستحالة تشكيل حكومة مُشتركة مع حركة التغيير .. لكن كما يبدو ، أنها كانتْ أصوات عاطفية ولا تستند الى أرضيةٍ صلبة . - أعتقد ان الإتفاق على تشكيل حكومة تشترك فيها جميع الأطراف ، ليستْ نهاية المطاف . فحركة التغيير مثلاً ، وعلى لسان بعض قيادييها ، إذا كانتْ تعتقد انه بالإمكان ، ان يكون لها وزراء في الحكومة والإدارة القادمة ، وفي نفس الوقت ، تُمارِس دَور المُعارَضة في البرلمان .. فأرى أنها سوف لن تنجح في ذلك . ولدينا تجربة الحكومة والبرلمان في بغداد خلال السنوات السابقة ، وكيف ان هذه الإزدواجية ، أدتْ الى ان تكون الحكومة ضعيفة ومجلس النواب مشلولاً . وفي حالة إشتراك الجميع في الحكومة ، وإتفاقهم على [ برنامج ] مُوّحَد .. فأنه لن تبقى مُعارضة فعلية في البرلمان .. وهنا ، سوف يبرز دَور " الإعلام الحُر المُستقَل " و " منظمات المجتمع المدني " المُستقلة ، لكي تضطلع بمُهمة مُراقبة الحكومة والبرلمان . ولكن هل في الأقليم حقاً ، صحافة مُستقلة وإعلام مُستقل قوي ، يستطيع القيام بذلك ؟ .. أرى انه خلال السنوات العشرين السابقة ، فأن الأحزاب الحاكمة ، أحكمَتْ سيطرتها على الغالبية العظمى من وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني ، " وحتى أحزاب المعارضة السابقة الثلاث ، لديها محطاتها التلفزيونية الخاصة وصحفها ومنشوراتها ومنظماتها الرديفة " . إذن .. يفتقر الأقليم ، الى وجود قوة ضغط شعبية حقيقية ( مُستقلة ) ، تستطيع مُراقبة أداء السلطة التنفيذية والبرلمان ، وتقويم أي إعوجاجٍ فيهما . " عدا وجود تلفزيون مستقل واحد او عدد قليل من الصحف المُستقلة محدودة الإنتشار أو منظمات قليلة وضعيفة الإمكانيات ومُحارَبَة " . أرى ان تفعيل إعلام حُر حقيقي ، ومنظمات مدنية مُستقلة ، هي من أولى الخطوات الضرورية ، لتحقيق إصلاحٍ جذري . - وقبل ذلك ، ينبغي إجراء التعديلات الضرورية على مشروع مسودة الدستور ، ثم طرحه للإستفتاء وإقراره . وتشكيل [ محكمة دستورية ] رصينة ، لتكون مَرجعاً لِحل أي خلافٍ بين الأطراف . وبالطبع ، الإسراع في تنقية النظام القضائي من الشوائب الكثيرة الناتجة عن ، هيمنة حزبَي السلطة عليه طيلة السنوات الماضية . - البدء بجعل البيشمركة والأمن والأسايش ، مؤسسات وطنية حقيقية ، وتوحيدها ، وتخليصها من الولاءات الحزبية والشخصية الضيقة . وتفعيل الإدارة اللامركزية في المحافظات والأقضية . ................................... أحزاب المعارضة السابقة الثلاث ، التغيير والحزبَين الإسلاميَين ، وحتى الأحزاب الصغيرة الأخرى ، لم تُمارِس جميعها ، طيلة العقدَين الماضيَين ، السُلطة بشكلٍ حقيقي . وإشتراكها في الحكومة القادمة ، سيُوفِر لها فُرصة تحويل برامجها الى واقع ملموس ، ولاسيما من ناحية محاربة الفساد وتوزيع عادل للثروة وتحسين الخدمات وحماية الحريات العامة . الحزبَين الحاكمَين السابقَين ، ولا سيما الحزب الديمقراطي الكردستاني ، أمامَ إمتحانٍ صعب ، لأن موافقته على " الآليات " المُقتَرحة من قبل التغيير والإسلاميين ، لتنفيذ البرنامج الحكومي المُتفَق عليه ، تعني ببساطة : [ تَخّليهِ عن جزء مُهم من السُلطة التي كان يحتكرها في السابق ، وما يجرهُ ذلك من فقدانه التحكُم بموارد الميزانية وموارد النفط ، بالصورة التي كان يقوم به سابقاً ] .. نيجيرفان البارزاني المكلَف بتشكيل الحكومة القادمة ، سيكون بحاجة الى إتخاذ خطوات جريئة وشجاعة وحاسمة ، في إتجاه تبني آلية مُشتركة لتنفيذ برنامج الحكومة المقبلة ، إذا كان فعلاً جاداً في فتح صفحة جديدة والشروع في بناء دولة مُؤسسات . الأسابيع القليلة القادمة ، ستشهد مدى إمكانية تحّوُل التفاؤل الحالي ، الى واقعٍ ملموس .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إرهاصات تشكيل حكومة الأقليم -1-
-
إطلالة على زيارة البارزاني لدياربكر
-
البارزاني في آمَد . إقترابات
-
مشهورٌ ومعروف
-
مُتقاعدينا ... والكلاب الأسترالية
-
كُل شئ على مايرام
-
النشيد الوطني الكردي .. حلالٌ أم حرام ؟
-
مُ.... حامِيها .. حرامِيها
-
المالكي في أمريكا .. والقضايا الأخرى
-
الحُسَين وجيفارا
-
المُخصصات الليلية والترفيه الرسمي
-
نِفاق أحزاب الإسلام السياسي
-
دَفْتَر
-
أمريكا .. تتنّصَت
-
الحجِية .. وصورة الزعيم
-
سيدي المالكي : المُشكلة ليستْ في الهَفْ
-
مأزق تشكيل حكومة الأقليم
-
نفطٌ .. وسوء إدارة
-
الأبُ والإبن
-
خطفُ رئيسٍ من فندق !
المزيد.....
-
بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة
...
-
أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية
...
-
الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2
...
-
صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير
...
-
الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط
...
-
تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2
...
-
صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
-
-بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
-
بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|