أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - في عام 9 للميلاد














المزيد.....

في عام 9 للميلاد


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 4272 - 2013 / 11 / 11 - 06:13
المحور: الادب والفن
    



من ميناء " جبيل " السوري، الذي يعود فترة بنائه لعهد الفينيقيين، الغابر، قدِمَ أحد الوجهاء إلى مدينة دمشق، لكي يقدّم القرابين للإله " ميركوري " بوَصْفِهِ حاميَ التجار والمسافرين.
" اوغستين "، وهذا هو اسمُ الوجيه، كان آنذاك يتأهّب لخوض أولى المغامرات التجارية، البحرية، بعدما أضجره العملَ في سوق الميناء كمخلّص للبضائع. ويبدو أنّ رؤيا ما ( أو حلم )، قد دفعته لاتخاذ هذا القرار، الذي كان صعباً بالأخص على زوجته الجميلة " جوليا ".
كانا يعيشان في دارة راقية، منيفة، تطلّ على أبهى بساتين المدينة، وحولهما أطفال ثلاثة أكبرهم يتجاوز عُمْره العشرة أعوام بقليل: " فلِمَ إذاً المغامرة إلى المجهول، ونحن محسودون على النعمة في المعلوم؟ "، تساءلت هيَ في حيرة وحزن.
حينما كان " اوغستين " يستعيدُ كلمات امرأته، فإن عربته الفخمة، التي يجرها حصان قويّ، كانت عجلاتها قد أخذت تصدر صوتاً مدوياً في مرورها على أرضية المدينة، المرصوفة بالحجارة الملساء. هوَ ذا مدخل باب " عطارد "، المقوّس الشكل، يستقبل التاجر الشاب ويسلّمه لدروب دمشق المكتظة بأمثاله من أرباب المهن والصنائع، ممن انشغلوا بالمساومات. لكم تبهره هذه المدينة الكبرى، الشبيهة بلؤلؤة مكتنفة ضمن فلقتَيّ محارتها الخضراء والسمراء؛ الغوطة والجبل.
ثمّة، حال وصوله إلى معبد الإله " أبولو "، ترك العربة في عهدة خادمه المخلص، الذي ساسَ جوادها جيّداً خلال تلك الرحلة الطويلة. اتجه " اوغسنين " أولاً إلى أحد المطاعم، ليأكل هناك وجبة دسمة؛ هوَ من كادت معدته أن تضمر طوال طريق السفر، بفعل الاقتصاد في تناول الزاد. ثمّ عرّجَ بعيد خروجه من المطعم على صديق قديم، من تجار المدينة، سبق وأن التقى معه مراراً في ميناء " جبيل ".
هذا الصديق، كان أول من علِمَ لاحقاً بنكبة " اوغستين "، طالما أنّ خبرَ غرق سفينة الأخير قد انتشر فوراً في الميناء غبّ تصادف وجوده فيه لاستحضار بضاعة تخصّه. عندئذٍ، هُرع الصديق الوفيّ إلى منزل التاجر المنكوب، لكي يشجّع زوجته بكلماتٍ يعرف هو سلفاً أنها ستكون بلا طائل.
ما أثار حزن الضيف أكثر، كان سماعه مناحة " جوليا " على رجلها، المعتبر بعدُ في عداد المفقودين إثر غارة القراصنة على سفينته في عرض البحر. لقد كانت المسكينة تردد بين دمعة وأخرى " ولكن، كيف سمح الإله ميركوري لأولئك اللصوص بارتكاب فعلتهم الشنيعة؛ على الرغم من القرابين المجزية، التي بذلها له زوجي العزيز؟ ".
ثمّة، في مجمعه السماويّ المقدس، كان ذلك الإله ينصت للمرأة المكتسيَة بثياب الحِداد وهوَ يهز رأسه بحركة تعبّر عن التفهّم. بيْدَ أنه، في آخر الأمر، تمنى أن يتمكّن صديق العائلة من افهام المرأة، بأنّ " ميركوري " هوَ أيضاً إله اللصوص.
وما لن يعلمه كلاهما ( المرأة وضيفها المُعزّي )، أنّ قائد أولئك القراصنة قد سبق له القيام بتقديم القرابين أمام مذبح الإله ذاته، الكائن في معبد جزيرة " صقلية ".



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرَة حارَة 6
- سيرَة حارَة 5
- سيرَة حارَة 4
- في عام 10 للميلاد
- سيرَة حارَة 3
- في عام 11 للميلاد
- سيرَة حارَة 2
- في عام 12 للميلاد
- سيرَة حارَة
- جريمة تحت ظلال النخيل
- جريمة في فراش الزوجية
- جريمة عند مدخل الرياض
- جريمة من أجل كنز
- جريمة حول مائدة السّادة
- جريمة في منزل الضجر
- في عام 13 للميلاد
- جريمة على الطريق العام
- حكاية من - كليلة ودمنة - 8
- حكاية من كليلة ودمنة 7
- حكاية من - كليلة ودمنة - 6


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - في عام 9 للميلاد