أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عائشة التاج - قبلة المراهقين وضرر الوصم الاجتماعي














المزيد.....

قبلة المراهقين وضرر الوصم الاجتماعي


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 4240 - 2013 / 10 / 9 - 18:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبلة المراهقين
وضرر الوصم الاجتماعي

لقد أشعلت قبلة مراهقي الناظور على الفايسبوك نقاشا عموميا حول مفهوم الحريات الفردية والعامة ومشروعية اعتقال هؤلاء القاصرين انطلاقا من تهمة تسمى ومنذ عقود حجرية ب "الإخلال بالحياء العام "

لاشك أن لمفهوم الحرية أبعاد متعددة تتم صياغتها على شكل مطالب سياسية أو اجتماعية حسب السقف المتعارف عليه من طرف القوى الفاعلة سواء كانت مدنية أم سياسية , ويتم الترافع حولها بأساليب حضارية وراقية خارج منطق الزجر والعقاب والإكراه الذي هو من سمات الأنظمة الاستبدادية ,

يبدو بأن التداعيات الكئيبة للقبلة الفايسبوكية ترتبط بشكوى إحدى الجمعيات التي دخلت المعترك الحقوقي بدون عدة مفاهيمية فوجدت في هذه القبلة الطائشة على إحدى صفحات الفايسبوك فرصة لاستعراض دورها المفترض في المرافعة الحقوقية واختارت من ضمن لائحة معيقات الحريات وما أكثرها هذا الموضوع "المثير " والغريب على الحقل الحقوقي جملة وتفصيلا مما أدى إلى اعتقال القاصرين الثلاثة بسرعة البرق وإيداعهم مركز إعادة التربية لمجرد قبلة لا تشكل عمليا أي ضرر على الآخرين .
ومتى كان التعبير عن الحب مضرا أمام
الكم الهائل من أعمال العنف والاعتداء والكراهية التي يعج بها فضاؤنا العام
ولا من يحرك ساكنا ضدها ؟؟؟
وبالتالي فإن هذه الجهة التي جعلت من حبة "القبلة " قبة جذبت اهتمام الرأي العام خصوصا منه عبر الشبكة أساءت لنفسها قبل أن تسيء لغيرها ,وسرعان ما تهاوت على رؤوس مدبريها لأن ما بني بدون أساس لا يصمد أمام أبسط العواصف .

لقد أبانت الجهة المشتكية عن عدم احترافية في رصد القضايا التي من المفروض أن تشكل موضوعا للمرافعة الحقوقية .وتحولت لموضوع للسخرية وحققت عكس ما أرادت فكان هناك تعاطف كبير مع المراهقين الثلاثة ،ضحايا هذا الاستنفار الحقوقي الغريب من نوعه
ذلك أننا نحن المغاربة لا نعيش على إيقاع الفكر الوهابي المظلم حتى تتحول قبلة شابين موضوعا للإثارة ,
نحن شعب راقي و واقعي ويميل إلى الاعتدال ,
وبالتالي ليس هناك قبول للمرور للمسطرة القصوى ،أي تحريك المحكمة والقضاء والتسبب في إحراج العائلات ووصمهم اجتماعيا والتسبب أيضا في اعتقال هؤلاء الشبان وحرمانهم بالتالي من "حقهم في الدراسة "
فلا يمكن معالجة ما نراه "مشكلا "بخلق مشاكل أكبر من المشكل الأولي
فباسم الأخلاق نمارس فعلا لا أخلاقيا من خلال ألحلق أضرار بالغة ب3 عائلات وثلاث شبان ,وكذلك بالمؤسسة التي تم فيها هذا السلوك وهناك حتما تداعيات متعددة ستتشعب انطلاقا من فعل بسيط كان يمكن معالجته بطريقة أخرى لو اقتضى الأمر ,
مما يظهر جهل هؤلاء بالعمل الحقوقي والتربوي والاجتماعي وبالتالي عدم أهليتهم لذلك قبل معرفة أبجديات هذا المجال والتباساته المختلفة ,
هذا إذا حسنت نيتهم فعلا ولم تكن لهم رهانات أكبر من هؤلاء المراهقين
ضحايا هذا الوصم المجاني ,


التطبيع مع مشاعر الحب :
علما أن هذا السلوك (التقبيل) لا يبدو جديدا أو معزولا عن سياقه المجتمعي العام
فالتعبير عن مشاعر الحب ولو بأساليب أخرى مثل شد اليدين وملامسة الأكتاف أضحى سلوكا متداولا في الفضاءات العامة ،نجده في الشوارع

العمومية بما فيها الشعبية وفي الغابات والحدائق والشواطيء نفاجأ بسلوكات أكثر مما ذكر خصوصا من طرف أولئك الذين يستعرضون رموز التدين كالحجاب واللحية ,,,وهنا المفارقة العجيبة حيث يجد هؤلاء الشباب الذين يراد لهم أن يتحولوا لملائكة متنفسا لهم في هذه الفضاءات بعيدا عن المراقبة الضيقة لأصحاب الخطابات الأخلاقية المبتورة ,
إذ ليس من الأخلاق في شيء أن ندين سلوكا ما بدون معرفة أسبابه وحيثياته ,,فالإدانة أسهل من البحث عن حلول تضمن لهذه الفئات المهمشة حق ممارسة إنسانيتها في شروط حميمية مثل كل الناس

ومنها حق السكن والشغل الذين بدونهما لن يتحقق شرط الزواج ثم العفة المتوخاة دينيا وأخلاقيا ومجتمعيا ,,,,,
وقد لا تتحقق كل هذه المطالب الشبابية في أقرب الآجال في سياق اقتصادي تزداد فيه البطالة وغلاء الأسعار والضغوطات الاجتماعية ,,,,,,وربما لذلك وتنفيسا عنها يتم توجيه الرأي العام حول أمور تافهة قد
لاتسمن و لا تغني من جوع , كقضية القبلة الفايسبوكية .
والسعي لشيطنة شباب ينفس عن مشاعره بما ملكت يداه وكأنه ارتكب جناية اختلاس المال العام أوالرشوة أو ماإلى ذلك من وجوه الفساد المتفشي التي لم تثر انتباه الجهة المدعية والحريصة على مصلحة المجتمع كما تدعي ,

وفوق هذا وذاك ،وتطبيقا للتوجيهات الأخلاقية لديننا الحنيف : فقد أمرنا الله بالستر ومن ستر أخاه ستره الله .
لم يكن هناك أي داعي لفضح شباب في مقتبل العمر في ردهات المحاكم لفعل ارتكبوه تحت ضغط التغيرات الفزيولوجية والقيمية التي يجتازها جيل جديد يتطلب مقاربة جديدة لقضاياه خارج منطق الإدانة والزجر والعقاب والتهويل وأساليب عجائز قرون مضت ,



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي أنوزلا ومواجهة الريشة والصولجان
- الأعراس الصيفية والتلوث السمعي بالمدن بالمغربية ،هل من تقنين ...
- المديونية وآثارها على استفحال الأزمة الاقتصادية والاجتماعية
- المواعيد و الوعود والالتزامات على محك زمننا المهدور
- نخاسة النساء عبر ما يسمى - بجهاد المناكحة
- صورة المرأة من خلال رواية عزازيل
- مفهوم القوامة و تحولات أدوار الزوجين
- المرأة ورياح الربيع العربي الأمازيغي .
- ماذا يعني عيد الحب في فضاء ينضح بالكراهية ؟
- تقبل العزاء ما بين الواجب الإنساني و الإسراف الاجتماعي
- حول منتدى فاس النسخة التاسعة :التربية والتعليم وتنمية المجتم ...
- نساء الربوة بالرباط يحتفين بإبداعات الفقيدة حفيظة الحر
- رحيق الشوك
- الكتابة و الخصوصية النسائية و صراع المواقع
- عسل الشوك
- غروب صحراوي ببصمة مرزوكة
- حول المؤتمر التركي الشمال إفريقي للعلوم الاجتماعية والإنساني ...
- . -. على هامش الندوة الصحفية للجنة الائتلاف الحقوقي الموفدة ...
- افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 ...
- قراءة في شريط الجوهرة السوداء


المزيد.....




- لعنة الجغرافيا تلاحقهم.. مسيحيو شريط لبنان الحدودي يدفعون ثم ...
- سفارة الإمارات بإسرائيل تعبر عن حزنها في ذكرى -المحرقة- اليه ...
- رابط نتائج مسابقة شيخ الأزهر بالرقم القومي azhar.eg والجوائز ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف منشآت عسكرية إسرائيلية بال ...
- فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- -بوليتيكو-: منظمات وشخصيات يهودية نافذة تدعم الاحتجاجات المؤ ...
- الأردن.. فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- الاحتفال بشم النسيم 2024 وما حكم الاحتفال به دار الإفتاء توض ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل جمعا من مسؤولي شؤون الحج
- فتوى في الأردن بإعادة صيام يوم الخميس لأن الأذان رفع قبل 4 د ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عائشة التاج - قبلة المراهقين وضرر الوصم الاجتماعي