أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة التاج - مفهوم القوامة و تحولات أدوار الزوجين















المزيد.....

مفهوم القوامة و تحولات أدوار الزوجين


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 18:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تحولات مهمة في أدوار الزوجين :

تعرف مجتمعاتنا تحولات جوهرية في بنياتها وبالتالي في نظمها الاجتماعية .
ولقد عرفت مؤسسة الأسرة باعتبارها أحد أهم الخلايا المجتمعية تحولات ملموسة سواء من حيث البنيات أو الوظائف كما تؤكد ذلك عدد من الأبحاث والدراسات في هذا الميدان .
ذلك أن أدوار الزوجين عرفت بعض التغييرات مع خروج المرأة للعمل ومساهمتها في ميزانية الأسرة فلم يعد واجب الإنفاق المحدد شرعا لحساب الرجل حكرا على هذا الأخير، حيث أن مساهمة الزوجة أضحت أحد عناصر نجاح الزواج أمام إكراهات غلاء المعيشة ومتطلبات حياة استهلاكية لا ترحم .
بل أضحى راتب الزوجة وغناها وغنى عائلتها من أهم وسائل جذب "شريك المستقبل " الذي لم يعد فارسا لأحلام النساء إلا في المسلسلات الرومنسية التي تستهلك بإدمان يعبر عن عمق الحاجة إلى الحب والمشاعر الصافية بعيدا عن حسابات اليومي المثخنة بالإحباطات .

تهافت على الموظفة والمأجورة :

في هكذا سياق تغدو الفتاة الموظفة والمأجورة عموما مطمح أغلب الشباب المقبل على الزواج إن لم نقل كلهم بما في ذلك الذين تنبني معتقداتهم على قيم تقليدية و محافظة يستثنون منها "راتب الزوجة " أو "غناها " مع الحفاظ على مقولة الحفاظ على الرجال "قوامون على النساء " مشروخة من تتمتها المشروطة بالإنفاق .

 الزوجة والإنفاق :

 الإنفاق المتعادل:

لقد أدمج المجتمع المغربي إنفاق الزوجة داخل الأسرة ضمن عاداته وقيمه بأشكال تختلف حسب التوافقات الزوجية المعلنة والخفية حتى و إن كان النقاش الصريح حول الموضوع لازالت تنتابه نوع من الضبابية والالتباس .
وقد تتبلورنسبة المساهمة حسب طبيعة هذه التوافقات بين الزوجين ومعتقداتهم وطريقة تدبيرها . فهناك فئة تؤمن بالشراكة الكاملة وبالتي تكون مساهمة المرأة مناصفة وكذلك إسهامها في تدبير الأسرة واتخاذ قراراتها المهمة .


 الإنفاق الداعم :
وهناك من يكتفي بنسب أقل تكون دعما للزوج الذي قد يتوفر على إمكانيات كافية وبالتالي فمساهمة الزوجة تكون تكميلية ليس إلا لأن الزوج يقوم بدور الإنفاق الرئيسي .علما أن هذه الفئة جد متقلصة .


 المرأة القوامة بالإنفاق و الأدوار المقلوبة

وهناك أسر تكون فيها الزوجة هي المنفق الرئيسي ويكون راتب الزوج تكميليا.
وقد تقوم بهذا الدور بشكل تلقائي إذا كان راتبها أكبر أو هي أكثر غنى من الزوج

وقد تضطر لذلك إذا كان زوجها من النوع "اللامسؤول" الذي يتخلى عن واجب الإنفاق بشكل يكاد يكون مطلقا .
علما أن الزوجة تتشبث بأسرتها حد التضحية بأغلب حقوقها لأن ارتباط الزوجة عاطفيا بالأطفال يكون دائما أقوى من ارتباط الأزواج فيستغل بعضهم هذا التفاني الأنثوي هاربا نحو رغباته بل حتى نزواته الخاصة و مهملا واجباته الزوجية والأسرية لأن هناك من يتولاها نيابة عنه ،فيستمر في حياة "العزاب" مثل أي مراهق لم يودع بعد حياة ما قبل الزواج النزقة لمراحل قد تطول أو تقصر حسب عدد من الحيثيات .

 زوج يشترط الإنفاق من زوجته :


لكن التحول الأكثر تطرفا وربما طرافة أيضا هو أن يشترط بعضهم الإنفاق على الزوجة وما يتلوه من سكن ومسؤوليات أخرى كانت دائما وأبدا من واجب الأزواج .حيث تنقلب الأدوار جملة وتفصيلا .....
قد يبدو الأمر غاية في الغرابة لكن الواقع المجتمعي بدأ يفرز هكذا حالات أضحت تعبر عن نفسها هنا وهناك ,
بل إن "الحصول على "زوجة غنية " أو على الأقل "لها موارد كافية للعيش السليم "
غدا حلما يؤثت وجدان شباب أو حتى كهول عاجزين عن ترتيب مكانة اجتماعية وفق المواصفات المعروفة والمتوارثة اجتماعيا ,,,,,وإعلانات الزواج عبر الجرائد والمواقع المخصصة لذلك تعبر عن هذه المتطلبات الجديدة اجتماعيا .

 زوج يشترط السكن على زوجته في العقد :
ومن بين هذه الحالات تلك التي تم عرضها مؤخرا في برنامج "لخيط لبيض " في القناة الثانية حيث اشترط الزوج على الزوجة أن توفر له السكن الذي هو أصلا ليس ملكها بل ملك والدتها الأرملة فوجدت هذه الأخيرة نفسها تعيل ابنتها وأسرتها بوسائل جد محدودة
ولقد صرح أمام ملايين المشاهدين بأنه وثق ذلك في العقد "وقيل له سيكون بخير وعلى خير ما يخصو حتى خير ,",,,,
وعند حصول مشاكل تخلى عن زوجته وحتى عن ابنه ضاربا عرض الحائط بحق هذا الأخير في "هوية إدارية وإنفاق ورعاية تربوية ....ألخ .

 زوج بشترط عدم الحمل كي تشتغل عليه :

الحالة الأخرى كانت أكثر مأساوية وتعبيرا عن هذا النوع من الأزواج عندما صرح أمام الملأ مخاطبا زوجته التي يعاتبها عن حملها :"أنا تزوجتك باش تخدمي عليا ما شي باش تحملي " فهو يعيب على الزوجة أن تنجب مقابل التفرغ الكامل للشغل والإنفاق عليه ويحرمها من حق الأمومة بشكل مطلق ويكون ذلك سبب الهحر ولا يعترف بالطفلة التي وضعتها إلا أمام إكراه الحكم القضائي وخوفا من السجن "اللي معندو ليه صحة " ,,,,
,وبدت الزوجة أكثر نبلا لأنها تنازلت عن تنفيذ الحكم مقابل أن تكون علاقة هذا الأب عادية مع ابنته التي هي في أمس الحاجة لأبوته من الناحية النفسية ,,,,,


نحن هنا أمام تحولات عاصفية في الأدوار بين الزوجين ، حيث تحل وظيفة الزوجة المنفقة مكان الزوج المنفق عليه والمنهزم بشكل كامل أمام إكراهات حياة لاشك أنها قاسية على الاثنين .
وتبرز نساء يتدبرن إحباطهن أمام غياب دورإنفاق الزوج بإيجابية .
فهن يواجهن مصاعب الحياة بشجاعة وبدعم من قانون الأسرة الجديد ومن أسرهن الأصلية ، متشبثات بأمومتهن الطبيعية والاجتماعية بمعنويات تبدو عالية رغما عن فقرهن .
وهنا يحق لنا التساؤل ما هو الحجم الحقيقي للمسافة بين بعض التمثلات التي يحملها العديدون عن " أزواج منفقين " سرعان ما يتخلون عن قوامتهم المالية والاجتماعية أمام تحديات حياة عاصفة تاركين الجمل بما حمل لنساء يعرفن اجتماعيا بأنهن أكثر هشاشة من الذكور ؟؟؟؟


عائشة التاج .



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة ورياح الربيع العربي الأمازيغي .
- ماذا يعني عيد الحب في فضاء ينضح بالكراهية ؟
- تقبل العزاء ما بين الواجب الإنساني و الإسراف الاجتماعي
- حول منتدى فاس النسخة التاسعة :التربية والتعليم وتنمية المجتم ...
- نساء الربوة بالرباط يحتفين بإبداعات الفقيدة حفيظة الحر
- رحيق الشوك
- الكتابة و الخصوصية النسائية و صراع المواقع
- عسل الشوك
- غروب صحراوي ببصمة مرزوكة
- حول المؤتمر التركي الشمال إفريقي للعلوم الاجتماعية والإنساني ...
- . -. على هامش الندوة الصحفية للجنة الائتلاف الحقوقي الموفدة ...
- افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 ...
- قراءة في شريط الجوهرة السوداء
- فلسفة الحب كبديل حضاري مميز
- الاغتصاب السياسي في دولة الاستبداد على هامش أحداث تازة السود ...
- الاحتجاج ما بين النضال المتحضر ومأزق الغوغائية
- المرأة والحكومة الملتحية بالمغرب
- الحراك العربي ،ثورات أصيلة أم برمجة صهيو امبريالية ؟
- الانتخابات التشريعية بالمغرب تحديات جديدة في سياق الربيع الع ...
- لحظات ممطرة


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة التاج - مفهوم القوامة و تحولات أدوار الزوجين