حول منتدى فاس النسخة التاسعة :التربية والتعليم وتنمية المجتمع في الوطن العربي :التحديات و الآفاق .

عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 3940 - 2012 / 12 / 13 - 20:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

انعقد ما بين 7و9 دجنبر بفاس من تنظيم المركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الاستراتيجية و الدولية منتدى فاس في نسخته التاسعة حول تحالف الحضارات و التنوع الثقافي و الشراكة الأورومتوسطية في موضوع :التربية والتعليم وتنمية المجتمع في الوطن العربي :التحديات و الآفاق .
لقد تشكل أغلب المشاركين من أكاديميين و وزراء سابقين بمنطقة البحر الأبيض المتوسط واوروبا و أمريكا وكذلك بعض الدول الآسيوية حيث حضر ممثلو حوالي 80 دولة من بينها : الجزائر ،تونس ،ليبيا ، مصر ، السعودية ، أذربيجان ، ماليزيا ،تركيا ، أسبانيا ،فرنسا ،إيطاليا ،,,إيران (معارضون ),,وكانت الترجمة ب3 لغات /العربية ،الفرنسية والانجليزية ,
لقد تم تناول قضايا التعليم والتنمية في سياق التحولات الجارية (الربيع العربي) ومن زوايا مختلفة حيث حرص أغلب المتدخلين الذين هم في الغالب بقبعات رسمية على عرض المنجزات التي تم تحقيقها في البلدان العربية والإسلامية ,
أما الاختلالات فتم الإشارة إليها بطريقة سطحية تتلاءم والطابع الرسمي للمنتدى

كما حظيت ظاهرة الربيع العربي بتحاليل مستفيضة من طرف خبراء إعلاميين أو أكاديميين في علاقته مع النظام العالمي الجديد مركزة على السيناريوهات المحتملة
ولقد تساءل البعض إذا ما كانت النسخة الثانية من الربيع العربي على الأبواب مع القضية السورية التي هي في طريق الحسم .
و لقد تم تقديم المغرب على أنه تخطى موجة الربيع العربي بفضل الإصلاح الدستوري
والديموقراطية التي يبدو انه يتميز بها عن غيره من البلدان .
هذا في الوقت الذي غاب من شلة المحاضرين ممثلون عن حركة 20 فبراير المغربية
والشباب العربي الذي اطلق الثورات ببلدانه حيث تم الاكتفاء بالحديث عن الثورة بلسان من يلاحظ أو يتتبع أحداثها الملتهبة وهو في برجه العاجي وصالوناته الدافئة .
كما غابت قضايا النساء العربيات والمسلمات من مائدة الحوار علما انها تحتل مركز الصدارة من المنظور الحداثي الذي يسعى المنتدى لاتباعه وهو يلح على الفصل ما بين الدين والسياسة وإعادة ترتيب الأولويات وفق حاجيات التنمية المستدامة على الخارطة العربية بشكل خاص والمتوسطية بشكل عام , إذ كيف تستقيم التنمية مع غياب حاجيات النساء الأكثر ملحاحية من موائد منتدياتها الأكثر إشعاعا وقدرة على التأثير في مراكز القرار ؟؟

ولعل أهم إنجاز يمكن الإشارة إليه هو الإعلان الرسمي عن تأسيس الجامعة الأرورومتوسطية التي اتخذت من مدينة فاس مقرا لها وذلك نظرا لتاريخها العلمي المشرف حيث عرفت أول جامعة في العالم في القرن 12 ألا وهي جامعة القرويين التي تم تأسيسها من طرف السيدة فاطمة الفهرية , وكذلك بفضل النخبة الفكرية التي تتميز بها مما جعلها تستحق لقب العاصمة العلمية للمغرب ,

واذا كان العالم العربي والإسلامي قد قدم للبشرية أول نسخة جامعية تسعى لنشر العلم بتوقيع نسوي فكيف بالتاريخ المغربي لم ينصف هذه المرأة الاستثنائية ولو بكلمة واحدة
على صفحاته الرسمية كما ذكر بذلك المؤرخ المغربي عبد الوهاب التازي ؟؟؟

وفي انتظار إعادة صياغة التاريخ بما يضمن حقوق الكثير من الفئات التي ساهمت في صنعه نتمنى أن يكون الحاضر أقل غبنا .
كيف لا والعلم الذي هو نور العقل لازال بعيد المنال عن جحافل المقصيين من التنمية في أبسط أبجدياتها ,
أكتب هذه الكلمات وأنا أتمزق أسى عن أطفالنا الذين قتلهم البرد القارس في أعالي الجبال التي حاصرتها الثلوج لأسابيع أو لشهور وما فتيء شيوخ هذه المناطق ونساؤها يقدمون نداءات الإغاثة كي يتم إنقاذهم من براثن الجوع والبرد والمرض ؟

#عائشة_التاج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات