أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عائشة التاج - قراءة في شريط الجوهرة السوداء














المزيد.....

قراءة في شريط الجوهرة السوداء


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 3642 - 2012 / 2 / 18 - 01:36
المحور: الادب والفن
    


من أجل ثقافة الاعتراف :


كم يلزمنا نحن المغاربة من آليات لنشر وتدعيم ثقافة الاعتراف سواء في حياتنا الخاصة أو العامة حتى لا يبقى مهماز الموت هو الفاعل الأوحد في هذا الاتجاه ؟حيث اننا غالبا ما لا نحتفي بعظمائنا إلا عندما تخطفهم المنية من بين أحضاننا ,
قد لا نحتاج للتذكير بأن عددا لا بأس به من عظمائنا وعباقرتنا في مختلف المجالات قد توفي في غفلة منا ، تلفه مرارة الخيبة من لامبالاتنا ، نحن الذين استمتعنا بإبداعهم أو علمهم أو فنهم وتباهينا بنجاحاتهم وتألقهم بدون أن نبادلهم وفاء بوفاء ,,,,,

ذلك أن النجاح والتميز والتألق له ضرائب ثمينة بالنسبة لأصحابه تظل فواتيرها ضمن المسكوت عنه وما قد يخفف من ثقلها هو ذلك الإحساس بالرضى والفخر لأن المكاسب حتما تتجاوز ما هو فردي نحو الجماعي ,
العظماء في مختلف المجالات هم ثروة وطنية لأنهم يجلبون للوطن العديد من الفوائد المادية منها والرمزية ومن ثم وجب إعطاؤهم ما يستحقونه من رعاية واهتمام سواء في حياتهم أو بعد مماتهم حفاظا على إرثهم الرمزي وعلى الذاكرة الجماعية ,


شريط الجوهرة السوداء من اجل حفظ الذاكرة :

شريط الجوهرة السوداء يدخل في هذا السياق ،ذلك أن مخرجه إدريس لمريني أراد من ورائه حفظ الذاكرة الجماعية والتأريخ لشخصية تألقت في عالم الرياضة تألقا فريدا من نوعه في فترة زمنية جد خاصة ألا وهي الأربعينات والخمسينات عندما كان المغرب لازال يرزح تحت نير الحماية الفرنسية ,,
,يتعلق الأمر باللاعب الكروي العربي بنمبارك الذي كان يملك قدما ذهبية فتحت له أبواب أكبر الأندية آنئذ مثل "أولمبيك مارسيليا" و " المنتخب الوطني الفرنسي" و"أطلتيكو دي مدريد" بعد أن كان المغرب في تلك الفترة تحت الحماية الفرنسية.
وإذا كان الشريط قد جعل من محطات حياة هذا البطل قصة مشوقة تحمل المتلقي لعوالم وملابسات كرة القدم
في فترة زمنية كان خلالها المجتمع المغربي لازال خاما ولم يطبع بعد مع هذه الرياضة بشكل ممأسس فإنه ركز في المقابل على قصة كفاح مريرة من اجل النجاح والتألق لم يكن يملك منها العربي بنمبارك إلا إرادته الصلبة وقدماه الذهبيتين اللذن قاداه إلى العالمية وفتحا له أبواب النجاح مع ما يرافقه عادة من احتفاء معنوي ومجد ووفرة مادية ,
وبالإضافة لذلك يوثق الشريط لفترة تاريخية كان المغرب خلالها يتلمس طريقه نحو الاستقلال من خلال تنظيم عمليات مقاومة الاستعمار مشيرا إلى الحماس الوطني الذي كان يلهب شباب المرحلة وإلى , بعض الحيل التي كانت تستعمل لتمرير الأسلحة حيث انخرط فيها بطل الفلم رغم أنه كان قد بدأ يلعب لصالح الفريق الفرنسي ,

ما بين الغربة والاغتراب

لقد عاش العربي بنمبارك ازدواجية الولاء لانتمائه المغربي و الولاء المهني لأندية أجنبية كان مضطرا للعب تحت لوائها في شروط لم تكن تسمح له بغير هذا الاختيار ,,,,ألا وهي شروط الاستعمار
فعاش في غربة عن الوطن أثتها بنجاحاته المتكررة و بلذة الاعتراف بهذه النجاحات ,,,,,إلى أن قرر العودة لدفء الوطن الذي لم يخل بدوره من إحساس بالاغتراب خصوصا عندما توفيت زوجتاه وعانى ابنه من مرض عضال كان مضطرا لرعايته بنفسه : محطات عصيبة في حياته فرضت عليه الوحدة والعزلة وما يتخللهما عادة من أحاسيس المرارة والمعاناة ،كيف لا و وتيرة حياته تتحول بشكل يكاد يكون جذريا ؟
فمن الترف والوفرة إلى العزلة و الفقر ومن المجد والشهرة إلى النسيان والتهميش ؟؟؟
لقد شخص الشريط هذا الإحساس بالمرارة بمقارنات جد دالة ما بين مجتمع الأمس الذي كان يطبعه الدفء و التماسك والانصهار التام بين مختلف أفراده ومجتمع اليوم الذي يتجاهل كباره وعظماءه في حمأة الصراع من اجل اليومي ,,,,,
لقد أدى أدوار الشريط ممثلون معروفون بالإضافة إلى ممثلين قاموا بالتمثيل لأول مرة ونجحوا في ذلك بشكل مثير

ويقوم ببطولة الفيلم الذي تصل مدته ساعة و43 دقيقة والذي وقع موسيقاه التصويرية الفنان يونس ميكري، نخبة من الممثلين من بينهم حنان الإبراهيمي و بشرى أهريش و فضيلة بنموسى و محمد كشلة و عبد الحق بلمجاهد و ماريون دسبويس وفرنان شومبوصيل و أليساندرو أوتوفيجيو.

ويعتبر الفيلم من سيناريو وإخراج إدريس المريني إنتاجا مشتركا بين شركة "إنتاج كوم" والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون و حظي بالتسبيق على المداخيل من المركز السينمائي المغربي.
لقد تم عرضه لأول مرة بالمكتبة الوطنية بالرباط بعد أن شارك به ضمن المسابقة الرسمية للدورة الثانية عشرة من المهرجان الوطني للفيلم ما بين 21 و29 بطنجة ,



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة الحب كبديل حضاري مميز
- الاغتصاب السياسي في دولة الاستبداد على هامش أحداث تازة السود ...
- الاحتجاج ما بين النضال المتحضر ومأزق الغوغائية
- المرأة والحكومة الملتحية بالمغرب
- الحراك العربي ،ثورات أصيلة أم برمجة صهيو امبريالية ؟
- الانتخابات التشريعية بالمغرب تحديات جديدة في سياق الربيع الع ...
- لحظات ممطرة
- لخطاب الأول لمصطفى عبد الجليل،تحرير للوطن أم تحرير -للفحولة ...
- نهاية طاغية ، هل تفضي سقطة الذل لصحوة الضمائر ؟؟
- الربيع العربي ما بين الدفع التحرري و الدفع التدميري
- ولادات في -خلاء- المستشفيات بالمغرب
- حرق الذات ....اليأس الصارخ
- فاجعة تحطم الطائرة العسكرية المغربية .مهنة الجندية ما بين ال ...
- التسويق البلطجي للدستور المعدل أسلوب يسيء للهدف
- الحكرة أحد تجليات الاستبداد
- كرامة الطبيب جزء لا يتجزأ من كرامة الشعب .
- الإرهاب طامة اخلاقية بامتياز
- عنف السياسة و نعومة المشاعر
- الأزمة الإنسانية للنازحين على الحدود التونسية ، المغاربة وال ...
- أنظمة الضبط المحلية وعولمة القيم .


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عائشة التاج - قراءة في شريط الجوهرة السوداء