أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - المواعيد و الوعود والالتزامات على محك زمننا المهدور














المزيد.....

المواعيد و الوعود والالتزامات على محك زمننا المهدور


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 4069 - 2013 / 4 / 21 - 13:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تفاعلات علائقية يطبعها الخلل
لعل الكثير منا يقر بحجم الخلل الذي يطبع علاقتنا مع الزمن سواء في في معناه البسيط ،أي "الوقت" أو في معناه الفلسفي ذي الأبعاد الشمولية والمركبة .
فما بين الزمن اليومي والزمن الحضاري تنتظم تلك المسافة الفاصلة بين الزمنين . وذاك الهدر المنساب على حافتين متوازيتين .
اختلالات الزمن اليومي :
من الناحية العملية ، يتمظهر هذا الخلل في العديد من تفاعلاتنا العلائقية سواء في شقها الإنساني أو المهني .
من منا لا يواجه ولو مرة في يومه إخلالا بموعد أو التزام ؟
هذا إذا لم نقل بأن وجبتنا اليومية من "هدر "الوقت " والمهام المرتبطة به غالبا ما تكون جد "دسمة "
و قد يخلق هذا الدسم نوعا من "عسر هضم " عندما يكون ناتجا عن "آخرين " يتعاملون مع وقتهم ووقت الناس باستهتار يردي مجموعة من البرامج في سلة "الهدر والضياع " وما قد ينجم عن ذلك من "ارتباكات "في البرمجة اليومية "لمن يحرص على "أن يكون زمنه زمنا "منتجا " لا "مهدورا ....
هدر مركب :
ويبدو لي بأن هذا "الاستهتار" في "هدر الوقت " وهدر "الوعود" و"الالتزامات " وما ينتج عن ذلك من هدر في المال وفي الراحة النفسية بل والاجتماعية ، يطرح فعلا مشكلة أخلاقية حقيقية .
ويعكس بشكل صارخ الارتباك الحاصل في المنظومة القيمية التي من المفروض أن تنظم العلاقات الاجتماعية ويجعلها منسابة انسياب زمن يحمل معه صفاء تفاعليا وعلائقيا
ويشي ذلك من جهة أخرى بفقدان بوصلة الثقة التي تعد من المرتكزات الأساسية لضمان تفاعلات اجتماعية سليمة سواء في شقها الإنساني المحض أو في شقها التجاري والإداري و المهني والاقتصادي ,,,,,الخ
فعندما يحل محل الثقة التلقائية الكذب والتماطل والمراوغات والنصب والتحايلات والتضليل مقابل الحذر والتحوط والخوف والتردد و القلق والهوس فما هي طبيعة العلاقة التي سيتم بناؤها مهنية كانت أم إنسانية ؟
والعجيب في الأمر بأن هؤلاء يفرطون في استعمال "الرأسمالات الرمزية لنسج خيوط ثقة سرعان ما يتم "الإخلال بها بعد قضاء الحاجة المتوخاة مثل " الدين "أو "الصداقة " أو "القرابة " أو "الجيرة" وهناك من يتفانى في استعراض مظاهر "التدين" لكسب ثقة "زبون " سرعان ما يتحول لضحية ثقته .
وقد يدل كل هذا على حجم التردي لأنهم يجازفون بأمور غاية في "الرفعة والسمو "من أجل "غايات جد ضيقة "وبدون أي احترام لحيثيات الثقة والتعاقدات الناجمة عنها .
الاستهتار بالتزامات المعنوية ظاهرة :
ولعل الأمر أكبر من "حالات معزولة " يمكن أن نغض عنها الطرف .
فتعاملاتنا مع الإدارة يطبعها التماطل والتسويف .علما أن هناك ضوابط يمكن الالتجاء إليها لضمان الإنجاز في الحالات القصوى
لكن هناك مجالات لا تخضع لأي تقنين وتعتمد عنصر "الثقة فقط " مثل تعاملاتنا مع كل أنواع الحرفيين التي كانت بالأمس القريب تعتمد على "الكلمة فقط" وبما أن الكلمة تم تفكيكها لحروف متناثرة سرعان ما تتطاير فوق رؤوس أصحابها فإن التعامل مع هؤلاء ( مثل النجارة أو الخياطة أو الحدادة أو البناء ,,,,,الخ أصبحت مجازفة حقيقية أمام انعدام أي تنظيم واضح لهذه المهن وممارستها
وبالتالي فإن أي مهمة يراد إنجازها لا بد ان تصاحب بالكثير من هدر "الوقت "و "الأعصاب " اللهم إلا استثناءات بسيطة .
فالحرفي يتعامل بمنطق "تمسكن حتى تتمكن " ويفرط في توظيف الخطاب الديني لكسب الثقة قبل الشروع في المهمة وبمجرد ضمانها يتحول إلى "مستبد " حقيقي ، حيث لا ينهي مهمته في الوقت المتفق عليه و قد يتركها في "طور الإنجاز " ويختفي بدون أي شرح كي يبدأ "شغلا آخر "في مكان آخر ,,,,,تاركا الزبون الاول فريسة للانتظار والقلق و,ارتباك برنامجه ومزاجه ووو ,,,
وقد تضاعف "مدة الانتظار المتفق عليها بعشرات المرات ,,,,بل قد يختفي الحرفي نهائيا بعد أن أخذ العربون من صاحبه ,,,,وهكذا دواليك

الخلاصة :
عندما تقضي يومك في تدبير اختلالات سلوكية لناس لا يحترمون وعودهم ومواعيدهم والتزاماتهم ,,,,, فالخلل أكبر من هؤلاء ......وأعمق من هؤلاء ,,,,
هؤلاء الكائنات التي لا تتحكم في أمور كهذه تشبه تلك القشة من التبن التي تتقاذفها أمواج الحياة تارة يمينا وتارة يسارا ,,,,
وعندما تكون الحمولة الديموغرافية لهرمنا السكاني مثقلة بهكذا "كائنات" "قشش" ,,,,فلا نحلم بشيء أحسن مما نحن فيه : بؤسا مركبا على جميع الأصعدة .
وبالتالي فعندما نحسم علاقتنا مع الزمن ،ونقرر أن نوجد هنا والآن ، ونحتكم إلى معايير عصرنا مثل باقي الأمم ,,,آنذاك سنستحق الانتماء لهذا العصر .وإلى ذلك الحين ألف سلام على "زمننا المهدور " على حافة "بحار الضياع " وما أكثرها ......



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نخاسة النساء عبر ما يسمى - بجهاد المناكحة
- صورة المرأة من خلال رواية عزازيل
- مفهوم القوامة و تحولات أدوار الزوجين
- المرأة ورياح الربيع العربي الأمازيغي .
- ماذا يعني عيد الحب في فضاء ينضح بالكراهية ؟
- تقبل العزاء ما بين الواجب الإنساني و الإسراف الاجتماعي
- حول منتدى فاس النسخة التاسعة :التربية والتعليم وتنمية المجتم ...
- نساء الربوة بالرباط يحتفين بإبداعات الفقيدة حفيظة الحر
- رحيق الشوك
- الكتابة و الخصوصية النسائية و صراع المواقع
- عسل الشوك
- غروب صحراوي ببصمة مرزوكة
- حول المؤتمر التركي الشمال إفريقي للعلوم الاجتماعية والإنساني ...
- . -. على هامش الندوة الصحفية للجنة الائتلاف الحقوقي الموفدة ...
- افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 ...
- قراءة في شريط الجوهرة السوداء
- فلسفة الحب كبديل حضاري مميز
- الاغتصاب السياسي في دولة الاستبداد على هامش أحداث تازة السود ...
- الاحتجاج ما بين النضال المتحضر ومأزق الغوغائية
- المرأة والحكومة الملتحية بالمغرب


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - المواعيد و الوعود والالتزامات على محك زمننا المهدور