أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - الموت يراقص حرية الرأي والمصير















المزيد.....

الموت يراقص حرية الرأي والمصير


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1201 - 2005 / 5 / 18 - 09:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دردشة على فنجان قهوة

يروى أن أمرأة عجوز أستفحل فيها القلق على حفيد لها أراد أن يتحدى طبيعة الشتاء القاسية وراهن أصدقاءه على قطع النهر الثلجي ... وجدت الجدة أن لا حيلة لها ولا قوة لمساعدة هذا الحفيد المجنون فهداها تفكيرها أن تخرج معه في غسق النهار وتصاحبه الى النهر حاملة معها بعض الحطب ومستلزمات أيقاد النار ، ولما قفز الحفيد في الماء الثلجي أشعلت الجدة على شاطىء ذلك النهر النار وكلها أمل أن تمنع هذه النار عنه البرد حتى لا يموت هذا الشاب المجنون ليعطيه الدفىء اللازم....!

أن شعوبا وشعوب أفرادها ينوون القفز الى المجهول رعبا من سياسة أمريكية رعناء وهجمة شرسة من يمين هذا التيار الجديد.

هذا العهد جاء به مسيحيون جدد تزاوجت فكرتهم مع النسق الصهيوني فأخذوا يروجون لفكرة ظهور المسيح بعد تصفية شوائب الشعوب المتأخرة والمقاومين لهذه النزعة اليمينية التي يبشر بها بوش وزمرته .

نجد أن في كل أجتماع يعقد في دهاليز واشنطن يخرج الاعلام بضوء خافت يشير أن هناك تحشييد طاقات لعقد مؤتمر في البرازيل بحيث يستطيع المؤتمرون أن يجدوا فسحة من الحرية وبعدا عن الارهاب الامريكي بحيث يفسرون المقاومة الفلسطينية حقا مكتسبا لشعب ثار بصدور عارية وأيادي طرية تحملها طفولة وثابة بريئة لتحقيق نصرا على قوى أحتلال أسرائيلية . مثل هذه الوثبة هي من سلسلة وثبات وثورات شعوب ضد مغتصبيها وآخرها المقاومة الوطنية في العراق .

يخرج خدم السلاطين ووعاضهم السنتهم الطويلة الملفوفة بكلام معسول مفسرين أن أي أنسان يطالب بالمقاومة وجلاء الاحتلال ما هو الا أرهابي أبن أرهابي . وأنا أسطر هذه السطور أراقب أحد الناطقين بأسم قائمة الائتلاف في حوار له على فضائية الشرقية ، أني وأنا أسمع له هذه الحوارات أستطيع أن أتصور أن مثل هذا الكلام المنمق الذي يعلن ما لا يبطن ويحمل الكلمة أكثر من معنى ويجعل من السجع والترادف والبيان ما يعتقد أن هو هذا فن الحوار وهذا فن السياسة الحديثة والتعامل بها ناسيا أن مثل هذه المراوغة السياسية التي كانت شعار معاوية بن أبي سفيان مع أمير المؤمنين في واقعة صفين التي حولت التاريخ الاسلامي وجعلت أمير المؤمنين يكتفي بصدق القول والتقرب الى الله تعالى حيث أعلن موسى الاشعري في جمع من المسلمين أرادوا الاقتتال وهم يحملون مصاحف يقرؤونها معا ويصلون في أتجاه قبلة واحدة وهذا كان قبل ظهور الخلاف بين الشيعة والسنة بل كان خلاف طمع معاوية على السلطة وتحديه لامير المؤمنين .
نعم وقد أعلن الامام علي عزوفه عن السلطة والخلافة.

هذا الحس الديني الذي جعل أمير المؤمنين يضحي بالخلافة وجعل أبي الشهداء الحسين يقتل ظمآن ما كان الا الحذلفة في الحوار . فنحن لا نريد من يتشيع مع أمير المؤمنين ويتمذهب مع معاوية ... ومن خلال حديث الناطق بأسم الائتلاف أتمنى أن يكون حوارا جديا مع الذين يختلفون معه في طروحاته السياسية ليصار الى الاحتكام الى الناس والشعب .

أني أشبه الشعب العراقي في رجل يرمى في حفرة فيها أسد جائع مفترس كما كان يفعل نيرون في عهد الامبراطورية الرومانية حيث كان يرمي من يدعون الى عبادة المسيح الى حفر فيها حيوانات جائعة ويتلذذ بطريقة البطش بأعدائه كما كان يتلذذ صدام يوم رمى بالدكتور راجي التكريتي لكلابه الوولف الجياع فأفترسوه حتى العظم وكان صدام يتلذذ بصحن من الفاكهة الطازجة.

أن الكثير من العراقيين الذين ربطوا مصالحهم في دولاب المحتل ، قريبي الشبه بالطاغية نيرون الروماني يريدون التمتع بطريقة أفتراس الاسد لضحيته وتزداد نشوتهم عندما يبدأ الاسد بأفتراس ضحاياه في مدينة الصدر وانتقل منها الى أشرف بقعة في الارض ما جرأ أنسان بتدنيسها وهو يحترم نفسه .. تلك البقعة التي تظم رفاة أمير المؤمنين ثم أنتقل الى مدينة المآذن الفلوجة وأخذت جحافل الاسود الجائعة وطائراتها القاذفة ومجنزراتها الهادرة وجنودها المدربين على الفتك والقتل العشوائي لا يفرقون بين طفل رضيع وجنين في بطن أمه أو أمرأة الكل في الافتراس سواء ....

أسد لا يقف عند حدود المعقول واللامعقول يريد أن يسيطر على ثروات العراق المعدنية ويشرب آخر قطرة من نفطه ثم يتجشىء ويقول لنفسه (عوافي).

ما أشد المي عندما أرى أفراد شعبي يؤكلون بولائم أفتراسية وتحت سمع وبصر الشعوب الخيرة وجمعيات حقوق الانسان ويزداد المي عندما أرى وأسمع بعضا منا ومن أهلنا من يقذف بكلام مزروق مبطن يصيغها كحبات اللؤلؤ حتى يقدمها الى الاستعمار ليبرر هذه المجازر التي يقدم العراق فيها آلاف الضحايا وكانت حكومة علاوي من أحسن القوالين لذلك .

من منا يشك أن الصقر له عيون ترى أبعد مما يستطيع غيره ... والشعوب المبتلات بالاحتلال لها عيون الصقر فالعراق له عيون الصقر وأفغانستان لها نفس العيون والشعب الفلسطيني له تصور وبعد نظر بما عليه أن يفعل من أجل طرد الاحتلال. هذه الشعوب تصل الى درجة أن ترى عينها الصقرية الثاقبة الى حقيقة أن ما من شعب أقهرته أستعمال القوة المفرطة على الرضوخ موقتا وتستطيع أن تنهيه من الوجود النضالي وأمثلة ذلك كثيرة ومتنوعة فهذا الشعب الارلندي والآخر هو الفيتنامي ولا زالت حركة الباسك في أسبانيا واستطاعت حركة نضال نلسن مانديلا البطل الاسطورة الى غاياتها وكوبا وغيرها وغيرها بالعشرات وطريق النضال واحد يوصلنا الى طريق الحرية وأن تخضب بدماء الشهداء ... مهما وجدنا أن عدد الفدائيين الاستشهاديين يتساقط على المذبح المشترك للحرية فأن هذا يعزز الزخم النضالي ويقوي عزم المقاومين للاحتلال .

نعم...أن الاحتلال يشجع الارهاب بعضا ويغمض العين ويتراخى في تعامله لقمعه حتى لو أتت من الزرقاوي ... بل بعضهم يضن أن الكثير من التفخيخ والقتل تعود الى منظمات أرهابية تدار بأيدي أجنبية وهي معروفة الهوية ...!

يصر المتعاونون مع الاحتلال بقولهم أن الارهاب والمسألة برأينا هي مسألة خلط للاوراق في هذا القول فتعريف الارهاب شيء وتعريف المقاومة شيء آخر وهم بذاتهم يعرفون الفرق ويتغاضون ويتغابون عن فهمه.

1_ أني أسمح لنفسي أن أرد على الدكتور ليث كبة الناطق بأسم قائمة الائتلاف وهي القائمة التي أعلنت قيام البيت الشيعي وليس هناك فئة أخرى طالبت ببيت يكنى بأسمها كالبيت التركماني أو الصابئي أو اليزيدي ...

2 _ مع كل أحترامنا فأن قائمة الائتلاف قد أستغلت مكانة وقدسية المرجع الاعلى السيد علي السيستاني وأخذت تلصق صوره على أوراق الاعلان الانتخابية ولم يكن لديهم موافقة منه شخصيا مما أضطره على أستنكار هذا العمل ومنعه. ثم أفتت المرجعية بأن ليس من المستحب التكالب على المناصب الوزارية بعد أن لاحظت تزاحمهم على ذلك.

3 _ أن فكرة التقسيم والمطالبة بالفدراليات الطائفية كما جاء على لسان أبرز قادة قائمة الائتلاف يضع العراق في حالة خطر محدق يوصله لتفتيت وحدته الاجتماعية وبهذا يحقق أهداف دول الجوار الطامعة سيما الدولة التي تريد تغيير خارطة الشرق الاوسط . هذه الدولة المتحالفة عضويا مع الولايات المتحدة الامريكية وهي الآن تقود حملة هذا التغيير بأسم مكافحة الارهاب وتحقيق الديمقراطية .
ولا نرى أن هناك مجالا أن تستطيع تحقيق أهدافها في العراق وعليهم أن يقدروا العوامل الطبغرافية والفكرية والمذهبية وغيرها حتى يصلوا الى نتائج تخدم المجموع ولا يحصرها في فئة معينة .

سنرى على الساحة العراقية رموزا تأتي وتذهب حسب الظروف ولكن سيبقى العراق خالدا وسيبقى رمزا للنضال وأمثولة لكل الشعوب التي تحفر خندق لحريتها بأيديها حتى ولو كانت عارية .



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيب السياسي والعيب الاجتماعي يبقى عيبا يخدش السمعة
- دردشة على فنجان قهوة
- ما العمل والعراق .... يشتعل
- لما هو صالح العراق نركع مصلين .. داعين الله ان يرشد الرئيس ا ...
- الحوار النظيف .. مطلوب الان لوحدة وطنية مرجوة
- لماذا يتعمد البعض على تغييب الاثر السياسي المسيحي
- لاشك .. ان الهاجس الوطني اسبغ على المعادلات الطائفية زخما كب ...
- من يطلب ارجاع عقارب الساعة لنظام لم يسلم من آذاه وجرائمه .. ...
- ماذا سيحدث بعظمة جيوشه بعدما يرحل الاحتلال وما مصير المتعاون ...
- ما أصعب القيادة ما أصعب القيادة
- ماهكذا تورد الابل ...!العدالة لها نبع واحد
- قد يكون الدكتور علاوي فرس الرهان على استتباب الامن العراقي
- في غياب العقاب القانوني الجسد الفلسطيني ملعبا للممارسات السا ...
- يهود العراق .. لايحتاجون من يرحب بهم في الوطن .. العراق ولكن
- بقعة سوداء في تاريخ العراق المعاصر اذا استمروا على تهجير الم ...
- دهاليز السياسة تؤدي الى مخالفات لاتكون في مصلحة البلاد
- يخطأ المطالبون بجعل الشريعة الاسلامية مصدرا وحيدا للدستور
- العراق بنى قصورا من الرمال وجاء الاحتلال ليهدمها
- دردشة على فنجان قهوة - كيف استطاع صدام حسين تجاوز واحتواء قد ...
- الطريق الامثل في معاملة البعث في العراق


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - الموت يراقص حرية الرأي والمصير