أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد عيسى طه - العراق بنى قصورا من الرمال وجاء الاحتلال ليهدمها















المزيد.....

العراق بنى قصورا من الرمال وجاء الاحتلال ليهدمها


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1116 - 2005 / 2 / 21 - 10:18
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


دردشة على فنجان قهوة
العراق بنى قصورا من الرمال وجاء الاحتلال ليهدمها

عندما اصاب اليأس والقنوط كامل الشعب العراقي .. ايام العهد الارهابي السلطوي .. عهد صدام .. والذي وزع قسوته وارهابه على كل العراقيين .. شيعة وسنة وكرد وأقليات .. وما تمتع من حكم دام ثلاثة عقود ونصف .. بأستثناء زمرة من الانتهازيين وقوالون نعم سيدي للدكتاتور
المتسلط .. كان يغدق عليهم بألمال والقصور وألاوسمة التي لم يدع مكانا الا وغرس فيها مدالية او نيشان .. وكانوا هؤلاء كثيري الانبطاح للدكتاتور .

صدام حسين .. وقلة منه في التاريخ .. فهو لايقل عن استالين .. الذي دخل في خطية وموت الملايين من الروس ونقل شعوبا بكاملها وصولا الى تغيير ديمغرافي في اراضي الاتحاد السوفياتي وأزال من الوجود مدن وقرى على الشك والريبة وتهمة التعاون مع الالمان .. كما حدث يوم امر بازالة سكان احدى المدن الروسية وترحيل الكل وهدم بيوتهم .. رغم ان عشرات الالوف من ابناء هذه المنطقة المسلمة كانوا يحاربون مع الجيش الاحمر ضد الجيش الالماني النازي .. وعند انتهاء الحرب وقفلوا راجعين الى ديارهم ..
فوجدوا ان ديارهم ومساكنهم هدمت من قبل استالين .

فصدام زاد عمقا في القسوة والاجرام وابتكر طريقة دفن المعارضين من حزب الدعوة ومن اي حزب آخر مناوىء .. سواء كان شيوعيا ام ديمقراطيا او قوميا .. في حفر تمتد طولا اميالا وأميال .. تكدس فيها رميا اجسام العراقيين وهم احياء ثم تطمر بمعدات ضخمة لغرض تسوية التراب فوق اجسامهم وجماجمهم .. والى الان اكتشف 290 مقبرة جماعية وهناك الكثير لم يكتشف .. فألرحمة لهؤلاء والاكبار لمواقفهم الشجاعة واللعنة كل اللعنة على صدام وزمرته وكل من شارك في هذه العملية البربرية الاجرامية

الذين دفنوا احياء كانوا بعض الشعب العراقي .. اما البعض الاخر فقد ركب رجليه ( قدميه ) وعبر الحدود ناجيا بروحه وسلامة اطفاله وعائلته طالبا ملاذا آمنا يقيه من شر هذه الاجرام المحدق الذي لم تدع روحه الشريرة الا ان يوزع الموت على الجميع .. على الشيعة وعلى السنة وعلى الاكراد وعلى الاقليات الاخرى وحتى على اهل تكريت من ذويه .. وكان للاكراد نصيب في حلبجة والانفال .. يوم هدمت 4582 قرية وتسوت مساكنها بالارض .. والجنوب الشيعي والسني .. له نصيب في انتفاضة شعبان 1990 حتى ان صدام اوغل في القسوة ولم يتردد في قصف مراقد الائمة الشيعية ومنها مرقد الامام الحسين .. عليه السلام

البعض الذي هجٌر او هاجر ووصل الى مدينة الضباب .. لندن .. بلد الديمقراطية البرلمانية العريقة .. هذه الديمقراطية التي ناضل من اجلها الشعب البريطاني عقودا متواصلة .. في سنة 1644 ايام الحروب التي اودت بألكثير من البريطانيين والتي كانت بين سلطة البرلمان والعائلة المالكة وكانت هذه الحرب الاهلية بين الكر والفر حتى استقر الامر للرجوع الى العائلة المالكة ايام كرومويل وهو احد الثائرين على الوضع آنئذ وانتهت المأساة بقتل الملك جارلس .

القادمين الى لندن تذوقوا الديمقراطية وحرية الرأي وألتصرف بارادة حرة بعد طول حرمان .. مما اخذت اصوات معارضتهم لصدام ونظامه الفاشي البوليسي الكريه .. تسمع بوضوح وأصبح اها تأثير في داخل العراق ودول الاقليم .. تجمعوا هؤلاء العراقيين اللاجئين في فئاتهم وزخمهم السياسي .. الكثير يجمعهم شعار الظلم وألتظلم .. في نظام آذاهم وشردهم .. ليصطفوا في طابور موحد عاملين على اسقاط النظام .

توالت الامور وتتابعت .. وجاء حزب المؤتمر وحزب الوفاق والديمقراطيين المستقلين والاكراد بقسميهم .. الطالبانية وألبرزانية .. الكل يعمل ضد النظام بصوت مسموع .. مما دفع صدام ان يشن حرب الاغتيالات على بعضهم ولم تخلو الساحة العراقية من عمليات اعدام واسعة للذين قاموا بمحاولة تغيير نظامه بتحريض من المعارضة المتواجدة ي لندن منها محاولة سعد صالح جبر وقد ذهب ضحيتها احد ابناء مولود مخلص ..وكذلك قام صدام بأضطهاد بعض عوائل المعارضة والتنكيل بهم ووصل الحد به الى تصفية البعض الاخر منها اقدامه على محاولة تصفية رئيس حزب الوفاق الدكتور علاوي في مسكنه .. ولولا ارادة الله .. فلا علاوي رئيسا للوزراء الان .

ان مسيرة صدام هي دموية منذ كان منتسبا جديدا لحزب البعث .. يوم اشترك في محاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم في رأس القرية .. ثم هروبه الى القاهرة عن طريق سوريا .. وهناك بدأ تاريخ تعاونه مع الامريكان لغرض تهيأته لمنصب مهم في العراق .

اخذ الزمن يتوالى ويسير ببطء بمعارضة متلهفة على تغيير نظام صدام وقد اخذ اليأس يدب في بعض النفوس ورموز هذه المسيرة النضالية .. رغم جهود قوية من بعض القادة في وجوب مواصلة المعارضة ووصولها الى معارضة جدية .. وكان في مقدمة هذه الدعوة هو حزب المؤتمر الذي ترأسه احمد الجلبي والذي استطاع بذكائه ان يتبوء بسرعة الى المناصب في هذا التجمع .. وأستطاع بهذا الذكاء ان يسر بألمؤتمر الى مواقع متقدمة في معارضة صدام .. وذلك لامتيازه بالاشياء التالية :-

1- كثرة السيولة النقدية المتوفرة له وذكاء في توزيع هذه السيولة على مناصري وأفراد وتجمعات هي بألاساس شكلت لاجل المعارضة بقيادته .

2- دقة التنظيم في هذه المكونات السياسية المعارضة .. وطريقة التعامل بها بسرية تامة من الناحية المالية .. حتى يفوق احمد الجلبي في طريقة تنظيمه على فهد .. يوم انشأ الحزب الشيوعي .. هو داهية من الدهاة في التنظيم والكتمان وكسب الانصار والمعارضين وترتيب تحالفات وابتعاد عنها حسب المصلحة والظروف السياسية .. وما موجود في الصندوق الذي كان يملأ بأستمرار من البنتاغون وال سي آي اي الامريكية .. باعتراف رسمي عن قبضه 380 الف دولار شهريا لتغطية مصاريف نشاطه السياسي البنتاغوني ولم ينكر يوما الجلبي ارتباطه بأل سي آي اي او البنتاغون .. بل على العكس كان يفتخر ويتحدى ويزاود على زميله رئيس حزب الوفاق .. اياد علاوي .. بقربه الى السلطة الامريكية وعمق العلاقة والحب بينهم .

كانت المعارضة لاتهتم كثيرا بطريقة الحصول على الدعم المالي خاصة بألنسبة للفعاليات السياسية التي تحتاج مؤتمرات وسفر وغطاء اعلاني يعزز مسيرتها.. وكانوا يقرون ويغضون الطرف عن تقبل بعض المعارضة الدعم المالي واللوجستي من الاجانب .. سواء كان انكليزي ام امريكي او عربي .. ولكنهم كانوا يتحرجون في معلوماتهم هذه ويفضلون الاستمرار في المعارضة وعلى طريقة الجلبي .. بألكتمان والسرية وعدم التصريح بمصادر المال المصروف .

وهكذا وصلت المرحلة الثالثة الى الوجود .. وهي العمل على اقناع امريكا لضرب العراق وأحتلال ارضه وقصف مدنه .. ونجحت المعارضة في ذلك وأحتل العراق وكان رجال المعارضة اول الحاضرين للاحتفال بسقوط نظام صدام .. الا ان هذا لايعني ان جميع المعارضة كانت تستعدي الامريكان لاحتلال العراق .. رغم التمسك بمقولة .. ان لامفر في ذلك .. اذا اردنا ازالة النظام السابق .. وهناك ممن لم يقنعو بذلك وكانوا يفضلون طرقا غير الاحتلال لتبديل الوضع ومنهم تيار الديمقراطيين جناح عدنان الباجه جي .. وكنت انا احدهم .

ان الذين دعوا الى هذه المغامرة الكارثية ضد العراق .. صدقوا شعارات الامريكان .. في ان العراق سيكون مركزا مشعا لنشر الحرية والديمقراطية والتعددية والبرلمانية .. وشعارات اخرى لم ينفذ ايا منها حتى يومنا هذا .. بل على العكس ماحصل للعراق .. سوى الدمار وألقتل ومداهمة البيوت وقمع الديمقراطية ومجازر الفلوجة وألنجف وغيرها .

هكذا عاش المعارضون في اوروبا وفي الشتات .. وهم يحلمون في مستقبلا وضاءا يزهون به ويعيشون فيه في قصور ابتدعوها لانفسهم اساسها الرمل وشهوة الحكم .. املا بأن الامريكان سيفون بشعاراتهم ويطبقونها .. ولكن على العكس .. اصبح العراق بعد ان افاق من سكرة انتهاء حكم صدام وأعتبار يوم سقوطه عيدا وطنيا في قانون قرأه على العلن السيد بحر العلوم جاعلا من هذا اليوم عيدا وطنيا على العراقيين ان يحتفلو به سنويا .

يا للمأساة .. ويا للعار .. اي عيد يستطيع العراقيين ان يفرحو به .. اهو الدمار الذي الحقه الاحتلال بنا نحن جميعا .. كارهي الاحتلال او مؤيديه .. سنة وشيعة وطوائف اخرى وكل فئات الشعب العراقي .. واذا كان صدام قد وزع الظلم على العراقيين .. فقد وزع الدمار بألتساوي هذا المحتل الامريكي بألتعاون مع حلفائه .. وهذا هو مخيف .. فعلى العراقيين ان يستمرو في نضالهم اللآعنيف وبألطرق الحضارية وعدم الزج بأبنائه في كفاح مسلح غير متوازن القوى .. فكل جندي امريكي تستطيع المقاومة المسلحة نيله .. يقابله مئة عراقي يذهب شهيدا بفعل استعمال القوة المفرطة التي دأب على استعمالها المحتل بألتعاون مع الحكومة العراقية المؤقتة .

وبأذن الله .. سيكون غدنا افضل من يومنا هذا اذا اتجهنا في طريقتنا في المقاومة الغير مسلحة .. وأملنا الاكيد ان نجد طريقا لاستقلال وتحري العراق .

ابو خلود



المستشار القانوني
رئيس محامين بلا حدود
Email:[email protected]



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دردشة على فنجان قهوة - كيف استطاع صدام حسين تجاوز واحتواء قد ...
- الطريق الامثل في معاملة البعث في العراق
- شروق أم غروب للحركة النقابية
- صوت من أجل العدالة


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ويرف ...
- فرنسا: ارتفاع الهجمات المعادية للسامية بنسبة 300 بالمئة في ا ...
- ولي عهد السعودية يتصل برئيس الإمارات.. وهذا ما كشفته الرياض ...
- فولودين: بوتين يعد ميزة لروسيا
- الجيش الاسرائيلي: قوات اللواء 401 سيطرت على الجهة الفلسطينية ...
- في حفل ضخم.. روسيا تستعد لتنصيب بوتين رئيساً للبلاد لولاية خ ...
- ماكرون وفون دير لاين يلتقيان بالرئيس الصيني شي جينبينغ في با ...
- تغطية مستمرة| بايدن يحذر من الهجوم على رفح ومجلس الحرب الإسر ...
- فلسطينيون يشقون طريقهم وسط الدمار ويسافرون من منطقة إلى اخرى ...
- جدار بوروسيا دورتموند يقف أمام حلم باريس سان جيرمان!


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد عيسى طه - العراق بنى قصورا من الرمال وجاء الاحتلال ليهدمها