أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - خالد عيسى طه - دردشة على فنجان قهوة - كيف استطاع صدام حسين تجاوز واحتواء قدرات اليساريين في التنظيم النقابي ولماذا؟















المزيد.....

دردشة على فنجان قهوة - كيف استطاع صدام حسين تجاوز واحتواء قدرات اليساريين في التنظيم النقابي ولماذا؟


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 842 - 2004 / 5 / 23 - 06:35
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


ان من خطل الرأي ان نعتقد بأن صدام حسين هو ذلك العبقري السياسي الذي استطاع ان يسيطر على السلطة والحكم لاكثر من ثلاثة عقود. صدام كان منقذاً جيداً لتوجيهات مجموعة خبراء مثقفين في كل مناحي المجتمع السياسية بكوادر متقدمة مهيئة كبيرة لها ميزانية ضخمة يطلق عليها "دائرة المخابرات العامة". افلحت هذه الميزانية في تطوير هذا الكادر وتحسين ادائه بأدخاله دورات تثقيفية وحضور مؤتمرات عالمية والاشتراك في بعثات على سعة الخط الجغرافي العالمي سواء في الدول الاشتراكية او الرأسمالية, وهذا في محاولة لتهيئة جو سياسي يحل محل نظام عبدالكريم قاسم الوطني.

ركز حزب البعث في انقلاب 1963 على تصفية النقابيين الذين وصلوا الى الكوادر المتقدمة و بالعشرات ومات منهم الكثير تحت التعذيب او القتل المتعمد اثناءه. ان حزب البعث بعد ان شكل مع احزاب اليسار من الديمقراطيين والشيوعيين جبهة وطنية عام 1956 استطاع من خلال هذا التلاحم السياسي والاشتراك في جبهة وطنية واحدة ان يتعرف على الكثير من الكوادر السرية من خلال التعامل اليومي السياسي, فسهل عليه هذا الامر القضاء على كل من يستطيع ان يقدم مشواراً جديداً لنضاله النقابي.

وجاء البعث الى السلطة وجاء صدام رئيساً على العراق وهو كان رئيس المدرسة التي تنادي ان التعاون السياسي هو المخرج الوحيد لتغيير النظام الملكي.

بدأ صدام بتنفيذ مخططه المدروس بعناية في القضاء على الحالة النقابية العمالية التي وصلت اليها النقابات في عهد عبدالكريم قاسم وهي الحالة التي لم تأتي من فراغ حيث ان نقابةالعمال بدأت في الثلاثينات من مجموعات تعي مصالح طبيقية لاعمال مختلفة وفي ايام نوري السعيد بدأت هذه المجموعات بالمطالبة بحقوق نالها غيرهم من العمال في نقابات العالم, اذ كان العامل لا يتقاضى اجور يوم العطلة اي يعمل ستة ايام والسابع عطلة بدون اجر ولم يكن هناك حدوداُ لعدد ساعات العمل وغيرها من الحقوق فبدأت شعارات المطالبة لها تتخذ شكلاً واضحاً في بداية عام 1931 في معامل الشالجية وكهرباء بغداد منها توصلوا الى اتفاق صياغة نظام من كتب العمل الدولية والتي جاءت بمباديء تفصيلية منصفة للعمال منها تم تحديد ساعات العمل لثمانية ساعات فقط يومياً, ثم جاء بتحديد الحد الادنى للاجور ثم وجوب دفع ايام العطل والاعياد. وهكذا بدأ نضال طبقة العمال في العراق في ذلك التاريخ حتى انتهى بقانون العمل المرقم 72 لسنة 1936 والذي جاء في اهم مواده ما يلي:
1- تحديد ساعات العمل بثمانية ساعات فقط يومياً, بعد ان كانت من شروق الشمس الى غروبها.
2- نص على وجوب دفع اجور العطلة الاسبوعية والاعياد والعطل الرسمية.
3- نص على حق العمال في على تعويضات عن الخدمة الطويلة.

ان قانون العمل المرقم 72 لسنة 1936 كان نقلة منصفة تقدمية لمصالح العمال وجرى اصداره في عهد الملكية.

استمرت منظمات العمال المهنية الخجولة ايام نوري السعيد لما كان يلقاه اليساريون والحزب الشيوعي بالذات من ملاحقات امنية وقضائية وبدأت الحياة النقابية في تطور واضح في تموز عام 1958 وبزغ فجر مرحلة وطنية لم يشهدها العراق في مقاومة الاستعمار وتحصيل حقوله النفطية وبسط ديمقراطية كان محتاج اليها قبل مجيء قاسم. ودخل الزعيم الى المعترك السياسي نظيفاً وخرج نظيفاً.
في زمانه بدأت النقابات في تنظيم انفسها وتأسيس نقاباتها الحرفية حيث تشكلت نقابة عمال السكايرو نقابة عمال السكك وعمال المطاعم وغيرها من النقابات كلاً تخدم منتسبيها بالشكل الذي يرفع مستويات معيشتهم وبالشكل المعقول وجديربالذكر لم يكن هناك نقابة لعمال النفط رغم انهم يكونون نسبة كبيرة.
وكم كان مفيداً لنا ونحن نتابع مفاوضات العمال الممثلين بنقابتهم التي تشكلت ايام عبدالكريم قاسم مع شركات النفط العاملة في العراق حينها وقد واكبت كمستشار قانوني هذه المفاوضات التى حصل العمال على اثرها على مكاسب كبيرة منها ساعات العمل, الرعاية الصحية, النقل المجاني من والى العمل, وتوفير السكن وغيرها الكثير من المكاسب العمالية, وكان رئيس النقابة السيد أرا خاجه دور وهو اول رئيس نقابة فقط.

وصل عدد نقابات العمال في عهد قاسم الى (53) نقابة ضمت ابتداء ثلاثمائة وثمانية الاف ثم زاد انتساب العمال اليها الي اكثر من نصف مليون منتسب. وتشكل من هذه النقابات اتحاد نقابات العمال تتكون من رئيس وسكرتارية ونظام داخلي يحدد الصلاحيات وعلاقات الاتحاد مع النقابات والزامية قراراته لهم وقد اصبح رئيس الاتحاد علي شكر وسكرتير الاتحاد أرا خاجه دور.

هذا الكم الهائل من العمل النقابي في تاريخ العراق وكان يمثل اقوى واوسع نشاطاً نقابياً في الدول العربية. كيف استطاع البعث احتوائه ثم القضاء عليه؟ نحن لا نريد الدخول بصحة او خطأ تشكيل الجبهة الوطنية في الخمسينات ولا نريد ايضاً ان ندخل في صحة قرار قبول الحزب الشيوعي في المساهمة في سلطة يقودها حزب البعث, ولكن علينا ان ندرس هذه الحالات ونصل الى صيرو فكررةية في كيفية نجاح حزب البعث في تقويض هذا الهرم الكبير من نضال الاحزاب التقدمية ومسيرة نقابية تمتد في جذور وعمق الحياة العمالية, ومن اجل تحقيق هذا الهدف فأن حزب البعث اخذ يحاول من خلال علاقاته مع افراد الحزب الشيوعي ويدفعهم الى تقديم مشروع قانون جديد يحل محل قانون العمل, وفعلاً هيأ الحزب الشيوعي مشروع قانون عمل كان يغطي بعض مطالب ممثلي البعث في اعطاء حقوق الى العمال اكثر مما يستطيع استيعابها في تلك المرحلة.

وهذا الاتجاه جعل العقلاء يفكرون هل ان من المنطق ان حزب البعث يطالب بحقوق عمالية اوسع واشمل من طموحات الحزب الشيوعي. لكن الواقع ان هذا الاتجاه كان فخاً محكماً لوأد الحركة النقابية العراقية ولكل اليسار العراقي. فقد توسع البعث في تمثيل العمال في مجالس الادارة وتوسع بحقهم في الاضراب والاعتصام وحتى تخريب الات الانتاج في بعض الاحيان.

وكان في ذهن المخابرات العراقية وفي خطتهم ان ينتهزوا فرصة اي مطالبة نقابية عن طريق العمال وخاصة في نطاق النفوذ اليساري ليقضي عليها بالعنف وهكذا وجدنا سلطة البعث تقوم بضرب عمال الزيوت بالرصاص الي وسقوط الكثير من القتلى واعتقال المئات من العمال اليساريين الذين اكتشفهم حزب البعث عن طريق العمل السياسي المشترك وبهذه الطريق والعنف واستمرار الاضطهاد والارهاب والتوقيف والتصفيات الجسدية وجدت الحركة النقابية العراقية وهي تقف على اطلال عمل تاريخي منظم لعشرات السنين وهي تبكي ايام ثقتها وتعاونها مع نظام صدام بالذات.

كانت المعادلة لدى صدام حسين هي كالاتي:
قانون عمل فيه كامل الحقوق للطبقة العاملة يشرع بشكل طبيعي وتكون في ابواب هذا القانون ما يخص التنظيم النقابي الواسع الذي فاق بحرصه على حقوق العامل على اي قانون تقدمي في العالم, ثم تأتي بعدها مرحلة الارهاب والبطش وبعدها تأتي مرحلة انتخابات مزورة لا ارادة للناخب فيها بأي شكل كان واتيان بنقابات بعثية هي جزء من السلطة ومخابراتها.

اطبقت هذه الكماشات التكتية على انفاس النقابات وطبقة العمال فأنستهم الحياة النقابية وتتشبثوا في التعايش اليومي في نظام ارهابي يملك حق بطاقات التموين ويملك حق حجز الحريات ويملك حق القتل الجماعي والدفن الجماعي.

علينا في هذه الايام ان ندعوا سلطة الاحتلال بعد ان قررت الغاء التنظيم النقابي دعوتها الى البدء في تأسيس النقابات المهنية والحرفية اذ ان تنظيم النقابات هو جزء من المؤسسات الدستورية وهو اهم عوامل الاستقرار ومن اقواها تأثيراً على النمو الاقتصادي, وعلينا الاتعاض مما حصل سابقاً ولا نشجع فئة للطغيات على فئة اخرى او طائفة تدعي تمثيل العمال اوسع من غيرها بل تدعم كل فكرة سياسية تخدم مصلحة العمال الطبيقية وترفعهم الى مستوى العيش الكريم ورفاه يتسم بالديمقراطية والاستقرار.



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق الامثل في معاملة البعث في العراق
- شروق أم غروب للحركة النقابية
- صوت من أجل العدالة


المزيد.....




- شاهد: فرق الإطفاء تستمر في إخماد حريق اندلع بمأوى للمشردين ف ...
- خمسة أيام!! إجازة شم النسيم للقطاع الخاص والحكومي 2024 .. مد ...
- الأول من أيار رمز المواجهة بين الطبقة العاملة ورأس المال
- الوكالة الوطنية للتشغيل.. التسجيل في منحة البطالة بالجزائر 2 ...
- هي دي الاخبار ولا بلاش.. الحكومة العراقية تقرر زيادة رواتب ا ...
- خبر سار.. زيادة رواتب المتقاعدين بالجزائر في شهر مايو 2024 ت ...
- راتبك بزيادة 100,000 دينار..وزارة المالية تعلن بعد التعديل س ...
- لندن تستدعي سفير روسيا احتجاجا على -نشاط خبيث- على أراضيها
- “مصرف الرافدين” 25,000,000 دينار سلفة للموظفين والمتقاعدين ب ...
- رابط التسجيل في دعم العمالة الكويتية 2024 بالرقم الوطني عبر ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - خالد عيسى طه - دردشة على فنجان قهوة - كيف استطاع صدام حسين تجاوز واحتواء قدرات اليساريين في التنظيم النقابي ولماذا؟