أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - بقعة سوداء في تاريخ العراق المعاصر اذا استمروا على تهجير المسيحيين القسري















المزيد.....


بقعة سوداء في تاريخ العراق المعاصر اذا استمروا على تهجير المسيحيين القسري


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1118 - 2005 / 2 / 23 - 11:09
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


دردشة على فنجان قهوة
اليوم .. وبعد اكثر من مئة سنة .. لازال الاتراك يخفون وجوههم خجلا من مجازر اقترفوها بحق الارمن المسيحيين .. في حينها لم يخجلو من هذه المجازر بل تبجحوا بها .. يوم اجبروا مليونا من الارمن على الفرار من ارض اجدادهم .. نتهت حياة مئات الالاف منهم .. وفي بعض الاحيان لم يجدو المضطهدين قبرا يضم رفاتهم .. الشعب التركي اليوم .. يحاول ان يخف يديه الملطختين بدماء الارمن .. الشعب الذي تتردد شعوب اوروبا من قبوله كشعب متحضر يحق له بالانتماء للاتحاد الاوروبي .. التي مافتأت تركيا الزحف لها منذ اعلان المؤسس اتاتورك الدولة التركية الحديثة .. عندما رفس بقدميه الشريعة الاسلامية والجبة الدينية والعمامة الحنفية .. وأصدر قانونا تحديثيا يجبر الاتراك على لبس الزي الاوروبي .. كان هذا قبل مائة سنة وظل حلم الانتماء الى اوروبا قائما الى هذا اليوم .. رغم ان المجتمع المسيحي الاوروبي المتمثل في الاتحاد الاوروبي .. لايستطيع ان يمحو من ذاكرته مجزرة الارمن التاريخية .

ان الاتراك نادمين ويستمر ندمهم ويستمر عار الجريمة يلاحقهم الى يوم الدين .

اليوم .. وفي عراقنا العزيز .. يحاول بعض من لامذهب لهم ولا دين .
ان يقسر المسيحيين العراقيين من شتى المناحل .. سريان وآثوريين وأرمن وكلدانيين .. على الرحيل الاضطراري .. وهي جريمة برأيي انا .. لاتقل عن جريمة الاتراك تجاه الارمن .. بل تزيد عنها . ان اهداف المتعصبين الارهابيين .. جعلت الكنائس المسيحية في بغداد والموصل اهدافا لهم .. وقد هزت مشاعري الهجوم على كنيسة السريان في الموصل .. فقد قصفت بمدافع الهاون في وضح النهار .. بعد ان اخرجو القساوسة من الكنيسة بالقوة وألاكراه .. وجعلوا الكنيسة حطاما تتساوى مع الارض .. اليس هذا العمل وصمة عار في تاريخ العراق المعاصر .. حتى وان كانو مرتكبي هذه الجريمة هم مرتزقة مدفوعي الثمن لمثل هذه الجرائم .

اليس من العار .. ان لايقف المسلمين .. ليدافعوا بصدورهم العارية عن فئة من الشعب سكنت العراق قبلهم وأقامت حضارات وأمبراطوريات .. وشرعت لوائح قانونية هي الاولى في التاريخ .. كما كان الحال مع الكلدانيين وألبابليين وألاشوريين وألاراميين .. وما اعظم ماكان من حضارة يوم اصدر الملك حمورابي لائحته القانونية لتي ضمنت حقوق الفرد وانصفت المرأة وجاء بها كل المباديء التقدمية .

لاعذر لاحد ولا شفاعة لاي عراقي مهما كانت الظروف في امتناعه عن الدفاع عن الكنائس وأهل الكنائس وألمصلين فيها .. حتى اضطروا الى الهجرة خارج العراق مضيفين بهذه الهجرة رقما جديدا على عدد اهل الشتات وألتغرب .

ايستطيع احد ان يدلني عن ماهية حكمة اضطهاد المسيحيين .. الفئة المخلصة للعراق وزينة فئاتهم المثقفة .. هم فئة مسالمة منتجة لصالح العراق فكريا .. صناعيا وأجتماعيا .. هم الفئة التي تؤمن بألسلم وألسلام .. والتعايش مع المسلمين وتحت ظل نظامهم دون تذمر وعلى مد عقود .. هم فئة عمرها ماحملت جرثومة شهوة الحكم وألتسلط وألمعاداة للسلطة الحاكمة وما كان منها من طالب ان يكون وزيرا او رئيسا للوزراء او رئيسا للجمهورية .. وهم لايقلون اهمية وتأثيرا عن الغير الذي نلاحظه الان يطالب بمراكز سيادية ...! هم فئة حارب ابناءهم مع الجيش العراقي .. وكان المسيحي يحمل السلاح وحاله حال اي مواطن آخر .. نثر دمه وروت تربة الوطن من دماء شهداءه .. هم هؤلاء المخلصين الوطنيين الذين ابوا الا ان يشاركوا في معارك العراق الرئيسية .. وخاصة حرب ايران .. علما ان المسيحيين كانو احسن من هيأ من وسائل التعليم وفتح اكثر المدارس نظافة في السمعة وعلوا في الثقافة ومصدرا للآشعاع الفكري .. ومنها مدارس الدومينيكان في الموصل والجزويت في بغداد .. المدرسة التي تلقيت نور علمها خمسة سنوات دراسية في القسم الداخلي .. وهي السنين التي اصلبت عودي ووسعت افق فكري لتجعلني اتقبل التعايش الديمقراطي السلمي رافضا كل عنف ضد اي فئة خاصة وضد الذين نالوا من حبي وأعجابي .. الكثير
الكثير .

هذا الالم .. يخرج الحليم عن طوره .. ويخرج الصبور عن صبره .. عندما يرى الكنائس تهدم بيد الارهابيين المتسللين الناوين على اشعال حرب اهلية .. وبألتالي يفقد العراق احسن فئة من الناس المسالمين المطيعين .. ليكونوا مهاجرين جدد تاركين البلد ( اصل الوجود العراقي ) على الخارطة .

لماذا هذا الجنون الفوضوي ..؟

لماذا هذه الحملة ضد المسيحيين ...؟

لماذا نضطهد هذه الفئة التي احبت العيش معنا .. وبجوارنا .. وخلال مفردات حياتنا وهي التي تملك جذورا تاريخية في العراق اعمق من غيرها وبألتاكيد اعمق من المجرمين الذين يريدون اضطهاد وتهجير هذه الفئة .

اذن لماذا ...؟

بأعتقادي .. ليس هذه الاضطهاد عفوي او نتيجة تعصب او حقدا مذهبيا او دينيا .. بل قناعتي تقودني بأن هناك اياد غريبة دولية وبأشراف جهات معينةلاتريد الخير للعراق وشعب العراق .. ومن ضمنهم اخلص الفئات المسيحية .. وتريد افراغ العراق من هذه الفئة المنتجة المثقفة .. حتى يتسنى لهم العبث الاجرامي بمقدرات العراق شعبا وأرضا وتاريخا .. كما حصل في بيت لحم .. مهد المسيح .. يوم عملت الحكومة الاسرائيلية على تشجيع المسيحيين ودفعهم الى الهجرة .. تاركين البيت العتيق وبيت لحم .. مهد المسيحية .. يشكو قلة المسيحيين هناك .. ويفقده روعة يوم الحج في ايام عيد الميلاد والكرسميس .

هذا مايريده الكارهون للعراق .. بعد افراغه من المسيحيين .. ومع ان البعض يقول ان شعب العراق بجميع فئاته مغلوب على امره .. وقد شلت يداه وقمعت ارادته بوجود الاحتلال من جهة ز. وزاد هذه القمع والشلل .. نتيجة اعمال الارهابيين المتواصلة للاانسانية من قبل الذين يتبرقعون في نقاب المقاومة الوطنية وشعار طرد الاحتلال .. وهم برايي .. هم سبب الاحتلال وسبب وجوده .. ليرحاوا عن العراق .. فللعراق رجال وطنيون يؤمنون بألمقاومة الغير مسلحة ضد الجيوش المتحالفة المتواجدة على ارضه ..

لهذا كله .. ومع هذا جميعه .. فاني احمٌل حكومة علاوي والمسؤولين من اركان نظامه .. وقوى الامن وألحرس الوطني المسؤولين مسؤولية منفردة كاملة عن الامن .. لافقط للفئة المسيحية بل عن كل العراقيين .. يمنة ويسرة .. شمالا وجنوبا ووسط .. وذلك التزاما من المحتل وألحكومة التي عينها المحتل بأتفاقية جنيف الرابعة سنة 1949 وتعديلها الصادر في سنة 1977 .. هذه المسؤولية القانونية لايستطيع احد ان يرميها بهذه السهولة وأليسر على الارض .. فألتاريخ لايرحم .. وألشعب لايغفر .. وألمسيحيين لهم رب غاضب ( المسيح ) قد يخرج عن مبادئه التسامحية .. مبدأ الخد الايسر وألخد الايمن ..!

اخيرا .. اقول بحكم نشأتي في اوسع حلقة من فئة المسيحيين .. وعن طريقهم اسمع قصصا مرعبة .. ترجع بذاكرتي الى فترات الظلم والظلام وألقسوة وألمجازر التي مرت في مراحل عمري .

اسمع ان سيدة مسيحية عمرها اكثر من سبعين سنة ومن عائلة ثرية معروفة تضع اثاثها وروحها وحريتها بيد مهربين لينقلوها الى عمان خلاصا من تهديد الموت المستمر ..

وأسمع ان عائلة بكاملها اختفت من دارها وأحتل البعض هذا الدار وغير معروف مصيرهم واين ذهبوا .. ؟ وأسمع ايضا بأن الخاطفين خطفوا طبيبا مسيحيا من عائلة كبيرة معروفة .. بدأوا معه في الابتزاز بثلاثة ملايين دولار وأنتهوا بثلاثين الف دولار فقط .. ولم تنته قصص الارهاب هذه ضد المسيحيين ولا تنته .. ولسوف تستمر اذا لم يتكاثف الشعب بكل فئاته وأطيافه ليقفوا موقف رجل واحد ويقولون للارهابيين الدخلاء .. لكل رقصة نهاية .. وعليهم ان ينهو رقصة الارهاب وينهو تهديد المسيحيين .. لنرجع الى مجتمعنا الامن نتعايش فيه كأخوة وأشقاء .

هذه العواطف تبادلتها مع راعي الكنيسة الكاثوليكية ( القلب المقدس الاب ميشيل في ومبلدن .. وقد اقترح ان القي محاضرة في جمع كبير من مسيحيي الغربة في احد قاعات الكنيسة خلال شهر آذار القادم وأعتبر هذا تشريفا وتكليفا .. لا لاني فقط على ود مع المسيحيين .. بل لان الواجب الوطني يحتم علي شرح كوامن الخطر الذي يهدد العراق وجودا .

رعا الله العراق .. وطيب اقامة المسيحيين فيه .. ولكل غد لناظره قريب .

ابو خلود

--------------------------------------
دردشة على فنجان قهوة

في التحالفات السياسية
ليس هناك توقيت معين
نفر توو ليت

خالد عيسى طه
المستشار القانوني
رئيس محامين بلا حدود
Email:[email protected]

أنا .. من الذين لايوافقون مع الذين يعيبون على الكورد .. كثرة تحالفاتهم السياسية وتعدد ولاءاتهم .. الظرف هو صاحب الشأن .. فهم شعب محاصر على مدى حكم انظمة قاسية كان لها شعارا واحدا هو قمع الثورة الاستقلالية الكوردية بقيادة بطل النضال الكوردي ملا مصطفى البرزاني رحمه الله .

وهذه الثورة في شمال العراق هي احدى عقدتين نفسيتين كبيرتين للساسة العراقيين القدامى .. والاخرى هي تقع شرق البلاد عند الجارة ايران
فقد استمر الجيش العراقي وعلى مدى ثلاثة عقود وأكثر .. على تدريس ضباط الاركان خطط دفاع وهجوم على الجبهة الشرقية الايرانية .. ولابد ان تكون هذه العقدة نتيجة لكثرة الحروب العثمانية مع الفرس .. وكان العراق دائما هو ضحية هذه الحروب .

يوما .. يكون العراق عثماني الاحتلال سني المذهب .. توقد في هذه الفترة شموع التورع والعبادة على ضريح الامام الاعظم .. ابا حنيفة في الاعظمية .. وفي يوم آخر .. وفي ظل الاحتلال الفارسي .. يكون نفس الامام يرقد في جامع تعمد الفرس المحتلين استعماله كمربط للخيول ( اسطبل ) .

اشقاءنا الكورد تعلموا من هذه القسوة ومن تبدل المناخ السياسي .. دورا اجادوه في سبيل مقاومة حكومة المركز .. الظلم والقمع الذي ترسم صوره في بغداد للقضاء على حالة الصراع في الوجود للشعب الكوردي على ارضه .

المركز .. وجيش المركز .. يزحف بكامل عدته وجنوده وهم خليطا من عرب وأكراد وغيرهم .. لقمع حركة التحرر الكوردية .. والغريب ان القيادة .. وبعضا منها عسكرية .. شغلت من ضباط متميزين اكراد .. مثل مصطفى راغب وعمر علي وغيرهم .. وهم في تاريخ النضال الكوردي .. لهم دورا واضحا في معارك هندرين .. كذلك تعامل المناضل مسعود البرزاني مع وزارة الداخلية ووزيرها الكوردي المرحوم سعيد قزاز .. بكل ذكاء ودهاء .

هذا التسلسل القمعي .. يضم اشجع الكورد وأكثرهم دهاءا .. بلورت حالة فريدة في كوردستان العراق .. اذ انقسم الكورد فيما بينهم الى قسمين .. قسم مع النضال الثوري وأطلق عليه البشمركة وقسم تعاون مع سعيد قزاز والحكومة المركزية .. وأطلق عليه الفرسان .. وأصبح الفرسان مئات الالاف منظمين لدى آغوات اكراد معروفين بألاسم وألعائلة .. يقبضون عنهم ثمن التجييش بسعر محدد عن كل فرد وحسب الرؤوس .. وهم وان قبضوا من الحكومة عن طريق الاغوات .. لكنهم هم بطبيعتهم اكراد يحملون نفس ثورية البرزاني .. ولهم في جيش البرزاني اقارب وأولاد عم وخوال .. تحارب بكل شجاعة حرصا على اهداف الثورة الكوردية .. تحت شعار ( البشمركة ) وهم وان عاشوا في الجبال وحاربوا في مناطق معينة .. الا انهم يحرصون في النزول الى المدن يجوبون شوارع اربيل وألسليمانية .. بأعتبارهم من الفرسان انصار الحكومة .

اذن .. ظرف الاكراد .. جعل منهم شعبا ذو دهاء سياسي فطري .. وهي الثورة التي انتجت قائدا مثل مصطفى البرزاني العشائري الذي يملك ولاءا بلا حدود في منطقته .. فأستعان بمثقفي الاكراد منهم .. جلال الطالباني الذي كان اليد اليمنى للقائد الكوردي قبل الخلاف معه .. لذا وبذكاء مميز ..
استطاعت القيادة السياسية الكوردية .. بما تملك من وضوح رؤيا سياسية وتمسكها بألمصلحة الكوردية قبل كل شيء ان تلجأ الىتحالفات مع المعارضة العراقية بدءا من مؤتمر صلاح الدين ومؤتمر لندن وبقية المؤتمرات .. وكانت هذه التحالفات سببا مهما اضافيا الى قوة الكورد السياسية .

الكورد في تحالفاتهم هذه .. اهملوا اهل السنة .. وهم سنة مذهبيا امامهم ابي حنيفة .. كذلك اهملوا الديمقراطيين وأليسار الديمقراطي رغم ان الشمال الكوردي كان ولازال الحاضنة الرئيسية للديمقراطية الليبرالية .. الم يكن هذا الشمال ملاذا للشيوعيين وقت طغيان صدام حسين ..؟ الم يكن هذا الشمال بنظر قادة اليسار .. مثل عزيز شريف وتوفيق منير وعبد الفتاح ابراهيم وغيرهم .. على قناعة ان الديمقراطية ان تهيأ لها الزحف الى بغداد فستكون نقطة انطلاقها من الشمال الى الجنوب .. لتقضي على نظام فاشي ظالم عاش وتربع على سلطة ظالمة خمسة وثلاثون سنة . . ولكن تبقى مصلحة الكورد وتحصيل الحكم الفيدرالي كخطوة اولى للاستقلال .. هي راية عالية ترفرف على عقول القيادة الكوردية .. ولعلم الاكراد بأن السور الذي بناه صدام حسين عاليا بألتعاون مع القومية العربية والانظمة المجاورة .. لابد ان تأت تحالفات تستطيع بها القيادة الكوردية خرق هذا السور العالي .. وما اتعس تاريخ الظلم العربي ( الحكومة ) للشعب الكوردي .. تبرز في معركة الانفال وهدم خمسة الاف قرية كوردية وتسويتها بالارض مع نقل ساكنيها الى مناطق اخرى .. ناهيك عن بشاعة استعمال الكيمياوي في حلبجة .

وصل التاريخ السياسي العراقي وتاريخ مسيرة الاكراد نحو تحقيق اهدافهم بألفيدرالية وضم مدينة كركوك اليها .. ان حصلت في ظل تحالفاتهم الانتخابات الاخيرة وجاء 148 يمثلون قائمة الائتلاف الموحد ( الشيعة ) .
وجاء حوالي سبعون نائبا كورديا وأربعون آخرون من قائمة الدكتور اياد علاوي رئيس الوزراء .. علما ان مجموع المقاعد في قبة البرلمان هي 275
مقعدا . . هذه الانتخابات انتجت حالة النصر الغير الكامل لاي فئة من المتصارعين .. فلا قائمة الشيعة الموحدة تستطيع الحصول على قرارا تتخذه اكثرية المجلس ولا الكورد ايضا .. لذا يتوجب اجراء تحالفات جديدة .

ان الشعب العراقي اخذ يسلط الاضواء على ما انتجته هذه الانتخابات المرسومة بألخارج وتوقيتها كان بقوة النفوذ الاجنبي والديني .. رغم اعتراض اكثرية التيارات السياسية على التوقيت وليس على مبدأ الانتخاب بأستثناء الائتلاف الشيعي في القائمة الموحدة .. هذا الاستثناء جاء بطروحات جديدة منها :

جعل الشريعة الاسلامية المصدر الوحيد للدستور الدائم المرتقب . . والاخذ بهذا الطرح بمبدأ ولاية الفقيه الغائب ..! مثله مثل نظام الملالي في ايران .

ومنها .. شعار الغاء قانون الاحوال الشخصية .. الذي رسم وشرع في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم .. وهو قانون منصف .. لاتتعارض نصوصه مع الاسلام او الشريعة الاسلامية .. بعد ان حذفت مادة تساوي المرأة وألرجل في الارث .

ومنها .. شعار على العراق ان يدفع مائة الف مليون دولار الى ايران .. كما جاء على لسان السيد عبد العزيز الحكيم .. نتيجة حرب الثمانية سنوات التي اشعلها صدام حسين دون ارادة الشعب العراقي .

هذه الشعارات .. التي تصطدم ليس فقط مع اهل السنة .. بل تصطدم مع التيار اليساري العلماني وألليبرالي .. وهم برأيي .. الاكثرية الصامتة ..
وأنا لست من القانعين بنتائج الانتخابات .. التي كان لصورة آية الله العظمى علي السيستاني .. اثرها الكبير جدا في كسب الاصوات المؤمنة بقضية الحسين وأستشهاده على مذبح الحرية وألعقيدة .. مع هذا التيار .. وجدت الكثرة الصامتة ان هناك مبالغة متعمدة في اظهار مشاعر الحزن في عاشوراه .. ورجوع نظام السبايات وألتشبيه ووجود الشمر ( اليزيد ) في المسيرات الدينية العاشورية في مختلف مدن الجنوب وخاصة في كربلاء وألنجف .. دفعت الغيارى على مصلحة العراق ومنهم الشعب الكوردي الاصيل .. ان يصحو ليرى الوضع عن قرب ويتدارس ماذا يجب ان يعمل ..

نحن لانريد ان ننحاز لاحد .. ولكننا مع شعار وجوب تحديد الاحتلال بمدة .. وهذا شعار حيوي مركزي .. يجب على الجميع بما فيهم القائمة الموحدة والاكراد .. ان تتبنى فكرة طرد الاحتلال الغازي للبلد .. ولم يخطئو
اهل السنة ان تمسكوا بهذا الشعار وطلبوا تأجيل الانتخابات .. وجرت رغم كل هذه الظروف ورغم حالة عدم الاستقرار .. وحصل ماحصل ووصل من وصل الى قبة البرلمان . . بأصوات تملكتها روح المحبة وألاجلال للمرجعية الشيعية .. وكأنهم انتخبوا السيد علي السيستاني .. وليس احدا غيره .. ولاءا له وخوفا من عاقبة العصيان لارادته .

ان القيادة السياسية الكوردية ليست بقيادة غبية .. بل على العكس .. هي قيادة ذكية .. اذ انهم فتحوا الباب لمن يريد التحالف معهم .. عليه ان يقدم لهم مايريدون في تحقيق طموحات الشعب الكوردي .. من فيدرالية بسعتها وكركوك بنفطها .. حتى يكونوا مع من يدخل معهم حليفا .. جبهة برلمانية تملك اكثرية اصدار القرار .. غير مكترثين بأحتجاج الاتراك على مايحدث .. وتركيا دولة اطلسية تملك قوى ضاربة يحسب لها الف حساب .. ثم ان اللبوة ( زوجة الاسد الخائنة ) الامريكية هي في غرام دائم مع النظلم التركي لضمان مصالحها الاستراتيجية الكبرى .. وهي التي تساعد وتدعم انتماء تركيا الى الاتحاد الاوروبي .. واذا حصل هذا .. برأيي .. فان خارطة الشرق الاوسط تتغير .. وينتقل النفوذ من الامريكان الى الاوروبيين .. اذ ان العراق سيصبح بأمتداد جباله وأنهاره جزءا من الوحدة الاوروبية .. والاتحاد الاوروبي لايشجع اي اتجاه لتقسيم العراق .. فلا يكون هناك فيدراليات ولا يكون طوائف شمالا او جنوبا .

كذلك القيادة السياسية الكوردية .. اهملت ( وهي ذكية ) كونها جزيرة في بحر عربي متلاطم يستطيع بأمواجه السياسية ونفوذه .. التأثير على الاكثرية العربية بألعراق .. تغيير الموازين .. فألعرب غير الديمقراطيين لازالوا يحلمون بقومية عربية تحت شعار .. من المحيط الى الخليج .. ومن بغدان الى ططوان .

اين نحن من هذا البحر .. خاصة اذا لم تستطع القيادة الكوردية من خلق وعيا سياسيا يبعد فكرة الانفصال على الاقل في مثل هذه الظروف الحرجة .. اذ ان كل من يفكر بناء نظام او شكل نظام بدعم من جيش محتل فهو واهم جدا .. فالاحتلال له زمن .. وينته .. ولابد للجيش ان يرحل .. ولكن طموح الشعوب ووجوب تفهم التعايش السلمي هو الباقي .. بقاء الوجود الانساني . . هذا وغيره .. يتزامن مع مد مصلحي سني .. وان ترك الساحة السياسية وألزعل على بيدر حبوب الحنطة وألمشاركة .. لاتخدم العراق بل تضر هذه الفئة بأطيافها الكثيرة .. فأنهم ان تمسكوا بشعار طرد الاحتلال ..
فعليهم ان يدعو الى تحاور سياسي مع الكل .. وخاصة مع القيادة السياسية الكوردية في مؤتمر يتدارسون .. كيف يمنعون التهميش السياسي عن اهل السنة .. والذي يكرس بعنف من قبل فئة اخرى .. وهذه الفئة الاخرى تحاول ان تربط بين المقاومة الوطنية الشريفة الغير مسلحة .. وبين ارهاب الزرقاوي .. رغم كل ماتصرح به كتلة اهل السنة .. وهذا سيؤدي الى معادلة سياسية وطنية خاصة اذا رمى الزعيم مسعود البرزاني بثقله السياسي وثقل حزبه ( الحزب الوطني الديمقراطي الكوردستاني ) في هذا المؤتمر وأنشأ تحالفا جديدا يوازن فيه بين طموحات الكورد المعقولة وبين رجوع اهل السنة الى مضمار القرار السياسي وكتابة الدستور الجديد .. مثل هذا التحالف .. يجب ان لايهمل طائفة ولا يهمٌش فئة .. وهو يؤمن بألديمقراطية الواقعية لا بألديمقراطية المذهبية .. وعند ذاك .. سيعدل الميزان .. وتكون الاطراف جميعا متساوية بالقدر الممكن في صياغة دستور دائم جديد .. هو درب وطريق العراق لخمسون سنة قادمة .

والى هذا المستقبل .. والى الدستور الدائم المرتقب .. ترنو عيون الغيارى الوطنيين .. من سنة وشيعة وتركمان وأكراد ويزيدية ومسيحيين .. وكل الاطياف .. الذين وقفوا بكل جرأة ضد مبدأ المحاصصة الطائفية ..
وسيستمرون في هذا الرفض .

واذا كانت الطائفية عيب مستورد لنا لم نألفه .. علينا التخلص منه كما يتخلص الجسم الصحيح من السرطان المخيف .

ولنترك الزعيم مسعود وألايام .. ليتعامل بحكمة مع وضع العراق الحالي الذي لايبشر بخير .
ابو خلود



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دهاليز السياسة تؤدي الى مخالفات لاتكون في مصلحة البلاد
- يخطأ المطالبون بجعل الشريعة الاسلامية مصدرا وحيدا للدستور
- العراق بنى قصورا من الرمال وجاء الاحتلال ليهدمها
- دردشة على فنجان قهوة - كيف استطاع صدام حسين تجاوز واحتواء قد ...
- الطريق الامثل في معاملة البعث في العراق
- شروق أم غروب للحركة النقابية
- صوت من أجل العدالة


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - بقعة سوداء في تاريخ العراق المعاصر اذا استمروا على تهجير المسيحيين القسري