جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4168 - 2013 / 7 / 29 - 12:34
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
اشعر بالذنب
هذا المقال استمرار لـ تأملات في التوبة و الندامة Repentance راجع:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=370697
لا ادري من اين ياتى شعوري الدائمي بالذنب و خاصة بعد قرائتي لقصة الكاتبة البريطانية Denise Robins التي نشرتها بعنوان The Sin was Mine تحت اسم المستعار Julia Kane و انا طالب:
http://en.wikipedia.org/wiki/Julia_Kane
http://www.amazon.com/The-Sin-Mine-Julia-Kane/dp/B00282BVB0
و اني اعتقد ان كل انسان يحتفظ بصحته العقلية و النفسية و الجسدية و حتى الجاني و الارهابي يشعر بالذنب لحدما و الا فانه ليس انسانا.
نعم اشعر بالذنب و هذا الشعور يجبرني على التغير و التعويض. ليست التوبة او الندامة الا صفات بشرية لانها تعني انعكاس على النفس او التفكير بالذات و هذه صفة لاتوجد في الحيوانات او بعبارة اخرى انها تشترط الخبرة او النظرة الى الوراء و الاستفادة منها مع النية و الوعد بعدم التكرار في المستقبل لذا يمكن اعتبارها فترة نقاهة شفائية من الناحية النفسية اي ان الفكرة حتما اقدم من الاديان بدأت عندما بدأ الانسان ينظر الى الوراء و يفكر بما فعله و لربما هناك علاقة بين ارشادات و تعليمات التوراة و التوبة. التوبة في التوراة اليهودية هي عملية الرجوع shuv و الاسف nicham الاعتراف بالذنب ودعوة الى التغير من انسان مغرور الى انسان مطيع للرب و اخيرا الانقاذ و هناك تقاليد يهودية رمزية لهذه العملية و تسميها اليونانية metanoia تطبق ايضا في خارج الاطار الديني مثل تغير القلب و التفكير.
نرى هنا كيف ان بعض الافعال الانجليزية من نوع regret اي التأسف و الندم contrition تلعب لعبتها الزمنية (الدينية) الى الامام infinitive و الى الخلف gerund في القواعد الانجليزية بالتسلسل قارن:
She regrets (1) not to trust (2) him (infinitive)
She regrets (2) trusting (1) him (gerund)
في الحقيقة هناك عدد من الافعال تنظر الى الامام و الوراء او بعبارة اخرى ان جميع الافعال التي تشترط خبرة تتطلب gerund. ماذا يعني هذا؟ بالتأكيد يعني ان لغة الفكر البشري تتحرك على خط الزمن اما تتقدم الى الامام لتلقي نظرة على توقعات المستقبل prospective view او ترجع الى الوراء retrospective view لكي نستفيد من الخبرة. تشبه هذه النظرة تأمل الانسان صورته في المرآة. الصورة المنعكسة من المرآة هي دائما صورة من الماضي.
لا يغفر الرب في الاسلام عن جميع ذنوبك رغم ان الشرك بالله باعتقادي يساعد الرب و يخفف من الثقل على اكتافه و لا يبقى وحيدا منعزلا الا انه عنود لا يقبل اية مساومة قارن (لا تختصموا لدي و قد قدمت اليكم بالوعيد ما يبدل القول لدي: سورة ق) و (ان الله لا يغفر ان يشرك به: سورة النساء) و هذا يعني ان القرآن لايقبل مبدأ الذنب البشري من الاساس اي ان الانسان لا يولد مع ذنب و يبقى بدون ذنب الى ان يصل سن البلوغ. لربما تخفف علينا هذه الفكرة ذنوبنا و لكنها لم تطبق لحد الآن بالاخص في المجتمعات الاسلامية.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟