أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 3















المزيد.....

مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 3


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4103 - 2013 / 5 / 25 - 10:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ويواصل الدكتور السرداب معترضا على جواب السيد الربوبي كلامه فيما توقفنا عنده في الحلقة الثانية بقول: ثم إن الشك التصاعدي الذي لا يرحم والذي يؤدي إلى الوسواس القهري هو أيضا أحد مفردات العقل. [ض.ش: ولماذا الخوف من الشك؟ الشك هو بداية رحلة البحث عن الحقيقة، الشك يعني وجود عقل حي غير ميت، ديناميكي غير جامد، باحث دوما عن الحقيقة، واثق من رحمة الله، غير خائف من عذابه، إذا ما هو أخطأ في بحثه لقصور لا لعناد، إذا كان صاحبه مؤمنا بالله، لأنه يعلم أن الله يحب الباحثين بصدق عن الحقيقة، حتى لو أخطأوها، أكثر بكثير مما يحب المتبعين للحقيقة صدفة، ومن خلال الاتباع الأعمى لما وجدوه وورثوه وشاع في زمانهم، والخوف من عذاب الله بسبب الخطأ غير المتعمد في العقيدة، هو تشكيك برحمة الله وعدله وحكمته، من حيث لا يشعر ولا يقصد الخائف.] د.س: يقول الفيلسوف ديڤ-;-يد هيوم إن العقل قد بولغ جدا في تقديره، والعقل البشري ليس بنية مكتملة متميزة منحازة معزولة عن السياقات المعرفية، بل يمكن خداعه بسهولة، وقولبته وتدجينه والتأثير فيه سلبا أو إيجابا [ض.ش: هذا صحيح بالنسبة للعقل النسبي، أي القابلية الذهنية لكل فرد على استخدامه لأدوات العقل بشكل صحيح، ولا يمكن أن يصح على (العقليات) كمنهج ذي قوانين صحيحة النتائج دائما كما الرياضيات. أتصور المشكلة هي في المصطلح، الذي يؤدي إلى الخلط بي (العقل) كعلم له قواعده، كما نقول (المنطق)، (الرياضيات)، (الفلسفة)، وبين عقل كل واحد منا أو قابلياته الإدراكية، وهنا أكاد أقول إن هذا الخلط متأت من عدم إدراك الكثيرين أن مفردة العقل بالعربية تمثل مشتركا لفظيا، يستخدم في أكثر من معنى.]. د.س: وأكبر طبقة عُمالية في العالم توجد في أمريكا، وهي أكبر دليل على فلسفة القطيع العقلي، وهي أكبر دليل على سقوط التقييم العقلي المجرد [ض.ش: بل فلسفة القطيع العقلي متجسدة بدرجة أكبر في المعتقدين بمقدس وهمي، يغبقون عقلهم عليه، ويجعلون كبراءهم ممن يسمون علماء الدين يقودونهم كالقطيع، ويفكرون بدلا عنهم، ويملون عليهم، فيطيعون ظنا منهم أن الله الذي يملي عليهم، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا]. د.س: مثال: في المناظرة التاريخية على الرئاسة بين ريتشارد نيكسون وجون كينيدي وكانت أول مناظرة متلفزة وكان نيكسون خارجا لتوه من المستشفى لعلاج آلام الركبة، ولم يضع مكياجا في مقابل الوسيم جون كينيدي، ولدى الاقتراع بعد المناظرة ربح نيكسون بأغلبية ساحقة جمهور الراديو، الذي استمع له فقط، لكن في اقتراع الجمهور الذي شاهد التلفاز ربح كينيدي بأغلبية ساحقة. إن العقل قاصر للغاية في التقييم المجرد. [ض.ش: التفاوت هنا ليس في الثوابت العقلية، أي الضرورات والممتنعات، بل في مجال الممكنات العقلية الخاضعة للنسبية، وللاحتمالات والترجيحات، والتي تخطئ وتصيب، وتكون قابلة للترشيد، عبر التجربة، بينما الضرورات العقلية لا تحتاج إلى تكرار التجربة لمعرفة الصواب من الخطأ، كامتناع التناقض، وامتناع تسلسل العلل إلى ما لا نهاية، وكون الجزء أصغر من الكل، لا يمكن الخطأ فيه، والقضايا الميتافيزيقية الأساسية من هذا النوع، فالحقائق العقلية لا يجري تلقيها في الراديو بشكل مختلف عن تلقيها في التلفزيون، أو الصحيفة، أو المحاضر، فإنها تبقى هي هي لمن يدرك أنها حقيقة عقلي، لاسيما إذا كانت بديهية، وهذا يحتاج إلى تفصيل، لكني أكتفي هنا بهذا المقدار، ويأتي تفصيله في مناسبات أخرى، أو في كتابي بإذن الله. ثم ليس الأمريكان وحدهم تفاوتوا في المفاضلة بين نيكسون وكندي كما في المثال، فتاريخ المسلمين حافل بمعارك المفاضلة، التي كانت غالبا دامية وتكفيرية.] د.س: ثم إن العقل البشري لا يملك أي عتاد حقيقي يمنعه من التورط في صناعة الخرافة وقبولها. [ض.ش: لكن معظم الخرافات هي نتاجات دينية، فالدين أنتج الكثير من الخرافات، وإذا لم يكن ذلك صادرا عن الدين نفسه، فهو ناتج عن تأويلات واستنباطات وتفسيرات علماء الدين، أو الفهم الشعبي للدين، بمعنى أن الدين نفسه كان عاجزا عن وضع ضمانات، تحصنه من حصول كل ذلك، وبما أن العجز يستحيل صدوره عن الله، فيستحيل صدور الدين العاجز عن تحصين نفسه من التأويلات الخاطئة والتخريفات عن الله. وفي كلامي هذا لا أقصد الأديان الوثنية فقط، بل الديانات التوحيدية هي الأخرى أنتجت الكثير من الخرافات والعصبيات وحالات الغلو.] د.س: أيضا العقل البشري من منظور آخر هو نفعي مادي بحت [ض.ش: الظاهر أن الدكتور السرداب لا يدرك المعنى الفلسفي والمنطقي لمفردة (العقل)، فليس العقل هو النفعي والمادي، إنما هنا يأتي دور العاطفة بمعناها السلبي، والتي يسميها القرآن بالهوى، والأنانيات ونوازع الشر، التي يُعلَّق غسيلها على شماعة الشيطان، أما العقل نفسه فلا يمكن أن يكون ماديا نفعيا، وإلا فيكون مدح القرآن للعقل والتعقل على خطأ. هنا خلط واضح بين مفهوم العقل وبين قناعات الناس التي لا تكون دائما ناتجة عن العقل وحده، بل هناك العواطف بجوانبها الإيجابية والسلبية، والمؤثرات الخارجية، والمصالح والأنانيات، والمحدودية الذهنية للإدراك والفهم والاستيعاب، وهذا غير العقل.] د.س: وهو في هذين الإطارين عاجز أشد العجز عن التقييم السليم والفحص الرزين. [ض.ش: العقل المتحرر أقل عرضة للوقوع في الخطأ من العقل الذي يسجن نفسه في زنزانة النصوص التي يتوهَّم أنها مقدسة وصادرة عن الله، وبالتالي يكون الثاني أشد عجزا عن التقييم السليم والفحص الرصين.] د.س: كل هذه الأدلة [ض.ش: هي أدلة عندك ضعيفة عند غيرك] د.س: تؤكد سقوط أُسطورة أن العقل كافٍ للإيمان. [ض.ش: والأدلة كثيرة تلك التي تؤكد سقوط أسطورة احتكار الدين لقضية الإيمان، بل الدين ساهم كثيرا في تعطيل العقل، وأصبح مصداقا للصدّ عن سبيل الله، وللطاغوت المعبود من دون الله، والذي كان سيصل العقل السليم إلى الإيمان به، لو كان حرا، وأكاد أجزم أن معظم الملحدين أو لنقل الكثير منهم، إنما ألحدوا بسبب رفضهم للصورة الدينية عن الله، وأكثرهم، أو لنقل نصفهم، وأقصد النصف النوعي لا النصف الكمي، لو كانت قد عرضت عليهم صورة الله الفلسفية المنزهة لله، لقبلوها، ولما اختاروا الإلحاد، ولو إني أعتقد جازما أن الله يتنزه عن أن تكون له عقدة تجاه الملحدين لقصور عندهم في استيعاب الأدلة على وجوده، خاصة إذا ما تأنسنوا وتألقوا في إنسانيتهم، وكم مثل هؤلاء، والقصور لا يعني أن لهم ذكاءً بمستوى منخفض، حاشا لأذكيائهم، بل لكل إنسان مهما تألق في ذكائه وتوقده الذهني ثمة قصور في بعض ميادين البحث أو المعرفة، فشخصيا على سبيل المثال عندي قصور في استيعاب النظريات الاقتصادية، لذا لا أحشر نفسي في تفاصيلها.] د.س: وبدون العودة بالعقل إلى وظيفته الأصلية ضمن أُطر ومسلَّمات يُؤمِّنها الوحي [ص.ش: صحيح تماما، ولكن بعدما يتبين لنا أن ما متوهَّم أو معتقَد أو مدَّعى أنه وحي، هو وحي إلهي حقا، فدعوى الوحي من الممكنات العقلية، وبالتالي الخاضعة لاختبار صدقها، والعقل يكون هنا هو الحاكم، وهذا ما تقوله مدارس علم الكلام العقلية في الإسلام كالمعتزلة والإمامية، فهي في بحث وجود الله لا تعتمد النص بل العقل، فهل هؤلاء بمعايير الإسلام كفرة؟] د.س: ويُحدد أبعادها الكتاب [ض.ش: هذا إذا ثبت لنا أن هناك كتابا إلهيا، وإلا فأي كتاب هو نتاج بشري، يبقى نسبيا، نتفق معه في بعض منه، ونختلف معه في بعض آخر، بمقدار ما وُفِّق المؤلف لإصابة الصواب، أو بمقدار قدرتنا علىى الاستيعاب والاقتناع، فكما للقرآن تألقاته الرائعة، فعليه الكثير الكثير من الملاحظات، ولا أريد أن أعبر بغير ذلك، احتراما لمشاعر المؤمنين به كقيمة أخلاقية أحاول جهدي أن ألتزم بها.]، د.س: بدون هذه العودة فإننا نظلم العقل وندخله ميادين ليست ميادينه، وحروبا ليست حروبه، ثم بعد ذلك نلومه ونغضب عليه، إذا عاد خائبا منكسرا حزينا. هل ما زلت مُصرا على أن الإيمان بالله لا يحتاج إلى كتاب فقط بالعقل؟ [ض.ش: بل الإيمان العقلي، وحسب تجربتي لعمر طويل، تبين لي أنه – صدقني - أنقى وأصفى وأكثر حميمية من الإيمان الديني، وأكثر تنزيها لله عما لا يليق بجماله وجلاله وحكمته وعدله ورحمته. وهكذا هي تجربة كل الدينيين العقليين الذي انتهى بهم مطاف البحث على وفق المنهج العقلي إلى الإيمان اللاديني، فلذا أوجه نفس السؤال: هل ما زلت مصرا على أن الإيمان بالله يحتاج إلى كتاب؟]



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 2
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 1
- رسالة من الله إلى الإنسان
- دويلات شيعية وسنية وكردية ومناطق متقاتل عليها
- الفرائق الخمسة من اللاشيعة واللاسنة
- الموقف من الأقسام الستة لكل من التشيع والتسنن
- الطائفيون واللاطائفيون واللامنتمون لطائفة 2/2
- الطائفيون واللاطائفيون واللامنتمون لطائفة 1/2
- لماذا وقعت على «إعلان البراءة من الطائفتين»
- ال 3653 يوما بين نيساني 2003 و2013
- مع جمانة حداد في «لماذا أنا ملحدة»
- قضية القبانجي تؤكد خطورة ولاية الفقيه علينا
- معارضة أحد طرفي الصراع الطائفي لا يستوجب تأييد الطرف المقابل
- يا علمانيي العالم اتحدوا
- لماذا تحميل (الشّيعِسلامَوِيّين) المسؤولية أولا؟
- الديمقراطيون بين السلطة الشيعية والانتفاضة السنية
- مجرد سؤال .. ماذا لو قيل: «الإسلام هو المشكلة»؟
- تصويت البرلمان ضد التجديد للمالكي
- أفتخر أني لست شيعيا ولا سنيا
- «كفى يا أبا إسراء ...» مقالة لي تاريخها 06/10/2010


المزيد.....




- أول مرة في التاريخ.. رفع الأذان في بيت هذا الوزير!
- أول مرة في تاريخ الـ-بوت هاوس-.. رفع الأذان في بيت الوزير ال ...
- قصة تعود إلى 2015.. علاقة -داعش- و-الإخوان- بهجوم موسكو
- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 3